عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/02/28, 09:05 PM   #22
ملاك العشق

معلومات إضافية
رقم العضوية : 712
تاريخ التسجيل: 2012/11/16
الدولة: قلــ♥♥ــب اخـــ♥ــي
المشاركات: 4,069
ملاك العشق غير متواجد حالياً
المستوى : ملاك العشق is on a distinguished road




عرض البوم صور ملاك العشق
افتراضي

الجزء العاشر

هدية من الدنيا ::

بعد قطعنا اطريق طويل جدا ً وصلنا إلى وادٍ خطيرٍ ورهيب للغاية . فأصابتني رعدةً خوفا ً من أن يطلّ الذنب مرة أخرى من مكمنه و يداهمني . توقفت وأخذت أفكر بالمصاعب الكثيرة التي كنت أُلاقيها في طريقي , عاد إليّ ((حسن)) وقال : لِمَ توقفت ؟ هيا نتحرك .
قلت : إنني أخاف . قال : لا مفرلك , لابد من السير .
تحركت نحو الأسفل مضطربا ً , وما أن سرتُ خطوات من شفير الوادي نحو الأسفل حتى أطلَّ من الجانب الآخر للوادي مخلوق نوراني له جناح وفي طرفة عين جاء عند ((حسن)) وبعد أن استفسر عن أحوالي سلّمه رسالة ثو ودَّعنا وعاد مسرعا ً . وبعد أن قرأ ((حسن)) الرسالة وضعها ف يصحيفة أعمالي والتفت إليَّ وقال : أبشرك , فسألته مندهشا ً : ما الأمر ؟ قال : بعث أهل بيتك وأصدقاؤك بهدية إليك وجاء بها هذا الملك إليك وسيُقلل من همك وغمك بمقدارها .
قلت : وكيف ؟ قال ((حسن)) وهو يشير إلى ذلك الوادي الرهيب : سوف لن نعبر من هذا الوادي نتيجة لهذه الهدية التي هي عبارة عن تلاوة للقرآن وإقامة مجلس تذكر فيه مصيبة الحسين بن علي – عليهما السلام – والدموع التي أهيلت من أجله .
سُررت لهذا الخبر ودعوت لهم جميعا ً بالمغفرة . ثم عدنا أدراجنا من ذلك الطريق الذي قطعناه وسلكنا طريقا ً أكثر يسراً


::أودية الارتداد ::

بعد قليل وصلنا معبرا ً ضيقا ً على جانبيه أودية رهيبة , وكأنَّ ((حسن)) كان ينتظر سؤالاً مني فالتفت إليَّ قائلاً : هذه الأودية الموحشة هي أودية الارتداد ويستغرق الوصول إلى قعرها سنوات متمادية من سنّي الدنيا . وفي قعرها أفران من النار هي صورة لنا جهنم , و أولئك القابعون فيها سيبقون فيها إلى يوم القيامة .
سيطرت عليَّ الرهبة بحيث بركتُ في مكاني دون وعي مني . فرفعني ((حسن)) من مكاني وقال : ركِّ نظرك عليَّ ولا تنظر إلى قعر الوادي أبدا ُ . وهكذا تجرأت على السير في هذا الطريق الموحش .
في غضون ذلك عمَّت الوادي صرخةٌ رهيبة فالتفت إلى الخلف فشاهدت رجلا ً يسقط إلى قعر الوادي , وفي وسط صرخاته وعويله الذي هزَّ فؤادي , سمعتُ صوت ذنوبه .
كان ((حسن)) يشاهد المنظر مثلي فقال : إنه تعيس , فقد قطع الطريق إلى هنا بسلام , لكنه سيمكث في قعر الوادي حتى قيام الساعة . فسألته متعجبا ً : ولماذا ؟
قال إنه ارتد بعد سنين من إيمانه . ثم أخذت أدقق كثيرا ً في طريقي وكنت أضع قدمي في موطىء قدم ((حسن)) خشية السقوط .
ورغم زلات قدمي أحيانا ً لكننا قطعنا ذلك الطريق الشاق الصعب بسلام , ووضعنا أقدامنا في طريق ضيِّق كثير المنعطفات تحيط به تلال عالية ومنخفضة , وكان العبور منه محفوفا ً بالقلق والاضطراب



::خدعة ::

كان ((حسن)) يواصل طريقه وأنا أتبعه بكل لهفة ولكن بقلب ٍ مضطرب . وصلنا مفترق طريقين فتوجه ((حسن)) نحو اليمين , غير أن يدا ً سوداء ضخمة كمّت فمي وعينيّض ونتيجة للرائحة الكريهة التي كانت تنبعث منها عررفت أن ذلك هو الذنب .
حاولت إزاحة تلك اليد السوداء المغطاة بالشعر وحينما أفلحت واجهني شبح ذلك الذنب القبيح .
أصابني الذعر فحاولت الفرار واللحاق بـ((حسن)) غير أن الذنب سحب يديّض بقوة وقال : هل نسيت عهدك ؟
فأجبته مذعورا ً : أيُّ عهدٍ هذا ؟
قال : لقد كنتَ في النيا تصحبني , وعاهدتني أن نكون معا ً في هذا العالم أيضا ً , قلتُ : إنني لا أعرفك أبدا ً , قال : إنك تعرفني جيدا ً لكنك لم ترَ صورتي ,. الآن وقد تفتحت رؤيتك أخذت تشاهدني . قلت : حسنا ً , ماذا تريد مني الآن ؟ قال : إنني ألاحقكم منذ بداية الرحلة وحتى الآن , وقد حاولت اللحاق بك في وادي الارتداد فلم أفلح .
قلت : وماذا كنت تريد مني هناك ؟
قال : أردتُ المرور بك من ذلك الوادي .
فصرخت منزعجا ً : يعني أنك كنت تريد تكبيلي حتى قيام الساعة !
قال : كلا ّ لقد كنت أريد إيصالك إلى مرامك بأسرع وقت , ولكن لا بأس , فإنني أعرف طريقا ً سهلا ً لا يعرف به أي شخص آخر .
قلت : وحتى ((حسن)) ؟
قال : كنُ على ثقة لو كان على علمٍ به لما أخذ بيدك عبر هذا الطريق الصعب , وهنا تذكرت ((حسن)) حيث تقدّمني متصورا ً أنني أسير خلفه .
ضاق صدري وطلبت من ((الذنب)) أن يتركني , لكنه في هذه المرة هددني واحمرت عيناه فأصبحتا كبؤرتي دم وقال : إما أن تأتي معي أو أعيدك إلى حيث جئت .
لما سمعت هذا الكلام ارتعد بدني واضطررت لمرافقته شريطة أن أتقدمه وهو يدلّني من خلفي لأن مجرد رؤيته كانت تمثل عذابا ً بالنسبة لي .
وهكذا تقدمت في الطريق المتجه يسارا ً وبعد فترة من المسير وصلنا كهفا ً كبيرا ً , ودون أن التفت إليه سألت الذنب: مالعمل ؟
قال : إنك ترى أنه لا طريق آخر أمامنا ولابد لنا من المرور من داخل الكهف .
دخلت ُ الكهف لكن ظلمته التي تفوق التصور أرعبتني فسمعت صوت الذنب وهو يصرخ : لماذا توقفت ؟ الطريق ممهد ويخلو من الأخطار . واصل طريقك براحة بال .
تقدمت خطوات ثم توقفت ونظرتُ إلى ما حولي فلم يعد باب الكهف يُرى .
كان الظلام يخيّم على كل شيء , فخيم رعب ٌ عجيب على كياني , فناديت الذنب لكنني لم أسمع جوابا ً , ثم ناديت مرعوبا ً لكنني لم أسمع سوى صدى صوتي . لم تنفك عني الرهبة والاضطراب , فأدرت برأسي لأرى ما يحيط بي لعلّي أعثر على منفذ للهروب , لكنني لا أعرف أين بداية الكهف ولا نهايته .
جلست متحيرا ً نادما ً غمر قلبي الحزن والألم وبكيت لفراق صديقي الحميم الوفي ((حسن)) ....


:: يتبع ::
[/quote]


توقيع : ملاك العشق
رد مع اقتباس