عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/03/09, 04:21 PM   #4
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي



ـ 10 ـ
احتجاج عبد الله بن جعفر على معاوية
بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام

قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين عليهما السلام، وعنده عبد الله بن العباس والفضل بن عباس، فالتفت إلى معاوية، فقال:

يا عبد الله ما أشد تعظيمك للحسن والحسين وما هما منك، ولا أبوهما خير من أبيك، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقلت: ما أمك أسماء بنت عميس بدونها.

فقلت: والله إنك لقليل العلم بهما وبأبيهما وبأمهما، بل والله لهما خير مني، وأبوهما خير من أبي، وأمهما خير من أمي. يا معاوية إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيهما وفي أبيهما وأمهما، قد حفظته ووعيته ورويته.

قال: هات يا ابن جعفر، فو الله ما أنت بكذاب ولا متهم.

فقلت: إنه أعظم مما في نفسك.

قال: وإن كان أعظم من أحد وجراء ـ بكسر المهملة ـ جميعا، فلست أبالي إذا قتل الله صاحبك، وفرق جمعكم، وصار الأمر في أهله، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عددتم.

فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل عن هذه الآية (وما جعلنا الرؤيا التي الصفحة 77

أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (1) فقال:

«إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري، وينزلون، يردون أمتي على أدبارهم القهقري».

وسمعته يقول: «إن بني أبي العاص إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا».

يا معاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة، واسامة بن يزيد، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول:

«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقلنا: بلى يا رسول الله. قال: أليس أزواجي أمهاتكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله.

قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أولى به من نفسه، وضرب بيده على منكب علي، فقال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

أيها الناس أنا أولى المؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر، ثم أبني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر».

ثم عاد فقال: «أيها الناس إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، وإذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم...» إلى أن قال:

فقال معاوية: يا ابن جعفر لقد تكلمت بعظيم، ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت أمة محمد من المهاجرين والأنصار غيركم ـ أهل البيت ـ وأوليائكم وأنصاركم. الصفحة 87


فقلت: والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال معاوية: يا حسن ويا حسين ويا ابن عباس ما يقول ابن جعفر ؟

فقال ابن عباس: إن كنت لا تؤمن بالذي قال، فأرسل إلى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك.

فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة وإلى أسامة بن زيد، فسالهما فشهدا أن الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سمعه... إلى أن قال ـ من كلام ابن جعفر ـ:

ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن، واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل مؤمن من بعده، وأنه كل من كان هو وليه فعلي وليه، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به، وأنه خليفته فيهم ووصيه، وأن من أطاع الله ومن عصاه عصى الله. ومن والاه والى الله ومن عاداه عادى الله. الحديث، وفيه فوائد كثيرة قيمة جدا. كتاب سليم (1).




ـ 11 ـ
احتجاج برد على عمرو بن العاص
بحديث الغدير

قال أبو محمد بن قتيبة ـ المترجم (ص 96) ـ في الإمامة والسياسية (2) (ص 93):

وذكروا أن رجلا من همدان يقال له: برد، قدم على معاوية فسمع عمرا يقع في علي عليه السلام فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فحق ذلك أم باطل ؟

____________

(1) كتاب سليم بن قيس: 2 / 834 ح 42.

(2) الإمامة والسياسة: 1 / 97. الصفحة 78


فقال عمرو: حق وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علي !

ففزع الفتى. فقال عمرو: إنه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل ؟ قال: لا، ولكنه آوى ومنع. قال: فهل بايعه الناس عليها ؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته ؟ قال: اتهامي إياه في عثمان. قال له: وأنت ـ أيضا ـ قد اتهمت. قال: صدقت، فيها خرجت إلى فلسطين.

فرجع الفتى إلى قومه، فقال: إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم، علي على الحق فاتبعوه.


ـ 12 ـ
احتجاج عمرو بن العاص على معاوية
بحديث الغدير

ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب (1) (ص 124) كتابا لمعاوية كتبه إلى عمرو بن العاص يستهويه لنصرته في حرب صفين، ثم ذكر كتابا لعمرو مجيبا به معاوية ـ وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص ـ ومن كتاب عمرو قوله:

وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد على عثمان وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم (2) على قتله، فهذا كذب وغواية.

ويحك يا معاوية، أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبات على فراشه ؟ ! وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هو مني وأنا منه». «وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

وقال في يوم غدير خم: «ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه،

____________

(1) المناقب: ص 199 ح 240.

(2) أشلاهم عليه: أغراهم به. الصفحة 80

وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله».


ـ 13 ـ

احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على
عمرو بن العاص سنة (37)

روى نصر بن مزاحم الكوفي (1) في كتاب صفين (2) (ص 176) في حديث طويل عن عمار بن ياسر يخاطب عمرو بن العاص يوم صفين، قال:

أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقاتل الناكثين، وقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، فأنتم هم، وأما المارقون فما أدري أدركهم أم لا، أيها الأبتر ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم واله من والاه، وعاد من عاداه» وأنا مولى الله ورسوله علي بعده، وليس لك مولى. فقال له عمرو: لم تشتمني يا أبا اليقظان ؟ يأتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاص فراجع، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3) (2 / 273).


ـ 14 ـ
احتجاج أصبغ بن نباتة بحديث الغدير
في مجلس معاوية سنة (37)

كتب أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ أيام صفين كتابا إلى معاوية بن أبي سفيان، وأرسله إليه بيد أصبغ بن نباته ـ المترجم (ص 62) ـ قال الأصبغ:

____________

(1) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 1 / 183 [ 2 / 206 خطبة 35 ]: ونحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفين في هذا المعنى، فهو ثقة ثبت صحيح الثقل غير منسوب إلى هوى ولا إدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث. (المؤلف).

(2) وقعة صفين: ص 338.

(3) شرح نهج البلاغة: 8 / 21 خطبة 124. الصفحة 81


فدخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكئا على وسادتين خضراوين، وعن يمينه عمرو بن العاص، وحوشب، وذو الكلاع (1)، وعن شماله أخوه عتبة المتوفى (43، 44) وابن عامر بن كريز عبد الله المتوفى (57، 58) والوليد أبن عقبة الفاسق بنص القرآن، وعبد الرحمن بن خالد المتوفى (47)، وشرحبيل بن السمط المتوفى (40، 41)، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدرداء (2) والنعمان بن بشير المتوفى (65)، وأبو أمامة الباهلي صدي المتوفى (81) فلما قرأ الكتاب قال: إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان.

قال الأصبغ: فقلت له: يا معاوية لا تعتل بدم عثمان، فإنك تطلب الملك والسلطان، ولو كنت أردت نصره حيا لنصرته، ولكنك تربصت به، لتجعل ذلك سببا إلى وصول الملك. فغضب من كلامي، فأردت أن يزيد غضبه، فقلت: لأبي هريرة:

يا صاحب رسول الله إني أحلفك بالذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة، وبحق حبيبه المصطفى ـ عليه وآله السلام ـ إلا أخبرتني أشهدت يوم غدير خم ؟

قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في علي ؟

قال: سمعته يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

فقلت له: فإذا أنت ـ يا أبا هريرة ـ واليت عدوه، وعاديت وليه.

فتنفس أبو هريرة الصعداء، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

رواه الحنفي في مناقبه (3) (ص 130)، وسبط ابن الجوزي في تذكرته (4) (ص 48).

____________

(1) حوشب الحميري وذو الكلاع كانا مع معاوية في حرب صفين وقتلا بها. (المؤلف).

(2) عويمر الأنصاري: قال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى [ القسم الثالث / 1229 رقم 2006 ]: قال أهل الأخبار: إنه توفي بعد صفين. (المؤلف).

(3) مناقب الخوارزمي: ص 205 ح 240.

(4) تذكرة الخواص: ص 85. الصفحة 82


ـ 15 ـ
مناشدة شاب أبا هريرة بحديث الغدر
في مسجد الكوفة (*)

أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي (1) ـ المترجم (ص 100) ـ قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، أنبأنا شريك، عن أبي يزيد داود الأودي المتوفى (150) عن أبيه يزيد الأودي.

وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري، عن أبي كريب، عن شاذان، عن شريك، عن إدريس وأخيه داود، عن أبيهما يزيد الأودي قال:

دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب، فقال: أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ؟

قال: فقال: إني أشهد أني سمعت رسول الله يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 105) نقلا عن أبي يعلى والطبراني والبزاز بطريقيه، وصحح أحدهما ووثق رجاله، وذكره ابن كثير في تاريخه (2) (5 / 213) من طريق أبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3) (1 / 360): روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار: أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع

____________

(*) إسناد هذه المناشدة من طريق إدريس بن يزيد صحيح، رجاله كلهم ثقات. (المؤلف).

(1) مسند أبي يعلى الموصلي: 11 / 307 ح 6423.د

(2) البداية والنهاية: 5 / 232 حوادث سنة 10 هـ.

(3) شرح نهج البلاغة: 4 / 68 خطبة 56. الصفحة 83

معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال:

يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: «أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ؟.

فقال: أللهم نعم. قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه. ثم قام عنه. (1)

وروت الرواة أن أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم، وكان يخطب وهو أمير المدينة، فيقول: الحمد لله الذي جعل الدين قياما، وأبا هريرة إماما، يضحك الناس بذلك. وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق، فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول: الطريق الطريق، قد جاء الأمير. يعني نفسه.

____________

(1) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ح 12141، والبزار في مسنده كشف الأستار: ح 2531، وأخرجه الحافظ الطبراني، وعنه في مجمع الزوائد: 9 / 105.

وأخرجه المبارك بن عبد الجبار الصيرفي في الطيوريات: ج 9 / ق 160 / ب، وأخرجه الذهبي في كتابه الغدير ـ جزء في حديث من كنت مولاه ـ بالأرقام: 82 ـ 88، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية: ح 3958، وفي مختصر زوائد مسند البزار: ح 1903، والبوصيري في إتحاف السادة المهرة: ج 3 ق 56 / أ.

وفي رواية الذهبي في غديره رقم 84: قدم علينا معاوية [ الكوفة] فنزل النخيلة، فدخل أبو هريرة المسجد بالكوفة، فكان يقص على الناس ويذكرهم ! فقام إليه شاب، فقال: يا أبا هريرة نشدتك بالله أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ؟ قال: اللهم نعم.

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ح 12141: فقال الشاب: أنا منك برئ، أشهد أنك قد عاديت من والاه، وواليت من عاداه، قال: فحصيه الناس بالحصى.

فيبدو أن معاوية لما قدم الكوفة بعث جهاز إعلامه شيخ المضيرة إلى المسجد يمجده ويطريه ويحرض الناس على إكرامه وتبجيله ! ولعله نال من أمير المؤمنين عليه السلام وتنقصه !! مما أثار حفيظة هذا الشاب، فقام إليه وناشده وأفحمه، وقال له: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه.

وأنت تعلم أن مجرد القصص والتذكير لا يؤدي إلى مثل هذا. (الطباطبائي). الصفحة 84


قلت: قد ذكر ابن قتيبة هذا كله في كتاب المعارف (1) في ترجمة أبي هريرة، وقوله فيه حجة لأنه غير متهم عليه.

قال الأميني: هذا كله قد أسقطته عن كتاب المعارف ـ طبعة مصر (1353 هـ) ـ يد التحريف اللاعبة به، وكم فعلت هذه اليد الأمينة لدة (2) هذه في عدة موارد منه، كما أنها أدخلت فيها ما ليس منه، وقد مر الإيعاز إليه (ص 192).


ـ 16 ـ
مناشدة رجل زيد بن أرقم
بحديث الغدير

روي عن أبي عبد الله الشيباني رضي الله عنه (3) قال: بينما أنا جالس عند زيد بن أرقم إذ جاء رجل، فقال: أيكم زيد بن أرقم ؟ فقال القوم: هذا زيد.

فقال: أنشدك بالذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ؟ قال: نعم.

مودة القربى (4)، وينابيع المودة (5) (ص 249). (6)

____________

(1) المعارف: ص 277 ـ 278.

(2) لدة الصبي: من ولد أو تربى معه.

(3) كذا في النسخ ولعل الصحيح: أبو عمرو الشيباني، وهو التابعي الكبير [ سعد بن إياس من بني ] شيبان بن ثعلبة، الكوفي المتوفى (98)، كان يقرأ القرآن في المسجد الأعظم بالكوفة، ترجمة الذهبي في تذكرته: 1 / 59 [ 1 / 68 رقم 62 ]. (المؤلف).

(4) أنظر المودة الخامسة.

(5) ينابيع المودة: 2 / 73 باب 56.

(6) وأخرجه الحافظ أبو يعلى، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه: 537، وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير: ح 5065. وهناك صورة أخرى وسؤال آخر رواه القطيعي في زياداته في كتاب مناقب علي عليه السلام لأحمد بن حنبل برقم 170 وفي فضائل الصحابة له برقم 1048 عن أبي ليلى الكندي أنه حدثه، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ـ ونحن ننتظر جنازة ـ فسأله رجل من القوم فقال: أبا عامر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» ؟ قال: نعم.

قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: نعم، قد قالها له، أربع مرات، قال: نعم.

صورة ثالثة أخرجها أحمد في المسند: 4 / 372.

عن ميمون أبي عبد الله قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاط فسأله عن ذا، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه...».

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام برقم 544.

وصورة رابعة أخرجها أحمد في المسند: 4 / 368، وفي فضائل الصحابة: ح 992، وفي كتاب مناقب علي عليه السلام برقم 116 عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم، فقلت له: إن ختنا حدثني عنك بحديث في شأن علي ؟... فأنا أحب أن أسمعه منك فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت: ليس عليك مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة... (الطباطبائي). الصفحة 85


ـ 17 ـ
مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري
بحديث الغدير (*)

أخرج العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (1) (ص 16) قال:

أخبرني بذلك ـ عاليا ـ المشايخ منهم: الشريف الخطيب أبو تمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلى، وإبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري، قالوا جميعا:

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطي، وقال الكاشغري أيضا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج

____________

(*) سند هذه المناشدة صحيح رجاله كلهم ثقات. (المؤلف).

(1) كفاية الطالب: ص 61. الصفحة 86

القراء، قالا: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي اليانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا مطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته و[ عنده ] علي بن الحسين، ومحمد بن الحنفية، وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق، فقال: بالله (1) إلا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسملم، فقال:

كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خباء ـ في الفرائد: أو فسطاط ـ فأشار بيده ثلاثا، فأخذ بيد علي بن أبي طالب، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

ورواه الحموئي في فرائد السمطين في الباب التاسع (2) قال: أخبرني الشيخ مجد الدبن عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة، قال: أنبأنا الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه، قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.

وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله [ بن أبي القاسم بن أبي غالب ] (3) السامري بقراءتي علهي بجامع النصر (4) ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وستمائة، قال: أنبأنا الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الخزائني سماعا علهي في الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنتين وعشرين

____________

(1) في لفظ شيخ الإسلام الحموئي، أنشدك الله الأحد. (المؤلف).

(2) فرائد السمطين: 1 / 62 ح 29، وذكره الذهبي في معجم شيوخه: ص 532 رقم 793.

(3) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(4) كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي: والصواب: بجامع القصر، وهو جامع سوق الغزل الحالي. (المؤلف). الصفحة 87

وستمائة، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمسين وخمسمائة، قالا (1): أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفرا البانياسي سماعا عليه، قال: أنبأنا ابن الزاغوني (2) ـ المترجم (ص 113) ـ في شهر شعبان سنة ثلاث وستين (3) وأربعمائة، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة، قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق، قال: أنبأنا أبو سعيد الأشج، قال: أنبأنا أبو طالب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنت عند جابر... الحديث بلفظه.

ورواه ابن كثير في تاريخه (4) (5 / 213) قال: قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمع جابر بن عبد الله يقول:

كنا بالجحفة بغدير خم، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خباء أو فساط، فأخذ بيد علي، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه». قال: شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن. (5)

قال الأميني: لا يهمنا إسقاط ابن كثير من الحديث شطرا فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي إياه، وذكره الحديث بصورة مصغرة، إذ صحائف تاريخه

____________

(1) هما ابنا البطي والزاغوني.

(2) راجع ترجمته ص 248.

(3) التاريخ مصحف، فأين الزاغوني ولد سنة 468 والبانباسي توفي سنة 485، فيبدو أن سماع ابن الزاغوني من البانباسي كان سنة 483، فصحف ثمانين إلى ستين. (الطباطبائي).

(4) البداية والنهاية: 5 / 232 حوادث سنة 10 هـ.

(5) وأخرجه ابن الأبار في معجم الشيوخ: ص 325 رقم 384، والذهبي في سير أعلام النبلاء، 8 / 296، وفي معجم شيوخه: 2 / 234، كل منهما عن عدة من شيوخه بطرقهم.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه بعدة طرق: 558 و 559 و 560 عن عدة من شيوخه.

(الطباطبائي)
الصفحة 88

ـ البداية والنهاية ـ تنم عن لسانه البذي، ويده الجانية على ودائع النبي الأعظم فضائل آل الله، وعن قلبه المحتدم بعداتهم، فتراه يسب ويشتم من والاهم ويمدح ويثني على من ناواهم، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف، كل ذلك تحكما منه بلا دليل،ويحرف الكلم عن مواضعها، ولو ذهبنا لنذكر كل ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتاب ضخم، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث بدء الدعوة النبوية عند نزول قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (1) قال في تاريخه (2) (3 / 40) بعد ذكر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي.

وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن محمد بن حميد الرازي... وساق إلى آخر السند ثم قال: وزاد بعد قوله:

«وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا ؟ قال:

فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت ـ ولأني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا ـ: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، فقال: إن هذا أخي وكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع».

وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره (3 / 351)، وقال: وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن حميد... إلى آخره حرفيا.

وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي.

____________

(1) الشعراء: 214.

(2) البداية والنهاية: 3 / 53. الصفحة 89


قال في تاريخه (1) (2 / 217) من الطبعة الأولى:

«إني قد جئتكم بخيرالدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: ـ وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا ـ: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع». فإلى الله المشتكى.

نعم، رواه الطبري في تفسيره (2) (19 / 74) محرفا، فهلا وقف ابن كثير على ما في تاريخه وقد أخرجه غير محرف، أو على ما أخرجه غير الطبري من أئمة الحديث والتاريخ في تآليفهم، أوحدته ضغينته على اختيار المحرف من الكلم، والله يعلم ما تكن صدورهم. (3)

____________
(1) تاريخ الأمم والملوك: 2 / 321.
(2) جامع البيان: مج 11 / ج 19 / 122.
(3) وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار في مسند علي بن أبي طالب وصحح سنده.

قل في ص 60: حدثنا أحمد بن منصور. قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال:
لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: جمع رسلو الله صلى الله عليه وآله وسلم عليه أهل بيته فاجتمعوا ثلاثين رجلا، فأكلوا وشربوا وقال لهم: «من يضمن عني ذمتي ومواعيدي وهو معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي».
قال: فعرض ذلك عليهم، فقال رجل: أنت يا رسول الله كنت بحرا، من يطيق هذا ؟ حتى عرض على واحد واحد. فقال علي: «أنا».
وأخرج في ص 62: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا: وقلت: أنا با نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي وقال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا». (الطباطبائي). الصفحة 90
احتجاج قيس بن سعبد بحديث الغدير على معاوية سنة (50، 56)
قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا إلى المدينة في أيام خلافته بعد ما توفي الإمام السبط الحسن ـ صلوات الله عليه ـ فاستقبله أهل المدينة، فجرى بينه وبين قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي الصحابي الكبير حديث يأتي ذكره بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الأول، وفيه بعد قول قيس: ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا لقريش ولا أحد من العرب في الخلافة حق مع علي وولده من بعده ما نصه:
فغضب معاوية، وقال: يا ابن سعد ممن أخذت هذا ؟ وعمن رويته ؟ وععن سمعته ؟ أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته ؟ فقال قيس: سمعته وأخذته ممن هو خيرمن أبي وأعظم حقا من أبي. قال: من ؟
قال: علي بن أبي طالب عالم هذه الأمة وصديقها الذي أنزل الله فيه (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فلم يدع آية نزلت في عليه عليه السلام إلا ذكرها.
قال معاوية: فإن صديقها أبو بكر، وفاروقها عمر، والذي عنده علم الكتاب
____________
(1) الرعد: 42. الصفحة 91


عبد الله بن سلام.
قال قيس: أحق هذه (1) الأسماء أولى بها الذي أنزل الله فيه: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (2)، والذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم، فقال:
«من كنت مولاه أولى به من نسه فعلي أولى به من نفسه»، وفي غزوة تبوك:
«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، كتاب سليم الهلالي (3).
احتجاج دارمية الحجونية على معاوية سنة (50، 56)
قال الزمخشري ـ المترجم (ص 114) ـ في ربيع الأبرار في الباب الحادي والأربعين (4).
حج معاوية، فطلب امرأة يقال لها: «دارمية (5) الحجونية من شيعة علي، وكانت سوداء ضخمة، فقال: كيف حالك يا بنت حام ؟ فقالت: بخير ولست بحام، إنما أنا امرأة من بني كنانة.
فقال: صدقت، هل تعلمين لم دعوتك ؟ قالت: يا سبحان الله، وإني لم أعلم
____________
(1) كذا في المصدر أيضا.
(2) هود: 17.
(3) كتاب سليم بن قيس: 2 / 777 ح 26.
(4) ربيع الأبرار: 2 / 599.
(5) نسبة إلى (داروم) قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر على ساحل البحر، نزل بها بنو حام، كما يظهر من قول معاوية: يا بنت حام. والحجون مكان معروف بمكة [ معجم البلدان: 2 / 225 ]، كانت دارمية تنزل بها، فنسبت إليها. (المؤلف). الصفحة 92


الغيب. قال: لأسألك لم أحببت عليا وأبغضتني، وواليته وعاديتني ؟ قالت: أو تعفني ؟ قال: لا.
قالت: أما إذا أبيت فإني أحببت عليا على عدله في الرعية، وقسمه بالسوية، وأبغضتك على قتال من هو أولى بالأمر منك، وطلبك ما ليس لك، وواليت عليا على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الولاية يوم خم بمشهد منك، وحبه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء، وشقك العصا، وجورك في القضاء، وحكمك بالهوى، الحديث (1).

احتجاج عمرو الأودي على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام
روى مفتي الكوفة وقاضيها شريك بن عبد الله النخعي ـ المترجم (ص 78) ـ عن أبي إسحاق السبيعي ـ المترجم (69) عن عمرو بن ميمون الأودي ـ المترجم (ص 69) ـ أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فقال:
إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم منهم: حذيفة بن اليمان، وكعب بن عجرة، يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر: هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين، فمن رأى مثلها ؟ أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد الأولين والآخرين ؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، فمن له ـ أيها الناس ـ مثلهما ؟ ورسول الله حموه وهو وصي رسول الله في أهله وأزواجه، وسدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه، وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر، ونقل رسول الله
____________
(1) يوجد هذا الاحتجاج بألفاظ أخرى في بلاغات النساء: ص 72 [ ص 105 ]، والعقد الفريد: 1 / 162 [ 1 / 222 ]، وصبح الأعشى: 1 / 259 [ 1 / 306 ]. (المؤلف). الصفحة 93


ـ يؤمئذ ـ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما من بعد، ولا وجد حرا ولا بردا بعد يوم ذلك، وهو صاحب يوم الغدير إذ نوه رسول الله باسمه وألزم أمته ولايته وعرفهم بخطره، وبين لهم مكانه، فقال:
«أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه». الكلام.




احتجاج عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي المتوفى (101)
روى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء (5 / 364) عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب، وعن عمر بن محمد السري ـ المتوفى (378) ـ عن ابن أبي داود، قالا: حدثنا عمر بن شبة، عن عيسى، عن يزيد بن عمر بن مورق قال:
كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه، فقال لي: ممن أنت ؟ قلت: من قريش. قال: من أي قريش ؟ قلت: من بني هاشم [ قال: من أي بني هاشم ؟ ] (1) قال: فسكت. فقال: من أي بني هاشم ؟ قلت: مولى علي. قال: من علي ؟
فسكت، قال: فوضع يده على صدره، فقال: وأنا والله مولى علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ.
ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
ثم قال: يا مزاحم (2) كم تعطي أمثاله ؟ قال: مائة أو مائتي درهم. قال: أعطه خمسين دينارا.
____________
(1) ما بين المعقوفين غير موجود في طبعتي (الغدير)، وأثبتناه من المصدر.
(2) مزاحم بن أبي مزاحم المكي مولى عمر بن عبد العزيز، وثقة ابن حبان [ الثقات 7 / 511 ]. . الصفحة 94


وقال ابن أبي داود: ستين دينارا لولايته علي بن أبي طالب، ثم قال: إلحق ببلدك، فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (1).
وأخرجه أبو الفرج في الأغاني (2) (8 / 156) من طريق عمر بن شبة، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن يزيد بن عيسى بن مورق.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (3) (5 / 320) عن رزيق القرشي المدني مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
ورواه الحموئي في فرائد السمطين في الباب العاشر (4) عن شيخه أبي عبد الله بن يعقوب الحنبلي بإسناده عن الحافظ أبي نعيم بالسند واللفظ المذكورين، وذكره الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين (5)، والسمهودي في جواهر العقدين (6)، عن يزيد بن عمرو بن مرزوق ـ فيه تصحيف.




احتجاج المأمون الخليفة على الفقهاء
بحديث الغدير
روى أبو عمر بن عبد ربه ـ المترجم (ص 102) ـ في العقد الفريد (7) (3 / 42) عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال: بعث إلي يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي وهو ـ يومئذ ـ قاضي القضاة، فقال:
____________
(1) في نسخة الحلية أغلاط لا تخفى على من راجع، فقد صححناها من لفظ الحموئي.
(2) الأغاني: 9 / 301.
(3) تاريخ مدينة دمشق: 6 / 251.
(4) فرائد السمطين: 1 / 66 ح 32.
(5) نظم درر السمطين: ص 112.
(6) جواهر العقدين: الورقة 303.
(7) العقد الفريد: 5 / 56 ـ 61. الصفحة 95


إن أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا، كلهم فقيه يفقه ما يقال له، ويحسن الجواب، فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين، فسمينا له عدة، وذكر هو عدة، حتى تم العدد الذي أراد، وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر، وبعث إلى من يحضر فأمره بذلك، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا، فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب، فإذا بخادم واقف، فلما نظر إلينا قال: يا أبا محمد أمير المؤمنين ينتظرك، فأدخلنا، فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها، فلم نستتمها حتى خرج الرسول، فقال: ادخلوا، فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه... إلى أن قال: ثم قال: إني لم أبعث فيكم لهذا، ولكنني أحببت أن أبسطكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه، والذي يدين الله به. قلنا: فليفعل أمير المؤمنين وفقه الله.
فقال: إن أمير المؤمنين يدين الله على أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأولى الناس بالخلافة له. قال إسحاق: فقلت: يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة.
فقال: يا إسحاق اختر، إن شئت سألتك أسألك، وإن شئت أن تسأل فقل.
قال إسحاق: فاغتنمتها منه، فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين. قال: سل.
قلت: من أين قال أمير المؤمنين: إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالخلافة بعده ؟ قال: يا إسحاق خبرني عن الناس بم يتفاضلون، حتى يقال: فلان أفضل من فلان ؟ قلت: بالأعمال الصالحة. قال: صدقت. الصفحة 96
قال: فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم إن المفضول إن عمل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله أيلحق به ؟ قال: فأطرقت، فقال لي: يا إسحاق لا تقل: نعم، فإنك إن قلت: نعم، أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة. فقلت: أجل، يا أمير المؤمنين لا يلحق المفضول على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفاضل أبدا.
قال: يا إسحاق هل تروي حديث الولاية ؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين. قال: اروه، ففعلت. قال: يا إسحاق أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت: إن الناس ذكروا أن الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين علي، وأنكر ولاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
قال: في أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟ قلت: أجل.
قال: فإن قتل زيد بن حارثة قبل الغدير، كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ !
أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشر سنة يقول: مولاي مولى ابن عمي، أيها الناس فاعلموا ذلك. أكنت منكرا ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟
فقلت: أللهم نعم. قال: يا إسحاق أفتنزه ابنك عما تنزه عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ويحكم لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم، إن الله ـ جل ذكره ـ قال في كتابه: (اتخذوا أخبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) (1)، ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب، ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم (2).
____________
(1) التوبة: 31.



وروى ابن مسكوية ـ المترجم (ص 108) ـ للمأمون الخليفة في تأليفه نديم الفريد كتابا إلى بني هاشم، وذكر منه قوله:
فلم يقم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب، فإنه أزره ووقاه بنفسه، ونام في مضجعه، ثم لم يزل بعد متمسكا بأطراف الثغور، ينازل الأبطال، ولا ينكل عن قرن، ولا يولي عن جيش، منيع القلب، يؤمر على الجميع، ولا يؤمر عليه أحد، أشد الناس وطأة على المشركين، وأعظمهم جهادا في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله، وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم. وصاحب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (1).

كلمة المسعودي:
قال أبو الحسن المسعودي الشافعي ـ المترجم (ص 103) ـ في مروج الذهب (2) (2 / 49).
والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفضل هي السبق إلى الإيمان والهجرة، والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقربى منه، والقناعة، وبدل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والعفة، والعلم، وكل ذلك لعلي عليه السلام منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أخى بين أصحابه: «أنت أخي»، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا ضد له ولا ند.
وقوله ـ صلوات الله عليه ـ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
____________
(1) ينابيع المودة: ص 484 [ 3 / 157 باب 92 ]، والعبقات: 1 / 147 [ 6 / 285، وفي نفحات الأزهار: 8 / 119 رقم 68 ]. (المؤلف).
(2) مروج الذهب: 2 / 445. الصفحة 98


بعدي»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
ثم دعاؤه عليه السلام وقد قدم إليه أنس الطائر: «أللهم أدخل إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخل علي.... الكلام. (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) (1)
____________
(1) المزمل: 19.




توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .


التعديل الأخير تم بواسطة شيعة الحسين ; 2013/03/09 الساعة 04:35 PM
رد مع اقتباس