عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/04/26, 01:50 AM   #1
النبأ العظيم

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 771
تاريخ التسجيل: 2012/12/04
الدولة: iraq*Baghdad*
المشاركات: 9,729
النبأ العظيم غير متواجد حالياً
المستوى : النبأ العظيم will become famous soon enough




عرض البوم صور النبأ العظيم
22 كيف ندفع مخاوف المستقبل ؟

ملخص من محاضرة لسماحة المربي العلامة الشيخ الفاضل حبيب الكاظمي زاد الله في توفيقاته



كيف ندفع مخاوف المستقبل ؟

إن طبيعة بني آدم قائمة على الخوف من المستقبل، والإنسان له كم كبير من الأحزان على ما فاته في الماضي.. فإذا اجتمعت على الإنسان هموم الماضي، وقلق المستقبل، وكآبة الحاضر، هل تبقى له صحة نفسية؟!.. وهل يبقى له تركيز في هذه الحياة؟!.. قطعا إن هذا الإنسان مبتلى بجسمه، فعوارض النفس على البدن عوارض كثيرة.. فماذا نعمل تجاه هذه المشكلة؟..
أولاً: قسم من حوادث المستقبل وبلاءاته، تتحدد بالسلوك الفعلي، فالإنسان يخاف من الأمراض المستقبلية، كالضغط والسكري وما شابه ذلك، وهذا القسم بيده، فعليه أن يحافظ على صحته في أيام شبابه.. وهناك حديث مضمونه: أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. ولعل من مصاديق هذا الحديث القوة البدنية.. وعليه، فإن الخوف من الأمراض المستقبلية، يمكن أن يدفع بمراعاة الصحة فعلاً.

والخوف من الفقر والعوز، ومد اليد إلى الآخرين في كبر السن.. وقد قال الإمام السجاد عليه السلام: (إجعل أوسع أرزاقنا عند كبر سننا)!.. فمن نعم الله عز وجل على العبد أن يكون مستغنياً عند كبر السن، لا يحتاج إلى الغير ولا للأولاد.. وهذا أيضاً يتوقف على نشاط الإنسان في أيام شبابه.. وبالتالي، فإن الخوف من الفقر أيضاً يدفع بالسعي.. فإذن إن قسما من المخاوف يدفع بالسعي الفعلي.

ثانيا: ولكن هناك قسما من المخاوف في يد الله عز وجل، كالزلازل، وموت الفجأة، وحوادث السير وما شابه ذلك، والأمور غير المتوقعة، كل هذه الأمور أيضاً لا بد أن يحسب حسابها.. فلو ضممنا معادلتين صغرى وكبرى إلى بعضهما البعض، نخرج بنتيجة وهي: أن الذي يعيش هذه النتيجة في حياته فهو من أسعد الناس.. المقدمة الأولى من القرآن الكريم: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}.. وهناك ضميمة لهذه الآية من الوجدان ومن الحياة المعاشة، ليست آية، ولكنه الواقع: ما كتبه الله لنا، فإن فيه صلاحنا.. فالمؤمن الذي أرضى ربه بالطاعة، إن رب العالمين يحبه، ولن يكتب له إلا ما فيه الصلاح.. فإذن هذه مقدمة وهذه مقدمة، فما النتيجة؟.. النتيجة الرياضية مع حذف الوسط: قل لن يصيبنا إلا ما فيه صلاحنا.. فالذي يعيش هذه الحقيقة، هل يعيش حالة من التبرم؟!..

إن الإنسان الذي يعتقد بطبيب حاذق، يصل به الأمر إلى أن يدفع مالاً وفيراً له، ليستخرج قلبه، أو ليقطع عضواً من أعضائه.. لماذا؟.. لأنه يعلم بأنه طبيب حاذق، وفي نفس الوقت ليست له نية سيئة.. فإذا كان الإنسان يقطع بحكمة رب العالمين، وبطبه وبعلاجه، فإنه يدخل غرفة العمليات، وهو مستسلم لهذا الطبيب الحاذق.. وإذا كان هذا الطبيب الأب أو الأخ، هل يعيش حالة من القلق؟.. فكيف إذا كان الطبيب هي الأم؟!.. فإنه من الطبيعي أن يعيش الإنسان حالة الارتياح.. وعلى كلٍّ فإن الخوف من عواقب الأمور شيء جيد إلى حد ما، لكي يكثر الإنسان من الالتجاء إلى الله عز وجل.

إن الأولياء الصالحين عندما يناجون ربهم يجأرون إلى الله عز وجل في حسن الخاتمة، لأن حسن الخاتمة عبارة عن معادلة مجهولة.. فالشيطان في اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان، لعله يجمع كل قواه لكي يخرجه من طريق الطاعة، ولو أن ينسيه الشهادتين، أو يموت على غفلة، ومن دون وصية.. المهم أن الشيطان أيضاً جعل سهمه الأخير في ساعات الاحتضار.. فإذن إن خوف سوء العاقبة خوف لا يتبعه دافع، فعلى الإنسان أن يعيش حالة الخوف والرجاء، لتكتب له العاقبة الحسنة بمنه وكرمه



;dt k]tu loh,t hglsjrfg ?



رد مع اقتباس