عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/05/29, 10:09 PM   #1
النبأ العظيم

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 771
تاريخ التسجيل: 2012/12/04
الدولة: iraq*Baghdad*
المشاركات: 9,729
النبأ العظيم غير متواجد حالياً
المستوى : النبأ العظيم will become famous soon enough




عرض البوم صور النبأ العظيم
16 تبدل الصداقة الى عداوة يوم القيامة

تبدل الصداقة عداوة القيامة


{ الاْخِلاءيَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ.}



إنّ الصداقات‌ التي‌ تربط‌ بين‌ الناس‌ في‌ هذه‌ الدنيا علی غير ميزان‌ الله‌ وقُربه‌ ومحبّته‌، باعتبار عدم‌ قيامها علی أساس‌ الحقّ، فإنّها ستتبدّل‌ إلی عداء في‌ ذلك‌ العالم‌، عالم‌ بروز وظهور الحقائق‌، وتظهر علی هيئة‌ نفور وخصومة‌، أمّاالعلاقات‌ والروابط‌ التي‌ تربط‌ بين‌ الناس‌ علی أساس‌ ميزان‌ الحقّ والقربة‌ من‌ الله‌ تعالي‌، فتتجسّد في‌ ذلك‌ العالم‌ أيضاً في‌ هيئة‌ مودّة‌ وصداقة‌ وخلّة‌.

ولو نوقشت‌ الصداقات‌ بين‌ أهل‌ الدنيا، للوحظ‌ أنـّها قائمة‌ علی محور العهود والمواثيق‌ والاُمور الاعتباريّة‌ الاُخري‌، أو علی أساس‌ القرابة‌ والرحم‌ واتّحاد الدم‌. ولانّ جميع‌ هذه‌ الاُمور هي‌ لتسكين‌ الخاطر واستجلاب‌ النفع‌ الدنيوي‌ّ، فإنّها لن‌ تبقي‌ أبعد من‌ حافّة‌ الموت‌ وحدّه‌، ولن‌تقاوم‌ أكثر من‌ ذلك‌ وأبعد منه‌.


فالمرء يربّي‌ ابنه‌ ليستعين‌ به‌ عند هرمه‌ وكبره‌، ويحترم‌ السيّد ليستفيد منه‌، ويحبّ ولده‌ ليُطيعه‌ وينفّذ أوامره‌. أمّا لو كبر ولده‌ وتمرّد عليه‌، ولو لم‌ يُعِنْه‌ عند شيخوخته‌؛ ولو سلّم‌ اليوم‌ علی أحد فلم‌ يجبه‌؛ ولو لم‌تكن‌ الزوجة‌ بمستوي‌ ما يتوقّع‌ زوجها؛ ولو لم‌ يلبِّ الزوج‌ أُمنيات‌ زوجته‌؛ أفكانت‌ المحبّة‌ والمودّة‌ ستصمد في‌ هذه‌ الحال‌ وتبقي‌، أم‌ أنـّها ستتحوّل‌ إلی ساحة‌ تشتعل‌ فيها نيران‌ العداء والانفصال‌؟

إنّ جميع‌ صداقـات‌ أهل‌الدنيا لو جـري‌ مناقشـتها والفـحـص‌ عن‌ جذورها وعللها وأسباب‌ نشوئها، وعن‌ علل‌ تصرّمها وفقدانها، لاتضّح‌ أنـّها قائمة‌ بأجمعها ـ عداالمودّة‌ التي‌ تربط‌ بين‌ أولياء الله‌ والمتّقين‌ـ علی أساس‌ الشهوة‌ والغضب‌ وعبادة‌ المال‌ والنفس‌، وعلي‌ أساس‌ اللذائذ المادّيّة‌ في‌ الجنس‌ والاكل‌ وحبّ الجاه‌ والرياسة‌ وسائر الاُمور الاعتباريّة‌ الوهميّة‌.


وحين‌ تقوم‌ القيامة‌، فينهار هذا الاساس‌ ويُقلب‌ رأساً علی عقب‌: وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ.


فإنّ هذه‌ الصداقات‌ تتبدّل‌ إلی عداوة‌، وإذا ماالتقي‌ يوم‌ الجزاء الاصدقاءُ الذين‌ تعاقدوا وتآخوا من‌ فرط‌ المحبّة‌ والمودّة‌، فإنّهم‌ سينهالون‌ ضرباً علی رؤوس‌ بعضهم‌ البعض‌ ويصرخون‌ من‌ أعماقهم‌ في‌ وجوه‌ بعضهم‌: اغرب‌ عنّي‌! ينهال‌ الاب‌ بقبضة‌ يده‌ علی أُمّ رأس‌ ابنه‌، والولد علی رأس‌ أبيه‌؛ والامر كذلك‌ بين‌ الزوج‌ والزوجة‌، وبين‌ الشريكين‌، وبين‌ السائق‌ والراكب‌، وبين‌ العبد والمولي‌.

أمّاالمتّقون‌ وأخلإ الإيمان‌، فهم‌ يودّون‌ بعضهم‌ دون‌ أن‌ يتوقّعوا من‌ بعضهم‌ أي‌ّ شي‌ء، ويسعون‌ في‌ قضاء حوائج‌ أحدهم‌ الآخر دون‌ ترقّب‌ مكافأة‌، ويجلسون‌ متقاربين‌ في‌ مجالس‌ الصلاة‌ والمساجد ومجالس‌ الذكر فيذكرون‌ الله‌ تعالي‌ دون‌ انتظار شـي‌ء. ويجتمعون‌ فيما بينهم‌ فلايكون‌ اجتماعهم‌ شيطانيّاً؛ ويبنون‌ مسجداً للإيمان‌ والتقوي‌، لا مسجدَ ضرار.


لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ علی التَّقْوَي‌' مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن‌ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن‌ يَتَطَهَّرُوا.


وهكذا يجتمع‌ في‌ مثل‌ هذه‌ المساجد أولياء الله‌ وأحبّاؤه‌، فيتطلّعون‌ إلی بعضهم‌، ويتبادلون‌ الاُمور المعنويّة‌، والحقائق‌ والمعارف‌ في‌ محبّة‌ وإخلاص‌ لا يقوي‌ علی نقض‌ أُسّها شي‌ء فهي‌ خالدة‌ دائمة‌ ـباعتبار خلوصها للّه‌ تعالي‌ـ لا ينقضي‌ زمنها ولا تنقرض‌ مدّتها إثر انقضاء الدنيا وزوالها. خلافاً للصداقات‌ الدنيويّة‌ التي‌ ختامها أوّل‌ مرحلة‌ الموت‌، حيث‌ يخاطب‌ أصحابها ملائكة‌ قبض‌ الارواح‌ عند احتضارهم‌:


لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم‌ مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ.


المصدر/ المعاد للسيد الحسن الحسيني الطهراني قدس سره



jf]g hgw]hrm hgn u]h,m d,l hgrdhlm



رد مع اقتباس