عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/08/30, 11:16 PM   #1
نعيم الشرهاني

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1587
تاريخ التسجيل: 2013/06/02
المشاركات: 405
نعيم الشرهاني غير متواجد حالياً
المستوى : نعيم الشرهاني is on a distinguished road




عرض البوم صور نعيم الشرهاني
افتراضي في الدعاء فضله وشروطه

في الدعاء فضله وشروطه

قال الله تعالى: {اُدعوني أستجب لكم}(1).
وقال سبحانه: {أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}(2).
وقال سبحانه: {إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}(3) يعني عن دعائي.
وقال سبحانه: {ولقد أرسلنا إلى اُمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضرّاء لعلّهم يتضرّعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم}(4).
وقال: {قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ والبحر تدعونه تضرّعاً وخفية}(5).
ومدح قوماً على الدعاء فقال: {انّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين}(6).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: أفضل العبادة الدعاء(7).
وقال: الدعاء مخّ العبادة(8).
وقال: إذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له باب الاجابة بالرحمة، وانّه لن يهلك مع الدعاء هالك(9)، وانّ الله سبحانه وتعالى يغضب إذا ترك سؤاله، فليسأل أحدكم ربّه حتّى شسع نعله إذا انقطع، إنّ سلاح المؤمن الدعاء.
وقال عليه السلام: إنّه سبحانه يبتلي العبد حتّى يسمع دعاءه وتضرّعه.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما كان الله ليفتح على العبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الاجابة وهو يقول: {اُدعوني أستجب لكم}(10) وما كان الله ليفتح باب التوبة فيغلق باب الرحمة و المغفرة، لأنّه يقول: {هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات}(11).
وما كان الله ليفتح باب الشكر ويغلق باب الزيادة لأنّه يقول: {لئن شكرتم لأزيدنّكم}(12) وما كان الله ليفتح باب التوكّل ولم يجعل للمتوكّل مخرجاً فإنّه سبحانه يقول: {ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه}(13).
وقال عليه السلام: الدعاء يردّ القضاء المبرم(14).
وقال عليه السلام: من سرّه أن يكشف عنه البلاء فليكثر من الدعاء.
وينبغي للعبد أن يدعو بهمّ مجموع، وقلب خاشع، وسريرة خالصة، وبدن خاضع، وجوارح متذلّلة، ويقين واثق بالاجابة ليصدق قوله تعالى: {اُدعوني أستجب لكم}، ولا يكون قلبه متشاغلا لغير الله تعالى.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: للدعاء شروط أربعة، الأوّل: احضار النيّة، الثاني: اخلاص السريرة، الثالث: معرفة المسؤول، الرابع: الانصاف في المسألة، فإنّه روي أنّ موسى عليه السلام مرّ برجل ساجد يبكي ويتضرّع ويدعو، فقال موسى: يا ربّ لو كانت حاجة هذا العبد إليّ(15) لقضيتها، فأوحى الله إليه: يا موسى إنّه يدعوني وقلبه مشغول بغنم له، فلو سجد حتّى ينقطع صلبه وتتفقّأ عيناه لم أستجب له، وفي رواية اُخرى: حتّى يتحوّل عمّا أبغض إلى ما اُحبّ.
وقال تعالى: إنّ العبد يدعوني للحاجة فآمر بقضائها، فيذنب فأقول للملك: إنّ عبدي قد تعرّض لسخطي بالمعصية فاستحقّ الحرمان، وانّه لا ينال ما عندي إلاّ بطاعتي(16).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ العبد ليرفع يديه إلى الله تعالى ومطعمه حرام وملبسه حرام، فكيف يُستجاب له وهذه حالته؟!(17).
وقال: ثلاث خصال يدرك بها خير الدنيا والآخرة: الشكر عند النعماء، والصبر عند الضرّاء، والدعاء عند البلاء.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لو أنّ الناس إذا زالت عنهم النعم ونزلت
بهم النقم، فزعوا إلى الله بوله من نفوسهم، وصادق من نيّاتهم، وخالص من سرائرهم، لردّ عليهم كلّ شارد، ولأصلح لهم كلّ فاسد، ولكنّهم أخلوا بشكر النعم فسلبوها، وإنّ الله تعالى يعطي النعم بشرط الشكر لها والقيام فيها بحقوقها، فإذا أخلّ المكلّف بذلك كان لله التغيير.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: التعلّل زكاة البدن، والمعروف زكاة النعم، وكلّ نعمة اُنيل منها المعروف فمأمونة السلب، محصنة من الغير.
وقال: والله ما نزع من قوم نعماً إلاّ بذنوب اجترحوها، فاربطوها بالشكر وقيّدوها بالطاعة، والدعاء مفتاح الرحمة، وسراج الزاهدين، وشوق العابدين، وأقرب الناس إلى الاجابة والرحمة الطائع المضطر الذي لابدّ له ممّا سأله وخصوصاً عند نفوذ الصبر.

1- غافر: 60.
2- النمل: 62.
3- غافر: 60.
4- الأنعام: 42-43.
5- الأنعام: 63.
6- الأنبياء: 90.
7- كنز العمال 2: 64 ح3134.
8- كنز العمال 2: 62 ح3113.
9- إلى هنا في البحار 93: 302 ح39 عن عدّة الداعي.
10- غافر: 60.
11- غافر: 60.
12- ابراهيم: 7.
13- الطلاق: 2-3.
14- البحار 93: 289 ضمن حديث 5; عن الخصال، حديث الأربعمائة.
15- في "ج": بيدي.
16- الكافي 2: 271 ح14; عنه البحار 73: 329 ح11 باختلاف.
17- كنز العمال 2: 81 ح3236 نحوه.


اسألكم الدعاء


td hg]uhx tqgi ,av,'i



توقيع : نعيم الشرهاني
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس