عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/07/19, 08:06 PM   #1
تراب البقيع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 192
تاريخ التسجيل: 2012/06/11
الدولة: جنة البقيع
المشاركات: 4,672
تراب البقيع غير متواجد حالياً
المستوى : تراب البقيع is on a distinguished road




عرض البوم صور تراب البقيع
عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب

عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب

عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب

للأسف، فقد انصرف اهتمام الناس في العالم المعاصر إلى الأمور المادية، بينما طوى النسيان تقريبا الجوانب الأخلاقية و الإيمانية ، التي تبعث على استقرار النفس و اطمئنان البال، و على أثر ذلك، فقد الاتزان بين الجسم والنفس.

فالعلماء وفي ظل العلوم التجريبية ،عملوا على تحسين الحياة المادية البشرية ،و وفروا ما من شأنه ،أن يريح الإنسان و يرفع عن كاهله عبءالأتعاب الجسمية، لكنهم لم يفكروا قط بعلاج لسلامة الفكر و إصلاح الأخلاق البشرية،


و هذا كان السبب في خلق معاناة نفسية و ضغوط عصبية على عامة الناس بنسبة و أخرى، كان لجيل الشباب الحظ الأوفر منها ،وقد أدت به إلى الشعور بالحزن و القلق و الإضطراب و التشتت الفكري و إصابته بالرذائل الأخلاقية و الآلام النفسية ،مما ترك أثرا على قواه الجسمية شاء ذلك أم أبى، فأصبح سببا لتلف الجسم والإسراع نحو الشيخوخة.
ازدياد الإضطرابات العصبية

"يقول الدكتور (كارل): بالرغم من أننا بسبيل القضاء على إسهال الأطفال و السل والدفتريا و الحمى التيفوئيدية... الخ فقد حلت محلها أمراض الفساد و الانحلال. فهناك عدد كبير من أمراض الجهاز العصبي و القوى العقلية...

ففي بعض ولايات أمريكا ، يزيد عدد المجانين الذين يوجدون في المصحات على عدد المرضى الموجودين في جميع المستشفيات الأخرى.


وكالجنون فإن الإضطرابات العصبية، و ضعف القوى العقلية آخذة في الزيادة... إن الفساد العقلي ، أكثر خطورة على الحضارة من الأمراض المعدية التي قصر علماء الصحة و الأطباء اهتمامهم عليها حتى الآن".
انحلال النفس

عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب
يقول الدكتور مولتز :

« بد أن نعلم قبل كل شيء، أن عنفوان الجسم لا يتضمن عنفوان النفس و العقل، وكذلك فإن عنفوان العقل، لا يعني أبدا عنفوان الجسم. مع ذلك فهناك تأثير متبادل بين الأثنين إلى حد نجهل مستواه».


فعنفوان الجسم عند بعض الناس يبلغ حد الكمال ، بينما يسير مسرعا نحو انحلال الروح و شيخوخة العقل، و على إثر ذلك يميل جسم أولئك الأفراد نحو الشيخوخة و العجز، و يكون تلف النفس سبباً للإختلال المفاجىء للجسد و يهدم أساسه.
إن انهيار النفس و العقل هو من مميزات عصرنا الراهن، و مع أن الإنسان في هذا العصر حصل على نجاحات علمية كبرى، و تقدم تقدما كبيرا في العلم والصناعة ، مما لم يتسنى للماضين تصوره ، فإن شبابنا يبلغون الشيخوخة أسرع مما بلغها آباؤهم و أجدادهم، و هذا يتعلق بالحياة النفسية لعصرنا. فروح الشاب و عقله يشيخان بسرعة ،و يفقد قدرته لمقاومة المشاكل مواجهتها، و من هنا فإن شباب العصر الجديد ، يتعرضون في حياتهم اليومية إلى مؤثرات نفسية وعصبية كثيرة ضارة، و تلحق بهم عن هذا الطريق أفدح الخسائر.
ولا نبالغ أو نقول جزافا إذا أكدنا أن شباب عصرنا الراهن بالنسبة لآباءهم و أجدادهم ، ينقلون مرة واحدة أقدامهم من عهد الحياة المليئة حيوية و جمالاً إلى فصل الضياع و التلفز ، فصعاب الحياة ومشاكلها المتزايدة تصنع من الشاب إنسانا مغلوبا على أمره ضجراً يائساً ضعيفاً عديم الإيمان، و عن هذا الطريق تهيأ متطلبات العجز والإنهيار النفسي".
طريق النجاح

على الإنسان المعاصر، أن يلجأ إلى قوة الإيمان تخلصاً من الأزمات النفسية و الاضطرابات الروحية، و يندفع بموازاة تقدم العلوم المادية إلى تقوية الجوانب الروحية و تعزيز الأسس الأخلاقية و الإنسانية، فالإيمان بالله و الإتكال على قدرته الأبدية، هو أكبر ملجأ نفسي و أفضل وسيلة لإستقرار الروح و راحة البال، بإمكانه أن يفك العقد المستعصية للكثير من مشكلات العالم الحالي.
محمد تقي فلسفي
المصدر: الشباب والشيوخ والكهول.


uhgl hgd,l>>,hgNghl hgktsdm ggafhf



توقيع : تراب البقيع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس