عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/01/25, 06:10 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي ما هي كيفية السلوك الى الله عز وجل ؟ و ما هي اطوار السالكين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين




لا بُدَّ و أن نعرف أولاً بأن معنى " السُّلُوك " من حيث اللغة هو الدخول ، و قد وَرَدَ ذكر السلوك بهذا المعنى في القرآن الكريم في مواضع عديدة منها قول الله عزَّ و جل : ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ 1 ، أي أدْخِل يدك ، و منها أيضا قوله الله تعالى : ﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ 2 ، أي ما أدخلكم في نار جهنم .
ثم أننا لا بد و أن نعرف بأن السلوك إلى الله ـ على حد التعبير المصطلح ـ إنما يكون بإتخاذ النهج الإلهي طريقاً للوصول الى مرضاة الله و التقَرُّب إليه ، و هو ما لا يحصل إلا بالطاعة المطلقة لله عَزَّ و جَلَّ من خلال الإمتثال لأوامر الله و إجتناب نواهيه .
إذن فالسلوك و السير إلى الله ـ حسب المصطلح في العرفان الإسلامي الصحيح ـ ليس إلاَّ ما أشرنا إليه ، لا كما يتوهمه بعض الناس بأنه مجموعة أوراد و أذكار يرددها الإنسان فيتوصل من خلالها إلى مقام القُرب الإلهي .
لكن ينبغي التنبيه على أن الأذكار و الأدعية المأثورة تُعَدُّ من العوامل المؤثرة في إيجاد حالة التَّذكر و التوجه إلى الله بشرط أن لا يتعامل الإنسان معها كمجرد ألفاظ و نصوص سِحريَّة يتلفظها حتى تتحقق أمانيه دون أن يعرف القصد من إنشاء تلك النصوص أو أن يتعرَّف على معانيها السامية ، بل لا بد و أن يكون تعامله مع تلك الألفاظ تعاملاً واعياً معبراً عن الإيمان القلبي و الإلتزام العملي لدى الفرد المسلم .
من أين نبدأ ؟
يُعتبر الورع عن محارم الله و الإلتزام بأوامره هو المسلك الأول الذي يجب أن يبدأ الإنسان بدخوله ، فبدون الورع يَقِلُّ تأثير عمل الإنسان بل ينعدم في بعض الأوقات ، ذلك لأن الورع و التقوى هما الملاك و المقياس لتقييم العمل ، قال الله عز و جل : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ 3 .
و رُوي عَنْ الإمام أمير المؤمنين عَلِيٍّ ( عليه السلام ) أنه قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ... 4 .
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فَقُمْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ؟
فَقَالَ : " يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " 5 .

فمن أراد سلوك طريقٍ قصيرٍ و مضمونٍ يؤدي إلى مرضاة الله فما عليه إلا ترك المحرمات و أداء الواجبات التي حدَّدَتها الشريعة الإسلامية ، و هو أمر سهل و هيِّن ، و صعب و عسير في وقت واحد ، سهل لمن يتمتع بإرادة قوية و عزم قوي و نية صادقة ، و صعب بل مستحيل لمن أراد الجمع بين مرضاة الله و السير وراء الأهواء و الشهوات .
فقد رُويَ عَن النبي عيسى بن مريم ( عليه السَّلام ) أنه قالَ : " النومُ على الحصيرِ و أكلُ خُبْزِ الشَّعيرِ في طلبِ الفردوسِ يَسير " 6
----------------------------------- .
1. القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 389 .
2. القران الكريم : سورة المدثر ( 74 ) ، الآيات : 40 - 42 ، الصفحة : 576 .
3. القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 27 ، الصفحة : 112 .
4. الخطبة طويلة إقتطفنا محل الشاهد منها .
5. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 10 / 313 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
6. مجموعة ورَّام : 2 / 230 ، لورَّام بن أبي فارس ، المتوفى سنة : 605 هجرية بالحلة / العراق ، طبعة الأوفست عن طبعة دار صعب و دار التعارف ، بيروت / لبنان ، سنة : 1376 هجرية



lh id ;dtdm hgsg,; hgn hggi u. ,[g ? , h',hv



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس