عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/02/11, 06:50 AM   #1
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,343
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
1 (38) الحرص المذموم والممدوح

الحرص المذموم والممدوح

إنّ مفردة (الحرص) تأتي في الموارد السلبية فعندما تُطلق هذه الكلمة يراد منها الحرص على الأموال والثروة والمقام وسائر الشهوات المادية والدنيوية، وذلك بسبب أنّ هذه الكلمة تستعمل غالباً في هذه الموارد المذمومة والقبيحة.
ولكن أحياناً تستخدم هذه الكلمة في موارد إيجابية ونافعة وبذلك تستحق المدح ولا تكون من الأخلاق الرذيلة بل تُعد من الفضائل أيضاً وذلك عندما تتحكم هذه الصفة في الإنسان في موارد الشوق والرغبة الشديدة في أعمال الخير والصلاح.

ومن جملة ما ذكر القرآن الكريم من فضائل نبي الإسلام هو حرصه على هداية الناس وانقاذهم من الضلال حيث يقول : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)(1).
ويقول في مكان آخر : (إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَاِنَّ اللهَ لاَيَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَالَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)(2).
وقد ورد ما يشبه هذا المعنى والمضمون في آيات اُخرى من القرآن الكريم أيضاً(3).
وطبعاً وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في مصاديق سلبية أيضاً.
أما في الروايات الإسلامية فإنّ كلمة «الحرص» وردت في موارد كثيرة إيجابية وفي ذلك يقول أميرالمؤمنين(عليه السلام) في خطبته المعروفة في بيان صفات المتقين مخاطباً لهمّام

1. سورة التوبة، الآية 128.
2. سورة النحل، الآية 37.
3. سورة يوسف، الآية 103; سورة النساء، الآية 129.


«فَمِنْ عَلاَمَةِ اَحَدِهِمْ اَنَّكَ تَرى لَهُ قُوَّةً فِي دِين وَحِرْصاً فِي عِلْم»(1).
وورد في الروايات الشريفة موارد متعددة أنّ من علامات المؤمن هو حرصه على التفقه في الدين أو حرصه على الجهاد في سبيل الله أو الحرص على التقوى وأمثال ذلك(2).
ونختم هذا البحث بحديث شريف عن الإمام الباقر يقول «لاَ حِرْصَ كَالْمُنَافِسَةِ فِي الدَّرَجَاتِ»(3).

وعلى هذا فإنّ للحرص مفهوم واسع ويأتي بمعنى شدّة العلاقة والرغبة بشيء معين بحيث يسعى جاهداً لتحصيله، فلو وقع هذا الشيء في طريق الخير والسعادة والصلاح لكان ممدوحاً، ولكن إذا وقع في طريق الدنيا وتحصيل المال والثروة والملذات الرخيصة فإنه يكون مذموماً كذلك، ولكن الغالب في استعمال هذه الكلمة هو في الموارد السلبية والسلوكيات الذميمة.


1. نهج البلاغة، الخطبة 193.
2. بحار الأنوار، ج 64، ص 271، ح 3 وص 294، ح 18.
3. ميزان الحكمة، ج 1، ص 589، ح 3646.


المصدر:
الأخلاق القرآن


hgpvw hgl`l,l ,hgll],p



توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس