عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/02/23, 01:51 PM   #1
اهات الروح

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 964
تاريخ التسجيل: 2013/01/20
الدولة: العراق-بغداد
المشاركات: 7,344
اهات الروح غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الروح is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الروح
Fdf[1] علاقة التوسل بالدعاء

علاقة التوسل بالدعاء
إن التوسل برسول الله (ص) بالروايات الصحيحة لا تتنافى مع منطوق الآيات القرآنية التي تحدد مسار دعاء الداعي وتجعله مرتبطا بالله تعالى فقط لآنه القادر في استجابة دعوة الداعي وغيره فقير لا يستطيع ذلك مهما كانت منزلته ذاتيا . قال تعالى{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}([1]) . وقال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }([2])لأن مفهوم التوسل برسول الله (ص) لا يعني أن الطلب منه مباشرة وبصورة مستقلة من دون الله تعالى بل يعتبر شرط من شروط تحقق الدعاء أو من آداب الدعاء وهذا ما دل عليه الدليل من السنة المشرفة {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }([3]) ونحن نعلم ان جميع العبادات في الدين الإسلامي تحتوي في مقدمتها على آداب وشروط تحقق صحتها وقبولها من الله جل وعلا , وعلى سبيل المثال لا الحصر آداب وشروط السفر والمائدة والتخلي وهذه الآداب والشروط حددها المشرع وجعله ضمن ميزان الوجوب والاستحباب والحرمة والكراهة حتى يضفي على تلك العبادة درجة انضباط ترتقي من خلالها مرتبة إلى الصحة والقبول والكمال وكذلك باقي العبادات مثل الصلاة والصيام والخمس والحج .... الخ .لذلك لا يوجد تنافي أو تعارض بين ما جاء في الآيات القرآنية التي تربي المسلم على ثقافة الطلب من الله وحده دون سواه والاتكال علية والاستعانة به في كل عمل وحاجة وبين السنة النبويةا لتي تبين للداعي شروط وآداب الدعاء كي تتحقق الاستجابة منه تعالى ضمن ضوابط وشروط وآداب حددها الرسول (ص) لأنه المبين لذلك كله وهذا ما أكدته الآية المباركة {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ تَفَكَّرُونَ}([4]) . وهذا بدا واضحا في حديث الأعمى الذي طلب منه الدعاء حتى تشفى عينيه . فما كان منه (ص) إلا علمه شروط وآداب الدعاء الذي من خلاله يتحقق القرب الإلهي الذي تنصهر معه كل العوارض في تحقيق المراد الذي يقصده العمى . - حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ « إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَاكَ فَهُوُ خَيْرٌ ». فَقَالَ ادْعُهُ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّد ٍنَبِىِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ فَتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِىَّ ». وعلى ما تقدم أن الدعاء يكون طلب من الله تعالى اسمه وحده لا شريك له لأنه هو الغني والقادر على استجابة طلب الداعي تفضلا منه على عبادة يعطيهم دون استحقاق منهم بل تفضل منه ونعمة .ولكن ضمن ما جاء بالسنة من آداب وشروط للدعاء كما جاء في متن الرواية الصحيحة السند عند جميع المسلمين أن الوسيلة أو التوسل بذات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو الطريق الصحيح لتحقيق المراد من الدعاء وبعكسه يكون مخالف لقوله تعالى في الآية (7) من سورة الحشر المتقدمة , وكذلك بقية العبادات التي تعتمد في صحتها على تلك الأمور لأنها هي المدخل في صحة العمل العبادي وبدونها تكون العبادة فارغة وناقصة المحتوى ولا تحقق المراد أو المطلوب من الدعاء. قال تعالى:{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }([5]) الإسراء57والوسيلة هنا تعني الواسطة ما بين العبد وربه وخير تلك الوسائط هو محمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام . ولو تأملنا جيدا في البعد التكويني والتشريعي للدين وخلق السموات والأرض نجد أن الوسيلة لها وجود تلازمي في كل أبعاده ومن هنا نستطيع أن نقول أن الوسيلة نظام تكويني جُبلَ عليه الوجود العام في عالم الإمكان بما فيها قوس النزول والصعود ومن مصاديقها النبوة والإمامة والدليل على هذا واضح من خلال أحاديث كثيرة نصت عليها السنة الشريفة ومنها ما قاله الرسول الأكرم إلى جابر بن عبد الله الأنصار عندما سأله عن أول خلق الله فأجابه صلى الله عليه وآله بقوله (نور نبيكم ثم خلق منه كل خير (( بالمعنى )) وكذلك عندما قال لأحد سائليه فأجاب(صلى الله عليه وآله))كنت نبيا عندما كان آدم بين الروح والجسد(([6])والأمر ألآخر قول المعصوم عليه السلام لولا الحجة لساخت الأرض .






[1]- سورة غافر60

[2]- سورة البقرة186

[3]- سورة الحشر7

[4]- سورة النحل44

[5]- سورة الاسراء -57

[6]- شرح أصول الكافي – ج 7 – ص 165- بحار الأنوار ج 16 – ص402



ughrm hgj,sg fhg]uhx



توقيع : اهات الروح
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس