تحفة ربانية و هدية إلهية أتحفها الباري
عزوجل لقلب
حبيبه المصطفى محمد
صلى الله عليه و آله وسلم في ليلة الإسراء
و المعراج
حينما كان قاب قوسين أو أدنى
( ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى )
من رحمة الله حيث لم يكن بينه و بينه إلا قفص
لؤلؤ فيه فراش
من ذهب يتلألأ فأري صورة فقيل : يا محمد
أتعرف هذه
الصورة ؟
فقال : نعم ، هذه صورة علي بن أبي طالب
عليه السلام ،
فأوحى الله إليه إن زوجه فاطمة و إتخذه وصيا .
نعم .. هناك رسالة سماوية ،
هناك حدث هام ،
هناك خبر مهم ، ألقاه الله سبحانه و تعالى
على قلب حبيبه
حينما دنى منه في ليلة الإسراء
و المعراج
بعد أن عرج في ملكوت السموات مسيرة
خمسين ألف عام
في أقل من ثلث ليلة حتى إنتهى إلى
سدرة المنتهى
فتجاوزها فدنى من نعمة ربه و رحمته
غاية الدنو
حتى إنه لم يكن بين مصدر خطابه تعالى
و بين سماع النبي
صلى الله عليه و آله و سلم إلا مقدار ذراعين أو أدنى
من ذراعين
كل هذا لماذا ؟
لمكانة فاطمة ، لمنزلة فاطمة ،
لعلو شأن وقدر فاطمة عليها السلام ،
الحوراء الإنسية السر المكنون لكي تكون
الرسالة
في أذهان المسلمين
جمعاء ففاطمة الزهراء عليها السلام زوجت
في السماء
قبل تزويجها على وجه الأرض ،
و كل ما يخص الزهراء عليها السلام جاء
من قبل المولى
عزوجل ففاطمة الزهراء عليها السلام
هي بضعه النبي
هي نور عينه
هي ثمرة فؤاده
هي روحه التي بين جنبيه ،
متى قامت في محرابها بين يدي ربها
جل جلاله
زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر
نور الكواكب
لأهل الأرض ،
و لكن هل كان للرسالة السماوية في بضعة
النبي الأكرم
جل الإهتمام من قبل المسلمين ؟
وهل الوديعة التي أوصى بها رسولنا الكريم
صلى الله عليه و آله و سلم
كان لها نظر وعناية ؟
حيث أوصى بها أمير المؤمنين عليه السلام
بقوله له : أوصيك
بريحانتي من الدنيا
هذه وديعة الله فاحفظ الله واحفظني فيها
ألا إن فاطمة بابها بابي و بيتها بيتي
فمن هتكه
فقد هتك حجاب الله
و لكن ما الذي صنعوه ؟
ايضرم النار بباب دارها ــــــــــــ وآية النور على منارها
وبابها باب نبي الرحمة ـــــــــــ وباب ابواب نجاة الامة
بل بابها باب العلي الاعلى ــــــــــــ فثم وجه الله قد تجلى
مااكتسبوا بالنار غير العار ــــــــــ ومن ورائه عذاب النار
نعم .. انهم لم يراعوا قول الله عزوجل
(في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه )
ولم يراعوا قول الله عزوجل
( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )
حيث دخلوا على بيت النبوة ومن غير استئذان
وكان عددهم مايقارب 300 نفر وفي مقدمتهم
عمر
ومعه الفتيلة
وابوبكر وعثمان وخالد بن الوليد
حيث ادخل قنفذ لعنه الله
يده يروم بها فتح الباب وفاطمة الزهراء
عليها السلام
كانت خلف الباب
ثم دعا عمر بالنار فاضرمها في الباب
ثم دفعه برجله فكسر ضلعا من اضلاعها
ونبت مسمار الباب في صدرها ثم لطمها
على خدها
حتى احمرت عينها ورفع السيف وهو في
غمده فوجأ
به جنينها
ثم ضربها بالسوط على عضدها حتى صار
كالدملج الاسود
وكان يصيح احرقوا دارها بمن فيها
فسقطت
فاطمة والنار تسعر
وتسفع وجهها حتى اسقطت محسنا
قتيلا بغير جرم
ومن ينبوع الدم من ثدييها ــــــــــ يعرف عظم ماجرى عليها
وجاوزوا الحد بلطم الخد ـــــــــــ شلت يد الطغيان والتعدي
فاحمرت العين وعين المعرفة ــــــــــــ تذرف بالدمع على تلك الصفة
فاخذت تصيح وتستغيث بوالدها نبي الرحمة
قائلة : ياابتاه .. يارسول الله .. يانبي الله
ولست ادري خبر المسمار ـــــــــ سل صدرها خزانة الاسرار
والباب والجدار والدماء ــــــــ شهود صدق مابه خفاء
نعم .. بسقوط فاطمة تفطرت السموات
والارضين دما
بسقوط فاطمة سقطت اقنعة الزيف
والنفاق
لقد كانت ملائكة الرحمن تلثم اعتاب
وجدار بيت فاطمة ..
والانس والجن اتخذته مزارا ..
وقد كان النبي المصطفى صل الله
عليه وآله
قبل دخوله يطلب
الاذن من الزهراء مرارا
الا ان اعداء آل بيت محمد اضرموا فيه نارا
فاين هم من ذلك النور الالهي الذي صاغه الله
في نفس فاطمة الزهراء عليها السلام ؟
واين هم من ذلك النور الذي يضئ في الجنة
لتبسم فاطمة من ثناياها ؟
واين هم من ذلك النور الساطع الذي شع
بالكون كله
حينما خلق الله نور الزهراء عليها السلام ؟
واين هم من الحديث الشريف للنبي المصطفى
صل الله عليه وآله