كتم الوجع وعدم الشكوى
من الأمور الصالحة والأعمال المرضية لله تعالى كتمان الوجع عن الآخرين وعدم الشكوى لهم تضجرا أو اعتراضا على حكمة الله تعالى فقد قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}
أربع من كنوز الجنة كتمان الفاقة وكتمان الصدقة وكتمان النصيبة وكتمان الوجع
وقال {صلى الله عليه وآله وسلم}
يقول الله عز وجل ايما عبد من عبادي مؤمن ابتليته ببلاء على فراشه فلم يشك إلى عواده أبدلته لحما خير من لحمه ودما خير من دمه فان قبضته فالى رحمتي وان عافيته عافيته وليس له ذنب -فقيل يا رسول الله ما لحم خير من لحمه قال لحم لم يذنب ودم خير من دمه دم لم يذنب
وعن أبي عبد الله {عليه السلام} قال
ليس الشكاية إن يقول الرجل مرضت أو وعكت ولكن الشكاية إن يقول بليت بما ليس يبل به احد وعنه {عليه السلام} -إنما الشكوى إن تقول قد ابتليت بما لم يبتل به احد أو تقول أصابني ما لم يصب احد وليس الشكوى إن تقول سهرت البارحة حممت ونحو ذلك
وعن جعفر بن يحيى عن أبيه قال
دخلت مع أبي عبد الله{ سلام الله عليه }على بعض مواليه يعوده فرأيت الرجل يكثر من قول آه فقلت له يا أخي اذكر الله واستغث به
فقال أبو عبد الله {عليه السلام}
آه اسم من أسماء الله فمن قال آه استغاث بالله عز وجل هذا ولنا على هذه الروايات المباركة عدة تعليقات اهمها
أولا ً
كما قلنا انه من الأفضل ومن المستحب إن يكتم المريض وجعه ولا يظهره للآخرين إلا لله تعالى وهذا يعني انه ليس الأمر على نحو الوجوب وإنما هو مستحب فحسب
ثانيا ً
إن الشكوى من الوجع يمكن إن يظهرها المريض في حالات معينة يقتضي أمر الشفاء لذلك كما لو شكا لطبيبه أو ممرضه وما يجري مجراهما
ثالثا ً
إن الله تعالى جعل على تحمل الوجع والصبر عليه والرضا بالبلاء ثواب عظيم لا ينبغي
رابعا ً
لا مانع من قول آه وهي الكلمة المعتادة لمن يتألم كثيرا حتى أمام عواده لان هذه الكلمة كما ورد اسم من أسماء الله ومن الأفضل إن يقول آه يا الله حتى يكون توجيه ذلك نحو الله وليس أمام الغير
نسألكم الدعاء
;jl hg,[u ,u]l hga;,n~~~~