أرواح على أرصفة الجسر
"نازل" .. قلتها بصوتٍ عالٍ كي يسمعني السائق و يوقف السيارة إذ أني أردت أن اعبر الجسر مشياً على الأقدام .
أردت أن أحاسب الجسر و أعنفه .. و أردت أسأل النهر وأعاتبه .
أردت أن أسأل الجسر على أيٍ من أحجارك سقط أحبتي .. و أين لفظت أمي آخر أنفاسها . أردت أن أسألك عما كانت تشعر به في ذلك الوقت أكانت خائفة أم مطمئنة ؟ أكانت متألمة ؟ أم أن كل ما كانت تحتاج إليه بعض الهواء , و ضننت به عليها . أردت أن أرش مكانها بدموعي فلعل الحجر حفظ شيئاً من رائحتها الطيبة أملأ بها صدري . أردت أن أسأل النهر أمازال ماؤه عذبا على عادته أم أن دموعنا جعلته أجاج ؟ أردت أن أعاتبة لماذا لم ينفرج للزائرين حين سقطوا فيه . دفعت السياج بكلتا يدي بكل قوتي فلم يهتز , فلما لم يبقَ ثابتا ذلك اليوم ؟ أردت أن أتكلم , أردت أن أصرخ , لكن الدموع حبست صوتي . كنت أراهم أرواحاً تصعد إلى السماء من على أرصفة الجسر , فيا جسر الأئمة لماذا لم ترق لحالهم ؟ أيا جسر الأئمة لماذا ترق لي ؟ أيا جسر الأئمة كم قلباً فجعت ذلك اليوم ؟ أحقا ً كان عليهم أن يرحلوا جميعاً ذلك اليوم ؟ أم أنك أخذتهم مني قبل
أوان الرحيل ؟
H,hk hgvpdg 3