الموضوع: عواقب الفساد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/06/06, 12:18 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي عواقب الفساد



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


ينبغي التمييز بين نوعين من الفساد مع كونهما معا ممّا لا يحبّه الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾1.

فهناك فساد قد يبقى في إطاره الخاص ولا يعدو صاحبه وهذا من قبيل ذنوب بعض الناس بينهم وبين الله تعالى ولا يؤثّر سلباً في المجتمع ولا يساهم في إشاعة الفساد, وكذا فيما لو كان هذا المرتكب للفساد أيًّا كان نوعه ممّن ليس له خطر في المجتمع أو ذلك التأثير, فمثل هؤلاء يُؤمرون بالمعروف ويُنهون عن المنكر وفق الشروط الشرعيّة عسى أن ينفع الإرشاد معهم فينتهون ويتوبون، وعلى الواعظ أن يتذكّر دائماً قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإمام الواعظين عليّ عليه السلام: "يا عليّ لأن يهدى الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس"2.
وقد تحدّث القرآن الكريم والروايات الشريفة عن فساد يتجاوز حدود ما سبق ذكره فلا الذنوب والمفاسد في إطارها الضيق, ولا المرتكب هو ذلك الإنسان المغمور الّذي لا يُلتفت إليه بل هو يؤثّر فيكون لفساده عواقب وخيمة على المجتمع أو يؤدّي إلى شموله والمجتمع الّذي يعيش فيه بنقمة الله سبحانه، وهذا ما نوضحه ضمن العناوين التالية:

قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾3.
فالآية تحذّر جميع المؤمنين عن فتنة تقوم ببعضٍ منهم خاصّة، وهم الظالمون

غير أنّ سيّئ أثره يعمّ الكلّ ويشمل الجميع فيستوعبهم الذلّ والمسكنة وكلّ ما يترقّب من مرّ البلاء بنشوء الاختلاف فيما بينهم، وهم جميعاً مسؤولون عند الله، والله شديد العقاب.
إنّ اختلاف بعض من الأُمّة مع بعضها الآخر في أمر يعلم جميعهم وجه الحقّ فيه فيجمح بعض عن قبول الحقّ ويقدم إلى المنكر بظلمه، فلا يردعونه عن ظلمه ولا ينهونه عن ما يأتيه من المنكر، والمقصود بهذا الظلم الّذي يسري سوء أثره إلى كافّه المؤمنين وعامّة الأُمّة بل قد يمتدّ أثره في أجيال متعاقبة وهذا ما يتمثّل في محاربة حكومة الحقّ وإبعاد أهل الحقّ في الحكم عن مواضعهم الّتي وضعهم الله تعالى فيها.
وفي الفتن الواقعة في صدر الإِسلام ما تنطبق عليه الآية أوضح انطباق وقد انهدمت بها الوحدة الدينيّة، وبدت الفرقة ونفدت القوّة، وذهبت الشوكة على ما اشتملت عليه من القتل والسبي
والنهب وهتك الأعراض والحرمات وهجر الكتاب وإلغاء السنّة ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾4

----------------

1- سورة القصص، الآية: 77.

2- المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج3، ص598.

3- سورة الأنفال، الآية: 25.

4- انظر: تفسير الميزان، بتصرّف: سورة الفرقان، الآية: 29.



</b></i>


u,hrf hgtsh]



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس