الموضوع: بحث اسامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/02/22, 01:21 PM   #1
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
Quba Nabi بحث اسامة

بعث أسامة

لقد اهتم رسول الله اهتماما خاصا بجيش أسامة ، فعبأ الناس بنفسه في هذا الجيش ، وخاصة أصحاب الخطر كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وعثمان وأمثالهم ، ربما ليضمن الرسول الانتقال السلمي والشرعي للسلطة بغيابهم ، وحتى لا يشغبوا على صاحب الحق والإمام الشرعي من بعد النبي ، لأن النبي على علم بما يبيتون ! ! وأعطى رسول الله الراية لأسامة وقال له : ( سر إلى موضع قتل أبيك ، فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش . . ) كان ذلك في اليوم الرابع والعشرين من صفر سنة 11 ه‍ وحث الرسول هذا الجيش على الخروج سريعا
المغازي للواقدي ج 3 ص 117 ، والسيرة الحلبية ج 3 ص 207 ، وسيرة ابن دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 329 ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 190)
وفي اليوم الثامن والعشرين من الشهر نفسه قعد الرسول على فراش المرض . فأخذ أصحاب الخطر كعمر وأبي عبيدة وعثمان وغيرهم يثبطو
الناس عن الخروج ويطعنون في تأمير رسول الله لأسامة ، لأنهم كما يبدو قد فهموا مقاصد الرسول التي تحول بينهم وبين ما يبيتون ، فبلغ الرسول ذلك ، ومع أنه على فراش الموت إلا أنه قد نهض معصب الرأس ، ملفوفا بقطيفة محموما فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( أيها الناس ما مقالة بلغتني في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أباه من قبل ، وأيم الله إنه كان لخليق بالإمارة )
( المغازي للواقدي ج 3 ص 119 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 57 ، والسيرة الحلبية ج 3 ص 207 وج 3 ص 234 ، والسيرة الدحلانية ج 3 ص 339 ، وعبد الله بن سبأ ج 1 ص 70 ، وكنز العمال ج 10 ص 572 - 573 ، ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 4 ص 182 . )
وحثهم على المبادرة بالسير ، كان ذلك يوم السبت في العاشر من ربيع الأول سنة 11 ه‍ ، أي قبل وفاة النبي بيومين فقط ، وعاد النبي وقعد على فراش الموت ثانية ، فلما ثقل جعل يقول : ( جهزوا جيش أسامة ، أنفذوا جيش أسامة ، أرسلوا بعث أسامة وكرر ذلك مرات متعددة وهم متثاقلون ) ( كنز العمال ج 10 ص 573 ، ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 4 ص 182 )
ويوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول دخل أسامة من معسكره على النبي فأمره الرسول بالسير وقال له : ( اغدو على بركة الله ) ( المغازي للواقدي ج 3 ص 112 ، والطبقات لابن سعد ج 3 ص 191 ، والسيرة الحلبية ج 3 ص 208 و 235 ، والسيرة الدحلانية ج 2 ص 340 ، وشرح النهج ج 1 ص 160 ، وكنز العمال ج 10 ص 574 . )وقال الرسول مرة أخرى : ( جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف منه ) ( الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 23 وج 1 ص 20 بهامش الفصل لابن حزم ج 1 ص 24 )
وأخرج الجوهري في كتاب السقيفة : ( أن أسامة قد جاء رسول الله وقد ثقل عليه المرض فاستأذنه أسامة ليمكث حتى يشفى رسول الله ، فقال الرسول : ( أخرج وسر على بركة الله ) فقال أسامة : ( إن خرجت وأنت على
هذه الحالة خرجت وفي قلبي قرحة ) وقال الرسول : ( سر على النصر والعافية ) فقال أسامة : يا رسول الله إني أكره أن أسائل عنك الركبان فقال النبي : ( أنفذ لما أمرتك به ) ( يبدو واضحا بأن أسامة قد تعرض لضغوط هائلة من قادة التحالف كي لا يخرج ) ( راجع كتابنا الاجتهاد بين الحقائق الشرعية والمهازل التاريخية ص 176 . )
ثم أغمي على الرسول ، وقام أسامة فتجهز للخروج ، فلما أفاق الرسول سأل عن بعث أسامة وجعل يقول : ( انفذوا بعث أسامة ، لعن الله من تخلف عن بعث أسامة ، وكرر الرسول ذلك ، فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه ) ( شرح النهج لابن أبي الحديد ج 6 ص 52 ).
وبالرغم من إصرار الرسول على تأمير أسامة ، ومن غضبه الشديد على الذين طعنوا بهذا التأمير ، ومن خروج الرسول وهو على فراش الموت ودفاعه عن قراره بتأمير أسامة ، وعلى الرغم من رغبة الرسول العظيمة وإصراره على إنفاذ بعث أسامة ، إلا أن عمر بن الخطاب وحزبه قد نجحوا بتثبيط الناس عن الخروج ونجحوا بتشكيك الناس بشرعية تأمير الرسول لأسامة
وتجال عمر بن الخطاب وحزبه كل ما صدر عن الرسول في هذا المجال من تأكيدات ، وطلبوا من الخليفة الأول أبا بكر أن يعزل أسامة بعد موت الرسول ! ! لأن تأمير الرسول لأسامة ليس مناسبا ولا صحيحا حسب رأي عمر وآراء قادة حزبه ! ! إلا أن الخليفة الأول رفض هذا المطلب وأخذ بلحية عمر بن الخطاب وقال له : ( ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب استعمله رسول الله وتأمرني أن أنزعه ؟ ) ( تاريخ الطبري ج 3 ص 226 ، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 335 ، والسيرة الحلبية ج 3 ص 209 و 236 ، والسيرة الدحلانية ج 2 ص 340 . )

كان الليفة الأول يرى أنه لا فائدة ترتجى من عزل أسامة عن قيادة تلك السرية التي ولاه رسول الله قيادتها ، ولا ضرر من بقائه قائدا لها ، بعد أن استقامت لهم الأمور واستولوا على ملك النبوة ، بل إن عزله سيثير غضب أفراد الفئة المؤمنة ، وسيكشف بصورة فاضحة بشاعة نظرة قادة التحالف إلى رسول الله واستهتارهم بأبسط مظاهر الشرعية الإلهية .أما عمر فقد تجاهل خروج الرسول وهو مشرف على الموت ، ودفاعه عن تأميره لأسامة ، لأنه كان يعتقد أن تأمير الرسول لأسامة أمر غير صائب وغير صحيح وأن الرسول كان ينبغي أن يعزله وأن يسند إمارة تلك السرية لغيره ! ! ثم إن عمر لا يقبل بأنصاف الحلول فأراد أن يكون انتصاره على الرسول انتصارا حاسما وأن يثبت بأنه وأعوانه هم المالكون لمقاليد الأمور وليس الرسول ، وأنهم هم الذين يعرفون الصواب وليس الرسول ، فأراد أن يرغم أنف الرسول وكل أولياء الرسول ! !
وعمر على فراش الموت كان يردد : ( لو أدركت خالد ابن الوليد أو معاذ بن جبل أو سالم مولى أبي حذيفة لوليته الخلافة من بعدي ) كان يتصرف بمنصب الخلافة تصرف المالك بملكه ، وكان يرى أن ذلك التصرف من صميم حقوقه واختصاصاته ، لكنه وحزبه كانوا يعتقدون أنه لا حق للرسول بأن يؤمر أسامة أو غير أسامة على سرية فهل رأيتم بربكم ظلما كهذا الظلم ، أو استبدادا كهذا الاستبداد ، أو استهتارا بمقام النبوة كهذا الاستهتار !
( أنساب الأشراف ج 5 للبلاذري . ( * )



fpe hshlm



توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس