عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/02/29, 07:07 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي دروس في علوم القران 18

شبهات في وقوع التحريف:
1- الشبهة الأولى: دعوى دلالة طوائف من الروايات على وقوع التحريف:
أ- الطائفة الأولى: الروايات التي تتحدّث عن مصحف الإمام علي عليه السلام, منها:
- ما روي عن الإمام علي عليه السلام: "ولقد أحضروا الكتاب كملاً مشتملاً على التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، لم يسقط منه حرف ألف ولا لام، فلمّا وقفوا على ما بيّنه الله من أسماء أهل الحقّ والباطل، وأنّ ذلك إن أُظْهِرَ نقص ما عهدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه، نحن مستغنون عنه بما عندنا"1.

- ما رواه جابر عن الإمام الباقر عليه السلام: "ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزِلَ إلا كذّاب، وما جمعه وحفظه كما نزَّله الله تعالى, إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام ""ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه, ظاهره وباطنه، غير الأوصياء"3.

277
الجواب عنها: الإجماع عند الشيعة والسنّة على أنّ الزائد فيه إنّما هو التأويل والتنزيل, شرحاً للمراد4.

ب- الطائفة الثانية:
الروايات التي جاء فيها لفظ التحريف صريحاً، منها:
- ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "أصحاب العربية يحرفون الكلم عن مواضعه"5.

- ما رواه علي بن سويد: كتبت إلى أبي الحسن الأوّل (الإمام موسى الكاظم عليه السلام) وهو في الحبس، فذكر عليه السلام في جوابه: "... اؤتمنوا على كتاب الله فحرّفوه وبدّلوه..."6.

- ما رواه ابن شهر آشوب بإسناده إلى الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام يوم عاشوراء: "إنّما أنتم من طواغيت الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب"7.

- ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "... وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية..."8.

الجواب عنها:
المقصود بالتحريف فيها هو خصوص التحريف المعنوي، أو اختلاف القراءات وإعمال الاجتهاد فيها9.

ج- الطائفة الثالثة:
الروايات التي تشير إلى قراءات منسوبة إلى بعض الأئمّة عليهم السلام, منها:

278
- ما رواه غالب بن الهذيل: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: ﴿وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ على الخفض هي أم على النصب؟ قال عليه السلام: "بل هي على الخفض"10.
- ما رواه حريز: أنّ الإمام الصادق عليه السلام قرأ:
﴿فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ (من) ثِيَابَهُنَّ.
- ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: أنّه قرأ قوله تعالى:
﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ قرأها يُنْطَق11.

الجواب عنها
12:
- هي أخبار آحاد لا يُعتدّ بها.
- إنّ الاختلاف في القراءة لا يسري إلى الاختلاف في المعنى المُوحَى.

د- الطائفة الرابعة:
روايات الفساطيط: هي روايات وردت بشأن فساطيط تضرب ظهر الكوفة أيام ظهور الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف لتعليم الناس قراءة القرآن وفق ما جمعه أمير المؤمنين عليه السلام, منها:
- ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن، على ما أنزل الله. فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم, لأنّه يخالف فيه التأليف"13.

- ما رواه سالم بن مسلمة: قرأ رجل على أبي عبدالله عليه السلام وأنا استمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأه الناس، فقال عليه السلام: "كفّ عن هذه القراءة، اقرأ كما

279
يقرأ الناس, حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف قرأ كتاب الله عزّ وجلّ على حدّه، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام"14.

الجواب عنها
15: ما يعلّم للناس في الفساطيط هو هذا المصحف, بترتيب نزول مصحف الإمام علي عليه السلام.

هـ- الطائفة الخامسة: روايات ورد فيها ذِكْر بعض أسماء الأئمّة عليهم السلام في القرآن، منها:
- ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "نزل القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام"16.
- ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "لو قد قرىء القرآن كما أنزل, لألفيتنا فيه مسمّين"17.
- ما روي عن الإمام الرضا عليه السلام: "ولاية علي عليه السلام مكتوبة في جميع صحف الأنبياء..."18.

- الجواب عنها
19:
- إنّهم مذكورون فيه بصفاتهم ونعوتهم الدالّة عليهم وعلى فضائلهم المختصّة بهم.
- التاريخ لم يذكر لنا أبداً أنّ أحداً احتجّ على غاصبي الخلافة بهذه الآيات المفترضة، وإلا لكانت أحقّ بالاحتجاج.

280
- الروايات واردة فيهم على نحو التفسير للمراد، فتكون على نحو الجري والتطبيق ومعرفة المصداق الحقيقي للآيات.

و- الطائفة السادسة:
روايات التحريف بالنقيصة، منها:
- ما روي عن الإمام علي عليه السلام: أنّه قرأ قوله تعالى:
﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ (بظلمه وسوء سريرته) وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ20.

- ما رواه عمّار الساباطي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ الله تعالى قال بشأن الإمام علي عليه السلام:
﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ (أنّ محمداً رسول الله) وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (أنّ محمداً رسول الله وأنّه ساحر كذّاب) إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ، ثمّ قال عليه السلام: هذا تأويله يا عمّار21.

- روي أنّه قرأ رجل عند الإمام الصادق عليه السلام:
﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فقال عليه السلام: "ليس هكذا هي، إنّما هي والمأمونون، فنحن المأمونون"22.

- ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم سبعة عشر ألف آية"23.

الجواب عنها بالترتيب
24:
- الأولى: فيها دلالة واضحة على كونه شرحاً وتفسيراً للمراد من الآية.
- الثانية: إنّ ورود ألفاظ التنزيل والتأويل، يُحمَل على الشرح للمراد، وبيان معانيه ومصاديقه.

281
- الثالثة: هي بصدد بيان أبرز المصاديق وأكملها.
- الرابعة: ورد في نسخة مصحّحة من الكافي، وفي كتاب الوافي للفيض الكاشاني: أنّه يوجد زيادة للفظ عشرة, فيكون الحديث سبعة آلاف آية، وليس سبعة عشرة ألف آية. أضف إلى
ذلك أنّ مسألة عظيمة كهذه لا بدّ من بيانها بشكل واضح, فلا تثبت بخبر الواحد.

ز- الطائفة السابعة:
روايات كثيرة بلغت حدّ التواتر نقلها الشيعة والسنة، مفادها: أنّ كلّ ما وقع في الأمم السابقة، لا بدّ وأن يقع مثله في هذه الأمّة، وبما أنّ كتبهم السماوية قد حُرِّفت، فلا بدّ من وقوع التحريف في القرآن أيضاً، وإلا فلن تكون هذه الأحاديث صحيحة، ومنها: ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كلّ ما كان في الأمم السالفة، فإنّه يكون في هذه الأمّة مثله، حذو النعل بالنعل، والقُذّة بالقُذّة"25.

الجواب عنها26:
- إنّ هذا الدليل لو تمّ لكان دالاً على وقوع الزيادة في القرآن - أيضاً -, كما وقعت في التوراة والإنجيل. ومن الواضح بطلان ذلك, للتسالم والاتّفاق على عدم وقوع التحريف بالزيادة.

- يوجد كثير من الحوادث وقعت في الأمم السابقة لم يصدر مثلها في هذه الأمّة, كالتثليث، وعبادة العجل، وقصّة السامري، وغرق فرعون، ورفع النبي عيسى عليه السلام إلى السماء،
والتحريف بالزيادة في كتبهم، وما شابه ذلك. وعليه، فالمراد من ذلك المشابهة في بعض الوجوه، وليس التطابق في كلّ الأمور.

- يكفي للتشابه مع الأمم السالفة, وقوع التحريف المعنوي, بتضييع حدود القرآن

282
الكريم، وتفسيره بالرأي.

- إنّ كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المتقدّم عامّ يمكن تخصيصه واستثناء تحريف القرآن منه, استناداً إلى قوله تعالى:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ27.

2- الشبهة الثانية:
كيفية جمع القرآن في صدر الإسلام وزمن الصحابة, تستلزم عادة وقوع التغيير والتحريف فيه, بسبب بدائة الخط، وعدم توافر الأدوات اللازمة للكتابة.

الجواب عنها: إنّ الجمع حصل في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمن سور، ثمّ على يد الإمام علي عليه السلام ضمن مصحف، ثمّ على يد الصحابة ضمن مصاحف، ثمّ توحيد الرسم في زمن عثمان, وفي جميع هذه المحطّات كانت الدواعي متوافرة لحفظ القرآن وصيانته، وكان هناك تشديداً قلّ نظيره على حفظ القرآن وتدوينه, هذا مع كونه محفوظاً بالصدور إلى عهد يُتَيَقّن قبله تدوين القرآن, بناء على اختلاف الآراء في جمع القرآن وتدوينه28.

3- الشبهة الثالثة:
إنّ أكثر العامّة وجماعة من الخاصّة ذكروا في أقسام الآيات المنسوخة ما نسخت تلاوتها دون حكمها، وما نسخت تلاوتها وحكمها معاً.

الجواب عنها
29:
- لا يوجد في روايات الإمامية آية منسوخة التلاوة, سوى آية الرجم، وهي جاءت بخبر واحد سنداً، تعارضها روايات كثيرة مستفيضة تنفي نسخ التلاوة.
- إنّ نظرية نسخ التلاوة مع الحكم أو من دونه لا حقيقة لها.

283
4- الشبهة الرابعة: وجود مصاحف لدى الصحابة تختلف عن المصحف الموجود, لجهة اشتمالها على الزيادة.

الجواب عنها:
إنّ هذه الزيادات هي زيادات تفسيرية شارحة ومبيّنة للمراد، بعد فرض التسليم بثبوت نسبة ما هو مدّعى زيادته في هذه المصاحف إلى الصحابة30.

5- الشبهة الخامسة:
اختلاف القراءات يستلزم كون الموجود بين أيدينا من القرآن هو غير ما أُنزِلَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الجواب عنها
: إنّ اختلاف القراءات والقرّاء لا يضرّ بالمعنى والمضمون المُوحَى، وإن أثّر أثره في كيفية أداء قراءة القرآن31.

6- الشبهة السادسة:
الأخبار الكثيرة الواردة في كتب أهل السنّة، والتي تثبت وقوع التحريف باللحن والخطأ في القرآن (دعوى وجود أخطاء نحوية)، وبالنقيصة والتبديل (إسقاط آية "مثل: آية الرجم"، أو سورة "مثل: سورة النورين، أو سورة الولاية"، أو حذف بعض الكلمات أو تبديلها)، وبالزيادة (الفاتحة والمعوذتين).

الجواب عنها
32:
- ضعف هذه الأخبار سنداً.
- تهافتها في ما بينها.
- إمكانية حمل دلالة بعضها على غير المدّعى, بأنّها من باب التفسير، والشرح، وبيان المراد، وبعض المصاديق وأكملها.
- معارضتها بأخبار صحيحة ومتواترة تنفي وقوع التحريف.
- عدم نهوضها أمام الأدلّة المُثبِتَة لصيانة القرآن عن التحريف.



يتبع




]v,s td ug,l hgrvhk 18



رد مع اقتباس