عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/04/29, 11:52 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 3431
تاريخ التسجيل: 2014/10/05
المشاركات: 2,923
عابر سبيل غير متواجد حالياً
المستوى : عابر سبيل is on a distinguished road




عرض البوم صور عابر سبيل
افتراضي ما اختلفت دعوتان ....

بسم الله الرحمن الرحيم
الحكمة هي : ( ما اختلفت دعوتان الا كانت احداهما ضلالة ) حكمة رقم 169 من نهج البلاغة ...
سنبين ثلاثة تطبيقات يمكن استفادتها من الحكمة الشريفة :
الاول : منطقي ..
والثاني : اصولي ..
والثالث : عقائدي ..
اما الاول : ( البعد المنطقي ) فثمة قانون منطقي يقول " ان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان " ومعنى ذلك ان الاثبات والنفي والايجاب والسلب حين ينصب على شيء واحد فلا يمكن ان يكون كل منهما صحيحا ومطابقا للواقع وصادقا وانما الصدق احادي لا ثنائي بلا شك وهي قضية تعتبر البنية التحتية للمعارف العقلية وهي من ابده البديهيات العقلية ولهذا تسمى بــ " ام القضايا " أي اصلها واساسها لان كل استدلال وبرهان يرجع الى قضايا بديهية وتلك البديهيات ترجع اليها فاليها المآل والمرجعية العقلية لسائر القضايا .. والحكمة الشريفة واضحة الدلالة على ذلك ومؤيد صارخ على عدم اتصاف القضيتين المتناقضتين بالصدق كما هو واضح ..
واما الثاني : ( البعد الاصولي ) فهناك بحث عند الاصوليين في تقييم آراء المجتهدين اسمه " التصويب والتخطئة " فيطرح فيه ان آراء الفقهاء والمجتهدين هل تكون دائما صادقة ومطابقة للواقع بل هي عين الواقع وعليه فكل مجتهد مصيب ام ان الواقع ثابت عند الله وموجود في لوحه والمجتهدون قد يدركونه فيصيبون وقد لا يدركون الواقع فيخطئون ؟
ذهب المخالفون " اشاعرة ومعتزلة " الى الاول " التصويب " أي ان كل مجتهد مصيب للواقع بل الواقع يخلو من الحكم وينشأ على طبق ما ادى اليه نظر المجتهد !!!
وذهب الامامية من اولهم الى اخرهم الى الثاني " التخطئة " أي ما من واقعة الا ولها حكم عند الله فهناك واقع انشأت فيه الاحكام وذلك الواقع قد يحصل عليه المجتهد بحسب ما تتوفر عنده من ادلة فيصيبه وقد لا يصيبه فيخطأ وعليه فقد يصيب وقد يخطأ .. ومن المعلوم ان الحكمة تشير بشكل صارخ الى ما ذهبت اليه الطائفة الحقة " الامامية " من القول بالتخطئة ويكفي في بطلان الاول قضاء العقل البديهي بذلك ..
واما المجال الثالث ( البعد العقائدي ) من مجالات تطبيق الحكمة فهو المجال العقائدي : فمن المعلوم بالضرورة ان هناك حروبا وقعت في صدر الاسلام بعد وفاة رسول الله ص بين طرفين كان علي عليه السلام احد الطرفين ولم يختلف المسلمون في احقية علي في جميع حروبه ولكن الكلام وقع في الطرف الاخر فالشيعة يقولون ان كل من وقف بوجه علي عليه السلام فاقل ما يقال فيه ان ضال مضل .. ولكن المخالفين ذهبوا الى التماس الاعذار و التاويلات لمن خالف وحارب عليا حتى وصل الحقد بالبعض منهم ان يقول عن ابن ملجم انه اجتهد فاخطأ !!! وهو مذهب مخالف للعقل والنقل قرآنا وسنة كما هو معلوم ..
والى اليوم نشهد اختلافا في القضايا العقائدية بين المسلمين بشكل عام بحيث تعتقد كل فرقة نقيض ما تعتقد به الاخرى وبالتالي لا يمكن ان تكون كلا الدعوتين صادقتين والمهم هو ان نبين بعد كل هذا ان الكلام المذكور اعلاه لا يمكن قبوله اذ لا اجتهاد مقابل النص وما علم من الدين ضرورة وعليه فكل من حارب علي عليه السلام واختلف معه فالحكمة اعلاه تقرر بضلاله كائنا من كان ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر ...وكذلك احدى الدعوتين صادقة والاخرى تكون على ضلالة والحد الفاصل هو الدليل والبرهان كما هو منطق القرآن {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة : 111] ومن هنا نحن نشد على ايدي المسليمن جميعا ان لا يعتقدوا الا بما قام الدليل القطعي عليه ..والحمد لله رب العالمين.






lh hojgtj ]u,jhk >>>> hojgtj



رد مع اقتباس