عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/06/10, 01:28 PM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي سيد الشهداء (عليه السلام) وتحريك الأمة


الشهداء (عليه السلام) وتحريك الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبدالجليل أحمد المكراني
إنّ التاريخ البشري بصورة عامّة مليء بالحوادث والوقائع، لكنّه لم يشهد محطّة مهمّة من محطّاته الكثيرة مثلما شهد في محطّة كربلاء وواقعة الطفّ، فهي محطّة مضيئة ومشرقة لكل الأجيال التي جاءت بعدها، فهي تضيء للشعوب والإنسانية طريق الحقّ، وهي سبيل للخروج من ممررات الفساد الضيقة وكهوف ودوائر الضلال والانحراف إلى بساتين الصلاح والهداية. وتلك هي الثورة الخالدة التي قادها الإمام الحسين(عليه السلام).
وبمقدار فهم المسلمين والموالين لهذه الثورة ودراستهم التاريخية التحليلية الصحيحة لها كان مستوى ارتباطهم وتفاعلهم وتأثّرهم بها.

لقد شاءت إرادة الله خلود ذكرى شهادة الحسين(عليه السلام)، ودوام بقائها وبقاء أهدافها، وفي الوقت نفسه يبقى التأثّر بالحزن والبكاء ملازماً لهذه الأهداف، لهذا ورد عدد كبير من الأحاديث في هذا المعنى؛ في فضل البكاء على الحسين (عليه السلام) وأهميّته، وكلّ ذلك من أجل استمرار ارتباط الجموع المؤمنة بقضية الإمام الحسين(عليه السلام)، فقد ورد ذكر فضل البكاء على الحسين(عليه السلام) عن النبي(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) تعريفاً بمكانة وعظمة ذرف الدموع على ريحانة النبيّ عند ذكره.
فعن النبي(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «كل عين باكية يوم القيامة، إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة» [بحار الأنوار، ج 44، ص 293]. بل جاء على لسانه (صلى الله عليه وآله): «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا» [مستدرك الوسائل 10: 318].
وعن الإمام الباقر(عليه السلام) انه قال: «ان علي بن الحسين(عليهما السلام) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار». [كامل الزيارات،‌ ص 201]
وعن الإمام الصادق(عليه السلام)، عن آبائه أنّ أبا عبدالله الحسين(عليه السلام) قال: «أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلاّ استعبر». [كامل الزيارات،‌ ص 215]
وهذا البكاء هو مظهر من مظاهر الحزن والأسى على الإمام الحسين(عليه السلام) وكيفية شهادته وأهل بيته يوم الطفّ في فاجعة كربلاء الأليمة. إن الامام زين العابدين(عليه السلام) الذي شهد واقعة الطف ورآها بأم عينيه قد بكى‌ أكثر من ثلاثين عاماً على والده الحسين (عليه السلام)وآله وأصحابه،‌ وما وضع بين يديه طعام إلا بكى ولا شرب إلا وبكى‌ حتى قيل له في ذلك فكان يجيب ويبين عذره لسائله عن ذاك البكاء العجيب. [راجع: الخصال، ص 273]
إنّ هذا الحزن والجزع والبكاء وذرف الدموع شيء يحدث عند الإنسان الموالي لأهل البيت(عليهم السلام) حتى لو كان التطرّق لذكر مصابه(عليه السلام) في غير أيام شهر محرّم أو يوم عاشوراء، وهذا مصداق ما ورد في الروايات عنهم(عليهم السلام): «أنّ لقتل الحسين(عليه السلام) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً» [مستدرك الوسائل 10: 318].
فأيّة عظمة حملها هذا العملاق والتأثير العظيم الذي أبكى جميع المخلوقات، وأحزن القلوب؟ هي عظمة اختصّ بها سيّد الشهداء(عليه السلام) من خالقه العظيم؛ إذ فضّله وأحبّه حتى أعزّ تلك الدموع النازلة على مصابه، فجعل ثوابها عظيماً.

الشيخ عبدالجليل أحمد المكراني



sd] hgai]hx (ugdi hgsghl) ,jpvd; hgHlm hgHlm hgsghl) hgai]hx



رد مع اقتباس