عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/07/03, 09:46 PM   #4
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

إنّ المتأمِّل إلى الروايات يجد أنّ الأحاديث الشريفة نصّت على أنّ عدد خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر إماماً.

* روى مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله ص يقول : { لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة } ثمّ قال كلمة لم أفهمها ، فقلتُ لِأبي : ما قال ؟ فقال : كلّهم من قريش }.
(صحيح مسلم - كتاب الإمارة - الحديث رقم : ١٨٢١ ؛ وقد رواه بتسع طرق ).

* روى البخاري في صحيحه عن جابر بن سمرة قال : سمعت النّبي ص يقول : {يكون اثنا عشر أميراً } فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنّه قال : كلّهم من قريش }.
( صحيح البخاري - الجزء التاسع - الحديث رقم : ٧٢٢٢ ).

* أخرج أحمد عن الشعبي عن مسروق ، قال : كنّا جلوساً عند عبدالله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رَجُلٌ : يا أبا عبدالله هل سألتم رسولَ الله ص كم يملك هذه الأمّة من خليفة ؟
فقال عبدالله بن مسعود : ما سألني عنها أحدٌ منذ قدمتُ العراق قبلَك ، ثمّ قال : نعم ، ولقد سألنا رسولَ الله ص، فقال :
{اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل }.
( مسند أحمد بن حنبل - الجزء الأول حديث رقم : ٣٧٧٢ وحديث رقم : ٣٨٤٩ ).

روى المتقي الهندي عن ابن مسعود أنّ الرسول ص قال :
{ إنّ عِدّة الخلفاء بعدي عِدّة نقباء موسى }.
( كنز العمال - المتقي الهندي - الجزء السادس - حديث رقم : ١٤٩٧١ ).
..........................

قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾.

وقد روى نصوص الحديث الشريف جمعٌ غفير من علماء الحديث ، وأصحابُ التأريخ والسِّيَر ؛ رواه الترمذي في صحيحه ، باب ما جاء في الخلفاء من أبواب الفتن : الجزء الرابع ـ ح 2223 ـ ص : 434 ؛ وأبي داوود في السّنن بثلاث طرق : الجزء الرابع ـ ح 4279 ـ ص : 106 ؛ وأبي داوود الطيالسي في مسنده : ح 767 ـ ص : 105 ؛ وأحمد ابن حنبل في مسنده : الجزء السادس ـ ح 20319 ـ ص : 93 ؛ والحاكم النيسابوري وتلخيصه للذّهبي بهامشه : الجزء الرابع ـ ح 8529 ـ ص : 564 ؛ ومجمع الزوائد : الجزء الخامس ـ ص : 190 ؛ والصواعق المحرقة ـ ص : 20 ؛ وتأريخ الخلفاء ـ ص : 10؛ وكنز العمّال ـ الجزء الثاني عشر ـ ح 33857 ـ ص :33
وفيض القدير في شرح الجامع الصغير للمنّاوي : الجزء الثاني ـ ص : 458 ؛
والبداية والنّهاية : الجزء الأوّل ـ ص : 222 ، والجزء السادس ـ ص : 278ـ 280.

وبناءً على تلك الروايات المستفيضة ، المتواترة ، نعلم ما يـلـــي :

• أنّ عدد خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر خليفة ، وكلّهم من قريش.

وهؤلاء الخلفاء هم الّذين أوجب اللهُ طاعتهم في قوله عز وجلّ :

﴿ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ﴾.
وهم الّذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله : { إنّي تارِكٌ فيكم الثِّقْلَينِ ، ما إن تمَسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي }.

وقال فيهم صلى الله عليه وآله : { تمَسّكوا بطاعة أئمّتكم ولا تخالفوهم فإنّ طاعتهم طاعةُ الله وإنّ معصيتهم معصية الله ، وإنّ الله إنّما بعثني أدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فمَن خلفني في ذلك فهو مِنّي وأنا منه ، ومَن خالفني في ذلك فهو من الهالكين ، وقد بُرئَت منه ذمّةُ الله وذمّة رسوله }.
( كنز العمال - المتقي الهندي - الجزء السادس - حديث رقم : ١٤٨٣٨ ).

نَعَم ، مَن أطاع الأئمّة الإثني عشر فقد أطاعَ اللهَ ورسولَه ، لأنّهم معصومون، تماماً كعصمة القرآن الكريم وعصمة الرسول صلى الله عليه وآله ، لا يخالفون القرآن ولا يختلفون فيه ، وسنّتهم سنّة رسول الله ص، وهم أولوا العلم والإيمان ، حملوا عن الرسول ص علومَ النّبيين ، وعقلوا عنه أحكام الدّنيا والدّين.

قَــوْمٌ هُمُ المـلأُ الأَعْـلـَى وعِنــدَهُــم
عـِلـمُ الكِتــَابِ ومـَا جـَاءَتْ بـِهِ السُّــوَرُ .

• أنّ هؤلاء الخلفاء الاثنَي عشر مُعَيَّنون بالنّصّ كما هو مُقتضَى تشبيههم بنقباء بني إسرائيل.

نقباء بني إسرائيل عيَّنَهم رسولُ الله موسى عليه السلام، ولم يُعَيَّنوا مِن قِبَلِ النّاس.

وتعيين خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله يبدو واضحاً في نصوص عديدة ، حيث ذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة أنّه قد رُوي حديث جابر بن سمرة وقال في آخره :
{ كلّهم من بني هاشم }.
( ينابيع المودّة - الجزء الثالث - الباب السابع والسبعين ).