عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/08/04, 05:22 PM   #6
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

فائدة :

• إذا عرفنا أنّ الاسم الموصول "الّذي" يستوي فيه المفرد والجمع، والمذكَّر والمؤنّث نعلم أنّ " الّذين " يعتبَر جمعاً ملحقاً بجمع المذكّر السالم ، لا جمعَ مذكّرَ سالما.

• أصل "الّذي" لَـذّة ؛ على وزن فَعْلَة، من باب التضعيف ؛ الجمع : لَذّات ولَذائِذ.

لَذَّ ، يلَذُّ ، لَذّاً ولَذّةً ولَذاذَةً، فهو لذيذ : وصفٌ لِكلِّ مستطاب مستعذَب، معنويّاً كان أو حسّياً.

لَذّ = لَذُذَ، على وزن فَعُلَ، مضموم العين. تمَّ إبدال أحد الذالينِ بحروف العِلّة؛ فأصبحَ : لَذي، لَذو، لَذا.

• " لَذِي " : دخلت عليه الألِف واللّام، فصار اسماً موصولاً " الّذي "، ولزم البناء، فهو غير متمكِّن. الجمع : الّذين. والّذين والأُلَى بمعنى واحد.

• " لَذو " : حُذِفَت فاؤه "اللّام"، فصار اسماً ناقصاً " ذو "، يدخل على أسماء الأجناس، والأعلام والمضمرات؛ وهو متمكِّن، ذا ـ ذي ـ ذو ؛ الجمع : ذوون، ملحق بجمع المذكَّر السالم، يستوي فيه المفرد والجمع، وتُحذَف النّون عند الإضافة.

و " ذو " يُستعمل اسماً موصولاً بمنزلة " الّذي ".

قالت العرب :
" بالفضل ذو فضّلكم اللهُ به، والكرامة ذات أكرمَكم اللهُ به ".
وقال الشاعر :
فإنّ بيت تميمٍ ذو سمعت به
فيه تنمّت وأرست عزّها مُضَرُ
( معجم اللسان - حرف الذال ).

وقال الشاعر :
إذا ما أتى يــومٌ يفرِّقُ بيننا
بموتٍ فَكُنْ يا وهم ذو يتأخرُ
( حاتم الطائي - ديوانه ).

" ذو " الوارد في قول العرب والبيتينِ الشعريينِ هو بمعنى " الّذي ".

• " لَذا " : لغةٌ في "الّذي"، أي أنّه يُستعمل كاسم موصول، ومن العرب من يحذف الألِف، ويستعمل "اللّذِ أو اللّذْ" بكسر الذّال وتسكينه.
ومنهم من يحذف اللّام ويستعمل " ذا " اسماً موصولاً بمنزلة " الّذي ".

مَن ذا بخاتمه تصَدَّق راكعاً
وأسرّها في نفسه إسرارا ؟.

وإذا لحقتْ " ذا " هاءُ التنبيه صار اسم إشارة، " هذا ". وهلمّ جرّا.

عجائب هذا الاسم الموصول ومعانيه لا تنتهي عند حد.

• " لَذا " : جاء في الشعر بمعنى جفون العين. قال الشاعر :

ولَذا إسمُ أغطيةِ العيونِ جفونُها
مِن أنّها عملَ السيوفِ عواملُ
( المتنبي - ديوانه ).

معنى البيت :
" لَذا " : اسمٌ لِجفون العين، حواجب العين، وهي أغطية العين.

الضمير في " جفونها " و " أنّها " يعود على العيون، المفرد : عين.
عجز البيت تعليلٌ لِصدر البيت، وليس العكس. لَذا : اسمٌ لِجفون العين، اللّام فيه أصلية وليست للتعليل.
وعجز البيت أسلوبٌ من أساليب البديع، يسمّى حُسن التعليل.

والشعراء يشبِّهون بريق العينينِ وجمالَها، وتأثير ذلك على النّفوس ببريق السيوف وأثرها على الأجسام.
وهذا مذهبٌ في العربية معروفٌ، ولدى الشعراء مشهور.

قال الشاعر :
إنّ الّتي سفكَتْ دمي بجـفـونهــا
لم تـدرِ أنّ دمي الّـذي تتقلّــــدُ
( المتنبي - ديوانه ).

وقال الشاعر :
دع عنك ذا السيف الّذي جرّدته
عيناك أمضَى من مضارب حــدّه
كلّ السيوف قواطــعٌ إن جُرِّدَت
وحُسامُ لَحْظِك قاطِعٌ في غِمــــده
إن شئتَ تقتــلني فأنت مُحـــكَّمٌ
من ذا يعارض سيّــداً في عبـــده
( لم أعثر على القائل ).

وقال الشاعر :

ولجْتِ بعينيكِ الصيودينِ مولجاً
من النّفْسِ إن لم يوقِ نفسي حِمامُها
لقـد دلَّـهتْني عن صلاتي وإنّـــه
لَيــدعو إلى الخيـرِ الكثيـر إمامُــها
( الفرزدق - ديوانه ).

وللعين في اللّغة أكثر من ثلاثين معنى.
(أنظر المزهر في علوم اللغة للسيوطي - الجزء الأول ).
من تلك المعاني، العين : حاسة البصر.
" لذا " : معنىً من معاني "الّذي" : حواجب العين، جفونها.

تأمّلوا هذا المعنى الشريف اللّطيف، العذب اللّذيذ لِتدركوا أنّ الموصوف بمنزلة جفن العين، بمنزلة العين، غالٍ وعزيز، يجب أن يتمسّكَ به المرءُ ويحافظ عليه كما يحافظ على عينيه.

الموصوف في آية الولاية، لَذّة العين، وروْحُ القلب ونور البصر.
إنّه العينُ، وحبيبُ كلّ امرئٍ عيناه.
ما العينُ إلّا سيـّـدٌ وإمــامُ، إنّما ذا لَـذا.

قال عبيد بن الأبرص يخاطب المَلِكَ :

يا عينُ ما فات ضحى بني
أسَـدٍ، فهُمْ أهلُ النّدامـةْ
أنت المليــكُ عليـــــــهــمُ
وهُمُ العبيد إلى القيامةْ.


رد مع اقتباس