الموضوع: إحذر الجاهل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/08/26, 04:21 PM   #1
عبد الحميد

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4790
تاريخ التسجيل: 2016/08/24
المشاركات: 53
عبد الحميد غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الحميد is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الحميد
افتراضي إحذر الجاهل

إحذر الجاهلإحذر الجاهلإحذر الجاهل

الجاهل هو ليس ذلك الشخص الذي لا يحمل شهادات أو الأمي الذي لا يقراء ولا يكتب. بل هو ذلك الأحمق الذي لا يقبل النصيحة، ويستهزاء بكل هدى وصواب، ولا يرجع عن رأيه حتى ولو أيقن أنه على خطاء.

معنى الحمق: هي صفة مشبهة تدل على قلة العقل، والتصرف السفيه والطائش، وارتكاب الخطأ على بصيرة يظنه صواب. وقيل؛ وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه، واستحسان ما تستقبحه العقلاء. والأحمق هو رجل قليل العقل فاسد الرأي، يأتي بأعمال لا معنى لها ويكون كلامه سفهاً. والحمقاء مؤنث بنفس مواصفات المذكر.

النهي عن مصاحبة الحمقى وذوي الجهل: الصديق الجاهل مُصيبة عظيمة. لأنه أضر وأسوأ من العدو العاقل، ومن يعادي عاقلاً خير له من أن يكون له صديق أحمق، فاتقى ولا تصاحبه فإنه قطعة من النار، لا يستقيم وده ولا يفي بعهده.وهو كالثوب الباليفإن رقعته من جانب عاد من هون سريعاً فانخرق، فلا يسوغ لك صحبة هذا البليد، فإنه يسوئك بحمقه وسرعة تقلبه، ولا تعرف رضاه من غضبه، وربما يكون الأحمق المتعلم أشد جهلاً وسفاهةً ولؤماً من الأحمق الجاهل.

وقيل: ولا تصــحب الحمقى فذو الجهل إن
يرم صلاحاً لأمر يا أخا الحزم يفسدُ

قال الإمام علي ع: لا تواخ الفاجر فإنه يزين لك فعله ويحب لو أنك مثله، ومدخله عليك ومخرجك من عنده شين وعار. ولا الأحمق فإنه يجهد نفسه لك ولا ينفعك، وربما أراد أن ينفعك فضرك، فسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته. ولا الكذاب فإنه لا ينفعك معه عشرة، ينقل حديثك وينقل الحديث إليك، وإن تحدث بالصدق لا يصدق..


قال الإمام علي ع: العافية عشرة أجزاءتسعةٌ منها في الصمت إلا بذكر الله، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء..

فصحبة من مثل هاؤلاء، والحديث معهم لا فائدة منه ولا طائل فيه، فإذا كان من تحدث من هذا النوع فتجاهله ولا تناقشه، لأنه سوف يستدرجك الى مستواه ثم يغلبك بخبرته في السفاهة والنقاش. وقد يخطئ الناس في التميز بينكما، ويجعلوكما في مرتبة واحدة.فمن الشيئ الأكثر نفعاً هو بأن لا تفتح مجالاً للجاهل بمحادثته أو الإستماع اليه، ولا تُدخل نفسك من الأساس في محادثته، وعليك أن تعتبر أن كل إنسان هو من شياطين الإنس، (وما أكثرهم). فاعتزل مجالستهم، فلن يأتي منهم إلا الضرر، واذا فُرض عليك التواجد في مجالسهم فالزم الصمت واستعذ بالله من شرورهم، وردد ذلك في نفسك دائماً، وكن محايداً، وأذا فرض عليك محادثتهم من خلال توجيه سؤال أو حديث لك، فاختصر قدر الإمكان..

قال الإمام علي ع: إحذَرِ الْأحمق؛ فإن مداراتَه تُعنيك، وموافقتَه تُرديك، ومخالفته تُؤذيك، ومصاحبتَه وَبالٌ عليك..

وقال الإمام السجاد ع لبنيه : جالسوا أهل الدين والمعرفة! فإن لم تقدروا عليهم، فالوحدة آنس وأسلم، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس، فجالسوا أهل المروات!. فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.. (معنى الرفث: أي قبيحٍ الكلامٍ).

وقال الإمام الصادق ع: انظر إلى كل من لا يفيدك منفعة في دينك، فلا تعتدن به، ولا ترغبن في صحبته، فإن كل ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته..

ومن أقوال الإمام علي ع: مِن أمارات الْأحمق كثرةُ تَلَوُّنهِ. الجاهل لا يرتدع، وبالمواعظ لا ينتفع. اتقوا من تبغضه قلوبكم..


وسئل النبي عيسى ع عن الأحمق فقال:الأحمق المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه، ولا يوجب عليها حقاً، فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته..

ومن إرشاد القرأن للمسلم للرد على الجاهل بأن يتحلي بالعفو، وكظم الغيظ،وضبط النفس الذين يدلان على قوة الشخصية، وسلامة النفس من العدوانية.

قال تعالى: وَعِبَادُ الرحْمَنِ الذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًّا، وَالذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجدًّا وَقِيَامًّا، وَالذِينَ يَقُولُونَ رَبنَا اصْرِفْ عَنا عَذَابَ جَهَنمَ إِن عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًّا.. الفرقان 65.63

المعنى:إذا خاطبهم الجاهلون بما يكرهون تركو مجادلتهم، وذلك لا يكون عن ضعف بل عن ترفع من النزول الى ذلك المستوى الوضيع، فلا يليق بالمؤمن الكريم المهاترة مع الجهلاء والسفهاء. فإن المؤمن مشغول بما هو أهم وأرفع، ويبعد نفسه عن التوتر والتشفي والأخذ بالثأر والغضب الذي لا يهدأ حتى يوقع الإنسان فيما يندم عليه فيما بعد طويلاً.

وذي سفه يخاطبني بجهل ..فآنف أن أكون له مجيبـا
يزيد سفاهةًّ وأزيد حلـماً .. كعودٍ زاده الإحراق طيبا

قالو قديماً: صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار.فمن يجالس أهل الريب ويخالطهم يصير بلا شك مريباً، فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير، فهكذا صحبة الأشرار تورث الشر، فمن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم.

قال رسول الله ص:أحكم الناس من فر من جهال الناس..



وقال الإمام السجاد ع:

ليس لك أن تقعد مع مَن شئت لأن الله تبارك وتعالى يقول:

وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.

وليس لك أن تتكلم بما شئت لأن الله عز وجل قال: ولَّا تقف ما ليس لك به علم. ولْأن رسول الله ص قال: رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، أو صمت فسلم.

وليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله عز وجل يقول: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً..



قال الإمام الصادق ع: لا تكون الصداقة إلا بحدودها. فمن كانت في هذه الحدود أو شيء منها فأنسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة. فأولها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات..


وقال الشافعي:

إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي
ألذ وأشهى من غوىٍ أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا
أقر لعيني من جليسٍ أحاذره






إحذر الجاهل إحذر الجاهل إحذر الجاهل


Yp`v hg[hig




التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد ; 2016/08/26 الساعة 04:27 PM
رد مع اقتباس