الموضوع: عظمة الغدير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/09/16, 02:27 AM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

أداء مناسك الحج مع النبى صلى الله عليه وآله

في اليوم الثامن من ذي الحجة بدأ النبي صلى الله عليه وآله بمراسم الحج، فأحرم وتوجَّه إلى عرفات وبات في طريقه إليها في منى.

وفي اليوم التاسع خطب في عرفات خطبته الثانية، وأكَّد على الأمة التمسـك بالثقليـن: القرآن والعترة، وبشَّرهم بالأئمة الاثني عشر من عترته.

وبعد غروب عرفة توجَّه إلى المشعر، فصلى وبات ليلته. وفي اليوم العاشر توجَّه إلى منى لأداء مناسك يوم الأضحى من تقديم القربان ورمي الجمرات. ثم واصل إلى مكة للطواف والسعي بين الصفا والمروة.

وفي جميع هذه المراحل كان صلى الله عليه وآله يبيِّن للمسلمين مناسك الحج من واجبات ومستحبات، حتى تمَّت أعمال الحج في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة.

الاستعداد لإعلان الولاية9

كان جبرائيل عليه السلام في حجة الوداع وظروفها المصيرية ينزل على النبي صلى الله عليه وآله بأوامر ربه، وقد يكون رافقه طوال موسم الحج وأملى عليه عبارات خطبه.

وكان مما قال له في المدينة: يا محمد، إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك: "إنه قد دنا أجلك وإني مستقدمك عليَّ"، ويأمرك أن تدل أمتك على حجهم، كما دللتهم على صلاتهم وزكاتهم وصيامهم; وتدلهم على إمامهم بعدك وتنصب لهم علياً وصياً وخليفة بعدك.

وفي عيد الأضحى اليوم العاشر من ذي الحجة، خطب النبي صلى الله عليه وآله خطبته الثالثة في منى، فبيَّن فيها مقام أهل بيته من بعده، وأن الله حرَّم عليهم الصدقات وفرض لهم الخمس.

وفي اليوم الحادي عشر خطب خطبة أخرى أيضاً في منى، وأوصى فيها الأمة أيضاً بإطاعة أهل بيته بعده.

وفي اليوم الثاني عشر خطب النبي صلى الله عليه وآله الخطبة العظيمة في مسجد الخيف، وقد فصَّل فيها مقام أهل بيته وفريضة التمسك بهم وطاعتهم.

وهذه الخطب الخمس كلها شواهد نبوية على وصيته لعلي عليه السلام.

التسليم على الإمام على عليه السلام بإمرة المؤمنين10

قبل التوجه نحو الغدير نزل جبرائيل بلقب "أمير المؤمنين" لقباً خاصاً لعلي بن أبي طالب عليه السلام من قِبل الله عز وجل، وقد كان أُعطي إلى الإمام في وقت سابق أيضاً، وكان نزوله في الحج تأكيداً وتنفيذاً فدعا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أكابر الصحابة، وأمرهم ضمن مراسيم خاصة أن يسلِّموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ويقولوا له: "السلام عليك يا أمير المؤمنين"، وبذلك أخذ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله منهم في حياته إقرارهم لعلي عليه السلام بالإمارة.

وههنا قال أبوبكر وعمر بلسان الاعتراض على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: من الله أو من رسوله؟! فقال صلى الله عليه وآله: نعم حقّاً من الله ومن رسوله.

النداء العام للخروج من مكة11

وفي آخر أيام الحج نزل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله أن الله تعالى يأمرك أن تدل أمتك على وليهم، فاعهد عهدك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث الأنبياء، فورِّثه إياه وأقمه للناس عَلَماً، فإني لم أقبض نبياً من أنبيائي إلا بعد إكمال ديني، ولم أترك أرضي بغير حجة على خلقي....

وقد كان من المتوقع للنبي صلى الله عليه وآله في سفره الوحيد للحج أن يبقى مدة في مكة; ولكنه بعد الانتهاء من مناسك الحج مباشرة أمر بلالا أن ينادي بالناس: "لا يبقى غداً أحد الا عليل الا خرج... ". وهكذا فقد أخبرهم صلى الله عليه وآله عن مراسـم خاصة اقتضـت الحكمة أن يكـون إجراؤها في غدير خم، وانضـم إلى القافلة الراجعـة من الحج كثير ممن لم تكن بلدانهم على ذلك المسير.

الوحى يوقف القافلة النبوية عند الغدير12

تحرَّكت القافلة العظيمة يوم الخميس الخامس عشر من ذي الحجة، فبعد الخروج من مكة وصلوا إلى "سَيْرَف" ومن هناك إلى "مرّ الظهران" ثم إلى "عسفان" ومنها إلى "قُدَيْد" حيث وصلوا "كراع الغميم" على مقربة من الجحفة الذي يقع "غدير خم" في أحد جوانبها.

رحل النبي صلى الله عليه وآله من مكة وهو ناو أن يكون أول عمل يقوم به إعلان ولاية عترته، كما أمره ربه تعالى في وقت يأمن فيه الخلاف منهم عليه، وعلم الله عز وجل أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم.

وقبيل الظهر من يوم الإثنين في الثامن عشر من ذي الحجة ولدى وصولهم إلى منطقة "غدير خم" جاءه جبرئيل لخمس ساعات مضت من النهار وقال له: يا محمد، إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾13.

فتسمَّر النبي صلى الله عليه وآله في مكانه وأصدر أمره إلى المسلمين بالتوقف وغيَّر مسيره إلى جهة اليمين وتوجَّه نحو الغدير وقال: "أيها الناس، أجيبوا داعى الله، أنا رسول الله".

ثم قال: "أنيخوا ناقتى، فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربى"; وأمرهم أن يردُّوا من تقدَّم من المسلمين ويوقفوا من تأخَّر منهم حين يصلون إليه.

وبعد أن صدر الأمر النبوي المذكور توقَّفت القافلة كلها، ورجع منهم من تقدم ونزل الناس في منطقة الغدير، وأخذ كل فرد يتدبَّر أمر إقامته هناك حيث نصبوا خيامهم وسكن الضجيج تدريجياً.

وشهدت الصحراء لأول مرة ذلك الاجتماع العظيم من الناس، وقد زاد من عظمته حضور الأنوار الخمسة المقدسة: النبى الأكرم وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام; وقد اشترك في ذلك التجمع الجماهيري الرجال والنساء من مختلف الأقوام والقبائل والمناطق، وبدرجات متفاوتة من الإيمان، انتظاراً لخطبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.

ونزل الرسول صلى الله عليه وآله عن ناقته وحطَّ رحال النبوة عند غدير خُمٍّ، وكان جبرائيل إلى جانبه ينظر إليه نظرة الرضا، وهو يراه يرتجف من خشية ربه وعيناه تدمعان خشوعاً وهو يقول: "تهديدٌ ووعدٌ ووعيدٌ... لأمضين فى أمر الله. فان يتَّهمونى ويكذِّبونى فهو أهون علىَّ من أن يعاقبنى العقوبة الموجعة فى الدنيا والآخرة"!

وكانت حرارة الصحراء ووهج الشمس من القوة والشدة بحيث أن الناس ـ ومنهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ـ وضعوا قسماً من ردائهم على رؤوسهم والقسم الآخر تحت أقدامهم، وقد بلغ الأمر لدى البعض أن لفُّوا عباءتهم حول أقدامهم من شدة حرارة أرض الصحراء!

الموقع الجغرافى لغدير خم14

تقع منطقة "غدير خم" في صحراء فسيحة على مسير السيول في وادي "الجحفة"، حيث يجري هذا المسيل من الشرق إلى الغرب في الشتاء، ويمرُّ بمنطقة الغدير، ثم ينتهي منه إلى الجحفة ثم منه إلى البحر الأحمر فيصب فيه.

وفي مسير هذه السيول تتولد بعض الواحات والغدران الطبيعية من تجمع المياه المتبقِّية في مخازن طبيعية للمياه طيلة العام، ويطلق على كل واحدة منها اسم "الغدير".

وهناك العديد من الغدران في الحجاز، ويتميز "غدير خم" بأن ماءه كثير، ويوجد نبع صغير قربه من جبل صغير، وتوجد حوله خمسة أو ستة أشجار صحراوية خضراء كبيرة من نوع "السَمُر" صارت بأغصانها الكثيفة وقامتها الباسقة مكاناً ظليلا في تلك الصحراء، فاتخذوها مكاناً لنزول النبي صلى الله عليه وآله ونصبوا له المنبر فيه.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس