15 ـ أبو الفضيل محمد الكاظم بن أبي الفتوح ، قال في كتابه ( النفحة العنبرية في أنساب خير البرية ) الذي ألّفه سنة 891 هـ : ( والمحسّن وأخوه ولدا ميتين من الزهراء ) (41). 16 ـ الصفوري الشافعي ( ت 894 هـ ) ، قال في نزهة المجالس (42) : كان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة : الحسن ، والحسين ، والمحسن كان سقطاً ، وزينب الكبرى ، وزينب الصغرى وقال في كتابه الآخر : ( المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة ) (44) من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر قال : وأسقطت فاطمة سقطاً سمّاه علي محسناً. 17 ـ الشيخ جمال الدين يوسف المقدسي ( ت 909 هـ ) ، في الشجرة النبوية في نسب خير البرية (45) قال : ( محسن ، قيل : سقط ، وقيل : بل درج صغيراً ، والصحيح أنّ فاطمة أسقطت جنيناً ).18 ـ النسابة عميد الدين كان حياً سنة 929 هـ ذكره في المشجر الكشاف (46) فقال : ( والمحسن الذي أسقط ).
19 ـ السيد مرتضى الزبيدي المتوفى 1205 هـ ، قال في تاج العروس ( شبر ) : المحسّن بتشديد السين ، ذهب أكثر الإمامية من أنه كان حملاً فأسقطته فاطمة الزهراء لستة أشهر ، وذلك بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ).أقول : ولمّا لم يعقب على قول الإمامية برد عليه ، فذلك السكوت رضىً به.20 _ الشيخ محمود بن وهيب الحنفي القراغولي قال في جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام (47) : ( وأما محسّن فأدرج سقطاً )
.21 ـ الشيخ محمد الصبان الشافعي ( ت 1206 هـ ) ، قال في كتابه اسعاف الراغبين بهامش مشارق الأنوار للحمزاوي (48) : ( فأما محسن فادرج سقطاً ).
22 ـ الشيخ حسن الحمزاوي المالكي قال في كتابه مشارق الأنوار الذي فرغ من تأليفه سنة 1264 هـ كما في آخره ، قال : ( وأما محسن فأدرج سقطاً ) (49). 23 ـ محمد بن محمد رفيع ملك الكتاب ـ من علماء أواخر القرن الثالث عشر _ قال في كتابه رياض الأنساب (50) ما تعريبه : ( وولد آخر معدود في أولاده ـ يعني الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) _ كانت الزهراء ( عليها السلام ) حاملاً به ، فأسقطته قبل استكمال مدة الحمل ، لأنّ قنفذاً ضربها وزحمها خلف الباب ).
24 ـ المؤرّخ الفارسي الشهير بسپهر في كتابه ناسخ التواريخ في الجزء المختص بالزهراء (51) قال ما تعريبه : ذكر أنّ المحسن الذي سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مات سقطاً ، لأنّ قنفذاً والمغيرة بن شعبة مع غيرهما ضربوا الزهراء فأسقطوا جنينها.25 ـ مؤلّف نسمات الأسحار قال في كتابه : ( ومحسناً أسقطته سقطاً )
.هذه أسماء الذين ذكروا أنّ المحسن كان سقطاً ، فوقفت على أسمائهم فعلاً ، ولا شك أنّه قد فاتني الكثير غيرهم ، كما لم أذكر معهم من مؤرخي القدامى كالمسعودي واليعقوبي وابن أعثم لعدّهم أو بعضهم من الشيعة ، وان اعتمدهم أو بعضهم غير واحد من السنة كالذهبي وابن حجر في مقامات أخرى.
و إذا قرأنا تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في أخريات أيام النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وما جرى لها من حديث معه في مرضه الذي توفي فيه ، نجد مؤشراًيلزمنا بالوقوف عنده ، وذلك حين نقرأ ما أخرجه كل من الطبراني ، وأبو نعيم ، وابن مندة ، وابن عساكر وغيرهم ، وأخرجه عنهم الهيثمي في مجمع الزوائد (51) ، كما رواه السيوطي في الجامع الكبير ، وعنه المتقي الهندي في كنز العمّال (52) ، ورواه الزرقاني في شرح المواهب (53) ، وإليك لفظ الحديث بلفظ مجمع الزوائد عن أبي رافع قال :جاءت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحسن وحسين إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالت : هذان ابناك فورثهما شيئاً ، فقال لها : أما حسن فله ثباتي وسؤددي ، وأما حسين فإنّ له حزامتي وجودي. وبتفاوت يسير في اللفظ في المصادر الأخرى ، وقد رواه من الشيعة أيضاً الطبري الأمامي في دلائل الإمامة (54) وغيره. والذي يسترعي الانتباه أنّها لم تذكر المحسن مع أخويه ، فهو لا يخلو حاله إما أن يكون بعدُ لم يولد ـ وهو كذلك لما سيأتي ـ وإما أن يكون قد ولد ومات صغيراً ، فلذلك لم تذكره أمّه باعتباره سالبة بانتفاء الموضوع ، غير أنّ أولئك الذين ذكروا موته صغيراً ، لم يذكروا لنا عن عمره وزمان وسبب موته ولا شيئاً عن دفنه ، وهذا منهم على غير عادتهم حين يذكرون موت أبناء الذوات ، فضلاً عن أبناء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسباطه ، فقد ذكروا شيئاً من ذلك في موت إبراهيم ابن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكروا عن موت عبد الله بن رقية بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومرت الاشارة إلى بعض من ذلك
.فسكوتهم عن جميع ذلك في المحسن ، مع اعترافهم بأنّه كان ولداً لفاطمة واسمه المحسن ، وأنه مات صغيراً ، فيه تعمد استبهام ، وعليه أكثر من علامة استفهام ، لذلك يبقى الذين ذكروا أنّه مات سقطاً ، هم أقرب إلى واقع الحدث من غيرهم ، خصوصاً وانّ شواهد الأحداث المتلاحقة يوم إسقاطه تؤيّدهم
.فثمة إتساق داخلي وواقعي بين مضمون رواية موته سقطاً من أثر زحم قنفذ وغيره ، وبين روايات أخرى تضمّنت ذكر الأحداث المريعة في ذلك اليوم ، كمجيء عمر بن الخطاب ومعه جماعة ـ كما سيأتي ذكرهم بأسمائهم ، نقلاً عن مصادر أتباعهم ـ ومعهم الحطب ، وهم يهددون بإحراق دار فاطمة على مَن فيها ، وممانعة فاطمة لهم ثم ... ، وثم ... إلى ما هنالك من أحداث متتالية. كل ذلك يستدعي الوقفة الفاحصة بالنظر إلى تلك الصور المرعبة والمريعة ، والتي لا تحتمل رؤيتها أنظار كثير من المسلمين لبشاعتها وفظاعتها ، إما لضغط الرواسب الموروثة في تقدير الشخوص والرموز ، أو لعظم الأحداث فلا يكاد يصدّق بها حتى من لم يؤمن بقداسة الموروث لعظيم الرزية وعظم الضحية ، ويبقى التصديق نصيب من وضحت عنده الرؤية ، بعد إزالة غشاء التضليل عن عينيه ، فيقرأ النص في ملابسات الحديث فيما له وعليه
.وكم قرأنا نماذج تشير إلى حدوث السقط على استحياء أو استخذاء أمام الرأي العام المحكوم لإعلام الحاكمين ، وحتى في العصر الحديث ـ عصر حرية الرأي وحرية التعبير _ نجد بعض الكتّاب المحدثين يراوغ أو يصارع مع نفسه حين يقول : ( ولم يكن بالزهراء من سُقم كامن يعرف من وصفه ، فإنّ العرب وصّافون ـ وإن كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحة والسقم ـ فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أعراض الأمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب ، وكل ما يتبين من كلامهم أنه الجهد ، والضعف ، والحزن ، وربما اجتمع إليها اعياء الولادة في غير موعدها ، إن صح أنها أسقطت محسناً بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما جاء في بعض الأخبار (55) )
.كما نجد نمطاً آخر من القدامى يذكرون خبر إسقاط المحسن وينسبونه إلى الشيعة ، ثم هم لا يزيدون على ذلك نفياً ، أليس يعني ذلك هو الإمضاء على استحياء أو استخذاء ، وربما هو التصديق ، ولكن على خوف عند التحقيق.فمن هؤلاء المقدسي ( ت 355 هـ ) في كتاب البدء والتاريخ ، قال عند ذكر أولاد فاطمة ( عليها السلام ) : ( وولدت محسناً ، وهو الذي تزعم الشيعة أنّها أسقطته من ضربة عمر ). ومن هؤلاء أيضاً أبو الحسين الملطي ( ت 377 هـ ) في كتابه التنبيه والرد ، قال : ... ( فزعم هشام ... إنّ أبا بكر مرّ بفاطمة ( عليها السلام ) فرفس في بطنها فأسقطت ، وكان سبب علتها ووفاتها ... وأنّه غصبها فدكاً ).