[أبو زينب اليمني]

ثالثا : الإعتقاد بالمهدي الغائب أو الإيمان به مخالف لأحاديث وتعاليم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
كيف ذلك؟؟
للعلم والإحاطة، الإمامية يستدلون ويحتجون على الآخرين بحديث يقول : " من مات ولم يعرف أو لم يبايع إمام زمانه مات ميتة جاهلية ".

يقول الإمامية : الحديث دال على وجود إمام واجب الطاعة في كل زمان، وإمام هذا العصر والزمان هو محمد بن الحسن العسكري، وبالتالي يجب مبايعته والإيمان به!.
هذا الفهم المنقوص والمغلوط لهذا الحديث وأمثاله هو ما عزز الإعتقاد لدى الإمامية بوجود المهدي الغائب.
نقول : الحديث المذكور مقيد وليس مطلقا.
مقيد في حال وجود إمام حي ظاهر، معروف للجماهير.
إمام الحق الذي تجب له البيعة هو الإمام الحي الظاهر وفقا لتعاليم أهل البيت صلوات الله عليهم.
* عن الإمام الصادق عليه السلام قال : " مَن مَاتَ وَلَيسَ عَليهِ إمِامٌ حَيٌّ ظَاهِرٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِليّة، قِيلَ: إمِامٌ حَي؟ قَال : إمِامٌ حَيٌّ، إمِامٌ حَيّ ".
( بحارالانوار ج23 ص : 92 ومستدرك الوسائل ج18 ص : 177 والاختصاص - ص : 269 ).

الحديث واضح لا لبس فيه، وينسجم تماما مع العقول السليمة والنفوس المستقيمة.
الإمام الذي تجب بيعته هو الإمام الحي الظاهر، المشهور المعروف، ومهديكم الغائب ليس بهذه الصفة.
فكيف تريدون من الآخرين أن يبايعوه ويطيعوه؟؟!!!!
الله يهديكم.
إن البيعة للشخص الغائب المستور لا تصح وفقا لتعاليم الأئمة عليهم السلام.
وهذا لوحده كاف لإسقاط إمامة مهديكم المزعوم.
لأن الغائب ليس بإمام وليس بحجة.
وبناء على ذلك، فإن الناس في حل من بيعته وطاعته والإيمان به.

* دعوة الآخرين إلى مبايعة المغيب محمد بن الحسن ضرب من الوهم والخبال، وقبيح عقلا.
لأنه لا سبيل إلى ذلك الشخص ولا طريق إلى معرفته.
كيف السبيل إلى وصالك دلني!!.
الإمامية يريدون البيعة لشخص محدد هو محمد بن الحسن العسكري، على الرغم من تعذر المطلوب واستحالة الأمر، لأن الرجل مستور مجهول العنوان والجهة.
أليس طلب البيعة لهذا الشخص قبيحا عقلا؟؟
أليس ذلك تكليفا لما لا يطاق؟؟
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له :
إياك إياك ان تبتل بالماء.

يا أخوتي!
أنا وكثير من الناس نريد أن نبايع الحجة محمد بن الحسن، لأننا بصراحة نكره أن نموت ميتة جاهلية.
ولكن كيف نتمكن من ذلك؟؟؟!!!!
كونوا واقعيين وعقلانيين.
دلونا على إمام الزمان وأخبرونا أين هو حتى نتمكن من مبايعته.
عهدا ووعدا لنبعثن إليه بالبيعة من كل حدب وصوب، ونكونن له أنصارا وأعوانا، نفتديه بدمائنا وأرواحنا ولعنة على من كذب.

فإن لم تدلونا عليه ولم يكن عندكم جواب فالمسلمون في حل من بيعة هذا الإمام المزعوم، لأن الله عز وجل حكيم عدل، لا يكلف الناس بما لا طاقة لهم به، ولا يوجب الطاعة والبيعة لمجهولين، وقد تعلمنا من مدرسة الطهر والنقاء مدرسة أهل البيت أن البيعة الواجبة لا تكون إلا لإمام ظاهر مشهور، معروف غير مجهول ومهديكم المزعوم ليس بهذه الصفة.
فدعواكم باطلة شرعا وعقلا.
وعليه، لا يحل لأحد أن يصدر الفتاوى الضالة ويحكم على الناس بالردة والمروق من الدين لكونهم لم يعتقدوا ولم يؤمنوا ولم يبايعوا المهدي الغائب المدعو محمد بن حسن العسكري، ومن يصدر فتوى من هذا القبيل فهو ضال مضل مشبوه، وخائن لله ورسوله والمؤمنين.

ثبتوا العرش ثم انقشوا، أما إطلاق الفتاوى بدون أدلة يقينية وبلا بينة فليس من شيم الصالحين.

نستكمل الحديث في العمود التالي ......