بسمه تعالى وبه نستعين
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
نكمل المطلب وننتقل الى صفه ومقام آخر عظيم للمقام المحمدي الجليل
وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ / التوبه
المعلوم ان اسم الكمال ( الغني ) هو من مختصات اسماء الله الحسنى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد / فاطر
ولكن الله وصف نبيه محمد ص بهذا الاسم من اسمائه الحسنى وعطفه عليه تعالى فقال : وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ / التوبه
والغَنِيُ : هو المُسْتَغْنِي عن الخلق بقدرته وعز سلطانه والخلق فقراء إلى تَطَوُّلِهِ وإحسانه .
فرسول الله ونبيه محمد ص هو الموجود الاكمل والاقرب الى ساحة القدس الإلهي ، والمظهر الاوفى لاسماء الله الحسنى ، فاستحق عن الله وبالله ان يكون مظهر اسم الله الغني في هذا الوجود الذي اوجده الله ، وله من الله ان يعطي ويمنع ما يشاء وأقرأ ان شئت ما يجري عليه من امثال القرآن مصداقه : هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
ولك يامن تقرأ وتتأمل ، ثم تنظر لتعلم حتى تهتدي وتتعقل وتفهم ان من وصفه الله بالغني يمكنه اغنائك من عنده ( بأذن الله ) فأذا لم تتحمل هذا القول الثقيل فليكن بشفاعته او توسطه وهذا يناسب من هو اقل ايمانا واكثره بين الناس شياعا .
ولقد ورد عن مقام المعصوم ع هذه القصه الجديرة بالذكر بهذه المناسبة
قال الشيخ الكراجكي طيب الله ثراه : ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، فلما رفع الصادق (عليه السلام) يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (صلى الله عليه وآله) .
فقال أبو حنيفة: يا أبا عبدالله ، أجعلت مع الله شريكاً ؟
فقال له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) ، ويقول في موضع آخر : ( ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )
فقال أبو حنيفة : والله ، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلاّ في هذا الوقت !
فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : بلى ، قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : ( أم على قلوب أقفالها ) وقال : (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
انتهى ،،،
وكذلك ما روي عن الاِمام أبي الحسن الهادي (عليه السلام) من حديث له في عظمة الله تعالى قال (عليه السلام) : ... بل كيف يوصف لكنهه محمد (صلى الله عليه وآله) وقد قرنه الجليل باسمه ، وشركه في عطائه ، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته ، إذ يقول : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) ، انتهى .
والصلاه والسلام على محمد وال محمد
الباحث الطائي
( نكمل لاحقا )