عرض مشاركة واحدة
قديم 2024/02/23, 05:53 AM   #4
الباحث الطائي

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 6251
تاريخ التسجيل: 2024/02/16
المشاركات: 54
الباحث الطائي غير متواجد حالياً
المستوى : الباحث الطائي is on a distinguished road




عرض البوم صور الباحث الطائي
افتراضي



بسمه تعالى

يتبع تكملة موضوع : الظهور والامام الحجة ع وشيعة العراق ، دوراً وموقفاً

نخصص هذا المبحث لتناول فتنة خارجة البتريون على الامام الحجة ع بعد قيامه ووصوله الى الكوفة ، وذلك لاهميته كحدث وفتنة محل ابتلاء .

مقدمتا لفهم قضية البتريون تاريخيا

ورد في الروايات :
ما رواه الكشي في كتابه المشهور «رجال الكشي»: ”عن سدير قال دخلت على أبي جعفر الباقر (عليه السلام) معي سلمة بن كهيل، وعند أبي جعفر (عليه السلام) أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام) نتولى علياً وحسناً وحسيناً ونتبرأ من أعدائهم؟ قال: نعم؛ قالوا نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم، قال: فالتفت إليهم زيد بن علي، فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟ أتتبرأون من فاطمة؟ بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية .

اقول / قصد سيدنا زيد بن علي ، تتبرأون من فاطمة لانها كانت في آخر حياتها غاضبة على ابي بكر وعمر حتى توفاها الله تعالى ، فاذا تولى القوم الاول والثاني وتبرأ من اعدائهما ، فيعني قد تبرأ من فاطمة

ولقد اخترنا هذه الرواية لان لها شاهد في روايات الظهور . كما سياتي ولكن بالعموم لدينا قاعدة عقائدية اذا صح القول مني واصبنا الحق نستخلصها من قول المعصوم ع ،
وهي : قيل للصادق (عليه السلام) : إنّ فلاناً يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم ، فقال : هيهات ! كذب مَن ادّعى محبتنا ، ولم يتبرأ من عدونا !! السرائر 3/640.

اذن التولي بقدر ما هو مهم في مذهب ال البيت ع ، الا انه لا يتم الا بالتبري من اعدائهم ... فانتبه جيدا

اي يظهر لي من ذلك : انت تريد او تدّعي انك توالي ال البيت ع ،،، حتى يصح ابتدائا لا بد وان يبدا معه التبري ابتدائا !

بمعنى ~ التولي مشروط بالتبري


نكمل بعض الروايات ذات العلاقة بعصر الظهور :

1- في ارشاد المفيد عن ابي جعفر (ع) في حديث طويل أنه قال اذا قام القائم (ع) سار الى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له : ارجع من حيث جئت لاحاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى ياتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضى الله عز وجل ) لكن ورد في روضة الواعظين بنفس الرواية لكن اسمهم التبرية (قال الباقر (ع) في حديث طويل أذا قام القائم سار الى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف يدعون التبرئة )


2- عن الامام الصادق (ع) في حديث طويل (ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر الفاَ من البترية شاكين بالسلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعمهم النفاق وكلهم يقول أرجع ياابن فاطمة لاحاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر الى العشاء فيقتلهم أسرع من جزر الجزور فلا يفوت منهم رجل ولا يصاب من أصحابه أحد دمائهم قربان الى الله تعالى )

3- عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق (ع) ( سمعت ابا عبدالله يقول : لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم )


اقول :
يمكن استخلاص بعض النقاط المهمة لفهم الحركة البترية في عصر الظهور واحداثه

1- محلهم الجغرافي الحدثي في العلامة هي الكوفة .
2- انهم منافقين حسب تعبير الرواية ، ( والمنافق يظهر الايمان او الحق ويبطن الكفر او الباطل ، اي ان البتريون يظهرون الحق بتشيعهم او ايمانهم او اسلامهم ، ويبطنون الباطل ، اي يبطنون انكار حق وإمامة الامام المهدي ع )
3- انهم حسب وصف الرواية ، ظاهرهم من اهل الدين والعبادة والفقاهة في الدين (1 : انظر في نهاية هذا المبحث 👇 ) .
4- عددهم وقتها يعد بالالوف ما يقارب ال 16 الف مقاتل
5- لعل وصف الرواية من عبارة " ويهدم قصورها " بعدما يقضي على البترية في الكوفة ، لعل فيها اشارة او ربط ان اصحاب القصور ( البيوت الكبيرة الفارهة ) هم من اصحاب البترية او اي جهة منافقة او معادية للامام . او هو ذكر لبعض الامور الاخرى التي سوف يفعلها الامام الحجة ع في الكوفة .
6- وصف المعصوم ع ، انه لو قام القائم ع ، بدأ بكذابي الشيعة ، يبين ان البترية وغيرهم من منتحلي التشيع او الموالاة لآل البيت ع ، هم كذابين ،،، والكذاب هو يعلم الحق ويغير الحقيقة في الظاهر ، وهذا يعني ان البترية تعلم بالامام وتنكره لا عن شبهة تمنع ايمانهم واعتقادهم به ، بمعنى اقرب : جحدوا بها واستيقنتها انفسهم ، لمنافع واهواء دنيوية .

هذه لعلها اهم النقاط التي يمكن استخلاصها عن البترية في عصر الظهور ،
فاذا رجعنا لحادثة من وصفوا بالبترية على عهد الامام الباقر ع من خلال زيد بن علي في الرواية السابقة لما انكر على من يوالي ابو بكر وعمر ويعادي اعدائه ، فقال لهم تتبرؤن من فاطمة الزهراء !!!
نجد ان روايات الظهور عندما تذكر احداث البترية ، انهم يخاطبون الامام المهدي ع بقولهم : ارجع يبن فاطمة لا حاجة لنا بك !!! فتامل .

اي هؤلاء وكأنه يعيد التاريخ نفسه بهم ، لهم ظاهر ايماني تشيعي من جهة موالاة ال البيت وخطهم بل مذهبهم هو ظاهره ما يصدق عليه التشيع ، ولكن من جهة اخرى فانهم لا يعادون او / و. يوالون اعداء ال البيت ، ويريدون ان يتخذوا بين هذا سبيلا .
فاذا تقاطعت عقيدتهم ومصالحهم هذه مع خط الامام الحجة ع وحركته الاصلاحية ، ظهر الخلاف والرفض منهم وبانت حقيقتهم من الباطن الى الخارج ، واعلنوا البرائة والعصيان على الامام ع ، ولذلك يقولون له ارجع يبن فاطمة لا حاجة لنا بك !
ولعله السبب في نبزهم الامام الحجة ع ( ابن فاطمة ) قد يعود ايضا كما حصل في تاريخهم السابق مع زيد بن علي ، حيث كانوا حسب قولهم يوالون ال البيت المعصومين ويعادون اعدائهم ، ولكن ايضا يوالون ابي بكر وعمر ويعادون اعدائهم . ومن اعداء الاول والثاني هي فاطمة الزهراء بالمحصلة والنتيجة ، فلذلك هم يعادونها بالمحصلة والنتيجة والله أعلم

بمعنى آخر ، يمكن توصيف بترية عصر الظهور وموقفهم ، على انهم ممن ظاهرا يوالي ال البيت ع وعلى طريقتهم ، ولكن يساير مذهب السنة في عقيدتهم بابي بكر وعمر حصرا ولا يريد القدح بهما مع البقاء على ولاية ال البيت ع
وهذا لا يستوي لانه جمع نقيضين ، ويوم الظهور هو يوم الفصل ، (وما ادراك ما يوم الفصل ) .

فاذا قام الامام ع ، سوف يلغي كل خط منحرف في الاسلام ولا يبقي الا الخط الاصيل الحق وهو خط العترة من ال الرسول والامتداد الحقيقي الباقي لدين الاسلام الخاتم . وهذا يعني استأصل كل عقيدة منحرفة وخاطئة في الاسلام سواء كبيرة واضحة في انحرافها او صغيرة خافية ، او متسترة بنفاق كالبتريون .

فلذلك فلينتبه المؤمن الى شدة الامتحان ودقته العقائدية ، وكذلك الى الاهتمام بعقيدة التبري ، فلا يتهاون بها الا لعله على سبيل التقية اذا استلزم الامر ، وإلا قد تجره الى النفاق والانحراف وتكون عاقبته كعاقبة بترية عصر الظهور مهما كان عنوانه في السابق ودرجة عبادته في الظاهر !!! فتامل كثيرا .

----------------------------------------------------

(1) : وصف المعصوم ع ، ان البترية فقهاء في الدين ، لا يعني ظاهراً او بالضرورة انهم من الفقهاء ، اي من المجتهدين في الدين ، لان كلمة فقهاء لم ترد مسبوقة ب ال التعريف التي تفيد علم الفقاهة الضروري للاجتهاد ( كما توهمه البعض ) ، ولذلك ننبه من ذهب الى الاستفادة من هذا الوصف واوقعه على علماء وفقهاء ومراجع الشيعة او بعضهم بشكل شبه اكيد لتفسير قول المعصوم . والله اعلم



خلاصة وملاحظة :
رواية البترية الخارجة على الامام الاحجة ع بعد نزوله الكوفة .
لا يوجد دليل واضح على ان البتريين في الرواية هم من شيعة العراق بالخصوص ، ولكن محلهم الجغرافي سيكون في الكوفة ، فاذا اضفنا هذا الى وضع العراق والكوفة في ذلك الوقت وما سيكون عليه الامر من تواجد رايات مختلفة الاتجاه العقائدي / المذهبي من غير اهل العراق في الكوفة ،،، سيكون محتمل هنا ليسوا من شيعة العراق ونفس اهل الكوفة او جزء منهم .
ومع فرض انهم من شيعة العراق ! ومن اهل الكوفة ولو جزء منهم ! فهذا لا يعني وينطبق لتصوير حال وموقف شيعة العراق بالعموم !!! الرواية بمحل ذكر حالة وخارجة على الامام ع في الكوفة من خط منحرف تسميه البترية لهم اصل تاريخي وهذا مصداقه في اخر الزمان وملحمة الظهور .

والله اعلم
الباحث الطائي

يتبع لاحقا ،،،​




رد مع اقتباس