عرض مشاركة واحدة
قديم 2024/02/25, 10:15 AM   #1
وهج الإيمان


معلومات إضافية
رقم العضوية : 5332
تاريخ التسجيل: 2018/03/19
المشاركات: 1,431
وهج الإيمان غير متواجد حالياً
المستوى : وهج الإيمان is on a distinguished road




عرض البوم صور وهج الإيمان
افتراضي د. الحسيني قال السجاد أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء ،وناحت عليه الطير في الهواء


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يحلل ماجاء في خطاب الإمام زين العابدين عليه السلام عند يزيد لعنه الله ويعرض معاناته وصموده وقوله :" أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء ، وناحت عليه الطير في الهواء"
أنقل التالي : "

أضواء حول الخطاب الخالد للإمام زين العابدين▪︎

: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينى

إن جاز لمثلي أن يقول كلمة حول هذا الخطاب المبين ، الذي زلزل عزش الأمويين ، أقول - مسستمدا العون والتوفيق من رب العالمين :

لقد كان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حريصا أن يكلم أهل الشام ويوضح لهم الإسلام الحق وأهله ، لكن معاوية كان أكثر منه حرصا على عدم إيصـال صوته للشاميين ، ولما تم الصلح بينه وبين الإمام الحسن السلام ، ووقعت بينهم المناظرات ، كان معاوية حريصا أيضا أن لا يسمع صوت الإمام الحسن إلا رموز الحكم الأموي فقط ، ولا يصل صوته للشاميين ،

ثم قتل يزيد الإمام الحسين وأهله ؛ حتى يخفت صوتهم ولا يبقى إلا صوت بني أمية في الأمة ، لكن إرادة الله غالية ، حيث وصل هذا الصوت على لسان السيدة زينب الكبرى والإمام علي زين العابدين عليهما السلام ،

والحقيقة أنه ليس في تاريخ الأمم مـا يضاهي موقف أهل البيت في كربلاء وبعدها حيث ظهرت قوة إيمانهم ، وصلابة موقفهم ، وتجلدهم ، وصبرهم ، والكشف للجميع بعد هذه الخطبة الخالدة شخصية الإمام زين العابدين عليه السلام الرسالية ، الثورية ، العملاقة ، العظيمة عندما وقف ذلك الموقف المشهود أمام الطاغية يزيد في الشام ، وكان يؤمـذاك يمثل المعارضة للحكم الأموي الظالم .

وإذا حللنا خطاب الإمام زين العابدين ، سوف نجـد أنـه حـقـق فـي ذلك اليوم انتصارات عديدة ، من أهمها وأبرزها ما يلي :

أولاً : تعرية التضليل وفضح النظام الأموي :
*****************************************
من الملاحظ أن يزيد عندما قتل سيد الشهداء لـم يكـن فـي حساباته رد الفعل المباشر لجريمته النكراء ، فاستهان بالقدرات الإيمانية والعقلية والعلمية لمجموعة من الأسارى سوف يخلفهم وراءه الإمام الحسين عليه السلام ، هذا من جانب !! .

ومن جانب آخر : لم يكن يحسب مدى مقدار عاطفة الأمة ومودتهم لأهل بيت نبيهم التي فرضها الله في كتابه ، وقال : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي }.

ومن جانب ثالث : الاستخفاف بالأمة ، والاستهانة بقدراتها العقلية والفكرية ، حيث صدر الحكم الأموي الظالم أن المقتولين في كربلاء خوارج !! .

ومن ثم أبرز الإمام زين العابدين عدم حنكة يزيد السياسية ، وكشـف للنّاس تضليلة لجماهير الأمة ، وأتاه من حيث أراد يزيد التقليل من شأنه ، وأمر الخطيب أن يكثر السب والشتم في أبيه الحسين وجـده عـلـي بـن أبـي طـالـب ، فكـان رده عليه السلام على الخطيب : ( لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوأ مقعدك من النار ) ،

واستأذن يزيد أن يتكلم ، فأبي يزيد ، وألح الناس عليه فلم يقبـل ، فقـال ابنه معاوية بن يزيد : ائذن له ، ما قدر أن يأتي بـه ؟ وهنـا اعـتـرف يزيد بنفسه ، وبانت هزيمته أمام ابنه وأمام الناس ،

وقال : إن هؤلاء من أهل بيت ورثوا العلم والفصاحة ، وزقوا العلم زقا ، وما زالوا به ، حتى أذن له .

هذا الموقف البطولي يسجله التاريخ من جملة الانتصارات الراقية للإمام زين العابدين السلام .

وكان من جملة النقاط المهمة التي ركز عليها الإمام في خطابه :

١ - التعريف بأهل البيت عليهم السلام ، وموقعيتهم من رسول اللہ ﷺ ، والتعريف بالإمام علي بن أبي طالب الذي يسبونه على المنابر ، وكذلك التعريف بالإمـام الحسين لإبطال ادعاء الأمويين أنه خارجي .

٢- نسف الأساس الفكري الذي كان يزيد يحاول تثبيت ملكـه عليـه بـالفرض ومنطق الغلبة الظاهرية .
٣ - تجريد آل أبي سفيان من الصفات الإنسانية ، وبالأخص شخصية يزيد المنتكسة المهزوزة ، الذي لم يجد وسيلة يعالج بها عجزة إلا مواصلة مسيرة القمع والإرهاب وقطع الخطبة على الإمام زين العابدين عليه السلام

. ومن ثم فإن مقياس الغلبة عند الإمـام هـو مظلومية المقتول ، وليس تبختر وغرور القاتل كما يرى يزيد . وأن الصراع بين الطرفين على وحدانية الله وليس على رئاسة قريش والعرب ، وأن استشهاد الإمام الحسين والذين معه هو سبب بقاء الإسلام وثباته أمام الجاهلية الجديدة .

وكان لصدى خطبته وكلامه وقع مؤثر في نفوس الجماهير في الشام ، ولؤلا وقوف الإمام زين العابدين وعمته بطلة كربلاء السيدة زينب عليها السلام ، لبقيت حادثة كربلاء ونهضة الإمام الحسين مجرد حدث في الصحراء تحاصرة السلطات الغاشمة ، وتضلل الناس على غرار ما نرى من تضليل في كل عصر ومصر !! ▪︎

ثانيا : فرض الإمام نفسه بهيبته وقوة شخصيته▪︎
**********************************************
لو تأملنا هيئة الإمام التي أدخلوه بها على الطاغية يزيد ، ستلاحظ أن تلك الشخصية القوية الشريفة برغم جهد المرض ، وعدم وجود الناصر ، وقيود وأغلال الأسر ، والإهانات النفسية التي تعرض لها من المجتمع الشامي ، إلا أن شخصيته العملاقة فرضت نفسها ، وألجمت منطق الإرهاب والقوة ، وأجبرت يزيد بالإكراه على أن يوافق على خطاب الإمام في تلك اللحظة الخرجة ، وهذه بحد ذاتها نقطة انتصار كبيرة تسجل للإمام على أعدائه الظالمين . ومن جملة الانتصارات الباهرة التي أحرزها الإمام أن جعـل مـن بالمسجد يجهش بالبكاء على أبيه الإمام سيد الشهداء ، وكادت أن تقوم القيامة على يزيد ، لولا أن تدارك الموقف وأمر بقطع الخطاب .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن يزيد شعر بالفضيحة والعار أمام نفسه وأمام الناس والتاريخ ، وأخذ يدفع عن نفسـه شـبح جريمة قتل العترة الطاهرة ، ويلصقها بابن زياد – كما سنبين ذلك – حيث قال للإمام السجاد : لعن الله ابن - مرجانة .

ثالثا : تدخل المعجزة الربانية
لنجاة الإمام وحمايته من القتل
******************************

كان الإمام عليه السلام ينطـق عـن الله تعالى ؛ لذلك كـان يتغلب على الجبابرة والطغاة ، ويذلهم في عقر دارهم ؛ لأنه مدعوم من القوة الغيبية ، وهذا مما يثير في الطغاة الحماقة ، وتذكار سوءة الجريمة الخفقاء التي ارتكبوها ، وهذا الأسلوب في الإثارة لم يكن اعتباطا أو مجازفة من الإمام ، وإنما كان يدخل ضمن الإرادة الإلهية لبقاء الإمامة ،

وكانت السيدة زينب وهي تدافع بصلابة عن مقام الإمام ووظيفة الإمامة في كربلاء والكوفة ودمشق تدخل ضمن المشيئة الإلهية ؛ لكي لا تخلو الأرض من قائم الله بحجة ،

وهذا ما يفسر عجز الأعداء عن قتل الإمام زين العابدين في كربلاء ، والكوفة ، والشام ، حيث تعرض سم لثلاث محاولات اغتيال بعد واقعة كربلاء - بيناها لكم مفصلة فيما سبق - باءت جميعها بالفشل لأن قدرة الخالق فوق قدرة المخلوقين ، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .

رابعا : إشعال فتيل الثورات المتتابعة
ضد الحكم الأموي الجائر ▪︎
**************************************
كان خطاب الإمام زين العابدين يهدف إلى توعية الجماهير ، ولفت نظرهم للظلم الذي جرى على الأمة من قبل الأمويين الحاقدين ، فلذلك قام بتفجير ثورة عاطفية في حضور الطاغية يزيد من خلال تعريف الجماهير بشهيد گزيلاء ، قائلاً :

( أنا ابن المرمل بالدماء ، أنا ابن ذبيح كربلاء ، أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء ، وناحت عليه الطير في الهواء ) .

ويكفي أن هذا المقطع من الخطبة السجادية أثر في نفوس الجماهير تأثيرا بالغا ؛ مما أحدث هزة تغييرية في العالم الإسلامي بأسره ، وأحدث صحوة في ضمائر الأمة ، وهدم ما بناه بنو أمية طوال أربعين سنة في الشام بخطبة واحدة مـن لسان الحق والصدق ،

فتوالت بعد ذلك الثورات تطالـب بـثأر الإمام الحسين ؛ لأن دمه أطهر دم على وجه البسيطة . وكان من بين الثورات التي اندلعت آنذاك : ثورة المدينة ، ثورة التوابين ، ثورة المختار .. وغيرها .

ألا يعتبر هذا انتصارا ومكسبا وإنجازا ضخما للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام ، خلال الفترة التي قضاها في الأسر ، بعد استشهاد الكربلائيين من الأوفياء والأبرار ؟ ..

بلى ، إن الدور الذي مثله خطاب الإمام زين العابدين لا يقل عن دور شهداء كربلاء ،

إن للخطاب فاعلية وهدفية كبرى لإظهار الحقيقة في الصراع السياسي والعسكري الذي دار بين الحق الباطل ، وفي تشخيص من الضحية ومن الجلاد ، ومن الظالم ومن المظلوم ، وهذا هو الانتصار المعنوي الحقيقي ▪︎" انتهى النقل

دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان



]> hgpsdkd rhg hgs[h] Hkh hfk lk f;n ugdi hg[k td hg/glhx K,khpj hg'dv hgi,hx hg[k hgs[h] hguglhx hgi,hx



توقيع : وهج الإيمان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس