الموضوع: حكاية فلاح
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/10/20, 02:47 AM   #1
ام حسين

موالي برونزي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 488
تاريخ التسجيل: 2012/10/05
الدولة: العراق ديوانيه
المشاركات: 546
ام حسين غير متواجد حالياً
المستوى : ام حسين is on a distinguished road




عرض البوم صور ام حسين
افتراضي حكاية فلاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حكاية فلاح
في احد الايام كان هنالك شاب يقف عند مزرعته و
يستنشق الهواء النقي، ويتأمل حقول القمح الممتدّة تحت قدميه

إمتلأ قلب الشّابّ بالرضا، فها هو الآن يمسح تعب الشهور الطويلة
بالزواج من خطيبته المحبوبة بعد أن يبيع محصوله الوفير.

غير أن شيئاً مباغتاً أفزع الشّاب ، وأخرجه من أحلامه.

فهى قصة شاب ها هو يقف فوق الهضبة العالية المشرفة على شاطئ البحر




وقد قارب وقت الحصاد، بعد أن جفّت السنابل وانحنت تحت حملها الوفير.


التي قضاها في رعاية الحقل، وها هو يقترب من تحقيق حلمه الكبير




فقد أحس ببوادر هزة أرضية ضعيفة، ونظر إلى شاطئ المحيط البعيد

فرأى الماء يتراجع إلى الوراء، فعرف من خبراته البيئية أن الكارثة على الأبواب!

فالماء حين يتراجع إلى الوراء، إلى قلب المحيط، يشبه الوحش الذي

يتراجع إلى الخلف، ليستجمع كلّ قواه كي ينقضّ على ضحيّته بضراوة وعنف.

ولكن لماذا يخاف وهو فوق الهضبة؟ ربما يتبادر لنا هذا السؤال

لكن خوف الشّاب كان يكمن في إدراكه لحجم الكارثة التي

ستتعرض لها القرية الصغيرة الراقدة في سفح الجبل،

والتي يسكنها فلاحون فقراء لا يملكون من الحياة

سوى أكواخهم المتواضعة.


لم يكن الوقت كافياً للنـزول إلى السفح لتحذير الناس.

فصاح من فوق الهضبة حتى كادت جنجرته تنفجر،

فلم يسمعه أحد.

وبعد لحظات من الحيرة والقلق، اتخذ شانج قرارًا حاسمًا،

فأشعل النار في حقله الصغير،ليثير انتباه الفلاحين

في الوادي الآمن عند السفح.

ونجحت حيلة هذا الفلاح الشاب، فقد تدافع الجميع صاعدين

إلى أعلى الهضبة لإنقاذ الحقول، بينما هبط هو ليلاقيهم في

منتصف الطريق، ليعيدهم لالتقاط أطفالهم ونسائهم وحاجاتهم القليلة.


لم يتزوج الشّابّ في تلك السنة، ولم يسدّ احتياجاته الضرورية،

ولم يوفّ ديونه، ولم يشتر فستانًا لأخته الصغيرة،

ولم يأخذ أمّه العجوز إلى المدينة للعلاج والاستشفاء

من الآم الروماتيزم! لكنه أنقذ حياة قريةكاملة،

وأصبح عمدة القرية ونائبها،

لأنّه أثبت أنه قادر على حمل المسؤولية.

وتحياتي



p;hdm tghp



توقيع : ام حسين

التعديل الأخير تم بواسطة ام حسين ; 2012/10/20 الساعة 02:50 AM
رد مع اقتباس