الموضوع
:
العدل اساس الملك
عرض مشاركة واحدة
2012/11/29, 01:52 PM
#
1
بشار الربيعي
موالي ذهبي
معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
المستوى :
العدل اساس الملك
العدل اساس الملك
العَدل أساس المُلك
لّمَا صارَ محمد ( صلى الله عليه وآله ) ابْنَ سَبْعِ سِنينَ قالَ لأُمَّهِ حَليمَةَ : ( يا أُمِّي ، أَيْنَ إخْوَتي ؟ ) .
قالتْ : يا بُنيّ إنَّهُمْ يَرْعَوْنَ الغَنَمَ التي رَزَقَنا الله إيَّاها بِبَرَكَتِكَ .
قالَ : ( يا أُمّاهُ ، ما أَنْصَفْتِني ! ) .
قالَتْ : كَيْفَ ذلِكَ يا وَلَدي ؟!
قالَ : ( أكُونُ أَنا في الظِّلِّ وإخْوَتي في الشَّمْسِ والْحَرِّ الشّديدِ وأنا أَشْرِبُ مِنها اللَّبَنَ ! ) .
الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) كان وهو في سِنِّ السابعة يتحدَّث مع مُرضعته عن الإنصاف داخل مُحيط الأُسرة الصغير ، ويُنمِّي في عقله الفتيِّ مفهوم
العدل
والإنصاف ، وعندما بلغ ( صلى الله عليه وآله ) وشَبَّ ترسَّخ هذا المفهوم في ذهنه أكثر ، وعمد إلى نقل هذا المفهوم مِن مُحيط الأُسرة المحدود وتطبيقه على مُحيط مدينة مَكَّة الواسع ، فاجتمع ( صلى الله عليه وآله ) مع مجموعة مِن كِبار رجال العرب في حِلف سُمِّيَ بـ : ( حلف الفضول ) وذلك بهدف تحقيق العدالة وتطبيق
العدل
الاجتماعي ، فتحالف معهم دفاعاً عن حقوق الناس ، وكان ما كان كما نقله لنا التاريخ .
كان نفر مِن جُرْهم وقطوراء يُقال لهم : الفضيل بن الحارث الجُرهمي ، والفضيل بن وداعة القطوريِّ ، والمفضل بن فضالة الجرهمي اجتمعوا فتحالفوا أنْ لا يُقرُّوا ببطن مَكَّة ظالماً ، وقالوا : لا ينبغي إلاَّ ذلك ؛ لما عَظَّم الله مِن حَقَّها ، فقال عمر بن عوف الجُرهمي :
إنَّ الفُضول تحالفوا وتعاقدوا ألا يَـقرَّ بـبطن مَكَّة ظالم
أمـرٌ عليه تعاهدوا وتواثقوا فـالجار والمُعترُّ فيهم سالم
ثمَّ درس ذلك ، فلم يبق إلاَّ ذِكره في قريش .
ثمَّ إنَّ قبائل مِن قريش تداعت إلى ذلك الحلف ، فتلاقوا في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسِنِّه ، وكانوا بني هاشم وبني عبد المُطَّلب وبني أسد بن عبد العِزَّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مُرَّة ، فتحالفوا وتعاقدوا أنْ لا يجدوا بمَكَّة مظلوماً مِن أهلها أو مِن غيرهم مِن سائر الناس ، إلاّ قاموا معه وكانوا على ظلمه حتَّى تُردُّ عليه مظلمته ، فسَّمت قريش ذلك الحِلف حِلف الفُضول .
كان الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) يتجنَّب في فترة شبابه الاختلاط في ذلك العصر الجاهلي قدر الإمكان ، ويمتنع عن مُجالستهم ، لكنَّه ( صلى الله عليه وآله ) شارك في هذا الحِلف بكلِّ سرور ورَحابة صدرٍ ، وتعاون مع الأشخاص الذين تعاهدوا وتواثقوا على بَسط
العدل
؛ لأنَّ هذا الحِلف جاء مُطابقاً لمرامه وطباعه ( صلى الله عليه وآله ) ونفسِهِ التَّوَّاقةِ للعدل .
فالذي يُفكِّر بالعدل مُنذ طفولته ، ويتحدَّث عن الإنصاف مع مُرضعته وهو ابن سبع سنين ، لا بُدَّ أنْ يترسَّخ هذا المفهوم في نفسه أكثر عندما يُصبح شابَّاً . وكان لا بُدَّ للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أنْ يستفيد مِن كلِّ فُرصة تُسنح له ، ويلجأ إلى اتِّباع شتَّى الأساليب لتطبيق
العدل
الاجتماعي ، الذي يُشكِّل هدفاً مُقدَّساً بالنسبة له ( صلى الله عليه وآله) . وفعلاً حانت الفُرصة المُنتظرة ، عندما قرَّر عدد مِن كبار رجال مَكَّة بذل ما بوسعهم لتطبيق
العدل
ووضع حَدٍّ للظلم والجور ، فاغتنمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مُعلناً استعداده للتعاون معهم والانضمام للحٍلف ، فكان ما كان .
وقد دعا الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) الناس قاطبة إلى
العدل
مُنذ بُعِث نَبيَّاً . وقد تخطَّت دعوته حدود مَكَّة وبلاد الحِجاز ، وكان لها صدى واسع في جميع أنحاء المعمورة . ولم تَغِب ذِكرى حِلف الفضول عن بال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي كان يتذكَّرها ، فيسعد ويفخر بها .
فَقَالَ حِينَ أَرْسَلَهُ الله تعالى : ( لَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ عُمومَتي حِلْفاً في دارِ عَبْدِ الله بنِ جَدْعانَ ، ما أُحِبُّ أنَّ لي بهِ حُمْرَ النَّعّمِ ، ولّو دُعِيتُ بهِ في الإسْلام لأَجَّبْتُ ) .
المصدر:
منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
- من قسم:
المواضيع الإسلامية
hgu]g hshs hglg;
توقيع :
بشار الربيعي
يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
نسألكم الدعاء
بشار الربيعي
بشار الربيعي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع بشار الربيعي المفضل
البحث عن كل مشاركات بشار الربيعي