عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/12/04, 07:04 PM   #5
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

25 ربيع الأوّل
سنة (41هـ): صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية لعنه الله، وفيه ذكر علَّة غيبة الإمام المهدي عليه السلام:
روى الصدوق رحمه الله عن المظفَّر بن جعفر بن المظفَّر العلوي السمرقندي رضي الله عنه، قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدَّثنا جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، قال: حدَّثني الحسن بن محمّد الصيرفي، عن حنان بن سدير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصا، قال: لمَّا صالح(38) الحسن بن علي عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال عليه السلام: (ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي ممَّا طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنَّني إمامكم مفترض الطاعة عليكم، وأحد سيّدي شباب أهل الجنَّة بنصّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليَّ؟)، قالوا: بلى، قال: (أمَا علمتم أنَّ الخضر عليه السلام لمَّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً؟ أمَا علمتم أنَّه ما منّا أحد إلاَّ ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلاَّ القائم الذي يُصلّي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه؟ فإنَّ الله عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلاَّ يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيّدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أنَّ الله على كلّ شيء قدير)(39).
* * *






الهوامش:
(1) الغيبة للنعماني: 246 و247/ باب 13/ ح 34؛ الصراط المستقيم 2: 257.

(2) الغيبة للنعماني: 316/ باب 18/ ح 13.

(3) قد اختلف في المرجئة فقيل: هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنَّه لا يضرُّ مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، سمّوا مرجئة لاعتقادهم أنَّ الله تعالى أرجأ تعذيبهم عن المعاصي، أي أخَّره عنهم. وعن ابن قتيبة أنَّه قال: (هم الذين يقولون الإيمان قولاً بلا عمل، لأنَّهم يقدّمون القول ويؤخّرون العمل). وقال بعض أهل المعرفة بالملل: (إنَّ المرجئة هم الفرقة الجبرية الذين يقولون: إنَّ العبد لا فعل له، وإضافة الفعل إليه بمنزلة إضافته إلى المجازات، كجري النهر ودارت الرحا، وإنَّما سُمّيت المجبرة مرجئة لأنَّهم يؤخّرون أمر الله ويرتكبون الكبائر). وفي المغرب (للجواليقي اللغوي) نقلاً عنه: (سمّوا بذلك لإرجائهم حكم أهل الكبائر إلى يوم القيامة). (مجمع البحرين 2: 144 و145).

(4) الغيبة للنعماني: 293 و294/ باب 15/ ح 1.

(5) الغيبة للنعماني: 311 و312/ باب 18/ ح 3.

(6) الاحتجاج 2: 318 - 324.

(7) يقع هذا المقام المبارك في مركز مدينة الحلّة بالعراق، في منطقةٍ تُدعى (السَّنيّة) في سوق الصفّارين على يمين الداخل إلى هذا السوق، أو على يسار الداخل إلى السوق الكبير، وخلف جامع الحلّة الكبير. وهو مشهورٌ عند أهل الحلّة بـ (مقام الغيبة) نسبةً إلى الإمام الغائب عليه السلام. جاء ذكر هذا المقام في مخطوطة الشيخ ابن هيكل المتوفّى سنة (636هـ)، فيقتضي وجود المقام قبل هذا التاريخ بسنوات عديدة.

(8) بحار الأنوار 52: 73.

(9) الكافي 1: 328/ باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليه السلام/ ح 1.

(10) هكذا في المصدر، والصحيح: (قبل).

(11) كمال الدين: 499/ باب 45/ ح 24.

(12) كمال الدين: 435/ باب 43/ ح 2.

(13) من البعيد جدّاً أنَّ مثل عثمان وهو صاحب المقام السامي والنائب الأوّل يغضب من سيّده ومولاه لأجل كلمة أو أمر صدر منه، فالظاهر أنَّ الراوي تصوَّر محاولة خروج عثمان إنَّما هو لأجل غضبه وامتعاضه، وهو تصوّر خاطئ من قِبَله.

(14) الغيبة للطوسي: 357/ ح 319.

(15) كمال الدين: 473 و474/ باب 43/ ذيل الحديث 25.

(16) كمال الدين: 408/ باب 38/ ح 6.

(17) المصطكي والمصطكاء: علك رومي، أبيضه نافع للمعدة والمقعدة والأمعاء والكبد والسعال المزمن... (القاموس المحيط 3: 319).

(18) الغيبة للطوسي: 271 - 273/ ح 237.

(19) هكذا في المصدر، والصحيح: (ستّين).

(20) الغيبة للطوسي: 258 و259/ ح 226.

(21) من المدن العراقية المقدَّسة يعود اكتشافها إلى عصور قديمة، فقد ذكرها المؤرّخ الروماني أميانس مرقلينس المتوفّى سنة (390م) بصيغة (سومرا)، كلّ ذلك قبل أن يجدّد بناءها الحاكم العبّاسي المعتصم في سنة (221هـ)، تقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وتبعد نحو (118) كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة بغداد. وفيها مرقد الإمامين العسكريين والسيّدة نرجس اُمّ الإمام المهدي والسيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليهم السلام.

(22) هكذا في المصادر، ويحتمل أن يكون هنالك تحريف من قِبَل النسّاخ في هذا التاريخ، إذ من المعلوم أنَّ بداية الغيبة الصغرى كانت بشهادة الإمام العسكري عليه السلام، أي سنة (260هـ)، كما أنَّ بداية الغيبة الكبرى كان في (15/ شعبان/ 329هـ)، وهو تاريخ وفاة النائب الرابع علي بن محمّد السمري.

(23) مختصر بصائر الدرجات: 181 و182.

(24) المراد المعتمد العبّاسي.

(25) من البدرقة وهي الجماعة التي تتقدَّم القافلة وتكون معها، تحرسها وتمنعها من العدوّ. (مجمع البحرين 5: 137/ مادّة بدرق).

(26) كمال الدين: 476 - 479/ باب 43/ ح 26.

(27) بحار الأنوار 51: 366.

(28) الكافي 1: 341/ باب في الغيبة/ ح 22 و23؛ الإمامة والتبصرة: 119/ ح 113؛ كمال الدين: 324 و325/ باب 32/ ح 1؛ الغيبة للنعماني: 152/ باب 10/ ح 7؛ الغيبة للطوسي: 159/ ح 116.

(29) الغيبة للنعماني: 151/ باب 10/ ح 6.

(30) هناك رأيان في تاريخ وفاة عمر بن الخطّاب، الأوّل: أنَّه توفّي في (9/ ربيع الأوّل)، والثاني: أنَّه توفّي في (26/ ذي الحجّة). والأوّل هو المشهور، قال المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار (ج 31/ ص 118 - 120) بعد نقله لما قاله المخالفون في تاريخ وفاة عمر: (المشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنَّه اليوم التاسع من ربيع الأوّل...، ومستندهم في الأصل ما رواه خلف السيّد النبيل علي بن طاووس رحمة الله عليهما في كتاب زوائد الفوائد، والشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر).

(31) أولى عمر بن الخطّاب قبيل موته أمر الخلافة إلى الشورى، وعيَّن أسماء أعضاء هذه الشورى وهم: (علي عليه السلام، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف)، والطريقة التي أمر بها عمر أن تُتَّبع في الشورى لاختيار خليفة منهم تدلُّ على أنَّها شورى ظاهرية ولكنَّها بالنتيجة تصير إلى عثمان بن عفّان.

(32) الصراط المستقيم 2: 151 و152.

(33) طبع الكتاب من قبل مركز الدراسات بشكل مستقلّ تحت رقم (37) في (شعبان/ 1427هـ).

(34) هو زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين الجبعي العاملي، المعروف بالشهيد الثاني، أحد أعيان الإمامية وكبار مجتهديهم. ولد في جبع بـ (لبنان) في شهر شوّال سنة إحدى عشرة وتسعمائة. أحاط إحاطة واسعة بمختلف المذاهب الإسلاميّة في الفقه والحديث والتفسير...، واستقرَّ في جبع، وعكف على التدريس والتأليف، والحكم بين المتخاصمين، واشتهرت فتاواه وآراؤه الفقهية. صنَّف كتباً ورسائل كثيرة، وشرح بعض الكتب شرحاً مزجياً لم يسبقه إلى ذلك أحد من علماء الإمامية، له تآليف كثيرة منها: الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان، المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية، مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، وغيرها. قُتل المترجم شهيداً سنة ستّ وستّين وتسعمائة، وكان قد أمضى السنوات العشر الأخيرة من عمره في خوف وترقّب، فقد نشط أعداؤه وحسّاده في مراقبته ورصد تحرّكاته بسبب المكانة المرموقة التي كان يحتلَّها الشهيد في أوساط الأمّة ودوره المتميّز في توعيتها وتعريفها بمذهب أهل البيت عليهم السلام، فكتب قاضي صيدا إلى سلطان الروم أنَّه وجد ببلاد الشام مبدع خارج عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان رجلاً يطلبه، فوجده في طريق الحجّ، وبعد أداء الحجّ أخذه إلى الروم ولكنَّه بعد الوصول إلى ساحل البحر قتله، وأخذ برأسه إلى السلطان، فأنكر عليه ذلك وقتل القاتل. (راجع: موسوعة طبقات الفقهاء 10: 104 - 108/ الرقم 3145).

(35) هو بهاء الملَّة والدين محمّد بن علي بن الحسن العودي الجزيني تلميذ الشهيد الثاني الذي حاز على حظّ وافر من خدمته وتشرَّف مدَّة مديدة بملازمته، وكان وروده إلى خدمته في سنة (945هـ) وانفصاله عنه بالسفر إلى خراسان في سنة (962هـ) وكتب رسالة في أحوال شيخه الشهيد من حين ولادته إلى انقضاء عمره تأدية لبعض شكره سمّاها بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد... (الكنى والألقاب 1: 368).

(36) الجامع الأبيض في الرملة أو المسجد الكبير مسجد أثري يعود بناؤه للعهد الأموي في فلسطين، يقع في البلدة القديمة لمدينة الرملة الفلسطينية، أمر ببناءه عمر بن عبد العزيز عام (720م) بعد فتح فلسطين وبلاد الشام كلّها، وبعد أن أصبحت الرملة أحد المراكز المهمّة للجيوش المسلمة الفاتحة والمتَّجهة إلى مصر. اُعيد بناء المسجد مرَّة أخرى في عهد المماليك، ولم يبقَ اليوم من المسجد سوى المئذنة الكبيرة.

(37) جنَّة المأوى: 32/ الحكاية التاسعة والأربعون.

(38) كتب معاوية إلى الإمام الحسن عليه السلام في الهدنة والصلح، وأنفذ إليه بكتب أصحابه التي ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه إليه، واشترط له على نفسه في إجابته إلى صلحه شروطاً كثيرة، وعقد له عقوداً كان في الوفاء بها مصالح شاملة، فلم يثق به الحسن عليه السلام وعلم احتياله بذلك واغتياله، غير أنَّه لم يجد بُدَّاً من إجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وإنفاذ الهدنة، لما كان عليه أصحابه من ضعف البصائر في حقّه والفساد عليه والخلف منهم له، وما انطوى كثير منهم عليه في استحلال دمه وتسليمه إلى خصمه، وما كان في خذلان ابن عمّه له ومصيره إلى عدوّه، وميل الجمهور منهم إلى العاجلة وزهدهم في الآجلة...؛ واشترط عليه:
1 _ أن يعمل بكتاب الله وسُنّة نبيّه...
2 _ ترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والعدول عن القنوت عليه في الصلاة.
3 _ أن يؤمن شيعته ولا يتعرَّض لأحد منهم، وأن يوصل إلى كلّ ذي حقّ منهم حقّه.
4 _ ليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده.
5 _ أن لا يبغي معاوية للحسن ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غائلة سرّاً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق.
فأجابه معاوية إلى ذلك وعاهد عليه وحلف بالوفاء به، فلمَّا استتمَّت الهدنة على ذلك سار معاوية حتَّى نزل بالنخيلة، وكان ذلك يوم جمعة، فصلّى بالناس ضحى النهار، فخطبهم وقال في خطبته: (إنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا، إنَّكم لتفعلون ذلك، ولكنّي قاتلتكم لأتأمَّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون. ألا وإنّي كنت منَّيت الحسن وأعطيته أشياء، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له).

(39) كمال الدين: 315 و316/ باب 29/ ح 2.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس