عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/12/07, 07:27 PM   #1
غربة فاطمة المعصومة

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 605
تاريخ التسجيل: 2012/11/03
المشاركات: 370
غربة فاطمة المعصومة غير متواجد حالياً
المستوى : غربة فاطمة المعصومة is on a distinguished road




عرض البوم صور غربة فاطمة المعصومة
افتراضي الوحي واستعمالات الوحي

ب
سم الله الرحمن الرحيم
ما أوحى اللّه إلى رسله
ان مضمون الوحي وهو كلام الله الموحى للرسل والأنبياء والهدف الأخير منه انما تبليغه للناس، فالوحي نور الهي لهداية الناس والبشرية إلى الصرط المستقيم.
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الشورى: 52
وهذه المسؤولية العظيمة (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ...) الكهف: 27.
تحملها الأنبياء لإيصال الحقيقة الكاملة للناس من دون زيادة أو نقصان (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) وتحملوا بذلك صنوف العذاب والأذى لحمل مشعل الهداية لكل من يرغب بالهداية والوصول إلى الطريق القويم. الرسول لا يملك من أمر الوحي شيئا فالوحي قوة خارجة عن ذات النبي لا يملك التصرف فيها بما شاء
وينقسم ما أوحى اللّه إلى رسله إلى قسمين:
أ ـ ما أوحي إليهم لفظه ومعناه كالقرآن الكريم.
ب ـ ما أنزل اللّه المعنى وبلّغته رسله بلفظهم وهذا ما يعبر عنه بالمصطلح الإسلامي سنّة الرّسول ومن جملتها أحاديث الرّسول (ص) ومنها الحديث القدسي.
استعمالات الوحي في القرآن
استعمل القران الكريم الوحي على نوعين:
النوع الأول:
بمعنى الإخبار من الله سبحانه وتعالى للأنبياء وهو المعنى المصطلح الذي تقدم ذكره واذا تتبعنا استعمال القران لذلك فسنجده على نحوين:
النحو الاول ـ الاشارة نوع الوحي الذي يكون تارة بشكل مباشر من الله جل وعلا
قال تعالى: (وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً)(1)،
واخرى بتوسط جبرئيل مثلا
قال تعالى: (أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء انّه عليّ حكيم)فإنّ مصدر الوحي في قوله (فيوحي) هو الرسول مثل ما يوحي جبرئيل للنبي.
ويمكن اعتبار وحي القرآن الكريم مثل (نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن)(2) من ذلك فانه وحي عن طريق جبرئيل(عليه السلام) كما تدلّ عليه الآية الكريمة (نزل به الرّوح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين)(3). حيث فُسّر الرّوح الأمين بجبرئيل(عليه السلام).
ومن الموارد التي استعملها القران بهذا المعنى:
ـ (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) (المؤمنون 27).
ـ (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَـاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُـونَ) (الأعراف 117).
ـ (... وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ...) (الأعراف 160).
النحو الثاني ـ وهو الإشارة إلى نفس عملية الوحي دون التصريح بصدرها هل هو من الله سبحانه وتعالى مباشرة أو عن طريق الملك مثلا ، وذلك كما في الآيات التي تتحدّث عن الوحي للرّسل بشكل مطلق، مثل قوله تعالى:
ـ (وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم) (4).
ـ (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْراهيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاْ َسْبَاطِ) (5).
ـ (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنا عَرَبِيّا لِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) (6).
حيث لا تتحدث الآيات الكريمة عن أسلوب معيّن من الوحي بل الوحي فيها بمعنى عام.
النوع الثاني:
استعمل القران الوحي بغير المعنى الاصطلاحي، بل بمعان أخر كالتالي:
1 ـ إيجاد الداعي في نفس الموحى إليه من دون التفات الشخص لمصدر الوحي فهو إلقاء في نفوس بعض العباد من غير الأنبياء ، سواء كان:
أـ من الله تعالى كما جاء في قصة أم موسى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم)(7).
ب ـ أو من الشياطين بمعنى الوسوسة والإلقاء الخبيث في النفس، قال تعالى: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم)(8).
2 ـ الإلهام الغريزي، وتأثيره أن يفعل الموحى إليه ما تمليه الغريزة قال تعالى: (وأوحى ربّك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون)(9). بمعنى ليوسوسون إلى أوليائهم بما يلقونه من الكلام في أقصى أسماعهم، فيخصون بعلمهم دون من سواهم.(10)
وكلاهما من الشعور الباطني إلا ان الثاني من الفطرة الغريزية التي أودعها الله سبحانه لكمال المخلوقات، بخلاف الشعور الأول.
3 ـ علم يلقيه الله سبحانه وتعالى لمن اتصف بطهارة الذات، وصفاء النفس، وكمال التقوى، والتوجه إلى اللّه سبحانه كأئمة أهل البيت الهداة(ع).
قال الشيخ المفيد رحمه اللّه: (وعندنا ان اللّه يسمع الحجج بعد نبيه كلاما يلقيه إليهم في علم ما يكون، لكنه لا يطلق عليه اسم الوحي، لما قدمناه من إجماع المسلمين على انه لا وحي إلى ‏احد بعد نبينا، وانه لا يقال في شي‏ء مما ذكرناه انه وحي إلى احد) (11).
فهذا الصنف من الإلقاء الذي يتحقق للأولياء في المنام والإلهام والرؤيا، وغير ذلك.
3 ـ الخَلْق، قاله بعضهم في تفسير قوله تعالى: (فقضاهنّ سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها)(12)، ان الإيحاء بمعنى التسخير و وضع النظام التكويني من قبل اللّه تعالى لتسير المخلوقات وفقه.
4 ـ الإسرار، حكي في لسان العرب عن الأنباري في تفسير قوله تعالى: (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً). «معناه يُسّر بعضهم إلى بعض، فهذا أصل الحرف ثمُ قُصِر الوحي للإلهام»(13).
5 ـ الإيماء، بمعنى الإشارة المفهمة إفهاما خفيا للمراد. وقد فسّرت به الآية الكريمة المتحدّثة عن زكريّا (فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبّحوا بكرةً وعشياً)(14). حيث أ نّ زكريّا(عليه السلام) لم ينطق ولم يتحدّث معهم، بل أشار إليهم وأومأ إليهم فعرفوا ما يريد.
قال الشيخ المفيد (رحمه الله): (يريد به أشار إليهم من غير إفصاح الكلام، شبه ذلك بالوحي لخفائه عمن سوى المخاطبين، ولستره عمن سواهم). (15)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

(1) سورة الشورى: 51.
(2) سورة يوسف: 3.
(3) سورة الشعراء: 193 ـ 194.
(4) سورة النحل: 43.
(5) النّساء: 163.
(6) الشورى: 7.
(7) سورة القصص: 7.
(8) سورة الأنعام: 121.
(9) سورة النحل: 68.
(10) تصحيح إعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ، ص 121.
(11) تصحيح إعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ، ص 122.
([12) سورة فصلت: 12.
(13) لسان العرب: 5 / 380 ، مادة وحي.
([14) سورة مريم: 11.
(15) تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ، ص 121.
م



hg,pd ,hsjulhghj



توقيع : غربة فاطمة المعصومة
رد مع اقتباس