عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/06/23, 02:40 AM   #13
أسد الله الغالب

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2911
تاريخ التسجيل: 2014/03/26
المشاركات: 861
أسد الله الغالب غير متواجد حالياً
المستوى : أسد الله الغالب is on a distinguished road




عرض البوم صور أسد الله الغالب
افتراضي

أما ما قيل : عن عكرمة و ابن عباس ومقاتل بن سليمان من القول بنزولها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو لا ينهض دليلاً على ما يزعمون لأنه :
1ـ اجتهاد مقابل النص إذ لم ينسبوا هذا الرأي إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
2ـ أن عكرمة من الخوارج و الناصبين العداءَ لأهل البيت عليهم السلام و هو مشهور بالكذب و قد أوثقه ابن عبد الله بن عباس لكثرة كذبه على أبيه و كان يتهم في أمر الصلاة و اللعب بالنرد و غير ذلك فراجع ترجمته (53) و الأمر نفسه تجده في مقاتل بن سليمان فهو كذاب فاسق فاجر (54) أما ما نسب إلى ابن عباس فهو عن طريق عكرمة و رواية عكرمة فاسدة كما تقدم
3ـ أنه قد روي عن ابن عباس ما يخالف ذلك ، و بسند أقوى و هو حديث اختيار الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله و سلم (... ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً و ذلك قوله عز وجل " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً.." (55) بل وصرح به جلياً في رده على من وقع (طعن) في الأمام علي عليه السلام إذ صرح بحادثة الكساء وملابساتها ونزول الآية فيهم عليهم السلام وقد روى ذلك عنه النسائي في خصائص الإمام علي عليه السلام في صفحة 44 ط دار الكتاب الذي بذيله كتاب الحلي بتخريج خصائص على تصنيف أبي اسحق الحويني الأثري قال أبو اسحق الحويني الأثري في الهامش وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 1ص 330و331 والطبراني في الكبيرج12 ص97ح 12593 والحاكم في المستدرك ج3 ص 132و133وأخرجه البزار{185/3} ومجمع الزوائد ج9 ص 109 وقال ورجال البزار رجال الصحيح غير أبي بلج وهو ثقة وغير ذلك من المصادر علماً أن الحديث مروي بعدة طرق ومن أراد المزيد حول هذا الحديث فعليه بمراجعة كتاب الحلي بتخريج خصائص علي رضي الله عنه لأبي اسحاق الحويني الأثري في صفحة 44 ط دار الكتاب العربي هذا و في لجوء و اضطرار عكرمة للمباهلة في الأسواق لإثبات مدعاه و مخالفة ما هو مسلم أو متسالم عليه عند أهل عصره من نزولها في أهل الكساء كما يشعر بذلك أيضاً قوله ((ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي)) (56) ما يكشف عن مدى المعاناة التي يكابدها لإثبات رأيه و يؤكد الوضع و التزوير للحقائق و يظهر دخيلة أعداء أهل البيت و بعدها عن المنطق السليم حتى جره هذا إلى القول بهذا الزعم الواهي جدا ولا سيما أن في ثبوت نزولها في أهل الكساء إبطالا لمذهب الخوارج الذي هو واحد منهم
و قيل أن المراد بأهل البيت آل علي و آل عقيل و آل جعفر و آل العباس استناداً إلى قول زيد بن أرقم في حديث الثقلين ( ... و لكن أهله من حرموا الصدقة بعده و هم آل علي و آل عقيل ...) و قد سجل الكنجي الشافعي على هذا الحديث بعض المؤاخذات :-
1ـ (إن تحريم الصدقة ليس محصوراً بما بعد وفاته صلى الله عليه و آله وسلم . 2- ليس محصوراً في هؤلاء فبنو عبد المطلب يشملهم ذلك . 3- يخرج الرسول صلى الله عليه وآله و سلم و هو داخل بالاتفاق في آية التطهير ).4 - يضاف إلى ذلك أنه اجتهاد مقابل النص . 5- لو كان كلامه صحيحاً لكان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل آل عقيل وآل العباس وآل جعفر وغيرهم من أقاربه تحت الكساء ويمر على باب بيوتهم ويقرأ الآية الكريمة ولو على دفعات .6- أن زيد بن أرقم لم يكن في صدد بيان المراد من أهل البيت في آية التطهير وإنما في حديث الثقلين. 7- وكثير مما سبق وارد هنا .
تنبيه مهم :
وقد يسأل سائل ما سر إقحام أية التطهير بين الآيات التي تخاطب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فنقول كان ذلك جرياً على الأسلوب البلاغي الرفيع الذي امتاز به الكتاب العزيز فإن في إقحام الآية المباركة لفتًا للأنظار للآية بالخصوص ، فإن النفس أشد التفاتاً لما غاير المألوف ومن هذا الباب كلمة ( الصابئون ) في قوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... " (57) حيث رفعت الكلمة ( الصابئون ) عطفا ً على محل إن واسمها أو على أنها مبتدأ على نية التأخير وخبره محذوف لدلالة خبر إن عليه والتقدير هو ولا هم يحزنون والصابئون كذلك أو غير ذلك من التوجيهات المذكورة في الكتب المطولة في إعراب القرآن الكريم وكان حقها أن تنصب عطفاً على اسم إن كقوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله ... " (58) ومثلها الآية (15) من سورة وعليه قوله سبحانه وتعالى " و من أوفى بما عاهد عليهُ اللهَ ..." (59) بضم الهاء ( عليه ُ) بدل كسرها كما أن النفس أشد التفاتاً للون المغاير للون العام في اللوحة فتأمل !!! ولك أن تقول ليظهر الفرق بين المقامين ( مقام أصحاب الكساء ومقام زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم ) بالمقارنة ، ولك أن تقول غير ذلك فالأسرار أكثر من أن تحصى .
يتبع :


رد مع اقتباس