عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/04/12, 08:23 AM   #1
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي الأستاذ بناهيان: الاختلاف المختلق بين المثالية والواقعية


في مجلس عزاء السيدة الزهراء(ع) في مكتب سماحة السيد القائد


مشروح محاضرة سماحة الأستاذ بناهيان ألقاها في الليلة الثالثة من مجلس عزاء السيدة الزهراء(س) الذي أقامه سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف) في مكتبه

المكان: حسينية الإمام الخميني(ره)
الزمان: 4/ جمادى الثاني/ 1436



الأستاذ بناهيان: الاختلاف المختلق المثالية


هل لابدّ لنا من استخدام نفس الأدبيّات القديمة حول الواقعيّة والمثالية؟

منذ زمن طويل وهناك خلافات بين رؤيتين، إمّا هي موجودة واقعا أو هناك من يحاول التأكيد عليها. وهي عبارة عن خلاف بين رؤيتين إلى مسار الحياة، اللتين تنظر كل منهما بطريقة مختلفة عن الأخرى إلى مختلف قضايا الحياة من إدارة المجتمع وحتى إدارة الحياة الفردية. وقد اشتهرت إحدى هاتين النظرتين بالنظرة الواقعيّة والأخرى بالنظرة المثاليّة. ونحن لا نرى فارقا بين هاتين النظرتين بل نعتقد وبالتأكيد أنهما تجتمعان معا. ولكن قد حدثت في زماننا بعض الأحداث وتبلورت في أوساطنا بعض الظروف التي تقتضي منّا أن نعيد النظر في هاتين النظرتين. هل نحن مضظرّون إلى استخدام نفس الأدبيات القديمة حول الواقعيّة والمثاليّة؟

أفضل طريق للتهرّب من المُثُل، هو التمسّك بشعار الواقعيّة

إن بعض الجماعات يعتبرون أنفسهم واقعيّين، فهؤلاء يحصون قدرات العدو وتجهيزاته، وكذلك يدرسون إمكانات جبهة الداخل ثم يخرجون بمعادلات ونتائج. كان الواقعيّون على مرّ التاريخ أو على الأقل طوال تاريخنا المعاصر يتظاهرون ببعض الخصال، فتارة كانوا يتظاهرون بالشفقة وتارة كانوا يتظاهرون بكونهم مثقّفين وحتى قد تظاهروا أحيانا بالتديّن وأخذوا يتحدثون عن الأحكام الدينية والمعارف الإسلامية. ومعلوم أن في أي مجال يصبّ نشاط هؤلاء الواقعيين؛ في الابتعاد عن المثالية والنأي عن مطالبة تحقيق المثل.
في الواقع إن أفضل طريق للتهرّب من المثل هو التمسّك بشعار الواقعيّة فإنه ينطوي على مكر لطيف. ومن جانب آخر قد تهمّش المثالية وتبقى غريبة، خاصّة فيما إذا كان بعض المنادين بالمُثل وأثناء حديثهم عن أهدافهم ومثلهم لا يقدرون على بيان هذه الحقيقة وهي أن طريق الوصول إلى هذه المثل هي ليست سوى مجموعة من الأمور الواقعيّة التي أمامنا. مضافا إلى أنه في بعض الأحيان قد يطرح بعض المثاليّين مثلهم وأهدافهم بدون أخذ الأمر الواقع بعين الاعتبار كما قد يتبلور هذا الأسلوب في الأسس النظريّة لبعض الأشخاص.

ليس الاختلاف بين الواقعيّة والمثاليّة اختلافا جادّا/ لا توجد مثاليّة منفكّة عن الواقعية

طيب، الطريق السليم في المقارنة بين الواقعية والمثاليّة هو أن يجمع الإنسان بينهما؛ يعني أن يأخذ الأمر الواقع بعين الاعتبار ويلاحظ المثل في نفس الوقت. ولكن هل هذا الاختلاف هو اختلاف جدّي واقعا؟ أو أنها من قبيل الكثير من المصطلحات المختلقة الخادعة التي تضيّعنا في متاهات الألفاظ والاصطلاحات ولا يمكن التفكيك بين «المثل» و «الأمر الواقع»؟ فيا ترى من الذي يفترض «المثل» شيئا غير الأهداف التي رسمت بنظرة واقعية؟ ومن يزعم أن لدينا قيما ومثلا تفرض علينا الخروج عن نطاق الأمر الواقع؟
حقيقة الأمر هي أنه لا توجد مثاليّة منفكّة عن الواقعيّة؛ ولكن في المثاليّة يؤخذ الواقع كلّه بعين الاعتبار. في المثالية الصّحيحة تلاحظ سلسلة الواقعيّات من أوّل الأمر إلى حين انتهائها إلى المثل. لذلك كيف يمكن القول بأنه «كان الإمام الخميني مثاليّا غير واقعيّ»؟

قد يقتضي الأمر أن نحدث تغييرا في أدبياتنا الثوريّة

قد يقتضي الأمر اليوم أن نحدث تغييرا في أدبياتنا الثوريّة، ولعلّها تمهّد الأرضيّة للمزيد من التعاطف والانسجام. فإذا قال أحد أن طبقة المثقفين المنوّرين واقعيّون، نقول له: جيّد جدّا، إن ما نتوقّعه نحن من المتديّنين المثاليّين هو هذه الواقعيّة المصحوبة بالتنوّر المتحرّر. أنتم تعلمون أن في الحرب الناعمة، تقوم الأدبيات مقام السلاح. لذلك أفضل طريق لإنهاء الحروب غير المفيدة والنزاعات المضرّة والفارغة هو نزع السلاح من يد العدوّ.

لقد كنّا في أوائل الثورة مضطرّين إلى الحديث عن المثل، إذ كان تبيين بعض الحقائق صعبا

في أوائل الثورة كان لابدّ لنا من الحديث عن المثل، إذ كان تبيين بعض الحقائق لذوي الأذهان البسيطة والرؤى السطحية والسذّج من الناس أمرا عسيرا. أمّا الآن فليس كذلك.
كان بعض الناس في ما مضى يكادون أن يفدوا أنفسهم في سبيل الديمقراطية الليبرالية، وكانوا يزعمون أنها تحفة من التحفيّات الثمينة التي صنعها عقل الإنسان! ولذلك في سبيل الوقوف أمام بعض أضرار الديمقراطيّة الليبراليّة كان لابدّ لنا من صرف شيء من مثلنا وإيماننا واستخدام المفاهيم الدينية وأن نقول مثلا: «لا تحذفوا الدين فإن له شأنه وموقعه في المجتمع». أما الآن وفي عالمنا المعاصر هذا، أي عاقل يهوى الديمقراطية الليبرالية بعد؟ وأي إنسان عاقل لا يعترف للدين بكونه صاحب قوّة وقيمة وعقلانيّة؟! حتى لو كان لا دينيا.

كان الحديث عن بيت المقدس سابقا يشمّ منه رائحة المثاليّة، أما اليوم فقد أصبح مصلحة وطنية

لقد تغيّر عالمنا فلم يعد كما كان. كنا سابقا إذا تحدّثنا عن بيت المقدس، يشمّ منه رائحة المثاليّة، أمّا اليوم فليس كذلك. فقد أصبحنا اليوم نستطيع أن نتحدّث عن القدس على أساس المعطيات الواقعيّة والمصالح الوطنيّة، وهذا ما تشير إليه أوضاع المنطقة. لم يعد يستطيع أحد مخالفي الثورة الجَهَلة أن يقدّم تحليلا واقعيّا ومن خلال المعطيات الواقعيّة يخرج بنتيجة ضرورة «عدم التفاعل مع القدس»! إذا أراد الإنسان أن ينظر بنظرة واقعيّة، يجد أن قضيّة القدس قد خرجت من كونها شعارا مثاليّا وتحوّلت إلى مصلحة وطنيّة! لقد ارتبطت شعوب المنطقة جميعا بهذه القضيّة ولا شك في أن مصالحنا لا تنفكّ عن مصالح المنطقة. لقد سارت أوضاع المنطقة وأحداثها لصالح الرؤية المثاليّة ومثل الثورة، لتكشف مدى واقعيّة مثلنا.

يتبع إن شاء الله...





hgHsjh` fkhidhk: hghojght hglojgr fdk hglehgdm ,hg,hrudm



رد مع اقتباس