عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/03/09, 12:47 AM   #1
ابو مرام

موالي برونزي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1176
تاريخ التسجيل: 2013/03/08
المشاركات: 653
ابو مرام غير متواجد حالياً
المستوى : ابو مرام is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو مرام
تفسير لحديث الثقلين


(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد (الأمين، وآله الأكرمين، وبه نستعين) الحمد لله الرافع لأولي العلم في الجنة درجات والخافض لأولي الجهل في النار دركات والصلاة والسلام على سيدنا محمد المؤيد بالمعجزات وعلى آله أهل الفضل والكرامات وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسموات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالآيات البينات وتدارك به الأمة من الضلالات صلى الله عليه وعلى آله بحور العلم الزاخرات أما بعد:
سوف نطرح في هذا الموضوع تفسير لحديث الثقلين في قوله صلى عليه وآله وسلم ((إني تارك فيكم)) الترك يدل على وجوب الرجوع إلى الكتاب والعترة لأن العلماء إنما ورثوا العلم فالرسول قد ترك العلم ممثلاً في الكتاب والعترة وقوله: ((ما إن تمسكتم به كتاب الله وعترتي أهل بيتي)): في قوله صلى الله عليه وآله وسلم إبهام وتعظيم للمتروك والتنكير للتعظيم فكأنه قال: إني تارك فيكم شيئاً عظيماً إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً والجملة الشرطية صفة لما وهي قوله: إن تمسكتم...إلخ
وقوله: ((إن تمسكتم)) ولم يقل إن مسكتم لأن التمسك أقوى من المسك فأفاد أن الأمن من الضلال مشروط بقوة التمسك ومعنى قوة التمسك الإتباع للثقلين في كل أحكام الإسلام أصولاً وفروعاً فإذا حصل ذلك الشرط وهو التمسك الكامل فإنه يحصل لفاعله الأمن من الضلال في أي زمان كان إلى يوم القيامة وفي هذا دلالة على أن أهل البيت لايفارقون الحق والقرآن أبداً فمن نسبهم إلى الإبتداع ومخالفة السنة فقد قال منكراً من القول وزوراً وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ثم بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أجمله أولاً في لفظة (ما) بقوله: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهذا يدل على الإعتناء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالثقلين والتنويه بشأنهما فإنه حين أبهم عليهم أولاً فقال: إني تارك فيكم شيئاً إن تمسكتم به لن تضلوا أقبل السامعون وفتحوا آذانهم وأصغوا إلى خطاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مترقبين لسماع هذا الشيء المبهم الذي من تمسك به نجا فعند ذلك ألقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآذان المتلهفة والمترقبة ألقى تفسير ذلك المبهم وتفصيله فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((كتاب الله وعترتي أهل بيتي))
وقوله: ((وعترتي أهل بيتي)) فيه توضيح للمقصود بأهل البيت فإن الأزواج لايقال لهم عترة وكذلك لايقال لمن قرابته بعيدة عترة وإن سموا أهل بيت والعترة مأخوذة من العتيرة وهي الكرمة التي يخرج منها العنقود ومن هنا فقد أطلقت العترة لغة على قرابة الرجل الأدنون ثم قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الحديث: ((إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)) وفي هذا تسكين لوساوس النفوس وقطع للمعذرة وأن ما عهده صلى الله عليه وآله وسلم للأمة لم يقله من قبل نفسه وإنما تلقاه من اللطيف الخبير الذي لطف علمه فخرق حجب الغيوب وعلم بما كان وما سوف يكون وخبر بواطن الناس وظواهرهم وضمائرهم وأسرارهم واختلاف ذلك منهم إن من هذه صفته قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القرآن وأهل البيت لن يفترقا حتى يردا على النبي الحوض فسبحان الله ما أبلغ هذا الحديث وما أدله على المقصود وأن أنوار النبوة لتشع من خلاله ولو لم تجمع طوائف الأمة على صحته لمالت إلى الإيمان به النفس وانجذب إليه الطبع وجزم القلب بأن ذلك صادر من بيت النبوة .....وصلى الله على ابى القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين





jtsdv gp]de hgergdk



توقيع : ابو مرام
يا بني المختار من مضر .... كلها والعترة البرره
ليس يخفي فضلكم أحد .... غير من أعمى الهوى بصره
رد مع اقتباس