عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/03/18, 04:55 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي ولادة علي (عليه السلام) والنصوص العلمية الدالة على مولده في بطن الكعبة


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



ولد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام، اكراماً له بذلك واجلالاً لمحلّه في التعظيم. وكان عمر النبي (صلى الله عليه واله) عندئذٍ ثلاثين سنة، وذلك بعد تزوّجه (صلى الله عليه واله) من خديجة بخمس سنين، وقبل المبعث بعشر سنين. وقد قالت الشعراء قولها في تمجيد تلك المناسبة، منها قول الشاعر:

سلامةُ القلبِ نحتني عن الزّللِ وشُعلةُ العلمِ دلّتني على العملِ

الى ان يقول:

طوبى لهُ كانَ بيتُ اللهِ مولِدَهُ كمثلِ مولِدِهِ ما كان للرُسُلِ


وروي انه عندما اقبلت فاطمة بنت أسد الى بيت الله الحرام وقد أخذها الطلق قالت: «ربِّ انّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب. وانّي مصدقة بكلام جدّي ابراهيم الخليل، وانه بنى البيت العتيق. فبحقّ النبي الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت عليّ ولادتي». فاستجاب الله عزّ وجلّ دعائها ويسّر عليها ولادتها، وجعل مولودها خالداً في التأريخ. ولا شك أن ولادة علي (عليه السلام) كانت خارجة عن مجاري الطبيعة ومقتضيات الصدف والاتفاقات.

الدلالات العلمية للنصوص

يلمس المحقق ان هناك دلالات علمية في موضوع ولادة علي (عليه السلام) في الكعبة المشرفة لابد من الوقوف عليها. ومن تلك الدلالات: شهرة الواقعة، وانها ليست من اخبار الآحاد، وان لها مغزى معيناً، وان شخصية فاطمة بنت اسد كانت تستحق تلك الميزة رغم مزاعم القوى المناوئة لتوهين تلك الكرامة، وان منـزلة علي (عليه السلام) كانت كمنـزلة الكعبة، فأين الغرابة في ان يرى نور الحياة لأول مرة بين جدارنها؟ وسوف نستعرض كلاً من تلك الدلالات.

شهرة الواقعة:

لم يتردد الكثير من المحققين بالجزم بأن ولادة امير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة من القضايا المشهورة في التأريخ الاسلامي التي اتفق عليها الفريقان. فـ «المنقّب في التأريخ والحديث جدّ عليهم بان هذه الفضيلة من الحقائق التي تطابق على اثباتها الرواة، وتطامنت النفوس على اختلاف نزعاتها على الاخبات بها. حيث لا يجد الباحث قط غُميزة في اسنادها، ولا طعناً في أصلها، ولا منتدحاً للكلام على اعتبارها وتظافر النقل لها وتواتر الاسانيد اليها...» ويثبت تلك الحقيقة شيخ المؤرخين علي بن الحسين المسعودي (ت 333 او 345 هـ) في «مروج الذهب» عند ذكره خلافة امير المؤمنين (عليه السلام)، ويجزم بها من غير تردّد فيقول: وكان مولده في الكعبة.

ويؤيده قول الآلوسي المفسر في شرح عينية عبد الباقي العمري عند قول الناظم:

انت العلي الذي فوق العلى رفعا ببطن مكة عند البيت اذ وضعا

وفي كون الامير (كرم الله وجهه) ولد في البيت امر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة... ولم يشتهر وضع غيره (كرم الله وجهه) كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه. وأحرى بامام الائمة ان يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، سبحان من يضع الاشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين . ...

وهذا القول يفرز بعضاً من القضايا العلمية:

أولاً: اشتهار الولادة في الكعبة المشرفة شهرة تتجاوز كل الشكوك التي تثار غالباً حول موضوع من هذا القبيل. والمراد بالشهرة هنا، تواتر الرواية في كتب الفريقين على اقل التقادير.

ثانياً: قوله: «ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه كما اشتهر وضعه» يعني تفنيد المزاعم التي زعمت بأن حكيم بن مزاحم، وُلد في الكعبة، كما سنشير اليه لاحقاً.

ثالثاً: وقوله: «وأحرى بامام الائمة ان يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين...»، اعتراف بامامة امير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليه السلام) من ولده. وهو قول جميل يصدر من مدرسة الصحابة بشأن امير المؤمنين (عليه السلام).

وفي «عُدّة الرجال» للمقدس الكاظمي: «وُلد امير المؤمنين (عليه السلام) بعد عام الفيل ومولد النبي بثلاثين سنة، في ايام هرقل يوم الجمعة في رجب، وقيل في شعبان في البيت الحرام، ولم يولد في البيت احد قبله ولا بعده...».وقد اشار الاوردبادي (ت 1380 هـ) الى ان مصنف «عمدة الرجال» وجد خلافاً في شهر الولادة فاوعز اليه، لكنه لم يجد في حديث الولادة في البيت الحرام أي تردّد، فلم يعترض عليه ولم يأتِ برأي آخر. وتلكاشارة متينة. فلو وجد المقدس الكاظمي رأياً آخر له قيمة لما آثر تركه. فايراده بهذا الاسلوب يدلّ على انه كان قاطعاً به.

مغزى الولادة في الكعبة المشرفة:

وعلى اية حال، فان الولادة في مكان مقدس عند الاديان التوحيدية خصوصاً الاسلام لها أكثر من مغزى يمكن عرضه ضمن النقاط التالية:

أولاً: ان ام طالب لم تضع في الكعبة بحسب الاتفاق، حتى يُزعم بأن الوضع لم تكن فيه ميزة تكريم سماوية. فلم يكن الوضع اتفاقياً، بل «ان الفضيلة والكرامة في ان باب الكعبة كان مقفلاً. ولما ظهرت آثار وضع الحمل على فاطمة بنت أسد (رضي الله عنها) عند الطواف خارج الكعبة انفتح لها الباب باذن الله تعالى وهتف بها هاتف بالدخول...». ولو كان الامر اتفاقياً، لما كان له اثر عندئذٍ الا تلويث ذلك المكان المقدس بالمخاض. فيجيب عندئذٍ ازالته، لان الكعبة من المحال المحترمة ولا تجوز فيها النجاسة.

ولكن الوضع كان امراً من الله تعالى، وهذا «يزيد بن قعنب» احد الذين عاينوا الواقعة حيث دخلت ام طالب الكعبة يسترسل راوياً: «... فرأينا البيت قد انشق (أي انفتح) عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن ابصارنا، وعاد الى حاله (والتزق الحائط) فرمنا ان ينفتح قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا ان ذلك امر من الله تعالى. ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها امير المؤمنين (عليه السلام) . ...

ولا منافاة بين الروايتين من حيث انشقاق الجدار، او فتح الباب بقوة اعجازية بعد ان عجز القوم عن كسر رتاج الباب. اما لجواز اجتماع الامرين، وذهول الراوي عن الجمع بينهما. واما ان حجم المعجزة وضخامتها وجعلت العيون ترى صوراً متوازية وتروي قضايا متباينة. وأقضى ما في الروايتين ان الامر كان غيبياً لم يتسنَ لهم معالجته.

ومهما كان امر الباب او الجدار، فان وضع ام طالب في ذلك المكان المقدس يعدّ تكريماً لوليدها واشارةً لميزته الرسالية، لان الوضع لم يكن اتفاقياً.

ثانياً: ان ما يصحب الولادة عادةً من خروج كيس المشيمة والدماء قد يؤدي الى نجاسة المكان الذي توضع فيه لامرأة. ولكن طهارة الكعبة تقتضي ان تكون ولادة علي (عليه السلام) طاهرة ايضاً من تلك النجاسات. ولم نقرأ في كتب التأريخ ولا حتى اشارة الى ان تلك الولادة قد تركت نجاسة في الكعبة المشرفة. والمتيقن ان الولادة الطاهرة لا تتم الا عن طريق لون من الوان التكريم الالهي للمولود. ويؤيده الرواية المروية في «معاني الاخبار» على لسان فاطمة بنت اسد: «ان مريم بنت عمران اوحي اليها ان اخرجي من بيت المقدس فانه بيت عبادة ولا بيت ولادة، فاني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما اردت ان اخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة، سمّيه عليّاً فهو عليٌّ...» . فهي تعلم ان الكعبة بيت عبادة ايضاً لا بيت ولادة، ولكن طهارة الولادة وشأن المولود كانت مبرراً للوضع في بيت العبادة.

ويؤيد طهارة المولد ما ذكره السيد الحمْيَري (ت 179 هـ) في قصيدته:

ولدته في حرم الاله وامنه والبيت حيث فناؤه والمسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلة غابت نحوس نجومها وبدا مع القمر المنير الاسعد

ما لف في خرق القوابل مثله الا ابن آمنة النبي محمد

ولا شك ان قرب الشاعر الحميري من عصر النص، وقربه ايضاً من عصر انكار فضائل امير المؤمنين (عليه السلام) من قبل بني امية، يعدّ أثبت لمفاده من اخبار كثيرة.والحجة في شعر السيد الحميري ان ولادة علي (عليه السلام) كانت طاهرة كطهارة ولادة رسول الله (ص). ولو كان ذلك مخالفاً للمشهور والواقع السائد في ذلك الزمان لما استطاعت تلك القصيدة ان تمر بتلك السهولة في الفترة الدقيقة من تاريخ الاسلام من دون نقد او اعتراض او تعجب. والشاعر يسترسل في ذكر تلك الفضيلة كما لو استرسل في عرض حكم ثابت.

وقد اشار ابن شهر آشوب المازندراني (ت 588 هـ) الى طهارة الولادة، فقال: «فالولد الطاهر من الطاهر ولد في الموضع الطاهر، فاين توجد هذه الكرامة لغيره؟ فاشرف البقاع: الحرم، واشرف الحرم: المسجد، واشرف بقاع المسجد: الكعبة. ولم يولد مولود سواه. فالمولود فيها يكون في غاية الشرف، وليس المولود في سيد الايام: يوم الجمعة، في الشهر الحرام، في البيت الحرام سوى امير المؤمنين (عليه السلام).

وتؤيده ايضاً الرواية التي روتها امرأة من بني ساعدة للامام السجاد (عليه السلام) حيث قالت: «ان فاطمة بنت اسد [كانت] في شدة من المخاض، فأخذ [ابو طالب] بيدها وجاء بها الى الكعبة، وقال: اجلسي على اسم الله، فطلقت طلقة واحدة، فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منظفاً لم أرَ كحسن وجهه. وسماه عليّاً، وحمله النبي (صلى الله عليه واله) حتى اداه الى منـزلها » وعقّب الامام زين العابدين (عليه السلام) على ذلك بالقول: فوالله ما سمعت بشيء قط الا وهذا أحسن منه.

ثالثاً: ان مقارنة فاطمة بنت اسد نفسها بمريم بنت عمران في الوضع وفي مكان الولادة يكشف في طياته عن منـزلة المولود. والا، فلا يكون للمقارنة وجه اذا لم يكن للمقارَنين خط مشترك، كالنبوة والولاية مثلاً. وما بينهما من الكمال والتسديد وطبيعة الوظيفة السماوية ما يقوي ذلك. وقد كان ذلك واضحاً في نبوة عيسى بن مريم (عليه السلام)، وولاية علي بن ابي طالب (عليه السلام).



,gh]m ugd (ugdi hgsghl) ,hgkw,w hgugldm hg]hgm ugn l,g]i td f'k hg;ufm ugdi ,gh]m ugd



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس