معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
المستوى :
|
الإمام علي (ع) في قوتيه الجاذبة والدافعة
الامام علي عليه السلام في قوتيه : الجاذبة والدافعة .
قانون الجذب والدفع :
قانون الجذب والدفع قانون عام يسود سائر أجزاء نظام الخلق .
فالعلوم المعاصرة ترى ان كل ذرة من ذرات عالم الوجود تقع ضمن دائرة حكم الجاذبية العامة , ولا تخرج عنه ذرة واحدة . فالأجسام – أكبرها وأصغرها – تملك هذه الطاقة الغامضة التي تسمى الجاذبية – أو قوة الجذب – وتقع تحت تأثيرها ايضا .
الجذب والدفع في عالم الانسان :
ان جانبا كبيرا من الصداقة والمحبة , أو من العداء والكره , يعتبر من مظاهر جذب الانسان ودفعه . وهو قائم على أساس من التماثل والتشابه , أو على أساس من التضاد والتنافر . وفي الواقع , ينبغي البحث عن أسباب الجذب والدفع في السنخيّة والتنافر , مثلما يقال في الفلسفة : " ان التماثل علة الانضمام " .
هناك حكاية طريفة جدا : رأى حكيم غراباً ولقلقاً قد عقدا بينهما عقد صداقة , فيطيران معا ويحطّان معا ! هذان الطائران من نوعين مختلفين , فالغراب لا لونه ولا شكله يشابهان اللقلق بشيء , فأخذه العجب : لماذا الغراب واللقلق؟ فاقترب منهما فرأى أنهما أعرجان .
إن اشتراك هذين النوعين المختلفين من الطيور في هذه العاهة هو الذي جعل أحدهما يأنس بالآخر . كذلك الإنسان , لا يألف إنسانا آخر بغير علّة , ولا هو يعاديه بغير علّة أيضاً .
أصناف الناس في الجذب والدفع :
يمكن تصنيف الناس الى أربعة أقسام :
• صنف من الأفراد لا جذب فيهم ولا دفع , هؤلاء لا يحبهم أحد ولا يميل اليهم أحد . هذا الشخص عادة يكون مهمَلاً ولا أثر له .
• صنف يملك قوة الجذب ولكنه يفتقر الى قوة الدفع , هذا الشخص هو محبوب الجميع ويأتلف مع الكل ويستميلهم . لكن هذا غير ممكن لمن يعمل من أجل هدف معين ويسير في المجتمع بحسب سلوك معين .
• صنف يملك القوة الدافعة دون القوة الجاذبة , هذا الصنف يصنع الأعداء ولا يصنع الأصدقاء , وهذا دليل على أنه ناقص أحيانا ويفتقر الى الخصال الإنسانية الإيجابية , إذ لو كان متمتعاً بها لوجدنا عدداً ضئيلا من المحبين والأصدقاء .
• الصنف الرابع هم من امتلكوا القوّتين الجاذبة والدافعة , وهؤلاء أناس لهم سيرة خاصة , وهم نشطون في اتباع عقيدتهم ومسلكهم وهؤلاء يصنعون الأصدقاء ويصنعون الأعداء , ولا شك أن القوة لها درجات إذ يمكن أن تصل بالمحبين الى التضحية بدمائهم في سبيل من انجذبوا اليه , وبالأعداء الى التضحية بدمائهم على مذبح أعدائهم .
الإمام علي عليه السلام شخصية ذات قوتين :
الإمام علي من الرجال الذين يمتلكون القوتين الجاذبة والدافعة , وكلا القوتين أشد ما تكونان فيه . ولعلنا لا نعثر على مدى القرون من بلغت فيه هاتان القوتان شدّتهما في علي عليه السلام . فأتباعه من أعجب الأتباع : تاريخيّون , مضحّون , صابرون , يلتهبون حبّا به كبيدر مشتعل , ويشعّون ضياء , يرون التضحية بأرواحهم في سبيله فخراً , ينسون كل شيء في غمرة حبهم له . لقد مضى على موت علي عليه السلام قرون , وما زالت جاذبيته تشعّ وتتلألأ , فتنجذب اليها العيون حيرى والهة .
في حياته تمحورت حوله عناصر شريفة ونجيبة تعبد الله , ومضحية لا يداخلها الطمع , أناس صابرون لكل واحد منهم تاريخ وعبرة ورحماء عادلون .
وبعد موته , في خلافة معاوية والأمويين , عُذِّبت جماعات كثيرة بتهمة الولاء له أشد تعذيب , ولكنها لم تنكص بسبب ذلك خطوة واحدة عن حبه , بل صمدت حتى الموت .
والتاريخ يعرف الكثيرين ممن لا شهرة لهم ضحوا بأرواحهم في سبيل حبّ علي عليه السلام فأين تجد هذه الجاذبية في العالم ؟ فتشوا عنها فلن تجدوا لها مثيلاً .
وإن لعلي عليه السلام كذلك من الأعداء من ينقلب حاله عند سماع اسمه . لقد مضى علي عليه السلام كفرد لكن بقي كمدرسة تجتذب اليها جماعات وتطرد عنها جماعات , هو علي عليه السلام الشخصية ذات القوتين .
سرّ حب علي عليه السلام :
سر الحب لم يكتشف حتى الآن , اي لا يمكن حصره ضمن قانون معين , بحيث يمكن القول انه اذا حصل كذا , إلا أن في الحب – ولا شك – سرّاً .
ولا شك ان مبعث الحب فيه ليس جسمه لانه لم يعد الآن بيننا , وحبه ليس من قبيل حب الابطال الشائع في كل الأمم . وإذا قلنا اننا نحبه لحبنا للفضائل الانسانية فيمكن ان نكون قد قاربنا الصواب, وإن حب علي عليه السلام هو حب الإنسانية , ولكن لو أن كل ما تحلى به علي عليه السلام من الفضائل لم يكن مصطبغاً بالصبغة الإلهية لما كان على هذا القدر الذي نراه اليوم من استثارة للإنفعال واجتذاب للحبّ .
إن قلوبنا ترتبط فطرياً بالله عز وجل , وعلي عليه السلام محبوب لكونه مرتبطاً بالله .
hgYlhl ugd (u) td r,jdi hg[h`fm ,hg]htum
|