عرض مشاركة واحدة
قديم 2021/08/03, 12:04 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي عام مضى وعام جديد فماذا قدمنا ليوم الوعيد ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله


السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته

عام مضى وعام أتى، عام مضى شهيد، وعام أتى جديد، عام مضى لكنه لم يمضِ هكذا بل مضى بأقوام معه، كم أخذ من أحباب! وكم دمر من شباب! فإذا بهم تحت التراب، وعام قدم ليأخذ معه آخرين، قدم ليرحل بأقوام قضى الله أن تنقضي آجالهم في هذا العام لكن لا يعلم بهم إلا الله.



أحبتي.. إن مرور الليالي والأيام ذهابٌ لأعمارنا، وسيرها سيرٌ بنا إلى الدار الآخرة، إلى الحياة الحقيقية، إلى الحياة الأبدية.

عباد الله:

أيام تمر تهدم الأعمار، وتقرِّب الآجال، وتوصِّل إلى الدار الآخرة، فما مضى يوم عليك إلا هو من عمرك.



لقد مضى عام من أعمارنا، انهدم بمضيّه جزءٌ من عمر لن يزيد لحظةً، قال ربنا –جل وعلا-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 34].

عام مضى ولن يعود لكنا ما عملنا فيه لم ولن يذهب، سنراه غدًا بين يدي الله، سنراه يوم تبلى السرائر"، (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49].



ما عملنا فيه سنراه حاضرًا يوم القيامة ولو كان صغيرًا ولو كان في العين حقيرًا؛ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [الزلزلة: 7، 8].





وقال بعضهم: "كيف يفرح من يومه يهدم شهره, وشهره يهدم سنته, وسنته تهدم عمره، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته".

نسير إلى الآجال في كل لحظة *** وأيامنا تُطوى وهن مراحل

ولم أرَ مثل الموت حقًّا كأنه *** إذا ما تخطته الأماني باطل

وما أقبح التفريط في زمن الصبا *** فكيف به والشيب للرأس شامل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل


عد، وللغافل: تنبه، وللمسرف: يكفيك ما فرطت في جنب الله، كأنما يقول لمن ران على قلبه الران وأغواه الشيطان: تداركْ ما بقي من عمرك قبل أن ترحل كما رحل غيرك، واعتبر برحيل غيرك قبل أن يعتبر الناس بك.



عام مضى، كأنما يقول لأحدنا: لقد قطعت مرحلةً من مراحل سيرك إلى الله، فكن على حذر.

عباد الله: اسألوا الذين جاوزا الستين والسبعين عن تلك المتع واللذات التي عاشوها، هل يحسون بشيء منها، ثم خذوا الجواب عبرةً لكم حتى لا تفرطوا في واجب ولا تقعوا في محرم.

عش ما شئت فإنك ميت، هذه هي النهاية التي لا بد منها، مهما امتد العمر وطال لا بد من الرحيل.

ستنقلك المنايا من ديارك *** ويبدلك البلا دارًا بدارك

فدود القبر في عينيك يرعى *** وترعى عين غيرك في ديارك



سترحل عبد الله من دار الغرور إلى دار السرور أو إلى دار الويل والثبور –عياذًا بالله- ولن ينفعك إلا عملك، ولن تعطى فرصةً أخرى غير هذا العمر، فتدارك أمرك قبل أن تقول: رب ارجعون لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت.



تدارك أمرك بالتوبة، تدارك أمرك بتوبة عاجلة، فلن تُرحم ولو بكيت بأعلى صوت إذا نزل بك العذاب.



(وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)
[الزمر: 54، 55].



حاسب نفسك اليوم فإنه أهون عليك في الحساب غدًا، فمن حاسب نفسه اليوم حوسب حسابًا يسيرًا وانقلب إلى أهله مسرورًا.



(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا) [الانشقاق: 7 - 9].

قال الإمام علي ( عليه السلام ) : "ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل".

زف رحيل هذا العام فها هو يطوي بساطه، ويقوض خيامه، ويشد رحاله، وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، عام كامل، تصرمت أيامه وتفرقت أوصاله، وقد حوى بين جنبيه حكمًا وعبرًا، وأحداثًا وعظات، فلا إله إلا الله، كم شقى فيه من أناس وكم سعد فيه من آخرين؟ كم طفل قد تيتم، وكم من امرأة قد ترملت، وكم من متأهل قد تأيم؟ مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب قد توارى، أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم. دار تفرح بمولود، وأخرى تعزي بمفقود، عناق وعبرات من شوق اللقاء، وعبرات تهل من لوعة الفراق، وآلام تنقلب أفراحًا، وأفراح تنقلب أتراحًا، أحد يتمنى زوال يومه ليزول معه غمه وهمه وقلقه، وآخر يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وغبطته وسروره.

أيام تمر على أصحابها كالأعوام*** وأعوام تمر على أصحابها كالأيام مرت سنون بالوثــــام وبالهنـــــا*** فـــــــكــأنهــــــــــا أيـــــــــــــــــــام ثم أعقبت أيام ســــوء بعدهـــا *** فكأننـــــا وكأنهـــــا أعــــــــــــــوام


فالعمر قليل والأجل قريب، ومهما طال الأمد فلكل أجل كتاب. قيل لنوح عليه السلام، وقد لبث مع قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، كيف رأيت هذه الدنيا؟ فقال: كداخل من باب وخارج من آخر. فيا من متعك الله بالصحة والعافية، فأنت تتقلب في رغد العيش واللذات، تفطن لسني عمرك، فربما يفاجئك الأجل وأنت في غفلة عن نفسك فتعض أصابع الندم، حين مندم ولات حي




uhl lqn ,uhl []d] tlh`h r]lkh gd,l hg,ud] ? lpl]



رد مع اقتباس