عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/06/08, 04:53 PM   #9
ابو احمد القبي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 5164
تاريخ التسجيل: 2017/04/30
المشاركات: 14
ابو احمد القبي غير متواجد حالياً
المستوى : ابو احمد القبي is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو احمد القبي
افتراضي

قال أبو هريرة : (صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ سِنِينَ ، لَمْ أَكُنْ فِى سِنِىَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِىَ الْحَدِيثَ مِنِّى فِيهِنَّ) .صحيح البخاري (ح3591)
واستثنى الأيام التي ابتعد فيها حين ذهب إلى البحرين ، أو في بداية إسلامه ، أو في أيام الغزوات ، حيث قد لا يتيسر له ملازمة النبي في يومه وليلته .

قال ابن حجر في مدة صحبة أبي هريرة :" قدم في خيبر سنة سبع ، وكانت خيبر في صفر ، ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة إحدى عشرة ، فتكون المدة أربع سنين وزيادة". فتح الباري (6/608).

ونقول بأنها ثلاث سنوات من صحبة أبي هريرة للنبي وهي تعني أكثر من (1050) يوماً .
ولتكن في كل يوم خمسة أحاديث يرويها ، والحديث قد يكون قولياً أو فعلياً أو إقرارا من النبي لفعل، وقد يكون الحديث وصفا للنبي .
فلو نقل أبو هريرة فعلاً فعله النبي أو حدثاً معيناً - ولو كيفية الخروج للصلاة - فهذا يعد حديثا في عرف المحدثين .

فلو فرضنا أن أبا هريرة سيسمع عند كل صلاة من الصلوات الخمس كلمة من النبي، أو يشاهد موقفاً معيناً ، فستكون حصيلة العلم الذي يجمعه أبو هريرة في اليوم الواحد خمسة أحاديث فقط .
وعليه ؛ ففي آخر صحبة أبي هريرة للنبي ستكون حصيلة الأحاديث أكثر من خمسة آلاف حديث .
وهكذا هي فعلا الأحاديث التي تروى عن أبي هريرة في كتب السنة ، نحو (5374) بحسب عددها في " مسند بقي بن مخلد " أضخم موسوعة حديثية مؤلفة ، نقلاً عن الدكتور أكرم العمري في كتابه " بقي بن مخلد ومقدمة مسنده " (ص/19).

والخمسة آلاف حديث هذه تشمل الصحيح والضعيف والموضوع ، وأنها تشمل المكرر الذي تعددت أسانيده وطرقه ، فبعض الأحاديث تروى من عشرة طرق ونصها واحد ، فهذه يعدها العلماء عشرة أحاديث وليست حديثا واحداً .
والخمسة آلاف حديثاً المروية لأبي هريرة لم يأخذها كلها من النبي مباشرة ، بل أخذ كثيراً منها عن إخوانه السابقين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقد ثبت عنه أنه روى عن أبي بكر وعمر والفضل بن العباس وأُبيّ بن كعب وأسامة بن زيد وعائشة وأبي بصرة الغفاري ، أي : أنه صرح بالرواية عن هؤلاء، ومن المقطوع به أن بعض أحاديثه التي لم يصرح فيها باسم صحابي كانت مراسيل ؛ لأنها في وقائع كانت قبل إسلامه ، والصحابة قد يسقطون الواسطة لأن الواسطة التي حدثتهم صحابي ثقة .

وأسباب كثرة روايات أبي هريرة في كتب السنة
أحدها : أنه قصد حفظ أقوال الرسول ، وضبط أحواله ؛ لأجل أن يستفيد منها ، ويفيد الناس ، ولأجل هذا كان يلازم النبي ويسأله وكان أكثر الصحابة لا يجترئون على سؤاله إلا عند الضرورة ، وقد ثبت أنهم كانوا يُسَرُّون إذا جاء بعض الأعراب من البدو وأسلموا ؛ لأنهم كانوا يسألون النبي.
ومن الدلائل على هذا السبب ما رواه عنه البخاري قال : قلت : يا رسول الله ! من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : ( لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث) .
وما رواه أحمد عن أُبيّ بن كعب : أن أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره .

وأخرج البغويّ بسند جيد - كما قال الحافظ ابن حجر - عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة :
أنت كنت أَلَزَمَنا لرسول الله وأعلمَنا بحديثه .
وفي " الإصابة " عنه أنه قال : أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث .
وعن طلحة بن عُبيد الله : لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله ما لم نسمع .

وأنه تصدى للتحديث عن قصد ؛ لأنه كان يحفظ الحديث لأجل أن ينشره ، وأكثر الصحابة كانوا ينشرون الحديث عند الحاجة إلى ذكره في حكم أو فتوى أو استدلال ، والمتصدي للشيء يكون أشد تذكرًا له ، ويذكره بمناسبة وبغير مناسبة ؛ لأنه يقصد التعليم لذاته ، وهذا السبب لازم للسبب الأول من أسباب كثرة حديثه .

واحداها: أنه كان جيد الحفظ قوي الذاكرة إذ كانوا يعتمدون على حفظهم ، وكان كثيرين منهم كرهوا بدعة الكتابة عندما ابتدءوا يأخذونها ، وقالوا : إن الإنسان يتكل على ما يكتب فيضعف حفظه .

قال الإمام الشافعيّ : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ، وقال البخاري مثل ذلك
وأعظم من ذلك ما رواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأبي هريرة : أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه .
اما قول عمر اكثرت فهذا كان خوفا من عمر من اختلاط الحديث بالقران..او ان يشغلهم سماع الحديث عن كتاب الله الذي مازال غضا طريا .

وايضا: بشارة النبي له بعدم النسيان ، كما ثبت في حديث بسط الرداء – وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة : (ابْسُطْ رِدَاءَكَ . فَبَسَطْهُ . فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ضُمّهُ . قال أبو هريرة : فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ) رواه البخاري (119) وهو مروي من طرق متعددة في الصحاح والسنن .

وايضا: دعاؤه له بذلك كما ثبت في حديث زيد بن ثابت عند النسائي ، وهو : ( أن رجلاً جاء إلى زيد بن ثابت فسأله ، فقال له زيد : عليك بأبي هريرة ، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ، ندعو الله ونذكره ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فقال : عودوا للذي كنتم فيه . قال زيد فدعوت أنا وصاحبي ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمّن على دعائنا ، ودعا أبو هريرة فقال : إني أسألك مثل ما سأل صاحباي ، وأسألك علمًا لا يُنسى , فقال : سبقكم بها الغلام الدوسي ) – قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (4/208) : إسناده جيد .

فمن تدبر هذه الأسباب لم ير استنكار أفراد من أهل عصره لها موجبًا للارتياب في عدالته وصدقه ؛ إذ علم أن سبب ذلك الاستنكار عدم الوقوف على هذه الأسباب .

على أن جميع ما أخرجه البخاري في صحيحه له (446) حديثًا ، بعضها من سماعه ، وبعضها من روايته عن بعض الصحابة ، وهي لو جمعت لأمكن قراءتها في مجلس واحد ؛ لأن أكثر الأحاديث النبويه جمل مختصره.


رد مع اقتباس