عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/06/21, 11:44 PM   #7
عاشقة الحسين

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل: 2011/12/20
المشاركات: 1,555
عاشقة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة الحسين is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة الحسين
افتراضي

سادسا: الله الله في الجهاد..
"الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم والسنتكم ".
" إن الجهاد اشرف الأعمال بعد الإسلام، وهو قوام الدين، والأجر فيه عظيم، مع العزّة والمنعة، وهو الكرة، فيه الحسنات والبثرى بالجنة بعد الشهادة". كما قال الإمام على عليه السلام.
إلا انه بسبب التخلف والجهل والخوف والجبن اصبح الجهاد عملا تقوم به فئة محدودة وقليلة من مجتمعاتنا. بينما هناك مجتمعات كالمجتمع الإيراني انعم الله عليهم، فأصبحوا يعرفون الجهاد ويرغبون فيه، فحينما يعلن عن التعبئة والتطوع إلى بهات القتال، فإن مئات الالوف يهرعون ملبين الإعلان والنداء، وكذلك هو حال المجتمع الأفغاني واللبناني، بينما في مجتمعاتنا لازال الجهاد غريبا وأصبح فريضة غائبة- كما قال اخوتنا المؤمنون في مصر-.
كما أن الفئة العاملة المجاهدة مع قلتها فهي لا تسلم من ألسنة المتقاعسين، إذ يعتبرونهم طائشين، متطرفين..

إن الإمام علي عليه السلام يذكرنا في شهر رمضان، وفي آخر وصية له بالجهاد وقد ربط الإمام في حديث سابق بين الجهاد والصيام وقال: " زكاة البدن الجهاد و الصيام ".

وقد تحدث في وصيته عن ثلاث ألوان من الجهاد:
أ-الجهاد بالمال: ففي مقابل الميزانيات الضخمة التي ترصدها الحكومات لأجهزتها ومشاريعها، وفي مقابل الأموال التي يصرفها الأعداء على نشاطاتهم المناوئة لأمتنا، لا يمكن للعاملين في سبيل الله أن يواصلوا ويصعّدوا عملهم الجهادي دون مساعدة المجتمع ودعم الأثرياء والمتمكنين..
وفي بلادنا هناك كثير من التجار وأصحاب المال، ولكنهم، مع الأسف، يبخلون بأموالهم، ولا ينفقون شيئا منها في سبيل الله، وإذا ما تحمس أحدهم للأنفاق فإنه يقتصر على الأعمال والمشاريع العادية والمعروفة في المجتمع، كبناء المساجد ومساعدة الفقراء. أما الأنفاق من أجل الجهاد في سبيل الله ولمقاومة أعداء الإسلام، فهذا ما لا يفكر فيه أحد من الأثرياء في بلادنا..

ولا يجهل هؤلاء المتمكنون وجود المجاهدين والثائرين، ومحنهم غافلون أو متغافلون عن مسئوليتهم الشرعية تجاه الجهاد في سبيل الله..
وليتهم ينتبهون إلى أن مستقبل حياتهم، وأمواهم في خطر شديد، إن لم يقفوا في وجه الأعداء والظالمين. وأمامنا تجربة قاسية مرت بأخوتنا المسلمين في العراق حيث تقاعس الأثرياء عن دعم الحركة الإسلامية فتسلط المجرمون على الشعب، ولم يبقوا حرمة لدين أو دم أو مال..
أن الألوف من المؤمنين الذين صادر الظالمون أمواهم في العراق أبعدوهم بصورة بشعة، يتأسفون اليوم، ويتندمون حيث لا ينفع الندم، على تقصيرهم في دعم المجاهدين يوم كانت الأموال بأيديهم.

وما حكام كثير من البلاد الإسلامية الأخرى بأشفق قلبا من صدام و عصابته المجرمة.. وصدق أمير المؤمنين عليه السلام حينما يقول في فقرة أخرى من هذه الوصية: " لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم.

ب-الجهاد بالنفس: فمعركة الإسلام مع الكفر محتدمة الآن، والأعداء يحشدون كل ما لديهم من قدرات وطاقات لتثبيت هيمنتهم على امتنا الإسلامية.. وإذا لم يتصد المؤمنون الهذه الهجمة الكافرة الشرسة، فسيقضي الكفار على كل ما تبقى من جذورنا الإسلامية، وسنبقى بعدها لقرون طويلة نجتر الهزيمة المأساة والتخلف.
والتصدي لهجمات الأعداء يتطلب استعداد أبناء الأمة للفداء والتضحية بأنفسهم في سبيل الله.. كما يفعل الآن أخواتنا في أفغانستان وإيران ولبنان..

فليبادر القادرون من أبناء مجتمعنا للإلحاق بركب الثورة والجهاد، وليصمموا على التفرغ للعمل في سبيل الله. وما أروع تشويقه وترغيبه للمؤمنين في الجهاد والتضحية، حيث يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.


3-الجهاد باللسان: وذلك بنشر الأفكار الثورية، وبدعوة الناس إلى الجهاد، وبالدفاع عن المجاهدين الرساليين.
فليدافع كل غيور عن العاملين في سبيل الله، فالسلطات والرجعيون يشيعون حولهم أتسوء الاتهامات، لمنع الناس من التفاعل والالتفاف حول المجاهدين.
إن الرساليين لا يدافعون عن أنفسهم، ولا يجاهدون من اجل مصالح شخصية.. بل يتحملون الأذى والنصب والآلام من اجل الدين، وكرامة المجتمع، فلا يصح لمؤمن أن يشارك في تشويه سمعتهم، لا بل لا يصح له السكوت عن محاولات الأعداء واتهاماتهم ضد المؤمنين المجاهدين.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من اغتاب غازيا أو إذاه أو خلفه في أهله بخلافة سوء، نصب له يوم القيامة علم فيستفرغ بحسناته ويركس في النار".


رد مع اقتباس