عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/02/11, 05:47 AM   #1
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,345
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
1 (38) الحسد في الروايات الإسلامية

الحسد في الروايات الإسلامية

ونقرأ في الروايات الإسلامية الذمّ الشديد لحالة الحسد بحيث قلّما نجد صفة من الصفات الرذيلة قد ورد ذمّها بهذه الشدّة في النصوص الدينية، وعلى سبيل المثال وكنماذج وعيّنات من ذلك نكتفي بإستعراض عدّة روايات تتحدّث حول هذا الموضوع :

1 ـ
ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «اَلْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»(1).
والتعبير أعلاه يشير إشارة واضحة إلى انّ نار الحسد يمكنها أن تأتي على جميع عناصر السعادة لدى الإنسان وتحرق حسناته وأتعابه طيله عمره وتهدر ثمرات اتعابه بحيث يخرج من الدنيا صفر اليدين.
2 ـ
وهذا المعنى ورد بصورة أشد في الحديث الشريف عن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام)حيث قالا : «اِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الاِْيمانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»(2).
أجل فإنّ الصفة الرذيلة للحسد لا تحرق الحسنات فقط بل تحرق الإيمان أيضاً وتبدّله إلى رماد، وسيأتي تفصيل الكلام في شرح هذا الحديث الشريف.
3 ـ
وفي حديث آخر عن الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «اَلْحَسَدُ شَرُّ الاَْمْرَاضِ»(3).
وطبقاً لهذا الحديث فإنه ليس هناك من الأمراض الأخلاقية أسوء وأشر من الحسد.
4 ـ وقد ورد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) أيضاً قوله : «رَأْسُ الرَّذَائِلِ الْحَسَدُ»(4).
5 ـ وكذلك ورد عن هذا الإمام في تعبيره الكنائي عن الحسد «للهِ دَرُّ الْحَسَدِ مَا اَعْدَلَهُ بَدَءَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ»(5).
6 ـ وأيضاً ورد عن هذا الإمام قوله : «ثَمَرَةُ الْحَسَدِ شَقَاءُ الدُّنْيَا وَالاْخِرَة»(6).
7 ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «آفَةُ الدِّينِ الْحَسَدُ وَالْعُجْبُ وَالْفَخْرُ»(7).

1. المحجّة البيضاء، ج 5، ص 325.
2. اُصول الكافي، ج 2، ص 306، ح 1 و 2.
3. غرر الحكم الشرح الفارسي، ج 1، ص 91.
4. المصدر السابق.
5. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 1، ص 316، بحار الأنوار، ج 70، ص 241.
6. غرر الحكم، ح 6857.
7. المحجّة البيضاء، ج 5، ص 327.


8 ـ وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً أنّه قال : عندما كان موسى بن عمران يناجي الله عزّوجلّ إذ نظر إلى رجل في ظلّ العرش، فقال : «يَا رَبِّ مَنْ هَذَا الّذي قَدْ اَظَلَّهُ عَرْشُك»(1)
فقال : «يَا مُوسَى هَذَا مِمَّنْ لَمْ يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ».
9 ـ وفي حديث آخر عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «سِتَّةٌ يَدْخُلُونَ النَّارَ قَبْلَ الْحِسَابِ بِسِتَّة».
«قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ ؟»
«قَالَ : الاُْمَرَاءُ بِالْجَوْرِ، وَالْعَرَبُ بِالْعَصَبِيَّةِ، وَالدَّهَاقِينُ بِالتَّكَبُّرِ، وَالتُّجَّارُ بِالْخِيَانَةِ، وَأَهْلُ الرُّسْتَاقِ بِالْجَهَالَةِ، وَالْعُلَمَاءُ بِالْحَسَدِ»(2).
وعليه فإنّ الحسد يمثل بلاء العلماء بالدرجة الاُولى.
10 ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) (رغم وجود أحاديث كثيرة في هذا الباب) أنّه قال : «اِنَّهُ سَيُصِيبُ اُمَّتِي دَاءُ الاُْمَمِ ! قَالُوا : وَمَاذَا دَاءُ الاُْمَمِ ؟ ! قَالَ : الاَْشَرُ وَالْبَطَرُ وَالتَّكَاثُرُ وَالتَّنَافُسُ فِي الدُّنْيَا، والتَّبَاعُدُ والتَّحَاسُدُ حَتَّى يَكُونَ الْبَغْيُ، ثُمَّ يَكُونُ الْهَرْجُ !»(3).

1. بحار الأنوار، ج 70، ص 275.
2. المحجّة البيضاء، ج 5، ص 327.
3. غرر الحكم الشرح الفارسي، ج 1، ص 326.


المصدر :
الأخلاق القرآن



hgps] td hgv,hdhj hgYsghldm



توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس