عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/29, 11:09 PM   #5
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي




أما آخرون ذكروا الحدث ـ إسقاط المحسن ـ ونسبوه إلى الشيعة ، ونددوا بهم إذ لم يتهضموا إدانة الشخوص ، ولم يأتوا بحجة مقبولة ، ولم يستندوا إلى ركن وثيق ، فمنهم ابن حجر المكي الهيتمي ( ت 974 هـ ) في الصواعق المحرقة ، قال : ( ألا ترى إلى قولهم ـ يعني الشيعة ـ انّ عمر قاد علياً بحمائل سيفه ، وحصر فاطمة فهابت فأسقطت ولداً اسمه المحسن ... ).
ومنهم العصامي المكي ( ت 1111 هـ ) في سمط النجوم العوالي ، وقد اجتر ما قاله ابن حجر كما مر ولم يزد عليه شيئاً.
ومنهم أحمد زيني دحلان ( ت 1304 هـ ) في الفتح المبين .
وهكذا يبقى الشيعة هدفاً لاتهامات من لا يرعوي لصدق ولا يذعن لحق.
وما أدري ما ذنب الشيعة إذا كانوا رووا ما رواه غيرهم أيضاً في أحداث يوم هجوم الشلّة على دار الزهراء ( عليها السلام ) ، وكان منها إسقاط المحسن ، وقد مرت بنا في الفصول الثلاثة أسماء من اعترفوا بالمحسن كحقيقة ثابتة ، ثم مرّ بنا في الفصل الثاني من زعم أنه مات صغيراً ، وذلك ستراً على المهاجمين ، ثم قرأنا أسماء من ذكروا أنه كان سقطاً ، وكل اولئك من غير الشيعة ، فلماذا يدان الشيعة ويُندّد بهم؟ والجواب بكل بساطة : لأنّهم تبعوا الحق فقالوا الحقيقة ، وهذا يدين رموز الخالفين بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) والإدانة فيها المهانة ، وهذا لا ينبغي في لغة الحاكمين ، ومع كل ما اتخذوا من وسائل الإغراء والوعيد في رفع الإصر عنهم لم يتمكنوا من كمّ الأفواه جميعاً ، فوصل إلينا ما قد وصل ، ولنا الحجة على المنكرين فيما حصل.


بحوار جرى بين ابن أبي الحديد المعتزلي ، وبين شيخه الشريف يحيى بن أبي زيد العلوي الزيدي ( المتوفى قبل644 هـ ) ، فقد روى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن ابن إسحاق خبر ترويع هبار بن الأسود الفهري لزينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فروّعها بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملاً ، فلما رجعت طرحت ما في بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً وهي في الهودج ، فلذلك أباح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود.
ثم قال ابن أبي الحديد : قلت : وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر ( رحمه الله ) فقال : إذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أباح دم هبّار بن الأسود لأنه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ، فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم إنّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن؟ فقال : لا تروه عنّي ، ولا ترو عنّي بطلانه ، فإنّي متوقف في هذا الموضع ، لتعارض الأخبار عندي فيه.
أقول : وإذا كان النقيب أبو جعفر متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عنده فيه ، فإنّا لسنا من المتوقفين فيه ، بل هو من الثابت عندنا لتواتر الخبر فيه عند الشيعة منذ عصر الحَدَث وحتى يومهم الحاضر ، وقد وردت روايات أهل البيت في ذلك ، بل لقد وردت رواية نبوية تشير إلى وقوع الحدث قبل وقوعه ، وهي في نفسها تكفي في الإثبات ، لأنّها من رواية الأثبات ، وحسبنا أنّها مما رواه ابن عباس ـ حبر الأمة وترجمان القرآن ـ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخرجها الحمويين الشافعي في كتابه فرائد السمطين ، باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : انّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالساً إذ أقبل الحسن ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إليّ يا بني ... ، ثم أقبل الحسين فلما رآه بكى ، ثم قال : إليّ يا بني ... ، ثم أقبلت فاطمة ... فلما رآها بكى ، ثم قال : إليّ ... ، ثم أقبل أمير المؤمنين فلما رآه بكى ، ثم قال : إليّ ... ، فسأله أصحابه عن بكائه ، فقال ـ ثم ذكر ما سيجري على كل واحد منهم فكان مما قاله في حق ابنته فاطمة : ـ وأما ابنتي فاطمة فإنّها سيدة نساء العالمين ... وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغُصب حقها ،ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي يا محمد فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ....
وهذا الخبر قد مرّ بتمامه قبل هذا في ص 121 فراجع.
وقد رواه الشيخ الصدوق في الأمالي بسند معتبر عن ابن عباس أيضاً ، كما رواه الفضل بن شاذان في الفضائل.
المصادر :
فاطمة من المهد الى اللحد /محمد كاظم القزويني.
(1) السيد محمّد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان /المحسن السبط مولود أم سقط سرد تاريخي لأهمّ ما جرى بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
(2) من كتاب /بيت الأحزان- الشيخ عباس القمي
(1) بحار الانوار ج 28 ص 62.
(2) بحار الانوار ج 28 ص 64.
(3) الانبياء: 103.
(4) آل عمران 30.
(5) بحار الانوار ج 53 ص 23.
(6) معاني الاخبار ص 198.
(7) الوافي با الوفيات ج 6 ص 17.
(8) شرح النهج ج 14 ص 192.
(9) دلائل الامامة ص 212.
(10) روضة الكافي ص 19 بحار الانوار ج 62 ص 102.
(11) كافي ج 6 ص 49.
(12) سليم بن قيس ص 134. والدملج كقنفذ: شئ يشبه السواد تلبسه المرأة في عضدها.
(13) جلواز: الشرطي. (14) بحار الانوار ج 100 ص 441. (*)
(15) مقتل أبي مخنف ص 141.
(16) الاحتجاج ج 1 ص 105.
(17) بحار ج 28 ص 229. (*)
(18) الكافي ج 8 ص 189.
(19) بحار ج 8 ط القديم ص 70.
(20) و (21) إيضا ص 70.
(22) ايضا ص 70.
(23) الكافي ج 4 ص 569. (*)
24- السيد محمّد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان /المحسن السبط مولود أم سقط سرد تاريخي لأهمّ ما جرى بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
26 ـ ميزان الاعتدال 1 : 139؛ ولاحظ سير أعلام النبلاء له أيضاً 15 : 578؛ وعنه ابن حجر في كتابه لسان الميزان 1 : 268.
25 ـ نظرية الإمامة : 226.
26 ـ الملل والنحل 1 : 77.
27 ـ الوافي بالوفيات 6 : 17.
28 ـ المناقب 3 : 133 ، في أحوال فاطمة ( عليها السلام ).
29 ـ الشجرة المحمدية : ( نسخة مصورة في مجلة الموسم ، العدد 32 ، سنة 1418 هـ ).
30 ـ مطالب السؤول : 62 ، الفصل 11. (121)
31 ـ كفاية الطالب : 423.
32 ـ فرائد السمطين 2 : 34 ـ 35.
33 ـ تهذيب الكمال 20 : 479.
34 ـ العقد الثمين 6 : 203.
35 ـ الوافي بالوفيات 21 : 281.
36 ـ العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين 6 : 202.
37 ـ المصدر نفسه 6 : 203.
38 ـ المصدر نفسه 8 : 284.
39 ـ سير أعلام النبلاء 3 : 425.
40 ـ الفصول المهمة : 54.
41 ـ النفحة العنبرية. ( نسخة مصورة عن نسخة المجمع العلمي العراقي ).
42 ـ ن ـ زهة المجالس 2 : 229.
43 ـ المحاسن المجتمعة : 164.
44 ـ الشجرة النبوية في نسب خير البرية : 60.
45 ـ المشجر الكشاف : 229.
46 ـ جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام : 104.
47 ـ اسعاف الراغبين : 81.
48 ـ راجع مشارق الأنوار : 81.
49 ـ رياض الأنساب : 78.
50 ـ ناسخ التواريخ : 60.
51 ـ مجمع الزوائد 9 : 184 ـ 185.
52 ـ كنز العمال 13 : 102.
3 5- شرح المواهب 2 : 207.
54 ـ دلائل الامامة : 3.
55 ـ عباس محمود العقّاد ( فاطمة الزهراء والفاطميون ) : 68.





توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس