عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/07/30, 10:03 PM   #1
ابوشهد

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل: 2012/03/04
المشاركات: 4,509
ابوشهد غير متواجد حالياً
المستوى : ابوشهد is on a distinguished road




عرض البوم صور ابوشهد
افتراضي من وصايا (ع) ومواعظ الامام الحسن ( عليه السلام )

من وصايا (ع) ومواعظ الامام الحسن ( عليه السلام )

لنستمع إليه (ع) كيف كان يعظ الناس، وكيف يحدِّد الصفات الّتي ترتفع بالإنسان إلى ربه: «يابن آدم، عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارضَ بما قسم الله تكن غنياً _ لأن الغنى غنى النفس، والقناعة مال لا ينفد _وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً _ لأن علامة المسلم هي الإحسان لمن جاوره _ وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عادلاً _ والعدالة هي أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به _إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيراً _ فلم الأرصدة الكبيرة من المال _ ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً _ أي أحلامهم طويلة فأين هم الآن _ أصبح جمعهم بوراً، وعلمهم غروراً، ومساكنهم قبوراً..

يابن آدم، لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك _ لأن الإنسان أكبر ما يكون يوم وُلد _، فخذ مما في يدك لما بين يديك _، فما بين يديك هو مصيرك ووقوفك أمام ربك، فحاول أن توظِّف هذا المال والجاه والقوة الّتي بيدك لكي تكون ثابتاً أمام المصير عند الله سبحانه _،فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع».

الوصية الأخيرة

وهكذا هو الحديث عن الإمام الحسن (ع) في خلافته، وفي صلحه مع معاوية وما هي ظروفه فيه، وفي كل ما أصابه بعد ذلك، وفي السمّ الّذي دسه إليه معاوية على يد زوجته جعدة بنت الأشعث الّتي كان أبوها معادياً لأهل البيت (ع)، وفي محاولة بني أمية عندما انطلق الإمام الحسين (ع) بجنازة الإمام الحسن ليجدّد له عهداً بزيارة رسول الله... هناك حديث كثير، ولكننا نذكر هنا وصية الإمام الحسن (ع)، هذا القلب المفتوح على محبة الله لأخيه الحسين (ع): «أُوصيك يا حسين بمن خلَّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك، أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفاً ووالداً، وأن تدفنّي مع رسول الله، فإني أحق به وببيته، فإن أبوا عليك فأنشدك الله بالقرابة الّتي قرّب الله عز وجلّ منك والرحم الماسّة من رسول الله، أن لا تهريق في أمري محجمة من دم حتّى نلقى رسول الله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا...».

وهكذا وقف مروان ومن معه، وجاءت معهم أيضاً زوجة النبي (ص)، ليمنعوا دفن الحسن عند جدّه، عند ذلك حاول بنو هاشم الدخول معهم في صراع مسلَّح وبيده
م أسيافهم، ولكن الحسين (ع) منعهم من ذلك، وخاطب القوم: «لولا عهد الحسن _ بحقن الدماء _ أن لا أُهريق في أمره محجمة دم، لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها، وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسكم».

وهكذا دُفن الحسن (ع) في البقيع إلى جنب قبر جدته فاطمة بنت أسد.

إننا عندما نتذكر الإمام الحسن (ع) ونتذكر أهل البيت، فإننا نريد أ أن نجدّد التزامنا بهم وبإمامتهم وبخطّهم، وبكل ما نصحونا ووعظونا، وأوصونا وعلّمونا، لأنّ ذلك هو معنى أن نكون معهم.

الموعظة الأخيرة

أمّا آخر موعظة أطلقها الإمام الحسن (ع) في مرضه الّذي توفي فيه نتيجة السّم، فقد ذكر الرواة أنّ جنادة بن أبي أمية قال له: عظني يابن رسول الله، قال: «استعدّ لسفرِك وحصّلْ زادَك قبلَ حُلولِ أجلِك.

واعلم أنّكَ تطلبُ الدنيا والموتُ يطلبُك، ولا تحملْ همَّ يومِك الّذي لم يأت على يومِك الّذي أنتَ فيه.

واعلمْ أنّك لا تكسبُ من المالِ شَيئاً فوقَ قُوّتِك إلاّ كنتَ فيه خَازناً لغيرك.

واعلم أنّ الدنيا في حلالِها حسابٌ، وفي حرامِها عقابٌ، وفي الشبهاتِ عتابٌ.

فأنزلِ الدنيا بمنـزلةِ الميتِة، خُذْ منها ما يَكفِيكَ، فإن كانت حَلالاً كنتَ قد زَهدتَ فيها، وإنْ كانت حَراماً لم يكنْ في وزرٍ، فأخذتَ منهُ كما أخذتَ مِن الميتة، وإنْ كان العقابُ فالعقاب يسيرٌ.

واعملْ لدنياكَ كأنَّك تعيشُ أبداً، واعمَلْ لآخِرتكَ كأنّكَ تموتُ غَداً.


وإذا أردتَ عِزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سُلطان، فاخرج من ذلِّ معصيةِ اللّهِ إلى عزّ طاعةِ الله عز وجل.

وإذا نازعَتْكَ إلى صحبةِ الرجالِ حاجةٌ فاصحَبْ من إذا صحبتَه زانَك، وإذا أخذت منه صانَك، وإذا أردتَ منه معونةً أعانَك، وإنْ قُلتَ صدَّقَ قولَك، وإن صلت شدَّ صولتك، وإنْ مددت يدَك بفضلٍ مدّها، وإنْ بدّتْ منكَ ثلمةٌ سدّها، وإنْ رأى منكَ حسنةً عدّها، وإنْ سألتَه أعطَاكَ، وإنْ سكتَّ عنه ابتداكَ، وإن نزلَتْ بكَ إحدى المُلِمّاتِ واساكَ، مَن لا تأتيكَ منه البوائقُ، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلُكَ عندَ الحقائقِ، وإنْ تنازعتما منقسماً آثرك»(1).

إنّها كلمات الحق والحكمة والخير والسداد، الّتي لا بد لنا من أن نحرّكها في حياتنا، لتكون برنامجاً للموعظة، وخطة للسير، ومنطلقاً للحركة، لنحصل منها على خير الدنيا والآخرة.

وهذه هي ذكرى الإمام الحسن (ع) الّتي تربطنا بالله، وبالحياة، وبالإنسان، وبكل ما يحقّق لنا السعادة في الدنيا والآخرة.

وتلك هي سيرة أهل البيت (ع) في كلِّ مواقفهم، وفي كل تطلعاتهم، وفي كل دعوتهم إلى الله، وفي كل سلوكهم... إنهم يجسّدون الإسلام كله، في كلِّ ما قالوه، وفي كل ما فعلوه.

لقد كانوا ثورة على الظلم، وثورة على الاستكبار كله، وكانوا منفتحين على المستضعفين كلهم.



lk ,whdh (u) ,l,hu/ hghlhl hgpsk ( ugdi hgsghl )



توقيع : ابوشهد
عظم الله اجرك و احسن عزاءك و غفر لشهدائك يا عراق
رد مع اقتباس