عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/10/18, 10:29 PM   #2
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: أبيات منسوبة إليه (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
انه عندنا في كتب التاريخ والروايات ان الامام الحسين عليه السلام عندما كان يذهب للحرب يوم الطف كان يقول كلمات او اراجيز او ما شابه ذلك وكان الامام لوحده انذاك ولم يكن عنده احد ولكن نحن نقول ان الامام سلام الله عليه قال كذا وكذا فمن نقل عنه هذه الكلمات ونحن نعلم بانه كان لوحده لا صاحب قريب منه ولا عدو.
فمثلا مناجاته سلام الله عليه في اللحظات الاخيرة من حياته الشريفة وهو يجود بنفسه الكريمه كان يقول
تركت الخلق طرا في هواكا ***** وايتمت العيال لكي اراكا
لئن قطعتني في الحب اربا لما ***** مال الفؤاد الى سواكا
هذا المناجاة من سمعها منه؟!
ومن نقلها وكيف وصلت الينا رغم ان الامام كان لوحده وهناك روايات تقول بانه قالها عندما كان اللعين شمر جالس على صدره وقد هم بذبحه..
اذن هل يعقل بان شمر يكون ناقل لهذا الكلام؟؟

الجواب:

لم يثبت ان هذه الابيات قالها الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي منسوبة إليه وبعضهم يصرح بأنها من قول شاعر قالها على لسان الحسين (عليه السلام). ولو فرض صحة النسبة إليه فلا يبعد أن يكون سمعها أحد من المهتمين بتسجيل الوقائع وحفظ الأقوال والأشعار، كما حصل لحميد بن مسلم الذي نقل كثير من الأقوال والأفعال التي شاهدها عن الحسين (عليه السلام), فمثلاً نقل لنا انه سمع الحسين (عليه السلام) وصرح بهذا السماع ـ انه (عليه السلام) قال عند مقتل ولده علي الأكبر: (قتل الله قوماً قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله) ثم قال: (على الدنيا بعدك العفا).
قال حميد: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي يا حبيباه يا ابن اخاه, فسألت عنها؟ فقالوا: هذه زينب بنت علي بن أبي طالب, ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط. فقدرة الراوي على سماع هذه الأقوال ونقل هذه التفاصيل معناه قدرته على سماع الحسين (عليه السلام) وهو طريح منتظر ساعة اللقاء بربه مترنمّاً بتلك الأبيات الشعرية .
وهناك طريق آخر في النقل موجود في رواياتنا هو نقل الأئمة من أولاد الامام الحسين (عليه السلام) أحداث يوم عاشوراء. فلاحظ.


السؤال: حديث فيه أن الله فدى الحسين (عليه السلام) بإبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه و أله)
ارجوا ببيان صحة الحديث التالي وعلى فرض صحته على ماذا يأخذ ابراهيم عليه السلام؟
تفسير النقاش بإسناده ، عن سفيان الثوري ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى الله عليه واله وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي وهو تارة يقبل هذا وتارة يقبل
هذا إذ هبط جبرئيل بوحى من رب العالمين .
فلما سري عنه قال : أتاني جبرئيل من ربي فقال : يا محمد إن ربك يقرء عليك السلام ويقول : لست أجمعها لك فأفد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلى الله عليه واله إلى إبراهيم فبكى ونظر إلى الحسين فبكى ، وقال : إن إبراهيم امه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وام الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه ، وأنا اوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين .
قال : فقبض بعد ثلاث فكان النبي صلى الله عليه واله إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه ، وقال : فديت من فديته بابني إبراهيم .
بحار الانوار
الجواب:
ا
هذا الحديث سنده عامي من أوله إلى أخره، وقد أورده علمائنا عن طرقهم فقد رواه ابن شهر أشوب في (المناقب ج3: 24) عن طريق النقاش في تفسيره شفاء الصدور، ورواه السيد ابن طاووس في (الطرائف ص202) عن (غاية السؤول) ورواه عنهما المجلسي في (البحار).
وقد رواه عن النقاش الخطيب في (تاريخ بغداد ج2: 201) وقال أن النقاش دلّس فيه، وعنه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج52: 24)، وعده ابن الجوزي في (الموضوعات 1:407) من موضوعات النقاش .
نقول: لا نعتقد أن الأمر في هذا الحديث وصل إلى الوضع كما يدعيه ابن الجوزي المتحامل على كل من ينقل فضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) إذ لم يتهم أحد النقاش بالوضع وإن نسبوا إلى أحاديثه مناكير، ونسب الدارقطني هذا الحديث إلى الكذب وهو فيه كابن الجوزي.


السؤال: لماذا لم يسلم من يحب الحسين (عليه السلام) من المسيحيين

قرأنا وسمعنا عن الكثير من المسيحيين ممن عشقوا الرسول (ص) والامام الحسين (ع).
فلماذا رغم حبهم واقتناعهم لم يسلموا؟!
الجواب:

قضية الإمام الحسين(عليهم السلام) قضية إنسانية يتفاعل معها صاحب كل ضمير ونفس بشرية تملك قدراً من الرحمة بين جوانحها، فلا يوجد إنسان يسمع بقصة قتل عبد الله الرضيع ولا يتألم، أو يسمع بقضية حرق الخيام على رؤوس الأرامل واليتامى ولا يتألم أو يسمع بقصة منع الماء عن النساء والأطفال ولا يتألم.. أن مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) وعياله استقطبت كل المشاعر والقلوب. على مختلف المذاهب والأديان، وهي قد تنفع المتأثر بها فتحفزه للبحث عن الدين الحق من خلال ملاحظة أن الحق كان مع هذا المظلوم، وإن هذا المظلوم كان ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيد شباب أهل الجنة وقد لا يتجاوز التأثر بهذه القضية حدود الشعور الإنساني المعتاد أمام هذه الحالات فالمسألة تعود بالتالي إلى ذكاء الإنسان وهمته وفظنته في الأستفادة من هذه الحادثة.


السؤال: حديث (من تباكى فله الجنّة) (1)
ما هو رأيکم في صحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام حول التباكي على الامام الحيسن عليه السلام:(من تباكى فله الجنة)؟
الجواب:

ورد في أحاديث متعددة جملة منها معتبرة الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (عليه السلام) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه او أنشد شعراً فتباكى عليه . ولا غرابة في ذلك إذ الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم انه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك ان العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضى به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار .
وأما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين : فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان، ومن ثم فان البكاء على الإمام (عليه السلام) يمثل الولاء الصادق للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الاطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعى إليها واستشهد لأجلها ومن المشهود ان حركته (عليه السلام) قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمثل هذه الأحاديث .
وأما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقياً به ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى ان يستجيب قلبه ويتدفق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى او تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبّه عليه غير واحد منهم العلامة المقرم (ره) في مقتل الحسين .


السؤال: أسباب عدم نصرة الإمام الحسين (عليه السلام)
ما هي الاسباب التي أدت إلى التخلي عن نصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ؟

الجواب:

ان ما طلبت يحتاج الى بحث موسع كبير للاجابة عليه فإنّ لما حدث أسباباً كثيرة تحتاج الى شرح وشواهد ومؤيدات وتحليلات، ولكن يمكن أن نشير الى عناوين بعض الاسباب فقط:
اولاً: الوضع العام في مدينة الكوفة كان ذا ألوان مختلفة من الشيعة الحقيقيين وتوسطاً بالخوارج الى العثمانيين والأمويين. وليس صحيحاً ما غلب على الاسماع أن الكوفة كانت كلها من الشيعة فان الموالين الحقيقيين الذين يعرفون الإمام (عليه السلام) على حقيقته ووجوب طاعته كانوا نسبة قليلة منهم، والنسبة الاكبر محبين يفضلونهم على الامويين وعلى عثمان مثلاً، مع أنهم يوالون أبا بكر وعمر، فقد كانت هناك شريحة واسعة في الكوفة هي على عقائد أغلب المسلمين قبل استيلاء معاوية على الحكم، ثم هناك الناقمين على ظلم بني أمية وان لم يكونوا شيعة وأيضاَ الخوارج، فلم يخلص من هذه الفئات عندما جد الجد الا القليل مع أن الكثير من تلك الفئات كتبت الى الإمام الحسين (عليه السلام) تدعوه.
ثانياً: ان مواقع القوة والنفوذ كانت بيد غير الشيعة الموالين للائمة (عليهم السلام) نتيجة لحكم معاوية الذي استمر عشرين سنة وهذا طبيعي في الحكومات المستبدة ، فكان أصحاب المال والقادة ورؤساء العشائر والعرفاء وغيرهم يوالي أكثرهم الحكومة الأموية فان مناصبهم واطماعهم متعلقة بالحكومة.
ثالثاً: لم يكن الوعي الديني عند الشيعة بالعنوان العام في ذلك الوقت كما نعرفه اليوم عند الشيعة الإمامية بالنسبة لمكانة ومعرفة حق الإمام (عليه السلام) المفروض الطاعة، وذلك نتيجة ما عمله الخلفاء قبل الامام علي (عليه السلام) من تشويه لمبدأ الإمامة خاصة ومبادئ الاسلام عامة.
رابعاً: الارهاب والقمع الشديد الذي مارسه ابن زياد ، فانه اتبع اسلوب الترغيب والترهيب فرغب ضعفاء النفوس بزيادة العطاء واستمال رؤساء العشائر بالمناصب والقيادة، وبالمقابل قمع من كان صلباً في عقيدته فالقى عليهم القبض وزجهم في السجون وكثير منهم لما خرجوا قاموا بحركة التوابين المتمثلة بسليمان بن صرد الخزاعي واتباعه، واما رؤساء العشائر الموالين فقد غدر بمن غدر وسجن من سجن، ونحن نعرف ان الذي يحرك الناس نحو الهدف الصحيح ويجمعهم هم الرجال اصحاب المكانة والنفوذ فاذا غيبوا انفرط عقد الناس خاصة في مجتمع قبلي يكون ولاء الناس فيه للقبيلة ورئيس القبيلة ويكونون معه في أي جهة كان، فقد كانت ولاءات رؤساء العشائر مقسمة بين الامويين والعلويين فاستعان ابن زياد بمن والاه من رؤساء العشائر للقضاء على من خالفه، فكل قبيلة فقدت رئيسها وذو الكلمة فيها ضعفت عن اخذ المبادرة وانفرط عقدها وتشتتت، هذا مع ملاحظة ما كان يبثه اعوان ابن زياد من التهديد والوعيد والارهاب، والقبض على المخالفين وبث الجواسيس والعيون وجعل الارصاد على مداخل الكوفة وتهديدهم بجيش الشام ففي مثل هذا الوضع يسقط ما في يد الرجل المستضعف المنفرد ولا يقوى على التحرك والصمود الا الأوحدي.
خامساً: ان من لا يكون له حريجة في الدين يفعل أي شيء ويستعمل أي وسيلة للوصل الى غايته ويأخذ الناس بالظنة والتهمة ويأخذ الاخرين بجريرة غيرهم، فينتشر الرعب بسرعة وتثبط عزيمة الناس وهذا دأب كل الطغاة، اما اصحاب الدين والمبادئ فلا يمكنهم أن يستعملوا هذه الاساليب، فيتوقفون ويتأملون في كل حركة لمعرفة كونها موافقة للدين أو مخالفة ولذا يكون عملهم بصورة عامة واقل مبادرة من عمل الطغاة وغير الملتزمين بالدين، فانك ترى في بعض الاحيان تدبير جيد يمكن النجاح فيه ولكن لا يفعله المؤمنون خوفاً من الله فيستغل المقابل هذا التوقف لصالحه، فمثلاً لم يقتل مسلم بن عقيل ابن زياد غدراً ولكن قتل ابن زياد هاني غدراً، وكذا لم يهدد أو يقتل أصحاب مسلم عندما كانوا مسيطرين على الكوفة مخالفيهم حتى انهم بقوا آمنين أحرار يكيدون لمسلم بينما أخذ ابن زياد يقتل على الظن والتهمة ويهدد بهدم الدور وقطع الارزاق، فان مثل هذه الحالة تظهر الطغاة كأنهم مسيطرين على البلد ولهم الكثرة وتجعل المؤمنين كأنهم قلة خائفين وهذه قاعدة عامة في كل المجتمعات وفي كل الأوقات وفي مثل هذه الحالات تتجلى مواقف الرجال والمؤمنين وقوة شخصيتهم.
سادساً: هناك حالة تصيب المجتمعات وتعتبر مرضاً عاماً لكل الحركات الرسالية المبدأية، وهي انه بعد فترة من ظهور الحركة سوف تضعف نفوس المعتنقين لمبادئ هذه الحركة ويلجؤون الى الدعة والراحة وطلب الدينا وملذات الحياة وهو ناتج عن طبيعة النفس البشرية المحبة للشهوات والكارهة للتضحية، وهذه الحالة المرضية يسميها الشهيد الصدر بمرض ضعف الارادة وخورها، أي انهم لا يملكون الارادة للتحرك والفعل العملي مع كونهم يرغبون بذلك في قلوبهم إذ أنهم لازالوا مؤمنين بالمباديء التي قامت عليها حركتهم ويعلمون أن الحق معها وان التحرك والثورة هو الطريق الصحيح ولكن يخافون التحرك الفعلي الواقعي، فيكون هناك أزدواج في الشخصية عندهم من جهة كونهم لا زالوا يعرفون الحق ومن جهة ليس لهم إرادة فاعلة للتحرك واصابهم ما يشبه التخدير والخوف من التضحية والهرب من الموت والركون الى الدنيا والتوكل على الآخرين، فقد فسدت نفوسهم وظمائرهم مع أن عقلهم لازال يميز الحق.
هذه الحالة نجدها تنطبق على مجتمع الكوفة والمجتمع الاسلامي عامة في عصر الامام الحسين (عليه السلام)، فقد أفسد معاوية طوال سني حكمه ضمائر الناس أي جانب الارادة والفاعلية بما اتخذه من سياسات، اذ تربى الناس على أن الفوز بالمناصب والاموال يكون مع معاوية وان الحرمان والقتل يكون مع مخالفيه، وانقسموا قسمين قسم باعوا ضمائرهم بالمال وحب الدنيا وآخرين ماتت ضمائرهم خوفاً من القتل والتضحية، فاحتاجوا الى حركة وتضحية كبرى تهز نفوسهم وضمائرهم وتوقضها من هذا السبات وتشفيها من هذا المرض الوبيل الذي اصاب الامة فقام الحسين (عليه السلام) بهذه الحركة والتضحية.
هذا ما موسع المجال بذكره وهناك أسباب اخرى، ونعود ونقول أن الامر يحتاج الى دراسة موضوعية.


السؤال: سبب عدم خروج محمد بن الحنفية وابن عبّاس وعبد الله بن جعفر

كان احد الخطباء يتكلم عن احداث عاشوراء على المنبر وقد حمل بشدة على بعض من تخلف عن الامام الحسين عليه السلام امثال عبدالله ابن عباس وعبدالله ابن جعفر ومحمد بن الحنفية وقد قلت له بعد ذلك ان هؤلاء الثلاثة كانوا معذورين
فمثلا ابن عباس كان ضريرا ومحمد ابن الحنفية كان مصابا باصابة في معركة صفين وكان شبه مشلول وعبد الله ابن جعفر كان مريضا كثيرا
فطلب مني الدليل العلمي على ذلك فارجو منكم ارسال الادلة الواضحة والجلية !

الجواب:

إن قبول الإمام الحسين (عليه السلام) ببقاء محمد بن الحنفية في المدينة بل وجعله عيناً فيها كما تشير رواية لذلك تدل على عدم وجود حزازة فيما فعله محمد من عدم الخروج، نعم أنه لم يدرك الفتح كما تشير بذلك رواية أخرى ولكن عدم أدراك الفتح لا يعني الوقوع في المعصية أو أنه أرتكب ذنباً بعدم الخروج بل قد يكون معذوراً بعدم الخروج، أو موجهاً نحو ذلك ، ففي البحار قال الامام الحسين لمحمد بن الحنفية : وأما أنت يا أخي فلا عليك بأن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً لا تخفي عني شيئاً من أمورهم، ثم إنّ كتابة الوصية لمحمد بن الحنفية تؤكد أيضاً قبول الإمام بقاء محمد في المدينة بل ولبقاءه حياً بعد وفاة الحسين (عليه السلام) حيث يُبلغ وصيته.
أما ابن عباس فيقول السيد محمد مهدي الخرسان في كتابه موسوعة ابن عباس: (اعلم أن ابن عباس كان يومئذ مكفوف البصر وعن مثله يسقط التكليف بالجهاد على أنه مر بنا في أولى محاوراته قوله للحسين (عليه السلام) بعد كلام جرى بينهما: (جُعلت فداك يا بن بنت رسول الله ، كأنك تنعى إلي نفسك وتريد مني أن أنصرك ، فوالله الذي لا أله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتى ينقطع وتنخلع يداي جميعاً من كتفي لما كنت ممن أوفى من حقك عُشر العشير وها أنا بين يديك فأمرني بأمرك ، فقال ابن عمر، وكان حاضراً مهلاً ذرنا من هذا يا بن عباس) وأحسبه قال ذلك خشية أن يحرج هو ليقول مثل مقالة أبن عباس.
أما عبد الله بن جعفر فأن مقولته التي ذكرها ابن الأثير والطبري تشير إلى رغبته في القتال مع الحسين (عليه السلام) فلا بد أن يكون هناك مانعاً من عدم الخروج مع الحسين، فعن ابن الأثير عند ذكره مقتل الحسين في سنة أحدى وستين من تاريخه الكامل ما نصه: ولما بلغ عبد الله بن جعفر قتل أبنيه مع الحسين (عليه السلام) دخل عليه بعض مواليه يعزيه والناس يعزونه ، فقال مولاه: هذا ما لقيناه من الحسين فحذفه ابن جعفر بنعله وقال: يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله أنه لما يسخي بنفسي عنهما ويهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه، ثم قال: إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي).


تعليق على الجواب (1)
اذن لماذا لم يرسل محمد ابن الحنفية اولاده للقتال مع الحسين
الجواب:
لم تذكر المصادر التاريخية سبب عدم خروج اولاد محمد بن الحنفية مع الامام الحسين(عليه السلام) ولكن نقول :
1- ان الامام الحسين(عليه السلام) لم يخرج من المدينة قاصدا كربلاء والشهادة بل هو لم يبايع والي المدينة ليزيد وخرج الى مكة وقبل ان تأتيه كتب اهل العراق فلذا جاء في ينابيع المودة 3/54 ( قال له محمد بن الحنفية : اني خائف عليك ان يقتلوك فقال(عليه السلام) : اني اقصد مكة فان كانت بي امن اقمت بها والأ لحقت بالشعاب حتى انظر ما يكون ) وجاء في معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري 3/51 ( ولقي الحسين(عليه السلام) عبدالله بن مطيع فقال له : جعلت فداك اين تريد؟ فقال(عليه السلام) اما الان فمكة واما بعد فاني استخير الله.
2- لم يرد لدينا نص بانه(عليه السلام) اوجب الخروج معه على الجميع .
3- لعل اولاد محمد بن الحنفية كانوا صغارا لم يبلغوا وخاصة انه اصغر من الامام الحسين(عليه السلام) ب(14 او 13 سنة) وان ولد الامام الحسين الامام السجاد عمره (22 سنة) يوم الطف وعلي الاكبر عمره (23 سنة) او على اكثر الروايات 27 سنة .


السؤال: هل دعى على شيعته

ماقولكم في هذه الرواية: ( وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته لهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241)
ماقولكم في هذه الرواية
الجواب:

لقد دعا الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا الدعاء على من قاتله وهم ليسوا من شيعته بل من شيعة آل أبي سفيان، كما وصفهم الإمام الحسين (عليه السلام)
وإذا كان الاعتبار بكلام الحسين (عليه السلام) فأنه قد دعا على الجيش الذي قاتله كما وصف نفس الجيش بأنه شيعة آل أبي سفيان، فينتج أنه دعا على شيعة آل أبي سفيان وليس على شيعته (سلام الله عليه) ولا يدعي ذلك إلا جاهل موتور.

تعليق على الجواب (1)
الجواب ليس واضح؟؟
كيف الدعاء كان على شيعة ابي سفيان وهم من قاتلوا الحسين؟؟ فاذا لا حظنا الدعاء موجه لمن دعى الحسين لنصرته؟؟ وليس من قاتله؟؟ بقول الحسين عليه السلام في نص الدعاء (( دعونا لينصرونا ثم قتلونا )) فهذا دليل على ان من قتل الحسين هو من شايعه ودعاه لنصرته؟ وليس من كان ضده وعدوه؟ والا لما كان قال دعونا لينصرونا !! والمعروف من دعاه لنصرته هم شيعة ابيه علي بن ابي طالب في الكوفه !!
ا
الجواب:

إن الذين دعوا الحسين (عليه السلام) لينصروه لم يدعوه لكونه الخليفة المفترض الطاعة المنصوص عليه من قبل الله تعالى بل دعوه لكونه المؤهل لمنصب الخليفة كونه ابن الخليفة الرابع عندهم وأن أخاه صالح معاوية على أن يعود الأمر إليه, فالدعوة كانت لهذه الأسباب لا لكونه إماماً مفترض الطاعة من الله تعالى وهذا الاعتقاد وهو الذي يجب أن يكون عندهم حتى يكونوا شيعة فالإمام الحسين (عليه السلام) قال له في خبطة: (يا شبث بن ربعي يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا أن قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة).
وشبث بن ربعي يقول عنه ابن حبان في (الثقات ج2ص295) فلما دخل علي الكوفة خرج من كان يقول لا حكم إلا لله ونزلوا بحروراء وهم قريب من أثني عشر ألف فسموا الحرورية ومناديهم ينادي أمير القتال شبث بن ربعي التميمي والأمر بعد الفتح شورى والبيعة لله.
فهذا شبث كان من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي الفرقة التي مرقت من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
أما قيس بن الأشعش فيطلب من الإمام الحسين (عليه السلام) بعد هذه الخطبة أن ينزل على حكم بني عمه أي بني أمية فأي شيعي هذا؟!
وأن حجاراً أسلم على يد عمر وكان أبوه نصرانياً, فمن أين يعرف هذا الإمام والنص على علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده حتى يصير شيعياً؟!
وكيف يصير هؤلاء أو غيرهم شيعة وهم يقاتلون الإمام المعصوم المفترض الطاعة إن عملهم هذا يجعلهم خارجين عن التشيع قطعاً, لا بل من النواصب!
ولا يشتبه عليك الحال وتخلط بين مفهوم الشيعة الذين يشترط فيهم الإيمان بالإمامة وبين الحب العادي أو الرغبة في النصرة أو حتى الروح للقتال مع الإمام (عليه السلام) باعتبار أنه أحد القادة الأشراف أو العلماء, فان هؤلاء لا يسمون شيعة وإن حاول المتصيدون بالماء العكر كالوهابية الآن إلصاقهم بالشيعة.


لسؤال: لماذا خرج إلى الكوفة
اذا كان الامام الحسين بن علي يريد الاصلاح، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء في وصيته ، فلماذا خرج الى الكوفة، لماذا لم يبدأ من المدينة نفسها ؟
يقول المخالفون أن اختياره للخروج الى الكوفة دليل على أنه كان يريد السلطة ، فذهب واختار المكان الذي يوجد فيه الرجال والسلاح والأنصار، فماذا انتم قائلون؟
الجواب:

إن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج لطلب الإصلاح،والإصلاح يتمثل بإظهار المذهب الحق،ورجل المذهب الحق، وهو الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بالمسير من مكة إلى الكوفة لطلب أهلها منه ذلك وأما البقاء في مكة أو المدينة دون أن يكون له أنصار وأتباع يساندونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر لا يتحقق منه الهدف الذي يبتغيه وهو إظهار المذهب الحق والشخص المحق فلعله كان يقتل بمفرده هناك، كما أشار ذلك هو صلوات الله وسلامه عليه فلا تظهر مظلوميته ومطالبته للحق ورفضه للظلم والطغيان، والحصيلة أنه كان يريد الانتصار وإظهار فساد الطغمة الحاكمة من خلال إظهار مظلوميته وأن هذه الفئة الحاكمة تتجاوز على كل المقدسات ولا تحمل من هذا الدين أي صفة أو مقدار، ولم يكن ذلك ليتحقق الإّ بالمسير إلى الكوفة حيث قتل هو وأصحابه بأشبع قتلة أظهرت مدى قباحة ذالك العدو.


السؤال: الانتصار العسكري وانتصار المبادئ
ا
1- لماذا لم ينصر الله الحسين ؟ أي لماذا تركه يقتل ؟
2- أين كانت ستكون الفائدة الاطاحة بيزيد او قتل الحسين؟ وكيف؟
3- كيف يكون الحسين منتصرا في النهاية؟ يزيد بقي على الحكم، وبالعكس في عهده أبيحت المدينة باكملها، واغتصبت كم عذراء، ورميت الكعبة، وبقي يزيد يشرب الخمر, وتمكن بنو أمية من تولية ابنه بعده؟
فعن أي انتصار نتكلم؟
الجواب:
1- إن الله خلق الحياة للاختبار والامتحان ويختلف الناس في صعوبة الاختبار والامتحان فالإمام الحسين (عليه السلام) لأنه بتلك الدرجة العالية كان اختباره بهذه الطريقة يقول تعالى: (( الَّذِي خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ )) (الملك:2).
ولا يمكن لنا أن نعرف قدر الإمام الحسين (عليه السلام) وعظمته إلا من خلال ما جرى عليه،ولو أن الله سبحانه وتعالى أعطى الإمام الحسين منزلة عالية يوم القيامة دون أن يجري عليه ذلك الاختبار في الدنيا لاعتراض المعترض، لماذا يرفع مثل هكذا شخص إلى مثل هذا المستوى؟
ولكي يبرز الله سبحانه وتعالى قدر كل شخص لابد من أن تجري عليه تلك الاختبارات التي تظهر مدى استعداده وقابليته والتي يستحق بحسبها منزلته ودرجته في الآخرة.
2- الفائدة من قتل الحسين (عليه السلام) هو استمرار الخط الإسلامي الأصيل إلى يوم القيامة والإطاحة على مر العصور بالأنظمة الفاسدة التي تعادي الإسلام والخط الحسيني الذي يرفع شعار الثورة على الظلم والاضطهاد.
ولو حصل في ذلك الزمان الإطاحة بيزيد ورجوع الخلافة إلى أهلها لقل الانحراف الذي حصل بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ولحصلت الهداية إلى أناس كثيرين منذ ذلك الزمان وإلى يومنا هذا.
3- نحن لا نقول أن الحسين انتصر عسكرياً بل الذي نقوله أن الخط الحسيني اليوم هو المتبقي وهو المنتصر، أما الخط الذي انتصر عسكرياً في ذلك الزمان فلم يتاح له أن يستمر إلى أكثر من سنوات معدودة وبعد ذلك ذهب إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة، أما الخط الحسيني فإنه وإن خسر عسكرياً إلا أنه هو المنتصر اليوم وهو الذي استحق كل هذا الخلود والبقاء، وهذا ما نقصده من الانتصار.



تعليق على الجواب (1)
ذكرتم مشكورين في جوابكم الفائدة من قتل الحسين عليه السلام وهي استمرارية الخط الاسلامي الأصيل، وبيان ضرورة الثورة ضد الظلمة والطغاة، ولكن هذه فوائد ثورة الحسين بن علي عليهما السلام بغض النظر عن قتله أو عدم قتله ، قد تكون الفائدة من قتله سلام الله عليه هو بيان عمق الايمان بالمبادئ والأصول الحقة، اذ أن المؤمن بها يقتل ولا يتركها أو يستغني عنها، وكذلك ذكرتم الفائدة التي كانت ستكون جراء الاطاحة بحكم يزيد بن معاوية وعودة الخلافة الى أصحابها الشرعيين، فلو قارنا هذه الفائدة - أي الناتجة جراء الاطاحة بحكم بني امية - وتلك - أي المرجوة من قتل واستشهاد الحسين بن علي عليه السلام - أيهما أفضل وانفع للناس، أليست الاولى؟
وقد ذكرتم مشكورين أيضا أن قتل الحسين عليه السلام هو جواب الله لكل معترض على منزلة الحسين عليه السلام يوم القيامة، ولكن قد يعترض المعترضون على منزلة بقية الأئمة الذين لم ينهضوا لا عسكريا، ولا فكريا بسبب انهم كانوا مراقبون من قبل السلطات المعادية، فقد يعترض المعترض ويقول لماذا هذه المكانة لهم، وهم لم يفعلوا شيئا للبشرية، واذا كانت لديهم القدرات لكي يفعلوا فما ادرانا؟ فاذا كان الجواب الالهي بأنه أعلم بالامر منهم، فنفس الجواب قد يصلح في قضية الحسين بن علي عليهما السلام من دون الحاجة الى مقتله، فالسؤال يفرض نفسه مرة أخرى، ماهي الحاجة الى مقتل الحسين بن علي عليهما السلام؟ لماذا أراد الله له القتل والشهادة؟
الجواب:

أنت تريد التمييز بين ثورة الحسين (عليه السلام) وقتله فأيّ ثورة لابدّ أن تكون نتائجها إما النصر وإما الاستشهاد ولا يمكن تصور فرض ثالث كان تكون هناك ثورة بلا قتل أو انتصار ولو أمكن تصور فرض ثالث فإن هذا لا يتحقق بيد الإمام الحسين (عليه السلام) بل ان لإرادة الأعداء دخل فيها كما تشير لذلك بعض الروايات من ان عبيد الله بن زياد رفض أي مقترح لإيقاف الحرب والتوقف عن قتل الحسين (عليه السلام).
أما سؤالك الثاني: فأنت تقصد من الاولى رجوع الخلافة إلى أصحابها الشرعيين وهذا ما لم يحصل واعتراضك الذي مضمونه :إذا كان هذا هو الأفضل لماذا لم يحصل؟
ونحن نجيبك إن هذا الأمر يحتاج إلى جماعة صالحة بمقدار كاف لتحصيل النصر فعدم حصوله يرجع بالتالي إلى تلك الأمة التي أنحرفت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارتدت على أعقابها فالنصر لا يتحقق بالجبر والإعطاء من الله تعالى دون أن تكون في تلك الجماعة مقومات النصر فعدم انتصار الحسن (عليه السلام) العسكري يرجع بالنتيجة إلى تقصير الأمة الإسلامية آنذاك التي لم تكن مستعدة للقتال والمجاهدة وإزالة الانحراف الذي حصل منذ يوم السقيفة.
ثم كيف لم يعمل بقية الائمة للبشرية شيئاً؟ فكل إمام تعرض للون من البلاء يختلف عن الآخر وما ذكرناه للإمام الحسين (عليه السلام) من نيله لمنزلة الشهادة بهذه الطريقة التي قتل بها لم ينلها بعض الأئمة (عليهم السلام)، ولكن ليس معناه إنهم لم يبتلوا بابتلاءات صعبة يعجز عنها بقية البشر فنالوا بها درجاتهم العالية. والحصيلة أن كل إنسان سينال درجة عالية في عالم الآخرة لابد أن يبرز من العمل في الدنيا ما يستحق به ذلك واحد الأمور التي يستحقون بها تلك الدرجات العالية هو عدم صدور أي ذنب منهم في كل أعمارهم ونيلهم درجة العصمة.


تعليق على الجواب (2)
شكرا جزيلا على تفاعلكم معي والتفضل بالاجابة على أسئلتي
من جوابكم الأخير يتضح أنكم ترجعون ما حل بالحسين بن علي في كربلاء وما حصل لأهله وعياله بعد مقتله الى علل وأسباب كعدم توفر العدد الكافي من الأنصار وعزم أعداء الحسين على قتله والتخلص منه بأية طريقة وبهذه الطريقة أجبتم على سؤالي الذي يقول أنه اذا كانت الفائدة من عدم مقتل الحسين أكبر فلماذا تركه الله ليقتل ولم ينصره. استفساري الآن هو أن هناك مقولات نسمعها من خطباء المنبر الحسيني منسوبة الى الحسين بن علي نفسه كقوله عند خروجه من المدينة شاء الله أن يراني قتيلا وقوله في حق أهله شاء الله أن يراهن سبايا، وحسب ما نفهم فان الله شاء وأراد أن يقتل الحسين في كربلاء وأن الله شاء وأراد أن تسبى حرمه وعياله وأن الأمر ليس راجعا الى عدم توفر العدد الكافي من الأنصار وعزم العدو بالذات بل هو راجع الى مشيئة الله وارادته ولعل ما ذكرتموه من قلة العدد وغيره هو تطبيق لمشيئة الله وارادته لمقتل الحسين بن علي.
فلماذا شاء الله وأراد أن يقتل الحسين بن علي في كربلاء اذا كانت المنفعة والمصلحة من بقاءه وانتصاره ولو بالمعجزة أكبر؟
الجواب:

ينبغي التنبيه أولاً أن هذه القضية لا تندرج تحت عنوان الجبر بأن نتصور أن الله تعالى قد أجبر الحسين (عليه السلام) على القتل وأجبر عياله على السبي، وبالتالي فلا جدوى من الحديث عن مقومات النصر والغلبة وافتراض تغير موازين القوى وأثره على النتائج النهائية لواقعة الطف..الخ. إن هذا الفهم لا ينسجم مع عقيدة الشيعة الإمامية القائلة بأنه (( لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين)) كما طرحت من قبل الأئمة (عليهم السلام)، وحينئذ يجب أن نفهم تلك المقولة (( إن الله شاء أن يراني قتيلاً... وشاء أن يراهن سبايا )) على أساس صحيح لا يصادم ذالك الاعتقاد الحق، ويكون ذلك عبر التأمل في معنى المشيئة، فإن المشيئة الإلهية لا تتقاطع مع مشيئة العباد ولا تلجأ العباد أو تجبرهم على أفعالهم ، فهي ليست في عرض مشيئة العباد بل في طولها، أي أن الله تعالى قد شاء أن يشاء العبد ويختار، والفعل الصادر من العبد إنما صدر باختيار العبد وبمشيئة الله تعالى التي جعلته مختاراً.
أما الأفعال الشنيعة لبعض العباد فهي وإن لم تكن مرادة لله عز وجل الإّ أن الله تعالى لما شاء أن يكون العبد مختاراً في أفعاله لاجرم أن تصدر جملة من الأفعال التي لا تكون التي لا تكون مرضية لله عز وجل، فهي مراده من حيث اندراجها تحت الاختيار المراد من الله عز وجل أن يكون في الإنسان، وهي غير مراده من جهة كونها أفعالاً شنيعة كالمعاصي والآثام - أي أنها غير مشاءة في ذاتها لأن الله تعالى لا يأمر بالظلم والعدوان ولا يشاء المعاصي والآثام، وبعبارة ثانية: فهي مراده من جهة وغير مراده من جهة ثانية، وليست هي مراده على الإطلاق فيقع الجبر ولا هي غير مراده على الإطلاق فيستحيل أن تقع.
وعلى هذا... يكون معنى المقولة: إن الله تعالى قد شاء أن يراني قتيلاً لانه قد قضى بأن تجري الأمور بأسبابها، ولما كانت أسباب غلبة العدو أكثر لكثرة العدد وقوة السلاح وغيرها... وكانت أسباب مقتل الحسين وسبي عياله موجودة لقلة العدد وخذلان الناصر...
فإن النتيجة هي الشهادة وسبي العيال لا محالة.
وربما كانت المشيئة هنا بمعنى العلم، أي أن الله عز وجل قد علم بسابق علمه أن أقتل وأن عيالي تسبى، وهذا العلم السابق عبّر عنه بأن ((شاء أن يراني... وشاء أن يراهن)).


السؤال: طلاق بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) لنسائهم
لماذا طلق اصحاب الامام الحسين في كربلاء زوجاتهم قبل التوجه الى كربلاء؟
لماذا لم يتركوهن ينلن هذا الفخر الكبير والشرف الذي لا بعده شرف (بان يبقين ارملات اصحاب الحسين عليه السلام لا مطلقات) في الدنيا؟

الجواب:

إن طلاق بعض أصحاب الحسين لزوجاتهم هو لأجل الحفاظ عليهن من السلطة الحاكمة، حيث كانوا يأخذون النساء بأفعال أزواجهن ، فمثلاً زهير بن القين طلق زوجته وقال لها: (اني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خيراً وقد عزمت على صحبة الحسين لأفديه بروحي وأقيه بنفسي).
وإن هذا الطلاق لا يضر بمقام النساء العظيمات بل يزيدهن درجة وسموا وعلوا إن رضين بمثل هكذا فعل الذي ترفض عامة النساء القبول به ، لكنهن ضحين بسمعتهن لأجل نصرة الحسين (عليه السلام) وليس مثل زوجة زهير بن القين بأقل درجة من تحمل مثل هكذا أصحاب وهي التي دفعت زوجها للذهاب للحسين (عليه السلام).


السؤال: هل كان أصحاب الحسين يقاتلون حبّاً للحسين أم طمعاً في الجنّة
هل فعلا أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا يفضلون الموت في سبيل الحسين عليه السلام على الجنة؟
الجواب:

إن أصحاب الحسين كانت لهم مراتب مختلفة فبعضهم كان يقاتل طمعاً في الجنة وبعضكم كان يقاتل حباً للحسين، فمثلاً زهير بن القين قال للحسين والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله يرفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك لفعلت ، وقال مسلم بن عوسجة والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك.
فمثل هؤلاء واستعداهم بهذا المقدار لابد أن يكون قتالهم حبّاً للحسين (عليه السلام) لا طمعاً في الجنّة بينما كان بعض الأصحاب يقول: (ما هو إلا نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.) فمثل هذا لعله كان يقاتل من أجل الدخول في الجنة. بينما كان بعض يصدح بطلب الجنة فيقول الحسين لجون مولى أبي ذر: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا، فقال يا ابن رسول الله إنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله ان ريحي لنتن وأن حسبي لئيم ولوني لاسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي.. وكان رجزه في القتال:
كيف يرى الكفار ضرب الأسود ***** بالسيف ضرباً عن بني محمد
اذب عنهم باللسان واليد ***** أرجو به الجنة يوم المورد


السؤال: أفضلية أصحابه (عليه السلام)

يقولون أن أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أفضل وأشرف وأعظم منزلة من أصحاب الإمام الحسين(ع) ويستدلون بذلك بأن نبينا معصوماً من أولي العزم يكون من أصحاب الإمام المهدي(ع) والخضر وأصحاب الرسول(ص) المخلصين مثل سلمان المحمدي والمقداد وغيرهم، فهل هذا الكلام صحيح ومقبول في عقائدنا.
الجواب:

إن أصحاب الحسين(عليه السلام) أفضل من كل الأصحاب فان الإمام الحسين(عليه السلام) يصرح بذلك فيقول: (اللهمَّ انك تعلم أني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي).
ولعل قائل يقول: إن مقصود الحسين(عليه السلام) أنه لم يعلم أصحاباً للأنبياء والأئمة السابقين عليه، وأما من يأتي بعده من الأئمة فهل لا يعلم بهم لأنهم بعد في علام الغيب.
فنقول: عن الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعسر عليه معرفة أصحاب كل إمام يأتي بعده وعددهم والمخلص فيهم من غير المخلص وبهذه المعرفة يكون كلام الإمام شاملاً لجميع من كان قبله ومن يأتي بعده، فيكون أصحابه أفضل من أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ولعلك تجد الفرق واضحاً بين أصحاب الحسين(عليه السلام) وبين غيره من الأصحاب، فأصحاب الحسين تمسكوا بالحسين(عليهم السلام) وهم يعلمون أن مصيرهم الموت بينما أصحاب المهدي يبايعون المهدي وهم يتوقعون النجاة وهم مقبلون على دنيا وانتصارات مفرحة فالأفضلية تكون أصحاب الحسين(عليه السلام) الذين رغبوا في الآخرة، بخلاف أصحاب المهدي الذين لعل فيهم من توجد عنده رغبة في الدنيا، والرغبة في الآخرة أفضل من الرغبة في الدنيا.
ثم إن المقارنة بين المجموعتين تكون من خلال المجموع لا من خلال الأفراد فلا يبعد أن يكون هناك فرد أفضل من بعض الأفراد في المجموعة الأخرى، ثم إن الأصحاب الذين يذكرون للمهدي هم أصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر وهم خلص أصحابه لا كل من يظهر في زمانه وإلا يكون الحسين أيضاً من أصحابه فلا تصح بذلك المقارنة، ثم أن الخضر كان في عهد الأئمة (عليهم السلام) وهو موجود في عهد الإمام المهدي(عليه السلام) فلا يدخل في المقارنة ونبي الله عيسى (عليه السلام) يظهر بعد فترة من قيام المهدي فلا يدخل في أصحابه الذين هم محل المقارنة وكذلك سلمان والمقداد وكل من يرجع في الرجعة.


السؤال: فضل أصحاب الحسين (عليه السلام) على سائر أصحاب الأئمة (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
الثابت أن الامام الحسين (عليه السلام) قال في فضل أصحابه (فأني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي) وقد ورد في كتب الادعية بأن النواب الاربعة للامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة(عليهم السلام) وخواصهم مرتبة وفضلاً فكيف نجمع بين القولين ؟
الجواب:

الجمع بين القولين هو أن نقول: أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) هم أفضل أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في مقام التضحية والجهاد، حيث جادوا بأنفسهم من أجل الحسين (عليه السلام)، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، ولكن من الجهات الأخرى ربما كان السفراء الأربعة أو سائر أصحاب الأئمة (عليهم السلام) كميثم وسلمان الفارسي وكميل بن زياد وكذلك أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) الثلاثمائة وثلاثة عشر أفضل من أصحاب الحسين (عليه السلام)، فباختلاف مقامات الفضل يمكن الجمع بين هذين القولين ولا إشكال, مع أنه لم يثبت لدينا دعوى كون السفراء الأربعة قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وخواصهم حتى أصحاب الحسين (عليه السلام).
فما ذكرناه لكم مبتن ٍ على تسليم هذه الدعوى لا أنها بالفعل كذلك .. فإذا كان لديكم نص يثبت ما ذكرتموه بخصوص السفراء فياحبذا لو اشرتم إليه.


لسؤال: رواية توسل وتمسح الملَك فطرس به (عليه السلام)
...
من الروايات التي نسمعها منذ الصغر رواية فطرس ...
روي عن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ الحسين بن علي لما وُلِّد, أمر الله عزّ وجلّ جبرائيل أن يهبط في ألف من الملائكة, فيهنّئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الله عزّ وجلّ ومن جبرائيل.
فهبط جبرائيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملَكٌ يقال له فِطرس, كان من الحملة بعثه الله عزّ وجلّ في شيء فأبطأ عليه, فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة, فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى وُلد الحسين بن علي عليهما السلام.
فقال الملك لجبرائيل : يا جبرائيل !.. أين تريد ؟!!
قال جبرائيل : إنّ الله عزّ وجلّ أنعم على محمد بنعمة, فبُعثت أهنّئه من الله مني.
فقال فطرس : يا جبرائيل !.. احملني معك لعلّ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لي. فحمله.
فلما دخل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنّأه من الله عزّ وجلّ ومنه, وأخبره بحال فطرس.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قل له : تمسّح بهذا المولود, وعد إلى مكانك !!..
فتمسّحَ فطرس بالحسين بن علي عليه السلام وارتفع.
فقال فطرس : يا رسول الله !.. أماَ إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافأةٌ, ألا يزوره زائرٌ إلا أبلغته عنه, ولا يسلّم عليه مسلّمٌ إلا أبلغته سلامه, ولا يصلي عليه مصلٍّ إلا أبلغته صلاته. ثم ارتفع.
ما مدى صحة هذه الرواية وكيف يمكن لملك أن يقع في الخطأ ...
جزاكم الله خير ووفقكم لما يحب ويرضى وأدامكم ذخرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الجواب:

الرواية واردة في الفضائل وروايات الفضائل قد لا يدقق في أسانيدها مثلما يدقق في بقية الروايات التي عليها عماد المذاهب, ونحن بعد التتبع لبعض الأسانيد لم نعثر على سند صحيح لوجود بعض المجاهيل فيها, ولكن وجود المجاهيل في الرواية لا يعني أن الرواية غير صادرة عن الإمام, بل كل ما يقال أننا لم نستطع التعرف على رجالها كونهم ثقات أم لا.
ثم إن هناك مجموعة من القرائن يمكن من خلالها تقوية الرواية منها أن الرواية وردت في كتبنا المعتبرة كبصائر الدرجات وكامل الزيارات وأمالي الصدوق وبأسانيد مختلفة متعددة وورد ذكر الملك واستعاذته بالحسين في كتب الأدعية كـ(مصباح المتهجد) للشيخ الطوسي.


تعليق على الجواب (1)
ما هو مقدار صحّة قضية الملك فطرس ؟
وهل فيها ما ينافي إعتقاد الشيعة بعصمة الملائكة ؟
وهل هناك تغاير بين قصّة الملك فطرس وإعتقاد الشيعة بعصمة الملائكة؟
الجواب:

قصة تمسح فطرس بالإمام الحسين (عليه السلام) حال ولادته قصة مشهورة، تلقاها علمائنا بالقبول، فذكرها الشيخ الطوسي في دعاء من الأدعية التي ذكرها في (مصباح المتهجد)، وذكرها الصفار في (بصائر الدرجات) وابن قولويه في (كامل الزيارات) والشيخ الصدوق في (الأمالي) والنيسابوري في (روضة الواعظين) والطبري في (دلائل الإمامة) وابن حمزة في (المناقب) والراوندي في (الخرائج والجرائح) وابن شهر آشوب في (المناقب) وابن ادريس في (مستطرفات السرائر) والمشهدي في دعاء من أدعية المزار وابن طاووس كذلك والكفعمي في (المصباح) والمجلسي في (البحار) وغيرهم وذكر الوحيد في (تعليقة على منهج المقال) أن حكاية فطرس مشهورة مقبولة.
أما السبب الذي من أجله كسر جناح فطرس فالروايات تختلف في ذلك فبعضها تقول أنه عرضت عليه ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفض، وأخرى أنه بعث في شيء فأبطأ فيه فكسر جناحه ويمكن الجمع بينها باعتبار أن الشيء الذي بعث إليه كان متعلقاً بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) فأبطأ فيه ثم إن كسر جناحه وحبسه في جزيرة من الجزائر قد يؤكد عصمة الملائكة وذلك من خلال ما جرى عليه من العقوبة التي هي نظير مخالفة الإنسان للسنن التكوينية كإلقاء نفسه من شاهق فيتعرض مباشرة للعقوبة التكوينية.
فالظاهر أن للملائكة مراتب تحصل عليها نتيجة الجهد في العبادة والحرص على أداء الواجبات التدبيرية الملقاة على عاتقها، والإبطاء والتلكؤ في أداء هذه الوجبات قد يؤدي إلى نزول بعضها في الرتبة الذي قد يعبر عنها كما في الرواية بكسر الجناح ومنها يظهر أيضاً أن شفاعة أهل البيت (عليه السلام) تصل حتى إلى الملائكة.

تعليق على الجواب (2)

سؤال جيد ولكن اود القول ان فعل فطرس او بطرس هل يضر بعصمة الملائكة ام لا ارجوا الجواب
الجواب:

هناك من الأدلة القرآنية والروائية ما يشير إلى عصمة الملائكة، فلذا فإن ما صدر عن هذا الملك لابد أن يؤول بما ينسجم مع عصمتهم، فلذا قلنا أن كسر الجناح يؤكد عصمة الملائكة حيث أن هذا الملك أهبط من درجته التي كان فيها إلى درجة تجعله خارج درجة الملائكة التي لابد من عصمتها، هذا إذا فسرنا الذنب الصادر عنه بكونه قادحاً في العصمة، واما إذا قلنا أن ذلك الذنب لا يقدح في العصمة فإن عقوبته تكون لمخالفته للأوامر الإرشادية التي لها هذا الأثر التكويني بكسر الجناح.


السؤال: من سلبه تكة سرواله

سؤالي ايها الاخوان عن معركة الطف, بعد مصرع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام بقيت جثته الطاهره على الأرض.
هل صحيح ان هنالك شخص اتى ليسرق سروال الامام روحي له الفداء.....
وقطع يدي الامام.....
اذا كانت هذه الرواية صحيحة من هو هذا الشخص
الجواب:

الرواية مذكورة في كتاب (الهداية الكبرى) للحسين بن محمد الخصيبي عن الحسين بن علي الصائغ عن محمد بن شهاب الوشاء عن كثير بن وهب عن الحدا بن يونس بن ظبيان عن جابر بن يحيى المعبراني عن سعيد بن المسيب.
والسند ضعيف بمجموعة من المجاهيل ولكن هذا لا يعني أن قصة التكة بالأصل غير صحيحة،بل لعلها صحيحة، لكن الرواية التي ذكرها صاحب (الهداية) لا يمكن الوثوق بسندها ففي (اللهوف) لابن طاوس يذكر أن ـ سنان بن أنس النخعي ـ عندما سأله إبراهيم عما فعل يوم الطف فأجاب: ما فعلت شيئاً غير أني أخذت تكة الحسين (عليه اسلام) من سرواله.


السؤال: قوله (عليه السلام) لشمر يابن راعية المعزى، الغاية منه
عندما كلم الشمر لعنه الله الامام الحسين عليه السلام، قال له الامام:
(( كأني بابن راعية المعزى ))
فلماذا عيره وهذا ليس من شيم الائمة عليهم السلام؟
وهل رعي الاغنام ينقص من الشأن؟
الجواب:

لم تكن إثارة تلك الصفة من الإمام الحسين (عليه السلام) في حق شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) بلحاظ المهنة التي أشرت إليها، وإنما إتخذ عنوان المهنة كإشارة إلى الحادثة التي كانت السبب في وجود شمر بن ذي الجوشن وخروجه إلى الدنيا، فقد نقل الشاهرودي في مستدرك سفينة البحار عن كتاب المثالب لهشام بن محمد الكلبي: إن امرأة الجوشن خرجت من جبانة السبيع إلى جبانة كندة، فعطشت في الطريق ولاقت راعياً يرعى الغنم، فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها الإّ بالإصابة منها، فمكنته من نفسها فواقعها الراعي وحملت بشمر (لعنه الله).
(مستدرك سفينة البحار 6: 42).


السؤال: قيامه بالثورة دون غيره من الأئمة (عليه السلام)

لقد سألني أحد الاخوة السنة بهذا السؤال:
حول ثورة الحسين رضي الله عنه وخروجه في وجه يزيد حتى ادى الامر الى مقتله واهل بيته يجيبوننا انه قام بثورته تلك لان يزيد كان يريد هدم الدين ولانه كان ظالما
يستبيح الحرمات وان له ولاة ظلمة منهم عبيد الله بن زياد الى غير ذلك طيب نحن نعلم ان الامويين منهم بيتان البيت السفياني ومنه معاوية ويزيد وهؤلاء عاصرهم علي والحسن والحسين ثم هناك البيت المرواني من سلالة مروان بن الحكم وهو البيت الاقوى والاشد وصانع الدولة الاموية اذ امتد حكمه من سنة 65ه الى 132ه والبيت المرواني عاصره السجاد والباقر والصادق.
السؤال المطروح هنا هو لماذا لم يقم السجاد مثلا بالثورة على عبد الملك بن مروان ما دام عبد الملك لا يقل عن يزيد اذ هاجم الكعبة وسلط واليه المعروف الحجاج بن يوسف على اهل العراق يسومهم سوء العذاب ورغم ذلك لم نسمع بثورة مثل ما قام به الحسين في وجه يزيد؟
هذا اولا وثانيا كلنا يعلم ان الفترة المروانية كانت هي الاطول في الدولة الاموية فهل يعقل ان لا يقوم المعصومون بثورة فيها هل كانت الامور فيها على ما يرام وكلنا يعلم ان زيد بن السجاد واخو الباقر ثار على هشام بن عبد الملك حتى قتل بينما الباقر لم يقم هو ولا ابنه الصادق باي ثورة؟ فما هو السبب يا ترى؟
فما هو الجواب على هذا الاشكال يرحمكم الله؟؟

الجواب:

إن الاختلاف بين الأئمة (عليهم السلام) في الأدوار التي قاموا به يتضح من خلال النقاط الآتية:
1- إن اختلاف الظروف المحيطة بالإمام تجعل هناك تغايراً في العمل بين إمام وأخر.
2- إن الدور الذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) هو كشف حقيقة الخلافة الأموية، وإنها غير شرعية، وإنها لا تمثل الدين الإسلامي الصحيح، وهذا الأمر تحقق بثورة الحسين (عليه السلام) فلا يحتاج بعدها إلى نفس هذا العمل لأن الأمر بات واضحاً.
3- إن القيام بالثورة يحتاج إلى إعداد نفسي وتعبئة للجماهير لفهم الظالم من المظلوم،ولو لم يحصل هذا الإعداد لاختلاط الأمر ولم يعرف الظالم من المظلوم، بل يصبح قتال بين فئتين ولعله يقال عنهما مؤمنتين فيلتبس الحق بالباطل، وهذا الإعداد حصل من خلال الإمام الحسن (عليه السلام) حيث صالح معاوية واشترط عليه شروط منها رجوع الخلافة إليه وإلى الحسين (عليهما السلام).
4- إن الثورات التي تلاحقت بعد ثورة الحسين (عليه السلام) من قبل العلويين وغيرهم ما هي الا نتاج لثورة الحسين (عليه السلام) ولا يشترط في الثورات أن يقوم بها الإمام بنفسه بل في غيره الكفاية.
5- إن الأئمة (عليهم السلام) كان لديهم علم بامتداد دولة بني أمية ودولة بني العباس فالقيام بالثورة لأجل الانتصار العسكري غير موجود في حسابات الأئمة (عليهم السلام).
6- إن هناك أولويات لدى كل إمام فالأهم لابد من تقديمه على المهم وليست الثورات هي الأهم لدى جميع الأئمة.


السؤال: لماذا لم يستعن بالدعاء على رفع البلاء
هذا سؤال موجه من أحد الاخوان السنة
( الحسين (ع) قد تربا بحِجر الرسول وقد تعلم منه ومن اباه اصول الاسلام وكان يعرف جيدا بان الله تعالى .يحب من عباده ان يلحوا بالدعاء في وقت الكرب والشدة ... فلماذا لم يلح بدعاء لينجيه واهله وعرضه من هذا البلاء , ولا تقل بان الله اراد ذلك وما يريدة الله خيرلعبادة ما جاء بشر فمن الشيطان‎ )
نشكر لكم جهودكم الكبيرة ومأجورين ان شاء الله
الجواب:

كان بإمكان الحسين (عليه السلام) أن يرفع ما حل به من بلاء من خلال الدعاء لكنه كان سيفقد درجة تكاملية لا تحصل إلا عن طريق الاستشهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى, ولما كان الحسين (عليه السلام) عنده من الصبر على البلاء ما يجعله يتحمله فيحصل على تلك الدرجة فما كان ليفرط في الوصول إليها, ولذا أقدم على القتل في سبيله، ونحن إذ نجد في أنفسنا من الضعف ما لا نستطيع تحمل ما جرى على الحسين (عليه السلام)، وأصحابه فنرى أن ما حصل يحتاج إلى دعاء لرفعه بينما ينقل الدعاء لنا التاريخ أن أصحاب الحسين (عليهم السلام) كانوا يتسارعون للقتل في سبيله ويستبشرون بذلك, فهم يعتقدون أن ما جرى عليهم من أفضل الأعمال لذا كانوا يتلذذون بالقتل في سبيل الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام).


السؤال: قول زهير لشمر: يابن البوّال على عقبيه حقيقة واقعة وليست شتم
ا
حقيقة عندي سؤال ومن هذا السؤال ينشق سؤال آخر وهو‎:
مقولة زهير ابن القين لأحد أعداء الامام الحسين عليه السلام (بالمضمون) يابن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب‎...................
أنا في البداية بحثت عن معنى هذه الجملة (يابن البوال على عقبيه) فلم أجد من يفسرها في الانترنت حتى أعرف هل هي بمثابة سب وشتم أم حقيقة في ذلك الشخص المنعوت بها في الحقيقة أولا أحب أن أعرف معنى هذه الجملة وهل إذا اكانت شتمية أو سب لا يعتبر بالأمر المشين من صحابي للرسول ولسبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد نهى الامام علي سلام الله عليه أصحابه أن يسبوا أهل الشام

الجواب:

هذا الخطاب وجهه زهير بن القين رضي الله عنه إلى شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) حينما كان يحظ زهير القوم، فرماه شمر بسهم وقال له: اسكت: فقال له زهير: يابن البوال على عقبيه ما إياك أخطاب إنما أنت بهيمة.
وهذا القول الذي ذكره زهير إنما كان إشارة منه لشمر (لعنه الله) يذّكره بوالده الراعي البوال على عقبيه، وليس هو ذو الجوشن وإنما شخص آخر، وقد روى النسابة الشهير هشام بن محمد الكلبي في كتاب المثالب قصته وهي: أن أمرأة ذي الجوشن خرجت من جباته السبيع إلى جبانه كندة فعطشت في الطريق ولاقت راعياً يرعى الغنم فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها إلا بالإصابة منها، فمكنته من نفسها فواقعها الراعي فحملت بشمر لعنه الله. فذلك الراعي هو المشار إليه في قول قيس رضي الله عنه بالبوال على عقبيه.
ومن هنا قول مولانا الامام الحسين (عليه السلام) لشمر يوم عاشوراء: يابن راعية المعزى: أنت أولى بها صليا. وهي إشارة أخرى منه (عليه السلام) إلى عدم طهارة مولد هذا اللعين.
والبوال على عقبيه: هو الذي يبول عن قيام فيسقط رذاذ البول على عقبيه كناية عن عدم اعتنائه بالطهارة والنظافة.


السؤال: لم تبك عليه البصرة ودمشق وآل عثمان
لماذا لم تبكي دمشق و الكوفة على الحسين عليه السلام ؟
الجواب:

ورد عندنا أنه لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان ولعل المقصود أهل البصرة وأهل دمشق في ذلك الزمان حيث كانوا من المعادين لأهل البيت (عليه السلام), ولا يتسبعد أن تبكيه جميع الأرضين غير البصرة ودمشق بمعنى بكاء نفس الأرض لا سكانها فأنه يمكن أن نتصور للأرض بكاءاً خاصاً بها, حتى قيل أن ما رفع حجراً عند مقتل الحسين (عليه السلام) إلا وتحته دم عبيط.


السؤال: لماذا رفض الحسين (عليه السلام) لبس التبان
ما هي قضية لبس الامام الحسين ملابس رثة في يوم عاشوراء ؟
الجواب:

لعلك تقصد التبان الذي عرض على الإمام الحسين(ع) حينما طلب ثوباً ليجعله تحت ثيابه لئلا يجرّد بعد قتله. وقد رفض الإمام الحسين(ع) لبس التبان وذلك لان التبان هو سروال صغير يستر العورة المغلّظة فقط ولا يستر غيرها، ويكثر لبسه الملاحون، فمثل هذا الثوب لا يصلح للغرض الذي كان يرمي إليه الإمام الحسين(ع) علاوة على كونه مما يلبسه أهل الذلة من سفلة الناس وهذا لا يناسب الأشراف والسادات كالإمام الحسين(ع)، ولذا أخذ سراويل ثم مزقها حتى لا يسلبها ثم لبسها.


تعليق على الجواب (1)
يقول زين العابدين(عليه السلام) لعمته زينب: (انت عالمه غير معلمه، وفاهمه غير مفهمه).
والعقيله هي من أحضرت هذا الثوب للإمام، ولا شك بانها تعلم بانه لباس من ضربت عليهم الذلة.
ا
الجواب:

1ـ الرواية لا تشير إلى أن زينب (عليها السلام) هي التي أتت بالثوب، بل الرواية لا تصرح بأي اسم! بل جعلت على صيغة المبني للمجهول.
2ـ التبان سراويل صغيرة يستر العورة المغلظة فقط، فلبسه مع الملابس الأخرى التي فوقه ليس فيه مشكلة، لكن لما علم الإمام الحسين(عليه السلام) أن ملابسه سوف تسلب لم يرد أن يكون بهذا المظهر الذي وصفه بأنّه لباس من ظهرت عليه الذلّة.


لسؤال: هل كانت مظلوميته من قبل نفسه
لقد قتل الحسين عليه السلام مظلوماً.
ولكن يا ترى من أيـن جاء الظلم على الحسين عليه السلام؟ أهو من مطالبته بالإمامة
الجواب:

حينما يسأل شخص عن مصدر ظلامة الحسين (عليه السلام) ويعلقها على مطالبته بالإمامة فهو أحد رجلين فإما أن يكون جاهلاً ومغفلاً وإما أن يكون مغرضاً وحاقداً, والأول لا نقاش لنا معه وننصحه بقراءة كتب التاريخ لكي يتخلص من جهله وينتبه من غفلته, أما الثاني فإن لسان حاله هو هذا: ((قتل الحسين بسيف جدّه)) كما قالها من قبل ابن العربي الناصبي.
إنّ استشهاد الحسين(عليه السلام) كان نتيجة لطلبه الإصلاح في أمة جدّه, أما الإمامة فهي حق له بالنص الإلهي ومطالبته بها - إن جوزناه تبعاً لقولك أو لتساؤلك المريب - كاشف عن بطلان إمامة من تلبس بها قهراً, وأنت تعلم من هم أولئك.
وعلى كل فبعد الأقرار بالظلامة فلابد من ان يكون هناك ظالم وهو مصدر هذه الظلامة وهو من أوقع الظلم ولا يفيده او يفيد أنصاره أي اعتذار أو تبرير لاقدامهم على هذا الظلم, ولا يوجد في التاريخ ظالم لا يبرر ظلمه ويدعي انه على حق ثم يجد من الاتباع المغرورين المخدوعين من يصفق له ويدافع عنه.


السؤال: معنى الحسين (عليه السلام) من حملة العرش
هناك سؤال من أصعب الأسئلة التي قد أشكلت علي فهمها وهي معرفة فقرة من هذه الرواية الشريفة, بعد ذكر هذه الرواية سأبين المقطع الذي أريد من جنابكم تبيانه بشكل مفصل كما نرجوا ذلك منكم بحق سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهرآء سلام الله عليها وعلى آلها الأطيبين الأطهرين, والرواية مروية في كامل الزيارات
الشريف لإبن قولويه, والحديث طويل وأستقطع منه موضع الشاهد, وهو :
... قلت : جعلت فداك : أخبرني عن الحسين لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا ؟
قال: يا ابن بكر ما أعظم مسائلك ؟ الحسين مع أبيه وامه وأخيه الحسن في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله يحيون كما يحيى ويرزقون كما يرزق, فلو نبش في أيامه لوجد, فأما اليوم فهو حي عند ربه ينظر إلى معسكره وينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله, وإنه لعلى يمين العرش متعلق يقول : يا رب أنجز لي ما وعدتني, وإنه لينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمآئهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رحله, وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له ويسأل آباءه الاستغفار له ويقول : لو تعلم أيها الباكى ما اعد لك لفرحت أكثر مما جزعت, ويستغفر له رحمة له كل من سمع بكاءه من الملائكة في السمآء وفي الحائر وينقلب وما عليه من ذنب . إنتهى
أريد أن أفهم معنى هذه العبارة, معنى الحمل, هنا أنا أعلم أن في القرآن الكريم هناك آية تقول : (( والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية )) ففي رواياتنا الشريفة قد ورد أن هؤلاء هم أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين, أما الأولين فهم الأنبيآء اولي العزم وأما الآخرين فهم رسول الله الأعظم صلى
الله عليه وآله الأطهار وأميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما أفضل الصلاة والسلام, سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما أفضل الصلاة والسلام .
و لكن ما معنى الحمل وما معنى نظرة سيد الشهدآء إلى العرش, يعني الرواية تقول أن سيد الشهدآء سلام الله عليه ينتظر أمرا بحمل العرش وهو ينظر إلى العرش تارة ومرة ينظر إلى معسكره الشريف, وهذا ما لا أقدر أن أصل إلى كنه معرفته, وقد أعيتني ذلك.
فلذا أرجوا منكم أن تساعدوني في فهم هذه العبارة قدر المستطاع, ولا ينبئك مثل خبير .
و عبارة أخرى, تقول إن سيد الشهدآء سلام الله عليه (( متعلق )) على يمين العرش, ما معنى هذه الفقرة .
الجواب:

الرواية الواردة في ان الحسين (عليه السلام) من حملة العرش, فقد روى الشيخ الكليني(ره) عن البرقي رفعه قال: سأل الجاثليق علياً (عليه السلام):
فأخبرني عن قوله تعالى: (( وَيَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )), فكيف ذاك وقد قلت (هذا في جواب سابق للإمام (عليه السلام) في نفس المحاورة): إنه يحمل (أي الله) العرش والسماوات والأرض؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن العرش خلقه الله تبارك وتعالى من أنوار أربعة: نور أحمر, منه أحمرت الحمرة, ونور أخضر, منه اخضرت الخضرة, ونور أصفر, منه اصفرت الصفرة, ونور أبيض منه أبيّض البياض. وهو العلم الذي حملّه الله الحملة, وذلك نور من نور عظمته فبعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين, وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون, وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة....الخ.
قال السيد الطباطبائي في الميزان (8: 163): ان الجاثليق أخذ الحمل بمعنى حمل الجسم للجسم وقوله عليه السلام الله حامل العرش والسماوات والأرض الخ, أخذ الحمل بمعناه التحليلي وتفسير له بمعنى حمل وجود الشيء وهو قيام وجود الأشياء به تعالى قياماً تبعياً محضاً لا استقلالياً, ومن المعلوم أن لازم هذا المعنى أن يكون الأشياء محموله له تعالى لا حاملة.
ولذلك لما سمع الجاثليق ذلك سأله عليه السلام عن قوله تعالى: (( وَيَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )) , فإن حمل وجود الشيء بالمعنى المتقدم يختص به تعالى لا يشاركه فيه غيره مع أن الآية تنسبه إلى غيره, ففسر عليه السلام الحمل ثانياً بحمل العلم وفسر العرش بالعلم.
غير أن ذلك حيث كان يوهم المناقضة بين التفسيرين زاد عليه السلام في توضيح ما ذكره من كون العرش هو العلم,أن هذا العلم غير ما هو المتبادر إلى الأفهام العامية من العلم, وهو العلم الحصولي الذي هو الصورة النفسانية بل هل نور عظمته وقدرته حضرت لهؤلاء الحملة بإذن الله وشوهدت لهم فسمي ذلك حملاً, وهو مع ذلك محمول له تعالى ولا منافاة كما أن وجود أفعالنا الحاضرة عندنا محمولة لنا وهي مع ذلك حاضرة عند الله سبحانه محمولة له وهو المالك الذي ملكنا إياها)). انتهى.
فمن خلال هذه البيانات المباركة من أمير المؤمنين(عليه السلام) يتضح المراد من كون الحسين(عليه السلام) حاملاً للعرش أو أنه على يمين العرش وغير ذلك من الألفاظ التي يستفاد منها حمل العلم الإلهي, وهذا المعنى تدل عليه نفس الرواية الواردة في كامل الزيارات حين قالت: (وانه لينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ...الخ). فهذا البيان التفصيلي للمعرفة التي عند الحسين(عليه السلام) يشير إلى حمله للعلم الإلهي الذي أُفيض عليه بهذه المعرفة.


السؤال: خبر زقاق العسل

رواية ترد في كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي .جزء 42.صفحة 117 .باب احوال اخوانة وعشائرة صلوات الله علية .
ان الامام الحسين اخذ زقا من عسل جاءتهم من اليمن لاكرام ضيفة من دون علم الامام امير المؤمنين (علية السلام) فغضب علية ورفع الدرة ليضربة فستحلفة الامام الحسين (علية السلام) بعمة جعفر فسكن غضب الامام وخاطبة وانبة قائلا لولا اني رايت رسول الله (صلى الله علية واله) يقبل ثنيتيك لاوجعتك ضربا وبعد ذالك يقول ويدعوا الامام علي (علية السلام) (( اللهم اغفر للحسين فانه لم يعلم ))...
الا يقدح هذا في علم الامام الحسين وعصمتة, ياخذ ماهو ليس من حقة وامامنا علي يهم بضربة ويدعو له بالمغفرة .. ارجو الاجابة ورفع الاشكال

الجواب:

الرواية ضعيفة سنداً, ولا يمكن قبولها متناً إلا بتأويل أن يكون المراد منها محض الأدب للناس لو تسامعوا بالخبر, فيكون ذلك رادعاً لهم دون الأقدام على التجاوز على الحقوق.
والرواية بصدد بيان تمامية العدل عند علي (عليه السلام) مع أن الحسين (عليه السلام) لم يقم بما يعتبر ذنباً لانه كان له في العسل حق كما هو نص الرواية.


السؤال: لماذا أعدّ له جيش كبير؟!
..
1- على أقل الروايات كانت عدة الجيش الذي جهزه بني أميّة ( لعنة الله عليهم) لقتال الإمام الحسين(عليه السلام) ثلاثون ألفاً !
هل كانوا يظنون بأن للإمام أنصاراً كثر ؟
وأن ظنوا ذلك فقدرة الإمام العسكرية لا أظن أنها كانت خافية على يزيد وحكومته حتى يقابلها بهذا الزحف الهائل ! فما هو دافعهم لذلك التجهيز الضخم ؟
2- قول الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في اللحظات الأخيرة من حياته الشريفة ـ حين خضب وجهه ولحيته بالدم ـ وقال : هكذا أكون لكي ألق الله وجدي رسول الله وأقول ياجد قتلني فلان وفلان !
لا يمكن تصديق أن يقول الإمام :قتلني فلان وفلان . بل لابد أن الإمام كان قد ذكر أسمي هذين الشخصين, والعقل يأبى تصديق غير ذلك.
فمن هما ( فلان وفلان ) ؟ ولماذا أُبهم الإسمان ؟
جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة
ورزقنا وإياكم شفاعة الحسين المظلوم.
الجواب:

أولاً: هناك عدة عوامل تجعل أعداء الحسين عليه السلام يعدون هذا العدد لقتال الحسين ومنها.
1- ان الحسين (عليه السلام) خرج من مكة باكثر من العدد الذي وصل به إلى كربلاء.
2- لا يعلم الأعداء حجم من يلتحق بالحسين (عليه السلام) في الطريق أو من أهل الكوفة والبصرة وغيرها من المناطق.
3- إن شجاعة الحسين (عليه السلام) واصحابه تحتاج إلى عدد أكبر من العدد الطبيعي لمثل عدد أصحاب الحسين عليه السلام.
4- ان تبعات قتل الحسين (عليه السلام) غير معلومة لدى الأعداء فلعل أهل الكوفة ينتفضون على الوالي.
5- ان إعداد مثل هذا العدد يخلق حاله من الرهبة في نفوس أي معترض من التفكير في الخروج على السلطة.
ثانياً: لعل الإبهام مقصود من قبل الإمام الحسين عليه السلام حتى يكون ذلك شاملاً لكل من اشترك في قتال الحسين فهو لم يقصد أشخاصاً معيّنين بل المقصود أنه سيصرح بكل من اشترك في القتال هذه.



تعليق على الجواب (1)
ما صحة أن قوله عليه السلام : (قتلني فلان وفلان) هو في الاصل : (قتلني أبو بكر وعمر) وأن فلان وفلان هي من عمل النساخ تقية أو من فعل جهاز السلطة؟
الجواب:

وان صح في بعض الموارد فهم المراد من فلان وفلان بما ذكرت لقرائن متصلة او منفصلة الا ان هذا الفهم في عبارة الامام الحسين(عليه السلام) لا يستقيم فالقرائن المتصلة تشير الى انه يشير الى المباشرين للقتل فتلطيخ الامام الحسين(عليه السلام)رأسه ولحيته بالدم وكذلك قوله (انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن نبي غيري) فيه اشارة الى القوم الذين يحاربوه او الى الذين امروا بقتله.اما ان يذهب بعيدا ويقال ان للاول والثاني سبب في قتل الامام الحسين(عليه السلام) من خلال حرفهم للامة عن مسارها الصحيح وايصال الامر الى يزيد الذي قتل الحسين فبالتالي هم السبب في القتل فهذا وإن كان صحيحاً الا أنّ ارادة الامام الحسين لذلك لوحده في قوله ذاك بعيد جدا عن ظاهر كلام الامام الحسين(عليه السلام) هذا على فرض ان الصادر هو ( فلان وفلان) واما القول بالتغير فيحتاج الى دليل .


لسؤال: لماذا لم يسمى أحد الأئمة باسمه ؟
لماذا لم يسمي امام من ائمة اهل البيت ع بالحسين ع الا وفقط الامام الحسين بن علي عليهم السلام؟ وان کان قد نص عليهم بالتسميه الاثني عشر
وشکرا
الجواب:

التسمية للأئمة (عليهم السلام) حصلت من الله سبحانه وتعالى, وكانت أسماءهم معلومة قبل ولادتهم (عليهم السلام), وكان اسم الإمام الحسين (عليه السلام) معلوماً عند الأنبياء السابقين, بل كان اسم الحسين (عليه السلام) مكتوباً على ساق العرش, فاختيار التسمية له كان مقدراً في عوالم سابقة, لأن قضيته فريدة من نوعها, ولم تتكرر في هذه الدنيا.
ونحن نقول: لعل هذا الانفراد في قضيته يحتم أن يكون له أسم فريد يتميز به على غيره لتكون مظلوميته أكثر بروزاً, حيث بمجرد ذكر أسمه ينصرف الذهن إليه صلوات الله عليه, لا إلى غيره والذي يقاربه في الدرجة الكمالية.


السؤال: معنى ما ورد في لعن الأمة التي قتلت الحسين (عليه السلام)
يشكل البعض علينا وجود نصوص لعن الامة التي قتلت الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه بدعوى ان هذا اللعن موجه للامة العربية.
الرجاء بيان فساد هذا الرأي.

الجواب:

(الأمة) في اللغة بمعنى الجماعة, ولعن الأمة التي قتلت الحسين (عليه السلام) هو لعن الجماعة التي قتلته (عليه السلام), فلا ينسحب أثر اللعن على جميع الأمة الإسلامية أو أمة العرب.
أما اصطلاح الأمة في العصر الحاضر فقد توسع كثيراً, ولا ريب أن المراد بقول الحسين (عليه السلام) المشار إليه اصطلاح أهل اللغة لا الاصطلاح المعاصر.


السؤال: استئذان الملائكة لنصرته (عليه السلام) غير قادح في عصمته الملائكة

هل صح السند لرواية .. نزول الملائكة لنصرة الحسين (ع) ؟؟ ولو صحت ألا ينافي ذلك العصمة للملائكة ؟ وكيف يكون الإذن وهو عليه السلام سيُقتل ؟
يروي الشيخ الصدوق, بسنده عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن أربعة آلاف من الملائكة استأذنوا الله تبارك وتعالى يوم عاشوراء لنصرة الحسين عليه السلام وما زالوا يستأذنون حتى أذن لهم فهبطوا إلى كربلاء فلم يدركوه وكان الحسين عليه السلام قد قتل)
تساؤلي : عن المقطع عن الإلحاح والإذن بعد ذلك وهم في علم الله لن ينصروه والعصمة... وما زالوا يستأذنون حتى أذن لهم فهبطوا إلى كربلاء فلم يدركوه ..
الرواية تقول إنهم ما زالوا عند قبر الحسين عليه السلام ينتظرون قيام القائم عليه السلام.
هذه الرواية تقول أيضاً: (إنهم عند قبره يبكونه ورئيسهم مَلَك يقال له منصور فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه, ولا يمرض إلاّ عادوه ولا يموت إلاّ صلوا على جنازته, واستغفروا له بعد موته, وينتظرون قيام القائم عليه السلام فإذا خرج كانوا من أنصاره)
أمالي الصدوق: ص737/ ح 1005/ 7
الجواب:

الرواية التي ذكرتها ذكرها الصدوق في أماليه هكذا: ابن الوليد عن ابن مثيل, عن ابن أبي الخطاب, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إن أربعة الاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عيه السلام فلم يؤذن لهم في القتال, فرجعوا في الاستئذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة, ورئيسهم ملك يقال له: منصور.
ومثله في كامل الزيارات عن جعفر بن محمد الرزاز عن ابن أبي الخطاب, وهذا الحديث ضعيف سندا وذلك لورود جملة من الضعفاء فيه ومنهم ابن أبي الخطاب. ولكن على فرض صحته لتعدد الطرق في هذا المضمون فهو غير قادح بعصمة الملائكة لأنهم لم يرتكبوا خطأ بطلبهم الإذن للقتال مع الحسين عليه السلام وان لم يعرفوا مقتضى الحكمة والتقدير الالهي المرتبط بقتله صلوات الله عليه ليهلك فيه قوم ويسعد به آخرون.
أما الرواية الاخرى التي ذكرتها بالمعنى في ذيل سؤالك فلا اشكال فيها لو صحت وهي مقبولة عند الشيعة ومندرجة في روايات (من بلغ), وإن كان سندها أيضا لا يخلو من ضعف.


لسؤال: معنى ما ورد من قول النبي (صلى الله عليه وآله) لجبرائيل (لا حاجة لي فيه)
ارجو اجابة السؤال التالي الحديث الوارد في اصول الكافي ج۱ /باب مولد الحسين علية السلام / ان الامين جبرئيل علية السلام نزل على الرسول صلى الله عليه واله وبشرة بمولود من فاطمة تقتلة امته من بعدة -فا عترظ الرسول وقال لا حاجة لي بمولود يولد من فاطمة تقتله امتي من بعدي / فعرج جبرئيل ثم هبط فقال له مثل ذالك وهبط للمرة الثالثة وبشرة بان الامامة والولاية والوصيه في ذريتة فقال الرسول صلى الله علبه واله -رضيت ثم ارسل الى الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام -وقال ان الله يبشرك بمولود يولد لك تقتله امتي من بعدي فارسلت اليه لا حاجة لي في مولود تقتله امتك من بعدك -فارسل اليها ان الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت اليه اني قد رضيت ) الاشكال والسؤال هو : اعتراظ الرسول على حكمة الله
۲- ان الرسول لاعلم له بالامامة والميثاق الالهي الذي اشهد عليه الله جميع الانبياء والملائكة والمرسلين وان الائمة المعصومين كانوا انوارا محدقين بالعرش فبل خلق الكون
۳- كذالك الصديقة الزهراء لاعلم لها بالامامة وتسلسل الائمة من ولدها (عليهم السلام اجمعين ) فكيف ذالك
الجواب:
ا

ان المضمون المذكور في هذه الرواية روي بأسانيد متعددة في روايات متقاربة المتن وليس من الصحيح الاقتصار على طريق واحد لرواية واحدة لفهم المراد منها ما دام يوجد عدّة روايات مترابطة في المضمون تفسر أحداهما الأخرى.
فان الروايات مجتمعة تنص على ذكر سبب نزول قوله تعالى (( حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) وأن المعني بذلك هو الحسين عليه السلام، فلآية القرآنية وردت بلفظة الكراهة فمن الأقرب الأخذ في تفسيرها بظاهر الروايات التي تفسر معنى هذه الكراهة وان هذه الكراهة كانت كراهة لقتله فلما بَشر جبرائيل النبي (صلى الله عليه وآله) بأن الوصية والإمامة يكون في عقبه (عليه السلام) رضى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام بذلك وصبرا على قتل الحسين عليه السلام، وفي ذلك روايات متعددة.
منها ما رواه ابن قولويه في (كامل الزيارات) باب ما نزل به جبرائيل في الحسين بن علي (عليه السلام) أنه سيقتل: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرائيل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ان فاطمة ستلد ولد تقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : هل رأيتم في الدنيا أماً تلد غلاماً فتكرهه ولكنها كرهته لا نها علمت أنه سيقتل, وفيه نزلت هذه الآية: (( ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) (كامل الزيارات/122).
وفي أن الكراهة كانت لانه (عليه السلام) مقتول عدة روايات منها: ما رواه ابن قولويه عن ابي عبد الله بعد هذه الرواية مباشرة، وما رواه الحسن بن سليمان في (مختصر بصائر الدرجات/46)، وما رواه الكليني في الكافي في باب مولد الحسين (عليه السلام) الحديث الثالث، وما رواه القمي في تفسيره (2/297) وغيرها.
فما جاء في الروايات من قول النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام (لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي) أو (لا جاجة لي فيه) تبين معناه الروايات السابقة أي بمعنى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام كرهوا مقتل الحسين (عليه السلام) علي يد أمة محمد (صلى الله عليه وآله) لا بما يحاول المعترض فهمه من ظاهر اللفظ، كيف وهل يتصور حصول الاعتراض من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) او فاطمة عليها السلام - نعوذ بالله - على أمر الله سبحانه وتعالى وهما المعصومان؟! فان نسبة الاعتراض الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو فاطمة عليها السلام جهل بحقهما ومكانتهما، مع أن المعنى الذي ذكرناه للرواية مقارنة بالروايات الاخرى أقرب لظاهر الاية، ولفظة الكراهة فيها وما حاول المعترض ايراده من معنى ابعد من ذلك ولا ينسجم مع بقية الروايات.
فالمجمل المفهوم من مجموع الروايات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام كرهوا قتل الحسين (عليه السلام) من أمة جده ولكن عندما بشرهم جبرائيل بأن الأئمة والوصاية التي في عقبه مرتبطة بذلك جزاءً له على قتله رضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وفاطمة عليها السلام بذلك وصبروا عليه.
وفي ذلك روايات منها: ما اوردناه سابقا وأصرحها ما رواه القمي في تفسيره قال: وقوله (( ووصينا الانسان بوالديه احسانا )) (الاحقاف:15) قال الاحسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) - الى أن قال - فقال ((حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) وذلك أن الله أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبشره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله وان الامامة تكون في ولده الى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ثم عوضه (لاحظ هنا) بان جعل الامامة في عقبه وأعلمه انه يقتل ثم يرده الى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه ويملكه الأرض... الرواية (تفسير القمي 2/297).
وكذلك ما رواه الصدوق في (علل الشرائع): أحمد بن الحسن عن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به ان جبرائيل (عليه السلام) نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) وما ولد الحسين بعد فقال له: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبرائيل لا حاجة لي فيه (قد بينا أن معناه أني أكره أن تقتله أمتي من بعدي) - الى أن قال (عليه السلام) - فارسل الى فاطمة عليها السلام ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي فقالت فاطمة : ليس لي حاجة فيه يا أبه! فخاطبها ثلاثاً ثم أرسل اليها: لابد أن يكون (تامل هنا قوله صلى الله عليه وآله) فيه الامامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رضيت عن الله عزوجل... الرواية (بحار الانوار 43/245) والرواية تبين على أن فضيلة ولد الحسين (عليه السلام) لكون الامامة فيهم انما جاء من قتل الأمة حسينا عليه السلام.
وبالتالي لا مجال لاعتراض هذا المعترض بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا علم له بالميثاق أي أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يعلم بالأئمة عليهم السلام من بعده! وانما حسب مجموع الروايات كانت هناك كراهة لمقتل هذا المولود على يد أمته ولكنه (صلى الله عليه وآله) لما بين جبرائيل أن هذا القتل له علاقة وأثار وسوف تترتب عليه الوصاية في ولد الحسين (عليه السلام) رضي بذلك من قبل الله وصبر هو (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة عليهما السلام على ذلك. فكان هناك كراهة للقتل ثم رضى وصبر عليه لما فيه من أثر الوصاية والامامة. فالأمر كله متعلق بالقتل وآثاره لا بالعلم بالميثاق والأئمة فلا اعتراض ولا عدم علم منهم صلوات الله عليهم.
ويمكن أن نقول بعبارة أصرح أنهم كانوا يعلمون بالميثاق ومن هم الأئمة عليهم السلام ولكنهم كرهوا قتل الحسين (عليه السلام) بما هو قتل ورضوا وسلموا بما يرضي الله من أن أثر هذا القتل هو الامامة والوصية في عقبه ومثلهم رضي بذلك الحسين (عليه السلام) نفسه، فتأمل جيداً.


السؤال: (من سمع واعيتنا) هل يشمل كل من تواجد في المعركة؟

الرواة الذين رووا واقعة الطف هل يشملهم قول الامام الحسين ع من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في نار جهنم
الجواب:

صريح الرواية التي وردت في (الأمالي للشيخ الصدوق ص200) أن الإمام الحسين (عليه السلام) يرشد أحد المتواجدين في الواقعة الى الإبتعاد بالمقدار الذي لا يرى مقتلاً ولا يسمع صوتاً، وهذان الأمران متحققان في من نقل واقعة الطف.
والمراد بالنصر هو القتال معهم كما يظهر من عبارة (الإرشاد 2/82) حيث طلب الحسين (عليه السلام) من عبيد الله الخروج معه فأبى، فقال: (فإن لم تنصرنا)، فالمراد بالنصر هنا هو الخروج معه أو القتال معه.


لسؤال: معنى احب الله من احب حسيناً
ما معنى حديث (ص) احب الله من احب حسينا، هل معناه اللي يحب الحسين يعني يحب الله، او معناه الله يحب كل من يحب الحسين عليه السلام،.
الجواب:

الجملة تحتمل المعنيين لكن اذا صح المعنى الاول فان المعنى الثاني صحيح ايضا لان الله يحب من احبه ولا يلزم من صحة المعنى الثاني صحة المعنى الاول الإّ بالقول أن محبة الحسين (عليه السلام) ستكون طريقاً إلى حب الله تعالى.


السؤال: معنى ما قاله لابن عمر عندما نهاه عن الخروج
هناك رواية في كتاب : موسوعة كربلاء الجزء 1 المؤلف : الدكتور لبيب بيضون - ماجستير في العلوم-، في الفصل الثالث عشر ( في مكة المكرمة ) في ص 439 في: محاورة الامام الحسين (عليه السلام) مع عبد الله بن عمر، وبيان ان الله سبحانه سينتقم من قتلته كما انتقم من بني اسرائيل.
ارجوا قراءة النص الموجود في الكتاب لعله نسيت منه كلمات ولكني سأكتبه وهو:... ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يصنعوا شَيئا، فلم يعجّل الله عليهم، ثم أخذهم بعد ذلِكَ أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام (1). فاتّق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تَدَعنّ نصرتي (2) واذكرني في صلاتك، فوالذي بعث جدي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيراً ونذيراً لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كما نصر جدي، ولقام من دوني كقيامه مِن دون جدي. يابن عمر فإن كان الخروج معي يصعب عليك ويثقل، فأنت في أوسع! العذر، ولكن لاتتركنّ لي الدعاء في دُبر كل صلاة، واجلس عن القوم، ولا تعجل بالبيعة لهم حتى تعلم ما تؤول إليه الامور.
الهامش :
(1) ذكر المقرم في مقتله، ص155 نقلا عن مثير ابن نما واللهوف : ان عبد الله بن عمر طلب مِن الحسين البقاء في (المدينة) فأبى، وقال : إن مِن هوان الدنيا ...
(2) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس، ص17.
فأردت ان أفهم معنى كلام الإمام الحسين "سلام الله عليه"،(( فوالذي بعث جدي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيراً ونذيراً لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كما نصر جدي، ولقام من دوني كقيامه مِن دون جدي)) لانه كما ورد عنهم : ان كلامنا صعب مستصعب.
الجواب:

أما العبارة التي وقع السؤال حولها وهي: (فو الذي بعث جدي...) لم ترد في رواياتنا وإنما رواها الخوارزمي في (مقتل الحسين 1/190-193). نقلاً عن ابن اعثم في (تاريخه 5/38-44. ط دار الندوة).
أضف إلى ذلك وبناء على ورودهما في تاريخ ابن أعثم أراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يلزم عبد الله بن عمر بما يعتقده من نصرة عمر بن الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يلزم من كلام الإمام الحسين (عليه السلام) لعبد الله بن عمر تصحيح اعتقاد عبد الله بن عمر من كون عمر نصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقام دونه.
إن الكلام على أفضل التقادير تبكيتٌ لابن عمر من أنك لا تعقل حتى ما تعتقده من فعل أبيك مع جدي أو لا تفعل معي حتى ظاهر فعل أبيك مع جدي.



يتبع


رد مع اقتباس