عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/08/28, 10:05 PM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي



. كتب الخوارزميّ الحنفيّ في(مقتل الحسين عليه السلام): أنّه لما سير عمر بن سعد رؤوس الشهداء إلى الكوفة، أقام مع جيشه إلى زوال اليوم الحادي عشر من المحرّم، وبعد الزوال ارتحل إلى الكوفة ومعه نساء الحسين وصبيته وعيالاته وعيالات الأصحاب، فسيروهنّ أسيرات على أقتاب الجمال بغير وطاء، كما يساق سبي الترك والروم، أي السّبي الذين يقعون بيد عساكر الترك والروم يومها، وهنّ ودائع خير الأنبياء، ومعهنّ الإمام السجّاد عليّ بن الحسين -عليه السلام- وهو على بعير ظالع بغير وطاء وقد أنهكته العلّة، ومعه ولده محمّد الباقر وله سنتان وشهور أو ثلاث سنوات.
وقد قلن النسوة لأسريهنّ: بالله عليكم إلّا مررتم بنا على القتلى. فلمّا نظرن إليهم مقطّعي الأوصال وقد طحنتهم الخيل بسنابكها، صحن ولطمن الوجوه، وصاحت زينب العقيلة:«يا محمداه، هذا حسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتّلة».
وأتاهنّ زجر بن قيس فصاح بهنّ فلم يقمن، فأخذ يضربهن بالسّوط، ثمّ اجتمع العسكر عليهنّ حتّى أجبروهنّ على ركوب الجمال.
وفي الكوفة، أدخلن بنات الرسالة فاجتمع الناس هناك للنظر إليهم، فصاحت بهم أمّ كلثوم: "يا أهل الكوفة، أما تستحون من الله ورسوله أن تنظروا إلى حرم النبيّ صلى الله عليه وآله؟!". وأخذ أهل الكوفة يناولون الأطفال التمر والجوز والخبز، فصاحت أم كلثوم زينب -سلام الله عليها-:
"إنّ الصدقة علينا حرام". ثمّ رمت بما قدّموا جانباً، ليفهموا أنّ هؤلاء الأسرى هم من ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله! وكانت لها خطبة في أهل الكوفة عظيمة أنّبتهم بها على أفعالهم الشنيعة، وهتكهم لحرم الرسالة والرسول، أعقبتها خطبة لبنت أخيها فاطمة بنت الحسين -عليه السلام-، ثمّ خطبة بليغة أخرى كانت لأمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليّ -عليه السلام- جاء فيها قولها: "يا أهل الكوفة! سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وسبيتم نساءه ونكبتموه؟! فتبّا لكم وسحقاً! ويلكم! أتدرون أيّ دواه هتكتم، وأيّ وزر على ظهوركم حملتم، وأيّ دماء سفكتم، وأيّ كريمة أصبتموها، وأيّ صبية أسلمتموها، وأيّ أموال انتهبتموها؟! قتلتم الرجالات بعد النبيّ، ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إنّ حزب الله هم المفلحون، وحزب الشيطان هم الخاسرون".
ثمّ كانت للإمام عليّ بن الحسين -عليهما السلام- خطبته الكاشفة، وكان منه دفن أبيه الحسين-عليه السلام- في صبيحة الثالث عشر من المحرم، وبعدها أدخلن السبايا إلى قصر الطاغية عبيد الله بن زياد، فكان منه ما كان من هتك حرمة الرأس الأقدس لسيد شباب أهل الجّنة أبي عبدالله الحسين -عليه السلام-، ومن الاستخفاف والتهديد والشماتة من النساء واليتامى بقتل ذويهم!

وأعظم ما يشجي الغيور حرائر

تظام وحاميها الوحيد مقيد!

فمن موثق يشكو التشدّد من يد

وموثقة تبكي فتلطمها اليد!

كأنّ رسول الله قال لقومه

خذوا وتركم من عترتي وتشدّدوا!



سبي عيالات الحسين – عليه السلام – وهم من أهل بيت النبوة – عليهم السلام و بتلك الصورة المفجعة تعد من أوضح البراهين على عداء عتاة بني أمية لله ولرسوله – صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الشريف – وأن مسؤولية هذه الجريمة الشنعاء تقع على عاتقه الطاغية الفاجر يزيد بن معاوية بالدرجة الأولى وعلى أشياعه بالدرجة الثانية.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 2022/09/08 الساعة 08:57 PM
رد مع اقتباس