حرمة
الغيبة بل
حرمتها من
ضروريات الدين ، وممّا قام عليه
إجماع المسلمين . وقد حكم العقل بحرمتها أيضاً ، لكونها ظلماً للمغتاب ـ بالفتح ـ وهتكاً له .
السيد الفالي واستماع الغيبة
http://youtu.be/ZhkA-deCYjA
ويكفي في إثبات الحرمة قوله تعالى : (وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(4) فإنّه تعالى بعد نهيه عن
الغيبة صريحاً أراد بيان كونها من الكبائر الموبقة والجرائم المهلكة ، فشبّه المغتاب ـ بالكسر ـ بآكل الميتة إمّا لأنّه يأكل الجيف في الآخرة كما في بعض الروايات(5) أو لتشبيهه بالسباع
حرمة الغيبة
السيد المدرسي وآثار الكلام الفاسد
http://youtu.be/lrER6Fy0bpg
قوله : الرابعة عشرة :
الغيبة حرام بالأدلّة الأربعة(1).
أقول : لا إشكال في
حرمة الغيبة في الجملة ، للآية والروايات المتظافرة المتواترة من طرق الشيعة(2) ومن طرق العامّة(3) وأكثر هذه الروايات وإن كان ضعيف السند ، ولكن في المعتبر منها غنىً وكفاية . على أنّها متواترة معنى . بل
حرمتها من
ضروريات الدين ، وممّا قام عليه
إجماع المسلمين . وقد حكم العقل بحرمتها أيضاً ، لكونها ظلماً للمغتاب ـ بالفتح ـ وهتكاً له .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المكاسب 1 : 315 .
(2) راجع الكافي 2 : 356 / باب
الغيبة والبهت ، والوافي 5 : 977 / ب167 (الغيبة) ، والوسائل 12 : 278 / أبواب أحكام العشرة ب152 ، والمستدرك 9 : 113 / أبواب أحكام العشرة ب132 ، والبحار 72 : 220 باب
الغيبة .
(3) راجع سنن البيهقي 10 : 245 ـ 247 . وإحياء العلوم للغزالي 3 : 141 .
(4) الحجرات 49 : 12 .
السيد المرجع المدرسي والقصة المؤثرة
http://youtu.be/Iphqoe3D1Hg
(5) في المصدر المتقدّم من المستدرك ح43 عن القطب الراوندي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) « إنّه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف ، فقال: ياجبرئيل مَن هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس » وهي مرسلة .
ــ[491]ــ
والكلاب ، أو لكون
حرمة الغيبة كحرمة أكل الميتة ، بل أعظم كما في رواية العسكري (عليه السلام)(1).
وقد شبّه عرض المؤمن باللحم ، فإنّه ينتقص بالهتك ، كما ينتقص اللحم بالأكل . وشبّه الاغتياب بالأكل ، لحصول الالتذاذ بهما . ووصف المؤمن بأنّه أخ فإنّ المؤمنين إخوة ، ومن طبيعة الاُخوّة أن يكون بينهم تحابب وتوادد . وشبّه المغتاب ـ بالفتح ـ بالميّت ، لعدم حضوره في أكثر حالات الاغتياب .
وصدّر سبحانه وتعالى الجملة بالاستفهام الإنكاري ، إشعاراً للفاعل بأنّ هذا العمل يقبح أن يصدر من أحد ، إذ كما لا يحبّ أحد أن يأكل لحم أخيه الميّت لاشمئزاز طبعه عنه وشدّة رأفته به ، كذلك لابدّ وأن يشمئز عقله عن
الغيبة ، لكونها هتكاً لعرض أخيه المؤمن .
السيد المدرسي وكثرة الاخبار
http://youtu.be/fIeTHIyXxHI
وقد استدلّ على
حرمة الغيبة بآيات اُخر ، ولكن لا دلالة في شيء منها على ذلك إلاّ بالقرائن الخارجية ، فلا يكون الاستدلال عليها بالآيات ، بل بتلك الاُمور الخارجية .
منها : قوله تعالى : (لاَ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ)(2). وفيه أولا : أنّه ليس في الآية ما يدلّ على أنّ
الغيبة من الجهر بالسوء ، إلاّ بالقرائن الخارجية .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر المتقدّم من المستدرك ح1 عن الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) في تفسيره : « اعلموا أنّ غيبتكم لأخيكم المؤمن من شيعة آل محمّد (عليهم السلام) أعظم في التحريم من الميتة ، قال الله : (وَلاَ يَغْتَبْ) الآية » . أقول : لم يثبت لنا اعتبار هذا التفسير .
(2) النساء 4 : 148 .
السيد الشيرازي والغيبة
http://youtu.be/HNTOGOnuEHs
وثانياً : لا يستفاد منها التحريم ، فإنّ عدم المحبوبية أعم منه ومن الكراهة المصطلحة .
ومنها : قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَة لُمَزَة)(1). وفيه : أنّ الهمزة واللمزة بمعنى كثرة الطعن على غيره بغير حقّ ، سواء كان في الغياب أم في الحضور ، وسواء كان باللسان أم بغيره ، وسيأتي أنّ
الغيبة عبارة عن إظهار ما ستره الله ، وبين العنوانين عموم من وجه .
ومنها : قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(2). وفيه : أنّ الآية تدل على أنّ حبّ شيوع الفاحشة من المحرّمات وقد أوعد الله عليه النار ، والغيبة إخبار عن الفاحشة والعيب المستور ، وهما متباينان . إلاّ أن يكون الإخبار عن العيوب المستورة بنفسه من الفواحش ، كما هو مقتضى الروايات الدالّة على
حرمة الغيبة ، بل في بعض الروايات عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اُذناه فهو من الذين قال الله (عزّوجلّ) : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ) الآية »(3).
ويرد عليه أولا : أنّه خروج عن الاستدلال بالآية إلى الرواية .
الغيبة من الذنوب الكبيرة
قوله : ثم ظاهر هذه الأخبار كون
الغيبة من الكبائر .
يوجب النار ، لدلالة الصحاح المروية في الكافي وغيرها على أنّها ما أوجب الله عليه النار(2) ومن الواضح أنّ
الغيبة كذلك .
(1) رسالة في العدالة (ضمن رسائل فقهية) : 45 .
(2) الكافي 2 : 276 / باب الكبائر .
(3) شرح العروة الوثقى 17 : 381 ، .
والزنا وقتل النفس المحترمة وغيرها من الكبائر المنصوصة ، واُخرى بالتوعّد عليه في الكتاب أو السنّة المعتبرة ، وثالثة بترتيب آثار الكبيرة عليه ، ورابعة بالقياس إلى ما ثبت كونه من الكبائر الموبقة ، كقوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ)(1) وقد ثبت في السنّة المعتبرة التوعيد على
الغيبة ، فتكون من الكبائر .
وتدل على ذلك أيضاً الروايات الدالّة على أنّ الخيانة من الكبائر ، وبديهي أنّ
الغيبة من أعظم الخيانات . ويدلّ على كون
الغيبة من الخيانة قول النبي (صلّى الله عليه وآله) في وصيته لأبي ذرّ : « ياأبا ذرّ المجالس بالأمانة ، وإفشاء سرّ أخيك خيانة فاجتنب ذلك ، واجتنب مجلس العشرة » ولكنّها ضعيفة السند(2).
وقد يستدل أيضاً على كون
الغيبة كبيرة بالروايات الدالّة على أنّ
الغيبة أشدّ من الزنا(3)، وهو من الكبائر ، فالغيبة أولى منه بأن تكون كبيرة .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البقرة 2 : 191 .
( : « ياأبا ذرّ إيّاك والغيبة ، فإنّ
الغيبة أشدّ من الزنا ، قلت : يارسول الله ولِمَ ذاك بأبي أنت واُمّي ؟ قال : لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه ، والغيبة لا تغفر حتّى يغفرها صاحبها » وهي ضعيفة بأبي المفضل ، ورجاء ، وابن ميمون . راجع المستدرك 9 : 114 / أبواب أحكام العشرة ب132 ح8 .
السيد الفالي واستماع الغيبة
http://youtu.be/ZhkA-deCYjA
الوجه الثالث : أنّ المستفاد من الآية والروايات هو تحريم غيبة الأخ المؤمن ومن البديهي أنه لا اُخوّة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين . وهذا هو المراد أيضاً من مطلقات أخبار
الغيبة ، لا من جهة حمل المطلق على المقيّد ، لعدم التنافي بينهما بل لأجل مناسبة الحكم والموضوع .
الشيخ الكافي والمجتمع العربي والغيبة
http://youtu.be/Bg5XriLE1Tk
pvlm hgydfm fg pvljih lk qv,vdhj Y[lhu hglsgldk > ,r] p;l