عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/07/14, 06:40 PM   #1
ملاك العشق

معلومات إضافية
رقم العضوية : 712
تاريخ التسجيل: 2012/11/16
الدولة: قلــ♥♥ــب اخـــ♥ــي
المشاركات: 4,069
ملاك العشق غير متواجد حالياً
المستوى : ملاك العشق is on a distinguished road




عرض البوم صور ملاك العشق
افتراضي شهر رمضان وتدعيم التقوى

بين المادي والروحي تضاد في المنحى والسبل والاهداف، ولكن كلاهما يحتاج الآخر، مثل حاجة الروح للجسد وحاجة الجسد للروح، إنهما على طرفي نقيض ولكنهما لا يستغنيان عن بعضهما، أما اذا تفوق الجسد على الروح، فتلك هي المعضلة الكأداء حقا، حيث يتحول الانسان الى كائن غريزي لا تحكمه ضوابط دينية او اخلاقية او عرفية او غيرها، وتقوده غرائزه ورغباته لارتكاب ابشع التجاوزات، في ظل تراجع روحي وتقهقر قيَمي متواصل، الامر الذي يتطلب انتهاز الفرص المتاحة لتقوية الجانب الروحاني، ويعدّ شهر رمضان الكريم من أهم وأنسب وأفضل الفرص لتحقيق هذا الجانب.

وشهر رمضان المبارك من أهم الفرص التي تتاح امام الانسان المسلم على وجه الخصوص، لكي يتمكن من خلق التوازن بين المادي والروحي في ذاته، وذلك من خلال استثمار الجوانب الروحية وتعميقها في هذا الشهر، حيث اللجوء الى الزهد والتقوى وعيش حياة الكفاف وتدعيم الجانب الروحي، بكل ما يتوفر من امور تعمق الروح وتصونها من الزلل، وهذا ما يمكن أن يستثمره الجميع في هذا الشهر الكريم.

لذا يحتاج الانسان في هذا الشهر المبارك الى تزكية النفس، من خلال تدعيم التقوى في ابعادها كافة، ومنها ايضا إسهام المسلم في عملية الارشاد، وزيادة وعي الناس في عموم مجالات الحياة وانشطتها المختلفة، ابتداءً من ادراك التعاليم الدينية والشرعية والتمسك بها، وحتما هناك تباين في قدرات الناس واراداتهم في تقوية الجانب الايماني لديهم، وتعميق التقوى في نفسهم، واعتمادهم الزهد كاسلوب مميز لحياتهم، فكل له ارادته ودرجة سعيه، كلما كان ساعيا بجد في هذا الاتجاه كلما اقترب كثيرا من حافة النجاح

إذن ينبغي على الانسان أن يتمتع بالمطاولة والصبر، لأن طريق التقوى طويل وشاق ويتطلب صبرا متواصلا، وان اي تلكّؤ يحدث قد يطيح بالانسان للهاوية، وهناك امثلة كثيرة تؤكد تراجع التقوى لدى نفوس كانت قوية ولكنها تعرضت للضعف فسقطت في وحل الانحراف، و تكون الشهوة من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الانسان، لكي يسقط في مهاوي الرذيلة، وقد يتباطأ احدهم في الاستزادة من التقوى، والصلاح، وعمل الاخر الى اجل غير مسمى، على امل أن العمر لا يزال مفتوحا امامه، ولكن هذا التصوّر خاطئ تماما، فالانسان لا يعلم ابدا متى وأين يلقى حتفه، لهذا عليه التزوّد من التقوى والايمان والعمل الجيد في عموم ايامه وسنوات عمره بغض النظر عن كونه شابا او كهلا او شيخا طاعنا في السن، لأن الجميع عليهم أن ينتهزوا فرصة الحياة من اجل التقرب الى الله تعالى، ورمضان المبارك هو الفسحة الزمنية الانسب لتحقيق هذا الهدف.


aiv vlqhk ,j]udl hgjr,n



توقيع : ملاك العشق
رد مع اقتباس