عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/08/07, 05:51 PM   #1
خادمة سراج المتوكلين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2321
تاريخ التسجيل: 2013/11/18
المشاركات: 2,094
خادمة سراج المتوكلين غير متواجد حالياً
المستوى : خادمة سراج المتوكلين is on a distinguished road




عرض البوم صور خادمة سراج المتوكلين
Bebe20[1] الغضب عند الطفل وعلاجه

الغضب الطفل وعلاجه

إن الغضب من الغرائز الفطرية المادية التي تولد مع الانسان ويختلف تماماً عن التوتر، فالغضب مفيد لاجل الحفاظ على النفس والدفاع عنها ... وبه يستطيع رد الاعتداء والانتصار لمظلوميته.. وهو بهذا المقدار صحيح ومطلوب .. بل يعد التقصير فيه مهانة للنفس في المنظور الاسلامي يعرضه للحساب في محكمة العدل الالهي .. لذا قالوا :( من استغضب ولم يغضب فهو حمار )? فمن اعتُدى عليه ورضي بذلك دون الدفاع عن حقه ونفسه فهو تدنى عن الانسانية الى حيث الحيوانية... باستثناء العفو الذي هو خير بالنسبة للإخوة المؤمنين ...

إن زيادة الغضب بالاعتداء على المتعدي باكثر مما سببه للآخر مرفوض ايضا في المنظور الاسلامي، كالتمثيل بجثة القاتل ، او تعذيب السارق ﴿ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ﴾ ( البقرة : 194) .

والقاعدة الفطرية الصحيحة في الانسان هي الغضب الذي يدفع لردّ الاعتداء مقابل أي عدوان يتعرض له ... ويجد - عادة - الأبوان بوادر الغضب عند ابنائهم وبشكل ملحوظ في السنوات ما بين الثلاث الى الخمس .. فلا يكتفي الطفل حينها برد الاذى عنه ? بل يعمد الى ايذاء نفسه بالتمرغ في الارض وضربها بيده ورجليه وحتى رأسه ? كذلك يكسِّر ما وجده امامه.

هذه الحالة ان وجدناها يقوم بها الطفل في الاسبوع مرة او مرتين فهو أمر طبيعي، وان ايذاء نفسه وبهذا الشكل فلأنه يجهل الطريقة التي يردّ بها الاعتداء عن نفسه او لشعوره بالعجز امام المتعدي عليه ? أمّا ان تكررت اكثر من ذلك فهو امر غير طبيعي ويحتاج الى علاج.

وقبل ان نبدأ بعلاج الحالات المرضية، لا بدّ ان نشير الى أمور مهمة نذكّر بها الوالدين باعتبارهم المسؤولين الاولين في زيادة الغضب عند ابنائهم .. فلا الوراثة لها اثر على غضب الطفل وزيادته .. وليس هو خُلق يتعلمه من الآخرين بل زيادته تعود الى تعرضه لسوء التربية ? ونضرب لذلك امثلة كالتالي:

1 ـ تنفيذ ما يريده بعد غضبه :

ان بعض الامهات حين يأتي الطفل اليها طالباً قطعة من الحلوى او جلب لعبة معينة .. فترفض طلبه اولاً لإنشغالها بحديث او أمور المنزل .. فيغضب الطفل ويعلو صراخه وضجيجه ? وتحاول الام إسكاته بالغضب عليه او بأساليب متعددة وهو لا يكف عن الصراخ والضجيج الى ان تعجز الام فتستجيب له وتعطيه ما أراد.

إن هذه الطريقة تدفع الطفل الى زيادة غضبه، والاولى بالأم ان تستجيب له في اول الامر او لا تستجيب له مطلقا، وان زادت المدة التي يصرخ فيها.

2 ـ معاملته بلطف عند غضبه :

إنّ الطفل حين يغضب ويجد الوالدين يتعاملان معه بلطف في ظروف معينة ويستجيبان له في وجود الضيوف مثلاً أو في زيارة احد الاصدقاء ... تشجع الطفل الى زيادة الغضب في هذه الاوقات.. والاولى ان يكون التعامل بالاستجابة او الرفض لطلباته في كل الاوقات باسلوب واحد حتى لا يستخدم غضبه كورقة ضغط على والديه.

3 ـ إصابته بتوتّر النفس :

إن الطفل حين تصاب نفسيته بالتوتر الذي تعود اسبابه الى ما ذكرناه سابقه يتعرض الى ازدياد نوبات الغضب وتكررها في اوقات مختلفة.

4 ـ توجيه الأوامر إليه بصرامة :

إنّ الطفل في مرحلته الاولى تأبى شخصيته النامية ان توجه اليه الأوامر بحدة وتهكم .. لان عدم احترام شخصيته يعتبر احد انواع الاعتداء التي تثير غضب الطفل، بل كل إنسان.

العلاج :
إن من الخطا الاستهانة بالتصرفات التي تثير غضب الطفل وعدم الإكتراث بمعالجتها وبشكل سريع .. لأن زيادة الغضب تجعله متوتراً وبعد مرور الوقت يصبح عدوانياً مشاكساً يفتقد الى المحب والصديق ? بل حتى الى الحياة الحلوة الهانئة .. والطفل حين تأتيه نوبة الغضب يجدر بالوالدين التعامل معه بشكل يختلف عن التعامل معه في الاوقات الطبيعية وهو كالتالي :

1 ـ عدم مناقشته :

إن الطفل في السبع سنوات الاولى من حياته حين يغضب يصبح بشكل يفهم ولا يسمع ما يقال له .. فالغضب يسدّ منافذ وعيه الكبير تماماً .. فلا فائدة إذن أن يقول الوالدان او يعترضا عليه بكلمة او فعل.

2 ـ قبول غضبه :

حين ترفض الأم طلب طفلها في مرحلته الاولى، يهيج ويصرخ ويضرب رأسه بالارض او يحاول تكسير كل حاجة أمامه ... وينبغي ان تمسك الام طفلها بحنان وتمنعه من حركته المؤذية لنفسه او أحد افراد أسرته.. والحذر في مثل هذه الحالة ان تمسكه بعصبية وقسوة، بل بقبول ورضا.. لأنّ الغضب في هذه المرحلة ولعدم استجابة والديه له تعتبر طبيعية لا يحاسب عليها أولاً وتقابل بلطف ثانياً .

3 ـ عدم معاقبته :

يحسن بالوالدين ان يتركا الطفل الغاضب وشأنه ويتحلّون بالصبر وعدم معاقبته وكذلك مكافأته.. فليس من الصحيح ان تقول الأم لطفلها الغاضب وهو في المرحلة الاولى من عمره : لو تسكت اعطيكقطعة من الحلوى .. أو تقول له : إذا لم تكف عن الصراخ سأضربك.

4 ـ الاستمرار بالمطالبة :

لعل الأم تطلب من طفلها في مرحلته الاولى ان يخلع ملابسه او يرتب اشياءه بشكل ودي وجذاب ولكن الطفل يثور ويغضب ويرفض الاستجابة للطلب .. إن على الام ان تتركه في حالة غضبه دون ان تقول او تطلب منه شيئاً، حتى يرجع الى وضعه الطبيعي ثم تكرر طلبها منه بشكل ودي ايضاً .. وهكذا تستمر دون عصبية وحدة حتى يستجيب لها، لأجل إفهام الطفل ان الغضب لا يحول دون الانصياع للأمر فيستخدم الغضب في كل مرة لا يريد فيها الاستجابة لوالديه .




hgyqf uk] hg'tg ,ugh[i



رد مع اقتباس