عرض مشاركة واحدة
قديم 2022/01/04, 03:28 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي كيف تكون الامامة افضل من النبوة

ينبغي اولا ان نفرق بين الامامة كمصطلح لغوي وبين الامامة كمصطلح عقدي
فقد جرت العادة ان نطلق على الزعامة لفظ الامامة فنقول امام الجامع وامام الامة وحتى قائد الجيش يمكن ان نطلق عليه امام وهذا ماواضح في قوله تعالى :
فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ غ™ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
وبين الامامة العقدية التي ورد ذكرها في الاية
وَإِذِ ابْتَلَىظ° إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ غ– قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا غ– قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي غ– قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
فنلاحظ هناك محاور خمسه في هذه الاية توضح لنا هذا الفرق
المحور الاول : ان هذه الامامة تنصيب من الله تعالى
المحور الثاني : انها جاءت بعد ابتلاء واختبار تعرض له الخليل عليه السلام
المحور الثالث : انها جاءت بعد النبوة مما يدل على انها اعلى مرتبة من النبوة
المحور الرابع : ان ابراهيم طلبها في ذريته
المحور الخامس : ان الله تعالى خص بها من ذرية ابراهيم فقط الذين لم يصدر منهم اي ظلم في حياتهم
وهذه المحاور الخامسة دليل واضح وصريح على ان الامامة هنا غير تلك الامامة العامة التي لا تحتاج الى مثل تلك الاجراءات
وقول النبي صلى الله عليه واله وسلم يوضح هذه المسألة بشكل بسيط للغاية
الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا
النبي صلى الله عليه واله وسلم ذكر كلا الامامتين في هذا الحديث
فاما الامامه بمفهومها العام فهي تحدث في قيام الحسن والحسين واما الامامة بمفهومها العقدي في تظهر في قعودهما اي ان الحسين اذا كان خليفة للمسلمين فهو امامهم اي يمارس الامامة العامة
وحتى لو لم يكن خليفة ويقعد في المنزل فهو امامهم
اي يتمتع بالامامة العقدية
وهذا ينطبق على كل ائمة اهل البيت ولا ينطبق على غيرهم
فعمر بن الخطاب كان امام المسلمين بعد وفاة ابي بكر لكن قبل ذلك لم يكن اماما
والحسن كان اماما للمسلمين بعد وفاة ابيه عليه السلام وكان امام بعد الهدنه مع معاوية ايضا
فهو في كلا الحالتين امام
وهذا هو الفرق بين الامام بالمفهوم العام والامام بالمفهوم الخاص
فالحسن تنازل عن الامامه العامة اما الامامه العقدية فلا يمكن التنازل عنها
والامامه التي ربحها الامام علي يوم الغدير هي نفسها الامامة التي خسرها يوم السقيفه وهي الامامه العامة
اما الامامه العقديه فهي ثابته لك منذ يوم جعلها الله في ذرية ابراهيم عليه السلام
فالطبيب قد يخسر وظيفته كمدير لمستشفى او يتنازل لاسباب معينة عن منصبه كوزير للصحة لكن لا يمكن ان يخسر او يتنازل عن علمه كطبيب فيصبح جاهلا بالطب .
افضلية مقام الامامة
كثير من اصحاب التفكير النمطي يستفظعون القول ان الامامة اعلى مرتبة من النبوة و اسباب هذا الموقف هي كالاتي :
اولا : يعتقدون ان الاتصال بالوحي هو ميزة محصورة في النبي دون سائر البشر مما يعطيهم الافضلية على البشر جميعا بما فيهم الائمة
ثانيا : يعتقدون ان الامامة المراد بها هنا الامامة العامة اذن كيف يكون خليفة مثل مروان بن الحكم افضل من نبي مثل موسى الذي كلمه الله
ثالثا : لأن القران ذكر مواهب الانبياء دون مواهب الائمة فهذا دليل عندهم على ان تلك المواهب محصورة في الانبياء فقط
فاما النقطة الاولى فان القران يثبت فسادها
وَأَوْحَيْنَا إِلَىظ° أُمِّ مُوسَىظ° أَنْ أَرْضِعِيهِ غ– فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي غ– إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
فام موسى لم تكن نبية لان النبوة في الرجال فقط
عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا وثلث سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام.
ولاشك ان الاية التالية
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
لم تنزل على اعداء اهل البيت ولا هي في السنن والامثال والفرائض والاحكام انما هي في الثلث الاول
فان كانت نزلت في اهل البيت فقط ثبت ان الامام له اتصال مباشر بالسماء مثل سائر الانبياء
وان كانت الاية عامة فلا يوجد عاقل يرفض الاعتقاد ان اهل البيت احد مصاديقها
وقال ابن عباس «نزل في علي ثلاثمئة آية من كتاب الله عز وجل
وقال مرة: «ما أنزل الله: يا أيها الذين آمنوا، الا وعلي أميرها وشريفها،
فبالاشك ان علي وفق هذا المنطق من الذين تتنزل عليه الملائكة
اذن فان الاتصال بالسماء عن طريق الملائكة لا يعتبر ميزة للنبي على الامام
اما بالنسبة للنقطة الثانية فقد بينا الفرق بين الامامه العامة وبين الامامة العقدية فراجع
اما النقطة الثالثة فان اثبات الشيء لا ينفي سواه فلان القران ذكر ان عيسى يحيى الموتى و يبرأ الاكمه والابرص فهذا لا يعني ان تلك المواهب لا توجد عند الامام الصادق مثلا لكن الفرق ان مواهب عيسى ظهرت بظهور امامته ولم تظهر تلك المواهب في الصادق لان الناس رفضت امامته
ولان مواهب عيسى لم تعصمه من محاولة القتل ولم تحول بين الناس وبين الكفر به وبنبوته فلا مبرر ان يظهر الصادق تلك المواهب في مجتمع يتحرك بنفس الفكر والثقافة والادوات
وقد يقول قائل فان هذا يقتضي تفضيل الامام علي بن ابي طالب على النبي محمد بن عبد الله وهذا خلاف الاجماع
الجواب ان هذا يحدث فقط عندما يكون التفضيل مبني على مقياس ان علي افضل من محمد لانه امام والثاني ليس امام
وهذه قراءة خاطئة جملة وتفصيلا
اولا :ان اية ابراهيم اثبتت امامة النبي صلى الله عليه واله وسلم لانه حقق شروطها وهي عصمته من الظلم وانتماؤه لذرية اراهيم
ثانيا : لننظر الى المنطق الالهي في التفضيل هل هو مرتبط بالامامة والنبوة ام له حكمة اخرى ؟
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىظ° بَعْضٍ غک
وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىظ° بَعْضٍ
هنا التفضيل موجود بين الانبياء والرسل رغم انهم كلهم بنفس المرتبه كلهم انبياء او كلهم رسل فما هي حكمة التفضيل ؟
فان كان موسى نبيا ومحمد نبيا فيتقضي الحال حسب تلك القراءة الخاطئة التساوي بينهما
وقد يكون هناك تفضيل بين الائمة ايضا حسب نفس القاعدة
لكن التفضيل الذي نقصده هو تفضيل مقام الامامة على مقام النبوة
ودليل ذلك في القران لان ابراهيم استحق الامامه بعد استحقاق النبوة اولا وثانيا لان الامامه استوجبت النجاح في الاختبار والبلاء وهذا الامر لم يحدث في النبوة وثالثا ان ابراهيم طلبها في ذريته وهذا ما كان ليحدث لولا ان ابراهيم فهم شرف هذه المرتبه وعرف قدرها فطمع ان تبقى في عقبه وفي ذريته للابد
ورابعا وهذا الاهم ان الله تعالى وضع شرط تعجيزيا على هذا الاستحقاق ( لا ينال هذه الامامة الظالمون )
فمن اراد ان يعترض يجب ان يعترض بدليل
ومن يقول خلاف هذا اما ان يبني قوله هذا على دليل اقوى من هذا الدليل او يهدم هذا الدليل

الذين استحقوا الامامة

يقول صاحب تفسير الميزان رحمه الله واعلى مقامه السيد الطبطبائي
أن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام: من كان ظالما في جميع عمره، و من لم يكن ظالما في جميع عمره، و من هو ظالم في أول عمره دون آخره، و من هو بالعكس هذا.

و إبراهيم (عليه السلام) أجل شأنا من أن يسأل الإمامة للقسم الأول و الرابع من ذريته، فبقي قسمان و قد نفى الله أحدهما، و هو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره، فبقي الآخر، و هو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره
وسئل الامام أحمد بن حنبل عن علي ومعاوية، فقا : «ان علياً كان كثير الأعداء، ففتش أعداؤه عن شيء يعيبونه به
فلم يجدوه، فجاؤوا الى رجل قد حاربه وقاتله، فأطروه كيداً منهم به
اعتراف امام الحنابله وهم الفرع الاكثر تعصبا في انكار الامامه على ان الامام علي لم يصدر منه اي ظلم طوال حياته وان كنا لا نعتبرها قاعدة نبني عليها اثر
الا ان لها قيمة علمية في الاحتجاج على المخالف والمعارض
والخوارج رغم بغضهم لعلي ورغم انحرافهم الذي يجعلهم لا يتورعون عن الكذب عليه لم يجرؤا ان ينسبوا له اي ظلم او نقيصة تبرر قتالهم له سوى انه اخطأ في قبول التحكيم لانهم لو فعلوا هذا لافتضحت دعوتهم وبان بطلانهم فيتفرق الناس عنهم لان اهل المكة ادرى بشعابها
فهم اعرف بالمجتمع الذي يقاتلون فيه عليا بانه لا يصدق اكاذيبهم عليه
واكتشف المتأخرون من النواصب الى هذه المسألة الخطيره وشعروا بخطرها على عقيدتهم فاخذوا يختلقون لعلي بعض المثالب الوهمية التي لا تصمد امام النقد والتحليل ثواني معدوده لكن على الاقل كانت كافيه لتلهي عقول الاغبياء والسذج من اتباعهم الذين مازالوا يضعون ثقتهم بهم على انهم اهل الاختصاص فلا موجب للاختلاط بعلمهم والاختلاف معهم
لذلك كل ما جاء من روايات تنسب لعلي مواقف تهدم عصمته كلها باطله وفاسدة علمياً بلا استثناء


;dt j;,k hghlhlm htqg lk hgkf,m hgkf,m htqg



توقيع : عبد الرزاق محسن

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرزاق محسن ; 2022/01/04 الساعة 05:31 PM
رد مع اقتباس