الموضوع: الهموم والحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/05/02, 03:38 PM   #1
al7azen

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1052
تاريخ التسجيل: 2013/02/14
المشاركات: 2,362
al7azen غير متواجد حالياً
المستوى : al7azen is on a distinguished road




عرض البوم صور al7azen
Thumbs up الهموم والحياة

المشاكل جزء من الحياة، هذا إن لم تكن حياتنا نفسها سلسلةً من المشكلات والحلول، تتعاقبُ في صورةٍ عمر، هو مدّةُ بقائنا أحياءً.. وأزعمُ أن نسبة المشكلات، في حياتنا، أكبر من نسبة الحلول، وأن كثيرا من المشكلات ناشئٌ عن حلولٍ سابقة أصلا.. وهكذا، نشبه ذلك الرياضي الذي بدأ عمليةً حسابية، وهو لا يدري -على وجه الدقّة- لماذا، ثم تمادتْ به وتشعّبت إلى معادلاتٍ معقّدة، وماتَ وبليَ قلمه وفنيتْ أوراقه، والمعادلة ما انتهتْ!


ثم نكتشف، ربما بعد فوات الأوان، أن حلَّ كثيرٍ من مشاكلنا، هو أن لا نعترف بها. أي أن نعي بعبثية الوعي بها!


ثم نكتشف أيضا أن آمالنا أطول من أعمارنا، كأنها السرابُ المتراقص على الأفق، الذي يغريك بالمسير كيلا تموت عطشا هنا، مع أنك ستموتُ عطشا هناك، غيرَ بعيد!


قال ابن عيينة: (الدنيا كلها غمومٌ، فما كان فيها من سرور فهو ربح).


وأقول: إنها تعبٌ، وسعادتُنا فيها لا تعدو أن تكون فرصةً لالتقاط الأنفاس، لنواصلَ التعب!


صدق المعرّي إذ يقول:



تعبٌ كلها الحياةُ فما أعجبُ * إلا من راغبٍ في ازدياد!



وقفة مما راق ...


و أتبعها بوقفة أخري عن أثر بعض المشكلات من هموم



الهمُّ في اللغة واحد الهموم، أي مفردها. ومعناه التداولي في مجتمعنا يشيرُ إلى شيئين: الهمُّ، بمعنى الحزن والكآبة.. وأيضا، ما بعثَ على الحزن والكآبة. أي أنه السببُ والأثر معا، الشعور وما أثارَ الشعور، كلاهما يشمله معنى الهمِّ في مفهومنا الاجتماعي. أما معناه في متن لغة العرب؛ فأوسع..


أقول: كثيرا ما يكون شعورنا بالهمِّ، وما يترافقُ معه من ضيقٍ وكآبة واضطراب، أكبر مما أثارَ الهمَّ وبعثَه، وأحيانا أكبر بكثير، بحيث نبدوا وكأننا أطفال لا يتردّدون عن النشيج وسحِّ دموعهم وابتذالها لأن لعبةً انكسرت أو عصيرا انسكب، اللهم أن الكبار يختلفون عنهم في موضوع الهمِّ وفي صور التعبير عنه، لكن الألم النفسي لا يختلف. ربما يعود سببُ عدم إدراكنا لهذه الجزئيّة إلى أن الكبار أكثر تجلّدا وأقدر على حبس الدمع وقمع البكاء، وهذا لا يعني بالضرورة أنهم أقل وجعا. فالهمومُ إذن متناسبة مع الأعمار، تكبر مع الإنسان فيكبر معها حزنُه، حزنُه هذا الذي يظهر أنه لا يتناسب مع الهم، عدمُ التناسب يبقى ولا يتغيّر، عند الكبار والصغار على حدٍ سواء، حتى وإن تغيّر الهمُّ واختلفت صورة التعبير عنه بسببِ تغيّرِ الأعمار. بمعنى أن العلاقة المختلّة بين مشاعر الهمِّ وسبب الهمِّ: ثابتة كما هي، لا يُؤثر فيها الفارق العمري، هذا فيما يظهر لي.


هذا التصوّر قد يفيد في أن الوعي باختلال تلك العلاقة، هذا الاختلال الذي من صفته الثبوت، يساعد عن التخفيف من الهمِّ وإحباطاته وآلامه، فماذا يعني أن تتأخر ترقيتك أو أن تُسرق سيارتك أو أن يغدر بك صديقك.. إلخ، لا تضخّم الأمور ولا تعطيها أكبر من حجمها، لا بأس احزنْ، تذمّرْ، لكن على بقدر.. صدقني أنت تحزن على كثيرٍ من الأشياء بأكثر مما ينبغي، والفرق بينك وبين الطفل الذي يصيح لضياع حاجته؛ فرقٌ بالكم، لا بالنوع


اللهم فرج هم كل مهموم و فرح قلبه و أرزقه رضا مكتمل



حفظكم الرحمن




hgil,l ,hgpdhm



رد مع اقتباس