عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/06/23, 01:51 AM   #4
أسد الله الغالب

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2911
تاريخ التسجيل: 2014/03/26
المشاركات: 861
أسد الله الغالب غير متواجد حالياً
المستوى : أسد الله الغالب is on a distinguished road




عرض البوم صور أسد الله الغالب
افتراضي

ب) 9ـ إن الإرادة في الآية المباركة تكوينية ( وهي بطبعها لا تتخلف لا تشريعية ) (17)
تنبيه مهم لابد من ذكره :
قد يقال ألا يؤدي القول بكونها تكوينية إلى القول بالجبر؟؟؟ وللرد على هذا الإشكال أنقل لكم أعزائي القرَّاء كلام العلامة السيد علي الميلاني حفظه الله ونفعنا بعلومه ومتعنا بطول بقائه ( وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة في كتبهم بما ملخصه :إن الله سبحانه وتعالى لمّا علم أن هؤلاء لا يفعلون إلا ما يؤمرون به وليست أفعالهم إلاّ مطابقةً للتشريعات الإلهية و كذا الحال فيما يتركون وبعبارة أخرى : جميع أفعالهم وما يتركون هي المصداق الأسمى للتشريعات الإلهية وهي التجسيد الراقي لها أي جميع ما يفعلون و ما يتركون ليس إلا ما يحبه الله سبحانه وتعالى فلما علم سبحانه منهم هذا المعنى لوجود تلك الحالات المعنوية في ذواتهم المطهرة وتلك الحالة المانعة من الاقتحام في الذنوب والمعاصي جاز له سبحانه وتعالى أن ينسب إلى نفسه إرادة إذهاب الرجس عنهم ....).وكأني أفهم من كلام السيد الجليل أن الإرادة ما هي إلا كاشفة عن ما سيصدر من آل محمد من أنهم لن يخالفوا ما يريده الله وما تقتضيه شريعته وأنهم سيقومون بتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى على أتمّ وجهٍ وهو بمثابة إخبارنا عن طلوع الشمس غداً فإن ذلك لا يدل على أن لنا أثراً أو تأثيراً في طلوعها وإن كان ما أخبرنا به واقعٌ لا محالة استناداً إلى علته الخاصة به أو على حد قوله تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } سورة محمد 17 وقوله سبحانه {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبلنَا وإن الله لمع المحسنين } سورة العنكبوت الآية 69.
واعلم أن الإشكال لو صح القول به فهو لا يختص بـ ( آية التطهير ) وإنما يشمل جميع القضايا الأزلية كاختيار الأنبياء وعصمتهم ومنح الاستعدادات الأولية والكمالات الخلقية من جمال الهيئة وسلامة الأعضاء والحواس والفطنة والذكاء بل وصفاء الروح واعتدالها فهل ستتنكر لهذه البديهيات و الواضحات ؟؟؟!!!! و ما هو جوابك عنها ؟؟؟ !!! إذ كما يقال حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد !!! فهل من إجابة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وخلاصة القول أن هذا اللطف والتوفيق الإلهي الكبير جاء استجابة لطاعتهم وإخلاصهم واستحقاقهم بل الآية المباركة قد حكمت لهم بالمزيد من الطهارة بدلالة أن المولى سبحانه وتعالى قد قال يريد) بالمضارع لا بالماضي للدلالة على الاستمرار والزيادة و عليه وهذا واضح في انتفاء الجبر كوضوح الشمس في رابعة النهار لمن لم يعمه التعصب ويضله الهوى , وقد دعا النبي الأعظم بمضمون الآية تأكيدا وطلبا لاستمراره ودوامه فالداعي يعلم أنه أن الله خلع عليه الوجود و أفاض عليه الجوارح ووهبه النعم تكوينا ولكنه يسأل الله ويدعوه استمرارها ودوام الإنعام بها وعدم زوالها وقد ينزل الدعاء في مثل هذه المواضع منزلة الشكر والحمد على النعمة.
وهنا تساؤل لا بد من طرحه
ما الفرق بين التطهير في آية التطهير والتطهير في قوله سبحانه وتعالى{.........ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون } سورة المائدة الآية 6 وقوله عز اسمه {.......ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان } الأنفال الآية 11؟؟؟؟؟؟
الجواب : 1ـ الإرادة( في الآيتين المباركتين من سورة المائدة وسورة الأنفال ) إرادة تشريعية وهي وضع أحكام الطهارة من غسل ووضوء وتيمم والهدف هو طهارة الناس ( من ماذا ؟؟؟ ) من الحدث والخبث وبديهي أن بعضهم سيمتثل لهذه الأحكام ويعمل بمقتضاها فيقع التطهير لذلك الممتثل بينما سيعرض آخرون ولن ينفذوا هذه الأوامر الشرعية العظيمة كما هو واضح ولو كانت إرادة إلهية على نحو التكوين لما أمكن لأحد أن يتخلف عن تطهير نفسه أما التطهير في آية التطهير فهو عن الذنوب والأرجاس والآثام والنقائص والإرادة فيها تكوينية.
هذا والإرادة التشريعية تتعلق بفعل الغير على ضوء إرادته واختياره وفي الآيتين أضيفت إرادة الله إلى أفعال الناس وغايتها أن يقوم المؤمنون وفق اختيارهم بالوضوء والتيمم وكون الإرادة تعلقت بفعل الإنسان نفسه فهذا دليل لا أقوى منه على أن الإرادة في قوله تعالى {..... يريد ليطهركم ...} تشريعية لا تكوينية بخلاف آية التطهير إذ أن الإرادة فيها إرادة تكوينية فأين هاتين من هذه ؟؟؟!!! قاتل الله التعصب المقيت والمكابرة .
2ـ إن الحديث في آية الأنفال في قصة بدر إنما هو عن السبب في إنزال ماء المطر عليهم حينما كانوا بحاجة إليه كما هو صريح الآية فليس الكلام فيها ناظراً إلى التطهير عن الذنوب والنقائص كما في آية التطهير كما قدمنا وفي سورة المائدة فإنها إنما تتحدث عن السبب في تشريع الوضوء أو التيمم أو الغسل فالتطهير المراد هو الذي يناسب ذلك بخلاف التطهير في سورة الأحزاب الناظرة إلى التطهير عن الرجس وكل النقائص عن أناس بأعيانهم دون كل من سواهم شأن هذا التطهير في آية التطهير شأن التطهير في قوله سبحانه وتعالى { وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين } ( آل عمران الآية 42 ) من هذه الحيثية فتأمل !!!! ويؤكد هذا الفارق ما سبق وأن ذكرناه في دلائل على أن آية التطهير الإرادة فيه تكوينية لا تشريعية .
10ـ لو كان المخاطب بالآية الشريفة نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن للشرط والتقييد أي معنى وجيه في قوله سبحانه وتعالى { يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتنَّ } (21) إذ يفترض بأن تقواهن حاصلة يقيناً بشهادة آية التطهير والشرط يفيد التعليق دون تأكيد الحدوث . ثم تأمل إنه قال (إن ) ولم يقل (إذا) كما سبق أن بيناه .
11ـ تخييرهن بين الله ورسوله والدنيا وزينتها ، والإخبار أن للمحسنات منهن أجراً عظيماً ... { فإن الله أعدَّ للمحسنات منكنَّ أجراً عظيماً } (22) دليل على أن منهن محسنات ومنهنَّ غير محسنات وكل ذلك يتنافى مع كونهن المخاطبات بآية التطهير ؛ لأن مفاد آية التطهير أنهن جميعاً محسناتٍ – لا أن منهن محسنات وغير محسنات .
12ـ تخييره صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجى من يشاء منهن ويؤوي إليه من يشاء لقوله سبحانه وتعالى { تُرجى من تشاء منهنَّ وتؤوي إليك من تشاء } (23) . قال ابن عباس : ( أي تطلق منهن من تشاء وتمسك من تشاء ، وقال أبو جعفر عليه السلام : من أرجى لم ينكح ومن آوى نكح) وهذا يتنافى مع القول بنزولها فيهن إذ كيف يتوجهن بوسام التطهير لكونهن أهل البيت ثم يعطي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاحية التطليق ، الذي يؤدي إلى انتزاع ذلك الوسام منهنَّ كما سيأتي لاحقاً .
يتبع :


رد مع اقتباس