لماذا لم يشرب العباس عليه السلام الماء قبل الحسين عليه السلام ؟
ـــــــــــــ ..... ـــــــــــــ
وجاء في مضمون الجواب لسماحة العارف بالله اية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله سره)
نبغي أن يكون الجواب واضحاً، بعد كل الذي سبق أن عرفناه وذلك على عدة مستويات، نذكر منها:
المستوى الأول: انه لم يكن يوجد أي سبب في ذلك الحين مما يؤدي إلى نجاة الحسين سلام الله عليه من القتل فحتى لو شرب العباس الماء بالمقدار الذي يحتاجه جسمه أو أكثر، وتشجّع وقاتل أكثر مما قاتل، فانه لم يكن بالممكن أن ينجو هو ولا أخوه الحسين سلام الله عليهما من القتل، بل السبب لقتلهم موجود ومتحكم لا محالة.
المستوى الثاني: انه وجد من الخيانة لأخيه وذويه أن يكون رياناً بالماء وهم عطاشى، وهذا ما يصرّح به التاريخ وقد نطق به الشعر الذي نقلناه عنه بصراحة.
وهو أدب إسلامي عالٍ أمام الله سبحانه. ومن هنا قال: [تالله ما هذا فعالَ ديني].
المستوى الثالث: انه شعر بتكليف في ذلك الحين بوجوب الإعراض عن شرب الماء وأطاع تكليفه ذاك. وهذا الشعور يكون بأحد أساليب: إما بالإلهام أو بالرواية عن رسول الله عليه وعلى اله الصلاة والسلام أو عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها، كما نقل عن بعض الروايات.
المستوى الرابع: انه سلام الله عليه أراد أن يموت عطشاناً عمداً أمام الله سبحانه، لأن ذلك اكثر أجراً وأعلى مقاماً. ومن هذا القبيل ما روي عن أبيه أمير المؤمنين سلام الله عليه: انه دعاه أخوه في بعض الأيام في منزله على مأدبة، فأكل ثلاث لقم فقط ثم سحب يده فقال له [هلا أكلت يا أمير المؤمنين] فقال: [إن هي إلا ثلاث وأريد أن ألقى ربي خميصاً].
إذن فكما إن أمير المؤمنين يريد أن يلقى الله جوعاناً فكذلك ابنه العباس يريد أن يلقى الله عطشاناً.
وينبغي أن نلتفت إلى أن المستوى الأول هو الأهم فقهياً، وهو الذي فتح الباب للعباس سلام الله عليه إلى أحد المستويات الثلاثة الأخرى، لوضوح أَن شرب الماء لو كان سبباً للنجاة كان واجباً، ولا تقوم أمامه المستويات الأخرى اطلاقاً، إلا أننا عرفنا أنه لا يحتمل فيه ذلك.
ــــــــــــ ..... ـــــــــــــ
الجواب لولي الله المقدس محمد محمد صادق الصدر (قدس الله سره)
في كتاب اّضواء عَلى ثـَورة الحُـــسين(عليه السلام)
ونســألكُم الدُعــاء
glh`h gl davf hgufhs ugdi hgsghl hglhx rfg hgpsdk